آنجِيلوس١٩٤٠ || YM

By 00melas

196K 17.6K 26.4K

كُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الأ... More

مُقدمة
-١- حَانةُ المَوتِ المُفاجِئ
-٢- سُوناتا "مثيرٌ للشفقة"
-٣- سُوناتا الرَّقم واحِدٌ وعشرون
-٤- المَعزوفة الرَّابعة ( اختناق)
-٥- سيمفونية ضَرباتُ القَدر
-٦- المعزوفَة الثالثة عَشر
-٧- تضحية مُوسيقية
-٨- بِجانب البُحيرة
-٩- المَعزُوفة الثّانِية والعُشرون َ
-١٠- الجَاز عَبر شَوارع بِرلين
-١١- مَعزُوفة أُوبِرالية
-١٢- لَيلة كَئيبة
-١٣- تراقُص الأجسَاد
-١٤- نُدبةٌ قَديمة
-١٦- السُقوطُ السَادس
-١٧- السُّوناتا السَّابعة عَشر
-١٨- رِحلة الى مَكانٍ بعيد
-١٩- مَشهدٌ مِن صُنع شِيكسبير
-٢٠- السُوناتا التَاسِعة و الخَمسُون
-٢١- مُوسِيقى الأُورغن الشَهيرة
-٢٢- رِسَالةٌ الى آلفرِيد
-٢٣- الحَرَكة الأُولى
-٢٤- ليلة موسِيقية قَصِيرة
-٢٥- لِقاءٌ بعد فُراق
-٢٦- مَعزوفة الجَرسْ
-٢٧- جُزئية الشِتاء
-٢٨- سيكلوجيات شائعة
-٢٩- السوناتا الأولى
-٣٠- حانةٌ في مَانهايم
-٣١- مُذَكَرة آلفريد
-٣٢- النِهايَة
- مَعزوفةَ مُميزة ١/٢ -
- مَعزوفَة مُميزة ٢/٢ -

-١٥- ضَوء القَمر

4.7K 486 664
By 00melas

Enjoy
***********

جيمين

أنهيت للتو كِتابة خطابي لجونغكوك و الذي احتوى على كُل حرفٍ نطق به هانس و كل كَلمةٍ زللَ بها لسانه ،

بالإضافة الى ما استمعت اليه من اجتماع الحزب في مكتب الجنرال عن بناء جدارٍ يفصل بين القسم الشرقي و الغربي من المانيا

لم أتوقع بأن يكون عام ١٩٤١ حافلاً بالأحداث مِن بدايته ...

في هذه الفترة هانس هو ورقتي الرابحة أكثر من الجنرال الذي لن يُفيدني بأي شيء فهو يتكتم على جميع أموره

و مهما كان قُربي منه سأبقى بعيداً عن أي شيء يطال مَنصبه

.

انه مُنتصف الليل و حان و قت خروجي حيث تلك الكَنيسة التي جمعت بيني و بين ذلك الشاب

كالعادة أجتاز الممر المُظلم بهدوء أو عذا ما اعتقدته قبل أن أسمع باب غُرفة الجِنرال يُفتح

اختبأتُ خلف أحد الجدران و عقدت حاجباي عندما رأيت صوفيا تخرج من غُرفته بشكلٍ مُبعثر

أوليست صوفيا صديقته المقربة و ابنة أخِ دورثيا و حسب ، اذاً ماللذي يفعلانه في هذا الوقت المتأخر من الليل

شددت على قبضتي بغضب و انتظرت ابتعادها عن المكان لأخرج مُجدداً شاعراً بالضيق و الانزعاج

ابتسمت بسخرية فكلام هانس عنه كان صحيحاً ، ياله من منحرفٍ شهواني ، أيصعب عليه الاكتفاء بشخصٍ واحد ؟ ..

عندما وصلت لباب الحديقة الأمامية تم سحبي مِن قِبل أحدهم لترتفع نبضات قلبي خوفاً من اكتشافي

تنهدت مُرتاحاً حين رأيت ذلك الشاب لكنني عُدتُ لتوسيع عيناي عندما استوعبت الموقف الخَطِر الذي نحن عليه الأن

" ماللذي تفعله هنا؟ هل جُننت المكان مُحاطٌ بالحراس "

"  لا تقلق أنا ماهرٌ بالتسلل ، الكنيسة و كافة الأحياء تمت مُحاصرتها من قبل الجنود ، يشتبهون بوجود يهوديٌ هارب في برلين لذا يتم تفتيش جميع البيوت وحتى الكنائس "

أصابني اضطرابٌ شديد و تذكرت على الفور تلك الأيام التي عِشتها بخوفٍ من اي اقتحامٍ قد يحصل في أي وقت

لابد و أن ذلك الشاب يمر بحالاتٍ فظيعة من الخوف و اتمنى من كُل قلبي
أن ينجو من بين أيديهم

أخرجت الرسالة و رغبت بتسليمها له لكنه نفى لأستعجب من صَدِه

" السيد جونغكوك مفقود و لأ أحد يعلم بمكانه "

الخبر نزل على مسامعي كالصعقة ، جونغكوك مُختفي أي يعني بأنني أصبحت بلا أي حماية

" مفقود ؟ كيف ؟ أعني أين كان مكان تواجده الأخير "
سألته فاختفاء جونغكوك بهذه البساطة لا يعني سوى بأنه تم اكتشافنا

" يُقال بأنه ذهب الى ريف هامبورغ و لم يَعُد بعدها "

قضمت شفتاي و شتت نظري جاهلاً بما أفعل تالياً

" ماللذي يجب أن أفعله الأن "

" الرائد هوسوك و السيد نامجون يعملان على اخراجك من القصر لأن الوضع حولك أصبح غير مُطمئن لذا استعد للرحيل من برلين "

قال كلماته ثم استعد للذهاب في طريقه لكنني أمسكت بيده مانعاً إياه

" ما اسمك"

تنهد و افلت يدي

" لا يُمكنني التصريح باسمي الكامل لكن نادني باسم جين"

ليرحل بعدها و أبقى أنا مشوش العقل فرحيلي عن القصر فجأة ليس أمراً سهلاً ، الجنرال لن يدعني و شأني قبل مُضي مدة عقدنا

و الى ماذا يُخطط الرائد و نامجون ، و السؤال الأهم هو أين جونغكوك

أظافري حُفرت في باطن كفي لشدة توتري من مستقبلي المجهول و أقدامي أخذتني حيث الحديقة الخلفية و بحيرتي المُفضلة تحديداً

جلست على كُرسي البيانو مُتأملاً مفاتيحه بِبُؤسٍ شديد فحياتي مازالت ليست مِلكي و هناك من يتحكم بها

ابتسمت بأسى على حالي فربما لهذا السبب بالتحديد انجذبت للجنرال ، فمعه أشعر و كأنني مِلكٌ لنفسي و لقراراتي

في هذه الليلة الكَئيبة خطرت لي معزوفة بيتهوڤن 'ضوء القمر'

و لأن في هذه الليلة المُقمرة و التعيسة لا يُشاركني سوى القمر في مُقاسمة هُمومي

وَضعت يدي على المفاتيح أعزف لَحن المعزوفة كَعزاءٍ أُقدمه لنفسي التي اختنقت حتى لفظت أنفاسها الأخيرة و تهالكت

يالها مِن ليلة مليئة بالمشاعر الحزينة و يالي مِن أحمقٍ ظنَّ بأن الليالي السعيدة تُناسبه

لكن لا فها أنا أُعاشر الحزن من جديد و يبدو بأنني لن أُفارقه أبداً

شعرت فجأة بأن العالم أصبح خالياً مِن سِواي و كأنني طوال الوقت كُنت أواجه اللاشيء حرفياً ، و الأن حان وقت نهاية استعمالي لذا سيتم رميّ في قَفصي مُجدداً

قد يبدو كلامي مُبالغاً به لكنها و للأسف مشاعري الحقيقية و مازاد الأمر سوءً هو رؤيتي لصوفيا تخرج من غرفة الجنرال بِكل انتشاء

أرغب بالبكاء و النَحيب لكن عيناي تأبى اخراج الدموع التي فارقتني منذ أمدٍ بعيد على الرغم من وجود تلك الغَصة في حلقي و الحَرقة في قلبي

الجميع يمتلك هوية أو شخصية لا تُشابه أي أحدٍ أخر لكنني لست كذلك فأنا مجهول الهوية كوني لا أنتمي الى أي رأي أو حِزب

على الرغم من انتمائي للحرية المُطلقة الا أن الجميع ينبذ هذا الانتماء و يفضلون الأحزاب السارقة على الإخلاص و الشرف

لا أريد تغير نظرتي لنامجون أو إطلاق أي أحكامٍ عليه لكنه بدأ بالانجراف في طريق الطمع بالمزيد و استهلاكي و استهلاك قدراتي الى حد النفاذ

و الأن و بكل بساطة يريد اخراجي من القصر من دون أن احقق هدفي بالانتقام من آلفريد و جنوده

.

أيادٍ باردة امتدت لتلمِس رقبتي و هذه المرة بقيت ساكناً دون أن أفزع فقد توقعتُ مَجيئه بعد سماعه لعزفي

اكملتُ معزوفتي الى نهايتها ثم بصمتٍ استقمت من مكاني أنوي أخذ خيباتي معي والذهاب الى غرفتي أو سريري تحديداً

منعني الجنرال بالطبع و أمسكَ بيدي لكنني سحبتها بقسوة

" لا تَلمسني "

عقد حاجبيه و تقدم مني أكثر
" مابك ؟ لِمَ تبدو غاضباً"

ابتعدت عنه و نظرت في عينيه
" لا شأن لك، فقط لا تلمسني أبداً من الأن فصاعداً"

" جيمين ماللذي يحدث ، لِمَ تُجافيني بهذه الطَريقة"

تحدث بأكثر النبرات لُطفاً ظناً مِنه بأنني سألين لكلماته ،لذا  ابتسمت ساخراً على مُحاولاته

" لا أرغب بأن أكون مُجرد رَقم ، مُشكلة حياتي الأساسية هي أنني كُنت و لا أزال  رقمٌ مجهول ، تُشاركني السرير اليوم و غداً مع غيري و اليوم الذي يليه مع أحدٍ أخر  و على هذا المُنوال حتى أُصبح مُجرد رقمٍ في قائمة من مارست معهم "

" ما الذي تتحدث عنه جيمين ، أنا حقاً لا أفهمك"

" لا تقترب مني و لا تلمس أي جزءٍ بي ، انسى كل ما جرى ما بيننا يوماً و الى يوم رحيلي عن هذا القَصر دع علاقتنا رسمية لا تتجاوز أوقات عملي"

رأيت عيناه تحتد و وجهه يُكسى بالملامح الغاضبة

" أتظن الأمر بهذه السهولة ؟ لو أنني أستطيع لفعلت مُنذ زمن لكن كُل شيء خرج عن السيطرة الأن جيمين ، ثم من قال بأنك رقم أو أي هُراءٍ مما تحدثت عنه ، هل رأيت أحداً يدخل غرفتي ليلاً سِواك؟"

رفعت حاجبي باستنكارٍ لكذبه الواضح

" لم أرى أحدٌ يدخل لكنني رأيت صوفيا تخرج مِن غُرفتك بملابس لن أستطيع وصفها لشدة فظاعتها ، اذاً ماللذي تفعله مع سيدة شِبه عارية في منتصف الليل أيها الجِنرال ؟ و دعنا لا ننسى حبيبك العزيز على قلبك "

" توقف عن التفوه  بإمورٍ لم تحصل جيمين ، أنا لم -"

قاطعته عن الكلام فلا رغبة لي بسماع تبريراته الواهية ، أنا مُتعبٌ للغاية و كُلي بالكامل  مُتعب

" اسمع لا يهمني حقاً ، مارس مع من تشاء و افعل ما تريده ، فقط ابقى بعيداً عني "

ثم رحلت الى وجهتي بقلبٍ مُحطم و تَساؤلاتٍ كثيرة

*****************

هامبورغ

تم تقييده منذ مدةٍ طويلة في مكانٍ مُظلم و بارد داخل ذلك المنزل الغريب في ضواحي هامبورغ

سيدة كبيرة في السن تقوم بزيارته بين الحين و الأخر و تُقدم له الطعام و الماء بأمرٍ من سيدها تايهيونغ

في كل مرةٍ كان المُقيد يترجها و يسألها عن مكانه و سبب تواجده هُنا كانت تتجاهله و ترفض الحديث معه

و هو على هذا الحال من أيامٍ طويلة

جعد عينيه حين فُتح الباب و ظهر من خَلفه جَسدٌ ضئيل على كُرسيٍ مُتحرك

صمتٌ دار بينهما لمدةٍ قصيرة حتى تم قَطعه مِن قِبل الشاب المُقيد

" من أنت و أين أنا "

فرك تايهيونغ يديه ببعضهما بتوتر فعلى الرغم أن من أمامه مُقيد و لا يستطيع أذيته الا انه مازال يشعر بالخوف من مُقابلة أُناسٍ غُرباء

" أرجوك أجبني فأنا لا أنوي لكم أي سوء"

زفر تايهيونغ أنفاسه و تحدث بصوتٍ خافت

" انت افتحمت منزلنا في إحدى الليالي و دخلت غرفتي ، الا تَذكر ؟"

عينا الشاب شردت في الفراغ ، يحاول تذكر ما يتحدث عنه تايهيونغ لكنه لا يذكر أي تفصيل من تفاصيل ما حدث

" لا أستطيع تذكر شيء و لكن صدقني لا بد وأنني كنت ثملاً و حتماً كُل ما فعلته كان خارجاً عن سيطرتي و لم أتقصد اقتحام منزلكم تحديداً لذا ارجوك من فضلك دعني أرحل "

حرك تايهيونغ رأسه نافياً

" لا أستطيع الأن ، اخي لم يتفقدك بعد و لم نتأكد من نواياك حتى الأن فالكلام سهل و لكن ماللذي يضمن لي بأنني عندما أفك قيدك لن تشي بي للحكومة و تخبرهم بأن الجنرال آلبير يمتلك أخاً مُقعداً "

" من؟ من يكون أخاك ؟"
بتلعثمٍ قال الشاب

" بل من تكون أنت ؟ و ما نواياك ؟"

نظراتٌ غاضبة و ملامحٌ منزعجة احتلت ملامح تايهيونغ عندما تأخر الشاب بالإجابة

" جيون جونغكوك ، أبي هو الضابط جيون"

*************

بِرلين - صباحاً

جيمين

كان صباحي مُتعكراً كما هو صباح الجنرال الذي بقي عابساً طوال الوقت و لم ينطق بأي كلمة حتى عندما حاول هانس اغاظته

حديثنا في الأمس سبب فجوة كبير بيننا و أنا الأن أشعر باضطرابٍ في مشاعري ، لست سعيداً و لست نادماً

لا أعرف كيف أصف التشوش في داخلي و الكلمات قد فرت من ذهني و فمي لكن كُل ما أستطيع قَوله هو أنني عالقٌ في دوامة

دوامةُ مشاعري المجهولة للجِنرال

" هُناك مَكان يجب أن نزوره سوياً ، سأكون في انتظارك بجانب العربة "

يونغي قال و لم يُعطيني أي فرصة للموافقة أو الرفض بل رحل من أمامي الى حيث أخبرني

تنهدت و استقمت من خلف المائدة  لكن سؤال هانس أوقفني قبل أن أرحل

" هل يُعاملك الجنرال بطريقةٍ سيئة ؟ لا أشعر بأنك مُرتاحٌ معه"

ابتسمت بجانبية و أومأت

" نعم هو يُعاملني بقسوة لكن لا بأس "

أجبته كاذباً بحقيقة الجنرال ، فهو و منذ مجيئي لم يُعاملني الا بلطف لكنني رَغبت بمجاراة هانس في ألعابه لعلي احصل على المزيد من زلات لِسانه

" إن أردت يمكنني مُساعدتك على الهروب من هنا "

الجميع يتحدث عن هروبي من قصر الجنرال و كأنهم يعرفون أي تَكمن مَصلحتي أو ما أرغب به

" لستُ سجيناً كَي ألوذ بالفرار "

قلت ما أرغب بقوله ثم توجهت الى الحديقة الأمامية بعد ان ارتديت معطفي و قفازاتي

" الى أين سنذهب؟ "

سألته عندما انطلقت العربة و بكل بروُدٍ أجابني

" لا مكان ، ارغب بالحديث معك بعيداً عن القصر و لربما التجوال في المدينة قد يعيد عقلك الى وعيه"

نظرت له بصدمة

" لقد تحدثت بما أريد في الأمس و التجوال معك لن يُغير رأي لذا عُد بنا الى القصر "

" نعم تماماً جيمين ، انت تحدثت بما تريد لكنني لم أفعل ، أنت تُقاطعني و تتجاهل أحاديثي دوماً و تُفسر جميع الأمور من عقلك و في النهاية تصرخ في وجهي بكلماتك المُستحقرة لذا نحن هنا الأن "

تكتفت و أعدت ظهري للخلف

" لأن لا كلام قد يُعيد نظرتي السابقة نحوك ، ثم ما التبرير و أنا الذي رأى كل شيءٍ بعينه "

"انت سريع الأحكام جيمين و هذه مُشكلتك الأساسية و متذبذبٌ للغاية ، تجعل مني أجهلك في لحظة و أعرفك في لحظةٍ أُخرى ، لست أنا من يتلاعب و يعبث هنا بل أنت "

اخذت نفساً عميقاً ثم زفرته و على وجهي ابتسامةٌ ساخر فهاهو يتلاعب بكلامته مُحاولاً قَلبَ الطاولة ضدي و كأنه المظلوم و أنا الظالم

" أتراني بهذا الغباء؟ تغير شخصيتي معك يعتمد عليك فحسب ، لقد كنا بخير عندما كانت صوفيا لا تتعدى عتبة باب غرفتك كل ليلة و الأمر لا يقتصر عليها و حسب بل على كوني مُجرد شهوة من شهواتك لا أكثر ، مجرد التفكير بهذا يجعلني أرغب بقتلك "

قهقه هو و أنا استنكرت ضَحكه في هذا الموقف الجاد

" أتشعرة بالغيرة جيمين ؟ كُل ما قُلتَهُ سابقاً يدل على غيرتك "

قلبت عيناي و تجاهلت حديثه فهاهو صُداع رأسي يعود بسبب عبثه

" لست أتلاعب و لم أعتبرك شهوةً مُطلقاً فلو كُنت كذلك لأصبحت بارداً معك بعد مطارحتك الفراش و لم أكن لاقترب منك بعدها كما أفعل مع جميع من قمت بالممارسة معهم ، لكنك مُختلفٌ آنجيلوس و لا أعلم كيف أصيغ هذه المشاعر لأنني أجهلها تماماً لكنك لست من الباقيين و هذا ما اعرفه و ما يجب أن تعرفه أنت أيضاً "

توقفت العربة عن السير أمام مَتجرٍ للمنحوتات و الخشبيات التي يتم عرضها في المنازل و على الرفوف

" أحتاج بِضعة أشياءٍ من هذا المتجر أتود الدخول ؟"

كُنت راغباً بالأمر لكنني فضلت المُكابرة على مشاعري و نفيت له دون أن أنظر في عينيه

" كما تريد "

كانت المدينة مُكتظة هذا النهار بشكلٍ عجيب ، ترجلت من العربة و اقتربت من الحصان مُلاعباً إياه بِلُطف

حاولت جاهداً ألا أميل لكلام الجنرال و حاولت إبعاد جميع تبريراته عن عقلي فأنا أخشى الوقوع في ذات الحفرة مُجدداً

صوتٌ لطلقة نارية أفزع الجميع و حتى الحصان اللذي بدأ بالحركة بطريقةٍ هائجة

وضعت يدي على رأسي عندما شعرت بالدوار الخفيف ثم رفعت نظري للاعلى و رأيت العابرين ينظرون لي بطريقةٍ غريبة

ثم بعض السخونة قد داهمتني و حُرقةٌ في خاصرتي، وضعت يدي حيث أتألم و رأيت الدماء تخرج

تنفسي بات ضعيفاً و العالم حولي يدور و أنا بدأت أشعر بالألم الشديد حتى سَقطت أرضاً و عيناي لا ترى سوى السواد

الأصوات أصبحت عميقة و منها صوت الجنرال الذي يُناديني و جسدي الذي ارتفع

الكثير من التفاصيل الغريبة شعرت بها قبل أن أفقد الوعي تماماً و أفقد اتصالي بالواقع

*************

يُتبع

Continue Reading

You'll Also Like

AM By L

Mystery / Thriller

1K 150 5
" بَدأ كُل شيء حَين وَجدتُها علىٰ حافة الجِسر تَهوىٰ الانتحار " أيڤيا ، مارڤن . غَيْرُ مُقتَبس .
137K 7.2K 52
ماذا سيفعل الطالب الجامعي جيون جونغكوك حين يجد رضيعه بجانب حاويه قمامه رواية أبويه لطيفة لا أكثر لا اسمح بالاقتباس هذه الرواية من وحي خيالي و إذا...
1.1M 35.7K 50
"رغم عن هاذا الزواج لايحق لك منعي من العمل" وقفت أمامه وهي تنظر إلى عينيه بتحدي "بما أنك زوجتي زوجة ماكس لوينو لن تعملي ولو اضطررت للسجنك هنا" قال أ...
335K 12.1K 36
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...