رَسائِل غونزاليس|TK

By zxitll

20.2K 1.2K 1.1K

و إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَ... More

الرّسـالـةُ اللّا أخيـرة: لِقـاءٌ مـا بعد الوَداع.
١. بِلا أيِّ رِسـالـة.
٢. تُزهِـر رسـائلِـي بك فقط.
٣. عِند انحناءِ الشَّفقِ القُطبي.
٤. في اللّا شـيء و أنت كُل شيء.
٥. تَبُجُّ بَحتُك الحَسناءُ كُلَّ ما بي.
٦. و إنَّني لتوَّاقٌ رُغم أننَّي لم أنَل.
٨. كالمُتَنَعِمِ بِأهازيجك في المساء.
٩. و كثيراً ما أفَقتُ و أنت مُحاذٍ لي.
١٠. اللَّيلةُ التي نسيتُ بها ظلّك مُجدداً.
١١. و المُزْنُ التي كادت أن تَسلِبَني مِنك.
١٢.جَعَلَتني أستفيقُ بُرهةً كشُعلةٍ وضّاءة.
١٣. أمـدًا بعيـدًا حتى غِبت عن ناظِري.
١٤. و ترجِعُ إليَّ بعد أن داهَمَتك المَنايا.
١٥. حتى ادْلَهم الفَجرُ مع مَطلَعِك.
١٦. إلى أن استَعدتُ روحك و أنا أُدفَنُ.
١٧. حَيًّا حتى باتَ طَيفي يزورك وَلِعًا.
١٨. مُحلِّقًا و إن بقيتُ أُلملمُ أوراق رسائلي.
١٩. و أُبقيك حائرًا بعد أن زُرتَ قَبري.
٢٠. حتّى اكتسى الثَّلجُ حرائِق الجَشعِ.
٢١.و التَحفتُ بجفنيك وسط زُرقةِ المحيط.
٢٢. البردُ قارسٌ رُغم أنّه الرَّبيع.
٢٣. و إرتعاشةٌ في دفئك و ما بين ذراعيك.
٢٤. تمزقت الأجنِحةُ فما بالُ السَّماء؟
٢٥. لا وَجع بعد كُلِّ ذلك الوجَع.
٢٦. أتيتُ و معي وَهج الخريف.
٢٧. هل لمحتُ ابتسامةَ المُحيط؟
٢٨. و بهجةُ فؤادك بعدَ كُلِّ هذا الحنين.

٧. و ثُمَّ أنّني لم أكُن، فهل تكُن؟

420 36 47
By zxitll

خارت قِواي حينما رأيتُ البُستانيَّ مُطرحاً و مُلطخاً بالدِّماء، أشعر بسائرِ جسدي يرتجِفُ هلعاً و ليس برداً و نظراً لهذا القرسِ الذي اشتدَّ، و عن ثباتِ جونغكوك و هو يمتطي الحصان مع القلقِ الذي يغزو ملامحه رُغم السكونِ الذي سُباته دائمٌ عليه لِيُسعِفَ روحاً وَهنةً أوشكت على الهَلاك...

أنا الذي كُنت عاجِزاً تماماً قد حَملَ جسدي يدايَ المُرتجفتانِ من عجزِهما و حاوطا الجَسد الخامِدَ الهامدَ و الصَّرد الدَّائم رُغم كُلّ الذي يحدث، اشتَدَّ الثلجُ و حلَّ الصَّقيع... و باتت الرُّؤيةَ غير واضحةً و بالكادِ نرى بعض الأضواء و بالطَّبع كان الأمرُ خَطِراً و يجب أن لا نُواصِل و لكنَّ البُستانيّ في خطر و علينا أن نُسعفه على عَجل، أسندتُ رأسيَ المُثقل على ظهره الذي لطالما كانَ يصونني أردتُ عيش هذه اللَّحظة طويلاً فتدريجياً شعرتُ بأنّني أهدأ و أنَّ الفزع الذي تمَلكنّي قد بدأ ينتزعُ أصابعه عن روحي الوَجِمة، وددتُ لو أُشعِل الشُّموعَ أو عوداً من الثّقابِ أو حتى الحَطب و لكن جَسدهُ كان كفيلاً بجَعلي أشعُر بذلك الدّفئ...

" تايهيونغ كيف أصبَحت الآن؟"
قالها و هو شَبِمٌ بقَلقٍ و أنفاسه التي بانَ عليها الزفيرُ قبل الشّهيق

أجل لا تقلق أنا على ما يُرام و لكن احذر فالرُّؤيةُ أصبحت ضبابية

"أنا أتبَعُ الأنوار و يبدو بأنّنا اقتَربنا من المَشفى"

صحيح أيُّ مشفاً هذا؟

"المشفى الذي يرقُد به والدك"

ماذا؟

"لماذا أنت مُندَهِش؟"

فقط اعتقدتُ بأنّه يبعُد الكثير عن هُنا..

" لقد أوشكنا على الوُصول، أستطيعُ رؤية أضواءه"

رُبما أنت مُخطئ؟

" أنا أحفظه جيّداً، لقد اعتدت على المَجيء في السابق"

أنا أرَى البوابة!، إذن أنتَ مُعتادٌ حقاً...

أوقَف العربةَ بسرعةٍ فأتوا بعض المُسعفين يساعدون جونغكوك بحَمله، ها هو جسدي يخونني مُجدداً... لا أقوى على الحَراك و بالأخص عندما رأيتُ البُستانيّ مُجدداً و هم يحملونه، ذراعه المُتأرجحة و سيلانُ الدِّماء يبدو لي كـ.. كالجثة... هذا كُل ما أذكره إلى أن سقطتُ مُغشياً عليّ

_ في الصَّباح الباكر_

" أخيراً استيقظت"
قال جونغكوك بابتسامةٍ بعد أن تسللَّ النورُ حدقتي، لأستوعب الأمر و أجلس بسرعةٍ بعد أن كُنت مُستلقِياً في سريرٍ ملاءاتُه بيضاء اللَّون لِأَضع يداي بقوةٍ على كَتِفَيْ جونغكوك

هل هو بخير؟!!

" هو بخير و لكن نظراً لِكَبر سنّه فالوضعُ خطِر قليلاً و لكن لا بأس، المُمرضات بهذا المشفى يقُمن بواجبهن بكُلّ إخلاص لا تقلق"

تعرضَت ملامحي لغَزوٍ من البُؤسِ الواضِح الذي أطاحَ بعينيَّ سواداً مُدججاً بسلاحه، و اللتانِ حُجِبا عنهما ذلك الشيء البرّاق الذي كان يحومُ حولَ ملامحي البائسةِ بقَلق، بينما كُنت أُبادلهما النَّظر... العُيون خاصتنا قررت أن تتحَدّث فيما بينها الآن بدلاً عن ألسِنَتِنا يا جونغكوك، أقَرت بأحاديثها الطَّويلةِ من غيرِ أن ننطِق إلى أن قرَّر لساني أن ينطِقَ مُقاطِعاً حديثَ تلك المُقَل:

هل لي بأن أضَع رأسي فوق كَتفك؟..

" كُلّي لك سيّد الموسيقى"

شددتُ أناملي على كتفيه أكثر بعد أن كان يجلِسُ مُقابلاً لي، لأقترِب و أضع رأسي بِرفق على أحدِ كَتِفيه لأقول بنبرةٍ شبه مُرتجفة:

أخبرني جونغكوك مَتى سينتهي هذا البُؤس؟ متى سيحلّ السَّلام؟، متى سيأتي اليوم الذي لن أرى فيه مَشهداً للدِّماءِ أو أصوات إطلاقِ النَّار؟ و الأسوء من كُلّ ذلك... تلك الأجراسُ التي تُقرع باستمرارٍ و التي حينما تبدأ أشعُر بأنّني سأفقد عقلي و بل حتى أفقده... أنا لا أبتغي شَفقتك و لكن أنا فَقط...

"غونزَاليِس"
قاطعني هو لِأُبعد رأسي ببطؤ

" اعزف لي"

و لكن كيف؟ لا أملِك أيّ آلة

"و هل نسيت صَوتك؟ أظنُّ بأنَّك تقوم بتذوّق الموسيقى دوماً لأنها تسيلُ من فَمك كُلمَّا أصغيتُ إلى نبرتك"

ها أنت مُجدداً أنت و مديحك الذي لا أقوى عَلى مُجاراته، أصبح لديَّ إفلاسٌ لُغويّ بسببك

"هههه إنّني أذكُر الحقائِق فقط، سيّد الموسيقى"

و هل نسيتَ صوتك؟ لا تنسى بأنّني تعلمتُ وصفة الموسيقى من عِندك لِتذوقها، صوتك الموسيقى ذاتُها جونغكوك...

شعرتُ بكفيه يُلامِسانِ وجنتايَ لِيُقرّب رأسي على مُستوى عُنقه و رائحته العَطِرةِ تخترق أنفي كُلمّا اقتربت فأغمضتُ عينيّ تلقائياً لأشعُر هذه المرَّة بشيء رَطِبٍ قد حطَّ على جَبهتي، فتحتُ عيناي على مصراعيهما مُندهشاً مما قد حدث للتّو، و هل لا زلتُ أستغرب أفعاله؟ أردتُ أن أتكلم و لكن بادرَ بقوله هُو:

"و إن كانَ البؤسُ لن يَنتهيَ أبداً فأنا هُنا لِأَنتزعَ البُؤسَ عن روحِ سيِّد الموسيقى كُلما التفَ حَولها"

أيًّا يكُن.. لما قبّلتني هكذا فجأة، لم أعُد طفلاً تتصَرف و كأنّك والدي...
توقفتُ بعد أن تذكرتُ أمر والدي

صحيح والدي!

" إنّه بالغُرفة المُجاورة و هو بخير"

هيا لِنذهب إذن
جئتُ أرتدي أحذيتي ليقوقفني بقوله

" دعني أُساعدك "

كلّا شكراً لك سأفعل ذلك بنَفسي، و أيضاً... أنا مُمتن لك بحق على كل شيء فعلته من أَجلي حتى الآن...

"إنّه واجبي"

توجهنا نحو الغُرفةِ المُجاورة و أنا أخطو خطواتِي المُتثاقلةَ بشرودٍ و قلقٍ بآنٍ واحدٍ لأدخُل و أرى أبي مُستيقظاً و معه رجلٌ لا أعرفه فألقيتُ التَّحيةَ لينحني لي ذلك الرَّجل

تايهيونغ بُنيّ
حينما سمعت والدي يقول ذلك لَم أستطع كبح نفسي فألقيتُ نفسي بحضنه باكِياً فابتعدتُ بعد أن تذكرتُ الجروح التي كانت به

أنا آسف أبي، هل تتأَلم؟

أنا بخير عزيزي، و ماذا عَنك؟

قلقت عليك حقاً...

هههه أنت تبدو كطفلٍ بعمر التّاسعة
قالها ضاحكاً و من ثَمّ تغيرت تقاسيمُ وجهه قليلاً و كأنّه تذكر شيئاً

"هذا الرَّجلُ الذي كنا سنبيت معه بالنّزل الذي يديره، و يدعى 'غارسيـا' "
قال جونغكوك بعد أن تقَدم

لي شَرف لقائك مُجدداً سموك

ماذا؟ هل التقينا من قَبل؟

"لقد ذَكرت اسمه بأحدِ الرَّسائلِ التي كتبتها لي ذاتَ مرّة، ألا تَذكُر؟"

آه صحيح و لكن... مهما نَظرتُ إليه الآن فأنا لا أشعُر بأنّني أعرفه

لا بأس بُنيّ و لكن غارسيـا نشأ بالقَصرِ أيضاً، و في أحدِ المعاركِ عندما كُنت رضيعاً هو قامَ بإنقاذك

حقاً؟ لماذا أعلم عن هَذا الأمر الآن فقط؟!

"لقد ذكرت هذا أيضاً بتلك الرّسالة"

ماذا؟ انتظر.. أجل أنت مُحق و لكن كتبته من وَحي خيالي و رُبما قد تكون مُجرد مُصادفة...

"كلّا الأمرُ حقيقي"
بنبرةٍ جديةٍ قالها جونغكوك لأسمع أبي بعدها يُحاول أن يُنقذنا من هذا التوتر الذي توّلد بقوله:

حسناً لا تضغطوا عليه..

إذن.. أودُّ معرفة المزيد...
قلتُ أنا بصوت شبه مسموع

ردَّ المدعوّ غارسيا سائلاً بعد النّظراتِ القلقة التي باتت واضحةً على كُلٍّ من والدي و جونغكوك: 

هل أنت مُتأكد؟

بالطّبع! فبعد كل شي لم أعُد طفلاً و سأدخُل العشرون عاماً قريباً..

سأخبرك
قال والدي

حقاً؟

اجلس بُني

جَلستُ على حوافِ السريرِ الذي كان يستلقي به والدي مُتلهفاً لما سأسمعه و سأعرفه عن نَفسي، بينما جونغكوك الذي قال بنبرةٍ شبه غاضبة و قَلِقة:

"ليس الآن!..."

لا تَقلق ماتيو، دع الأمر لي
ابتسم والدي لَه ليُباشر بعدها بسردِ الماضِ الذي يخصني:

عِندما وُلِدت و أثناء الوِلادة نزفت والدتك كثيراً و  أصبحت غير قادرةً على المشي لمُدةٍ من الوقت، و أصابها الإكتئاب و بَعد ثلاثةِ أسابيعٍ من ولادتك و في أحدِ اللَّيالي تقررت مَعركةٌ كدنا أن نهلك فيها أجمع لأنّها كانت بالقُرب من بوابة القَصر و بحينِ أنّني كنت مُنغمساً بالمواجهةِ مع الجنودِ تسلّل أحدُ رجال الأعداء إلى القَصر و حينها...
توقف والدي و شدَّ على قبضته و كأنّه نادمٌ من شيء

لا بأس والدي، لا تُكمِل إن لم تستطِع..

"صحيح هذا يكفي.."

و حينَها دخلوا مُباشرةً للغرفةِ التي بها والدتك و أنت فاعتدوا عليها بالضَّربِ المُبرح في حينِ أنّك كُنت نائماً و لم يلحظوا وجودك بالبِدايةِ و قاموا بسرقةِ الكثير من الأشياء الثمينة و لكن عندما انتهوا أرادوا الهَرب فسمعوا بكاءك فخطفوك و قاموا بجَلبك أنت و والدتك إليّ ليهددوني بقتلك و قَتل والدتك التي كان مُغشياً عليها من شدّةِ الضَّربِ و سُحقاً لهُم...

هذا يَكفي!...
صرختُ بقهرٍ و ألمٍ شديدين، فلم أكُن أتوقعُ كلّ هذا رُغم أنّه لا زالَ بالبدايةِ و لكن كلّا... لا أستطيع تحمل أكثَر من هذا القَدر الآن...

" سيّدي النَّبيل، دعني أستعير فرسك بما أنّها غير مُتصلة بالعربة سأعودُ مع غونزَاليِس إلى القَصر"

آه حسناً ماتيو و لكن انتبها على نَفسيكما رجاءً..

" لك ذلك سيّدي، غارسيـا اهتم بالباقي من فَضلك"

بالتَّأكيد

لا أودّ أن أرجع للقَصر الآن...

شعرتُ _و لِأولِ مرّةٍ_ بعدمِ رغبتي للعودة للقصر، أحسستُ بأنّني سأتذكر كل الأمور المُرَّةِ عندما أراه أنا حقاً لا أودّ بأن أعود إلى هُناك لفترة..

"هيا سأصطحبك إلى مَكانٍ أجمل"

ودّعتُ والدي و قُمنا بامتطاءِ فَرسِه ناصعة البياض و اتجهنا حيثُ جونغكوك أرادَ أن يأخذني كانت بُقع الأراضي مكسوةً بالجليد، بشكلٍ ما شعرتُ بأنّني أودّ الغناء و حسدتُ الطُّيور على تحليقها المُستمر و زقزقتها كذلك، لا أعلمُ لما و لكن أُحب هذه البَلدة و أشعُر فيها بالحنين الذي أجهَلُ أسبابه..

"لقد وَصلنا"

هذا مَخبز أليس كذلك؟

"تعال سنشتري خُبزاً"
أمسك بخصري لِيقوم بإنزالي من فوقِ الفرس و لكن لحظةً واحدة.. كنت سأنزِلُ بنفسي... و دخلنا المَتجر ليلقي التّحية هو بينما كُنت صامتاً:

"صباح الخير أيتُها الخالة، سآخذ سلتين من الخُبز"

سلتين؟ هذا كثير كيف سنأكله نحنُ الإثنان فقط؟

بائعة الخُبز: هههه لطيف من هُو؟ إنّه وسيم يبدو بأنّها المرة الأولى التي يأتي فيها هُنا، لا يعلمُ أنَّك توزع هذا الخُبز للأطفال الجِياع

"ليست المرّة الأولى التي يأتي إلى هُنا و لكن كان صغيراً و لا يتذكر إنّه الذي أخبرتكِ عنه من قبل..."

البائِعة: أووه السيّد غونزاليس!! لا عَجب أنك وسيم إذن!

"ههههه أجل إنّه هُو"

كُنت مُستغرباً بعض الشيء و لكنها فور ما علِمت بمن أكون أخذت تنحني لي و تُرحب بي، يبدو بأنَّ أُناس هذه البلدةِ لُطفاء..

" شكراً لكِ خالتي، إلى اللِّقاء"

البائعة: قوما بزيارة أُخرى من فضلكما، سعيدة بقدومكما

وجهها كانَ بشوشاً لدرجةِ أنّه يجلب البَهجة في النُّفوس، بسببها رأيتُ ابتسامةً أُخرى لجونغكوك لم أرها من قَبل كانت ابتسامةً واسعة تمنيتُ لو أستطيع أن أتأملها مُؤبداً و لو كُنت السَّبب بصُنعها على الأقَل، و لماذا تمنيتُ ذلك؟ أجهل السّبب أيضاً...

إذن فأنا أجهلُ الكثير عنك حقاً

"هِمم"
همهم مُبتسماً ليتجه نحو الأطفالِ الذين قد تَجمعوا بجانبِ مبناً قديمٍ يُقابلُ الشارع الذي به محل الخُبز لأمشي وراءه حَذِرَيْنِ من العربات القادمة و الذّاهبة إلى أن وصلنا للأطفالِ الذين تجمّعوا حولنا فمرر لي جونغكوك سلة الخُبز الأُخرى و طلب منّي أن أوزعه، كان الأطفال لطيفونَ حقاً و مؤسفٌ بأن يكونوا بهذا الحالِ في القرسِ جِياعاً...

لا ألومُ جونغكوك، فرغم كل الذي يَحصل بهذه البلدةِ لا تزالُ بهيةً و تجلب السَّعادة، صدقاً لا أذكر متى آخر مرةٍ راودتني مثل مشاعر البَهجة هذه

طفل: سيّدي هل جئت مع السيّد ماتيو؟

أوه ما ألطفك! نعم صغيري جِئتُ معه

الطّفل: ما اسمك؟

تعال سأُخبرك سر، ماتيو يقوم بمُناداتي سيّد الموسيقى
همستُ له ضاحكاً

الطفل: هل تعزف؟

أجل و بيوم من الأيام سأعزِف لك إن أردت، حسناً؟
ربتّ على رأسه فلحق ببقيةِ الأطفالِ و الإبتسامةُ شقت وجهه الصّغير لِيمنحني هذا بهجةً مُفرطة

"يبدو بأنَّك تُحب الأطفال كثيراً"

بالطّبع! و أنت ألا تفعل؟

"بالتأكيد أفعَل هههه"

اقتَرب ليُمسك بكفي قائلاً بأنَّه سيأخذني إلى مَكانٍ آخر، وددت لو تدوم هذه اللَّحظات و أن أعيشها مُؤبداً معه و بنفس عواطف البهجةِ هذه، و لكن أعلمُ بأنَّ لا شيء يدومُ مؤبداً و لكن لا يُهم طالما أنَّ هذه اليد المُتجمدة_ رُغم أنها مُكتسيةٌ بهذه القفازات_ لن تُفارقني و كُلّ شيء يخص ماتيو هذا، فهذا يكفي و سأكتَفي...

Continue Reading

You'll Also Like

الحارث By تـ

General Fiction

9.8M 583K 53
رَجُلٌ يَشبَهُ الظِلْ يَرتَدي الأسود يُدَخنُ السَجائر بَعيدٌ وقَريبٌ بالآن نفسه يَستَمعُ للشِعر يَكتِبُ النُصوص يُمزقُها يُهدي الأُغنيات وحيد...
3M 85.8K 64
عجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أ...
5.5M 424K 95
عائله بسيطة تهب رياح الظروف لتسرق سعادتهم وتختبر صبرهم بأعز ما يملكون فكيف سيكون الصراع بينهم وبين تلك الظروف ؟ يتبع ...
2.8M 170K 47
قصة واقعية "تدور احداث القصة حول فتاة بريئة للغاية تتعرض للتنمر بسبب ضعف شكل جسمها ، لتصبح فتاة شرسة وقوية ، وتتوقف في وجه كل من يحاول إيذائها .لسوء...