بسم الله الرحمن الرحيم .
عمّت الفوضى في أنحاء المملكة بعد الفوضى التي حدثت في حفل المهرجان .
قالت إحداهن " هل سمعتن الشائعات القائلة أن ولي العهد أحضر عشيقة ."
ردت الأخرى " هل بقي من لم يسمع "
قاطعتهن امرأة اخرى قائلة "لقد سمعت أنها من عامة الشعب ."
"أجل ، وهي متطلبة للغاية ، بعد الذي حدث في حفل المهرجان طلبت من ولي العهد أن تخرج من القلعة الملكية ."
" وهل قبل ولي العهد بذلك ؟"
" بالطبع وافق ، ربما أغوته تلك الأفعى ."
" وهل يوجد مجال للشك ، هي بالتأكيد أغوته ، لقد كان صاحب السمو طوال حياته صارماً وعنيداً ، يفعل ما يفكر به بدون طلب رأي أي أحد ، إلا الملك طبعاً."
" أنت محقة ، اا أجل لقد سمعت أن صاحب السمو قد ذهب لغابة الأموات ، لأنه مساعديه قد وجدوا أثاراً خطيرة لساحرة ."
"حقاً !! أتمنى أن يعود سموه سالماً "
" ونحن أيضاً ....."
*******
بالطبع ألكسندر لم يكن يعرف عن نوع الشائعات التي انتشرت عنه فقد كان مشغولاً بشيءٍ آخر .
روبرت " صاحب السمو ، إن الآنسة ساندرا تنتظر في الإسطبل ."
الكسندر " ها أنا قادم "
رتب ألكسندر الأوراق التي على مكتبه بهدوء وانطلق للإسطبل ، لم يأت روبرت معه ، كي يقوم بالأعمال القليلة الباقية على الكسندر . كانت ساندرا ترتدي الزي الذي كانت ترتديه عندما خطفها مساعدي الكسندر ، تداعب رأس حصان أسود في الإسطبل ، اقترب ألكسندر منها لكنها لم تنتبه له .
سعل ألكسندر بهدوء لكي تنتبه له ، التفت له ساندرا بسرعة وعبست عندما رأت وجهه .
ساندرا " أوه ، ها أنت ذا ."
الكسندر " أتجيدين ركوب الحصان ؟"
ساندرا " أجل وما المشكلة ؟"
الكسندر " لا شيء لا عليك . "
خرجا من الإسطبل مع حصانين ، أحدهما أبيض كلون الثلج والأخر أسود كظلمة الليل . كان هناك ثلاثة الفرسان الذين ينتظرونهم بالقرب من البوابة الخلفية للقلعة المؤدية للغابة ، انحنوا بهدوء عند رؤية ألكسندر .
ساندرا " من هؤلاء ؟"
أخذ الكسندر نفساً عميقاً وقال " أقدم لك الأشخاص الذين خطفوك "
ساندرا " ألم تقل أنك قطعت أيديهم بالفعل ، لكني أرى أيديهم ، هل أعادوا تركيبها من جديد ."
أدريان " اعذرينا يا آنسة ، لقد أسأنا فهم أوامر سيدنا ، لم نقصد أذيتك ، لكن ألا تعتقدين أن قطع الأيدي عقاب قاسٍ جداً ."
التفتت ساندرا لمصدر الصوت ، لترى رجلاً يافعاً ، بشعر كستنائي قصير وعيون سوداء حادة .
ساندرا " من هذا ؟"
الكسندر " إنه أدريان ، أحد أهم مساعديني بعد روبرت "
وجهت ساندرا كلامها لادريان قائلة " لو عرف أبناء عمي أنكم ضربتموني على رأسي وخطفتموني ، لأطعموكم للدببة أحياء ، لذا فإن قطع الأيدي لا شيء."
لم يقل أدريان أو أيٌّ من الاثنين الآخرين أي شيء ، لكن ألكسندر حاول كتم ضحكته قدر الإمكان .
ساندرا " من الآخرَيْن ؟"
الكسندر " إنهما ميكاييل وسيباستيان ."
اقترب أحدهما خطوة للأمام وانحنى قائلاً " تحياتي ، أنا ميكاييل ."
كان فارع الطول بعض الشيء ، وعلى وجهه ندوب صغيرة واضحة . انحنى الآخر بهدوء دون أن يعرف عن نفسه بما أنه واضح من يكون .
ساندرا " ما هي فائدتهم في رحلتنا ؟"
الكسندر " لا شيء مميّز ، سيبقون عند أطراف الغابة ، ليسرعوا بإخباري إن حدث شيء ما . "
أدريان " يمكنك الاعتماد علينا ، آنستي "
ساندرا " أجل ، أجل اعتمد على كلب . "
سعل الكسندر بقوة بمحاولة منه لإقاف ضحكته .
*
*
*
وصلوا لأطراف الغابة ، بعد السير في الطريق المختصر بين القلعة والغابة . كما قال الكسندر فقد انتظر مساعديه بهدوء عند الأطراف ، وأكمل الكسندر الطريق معها مشياً ، لأن الأحصنة لا تستطيع السير في الثلوج الغزيرة .
ساندرا " بالمناسبة ، ما الذي فعلتموه بضحية المشعوذة ؟"
الكسندر " تمّ حرقها وحرق كل شيء تناثرت عليه دمائها بعد الحفلة مباشرةً ."
ساندرا " فهمت ، ماذا قال الملك عن هذا ؟"
الكسندر " كما يفعل بالعادة ، أمرني أن اجد المشعوذة بسرعة قبل أن يثور الشعب ."
ساندرا " لماذا لا يبحث الملك بنفسه ؟"
ضحك الكسندر ضحكة خفيفة ، وقال بسخرية " لانه مشغول كما يقول ."
تابع الكسندر كلامه بهدوء " لقد أخبرتيني أنه لا مشكلة إن خرجنا في وقت متأخر ، مادام أنه لن يكون بعد غروب الشمس ، لماذا ؟ ألن يشك أبناء عمك بمكانك ؟"
ساندرا " لا ، أستطيع أن أقول لهم أني كنت أقوم بالصيد ."
الكسندر " ولماذا ليس بعد غروب الشمس تحديداً ؟"
ساندرا " لا أعرف ، أنا فقط أعرف أنه ممنوع ، على أي حال أنا لا أهتم ."
صمت الكسندر قليلاً ، ثم أكمل " من برأيك سيأتي منهم ؟"
ساندرا " على ما أعتقد أنه ابن عمي الصغير إيدين ، لأنه في العادة هو من يأتي ."
الكسندر " أليسوا مقربين منك كثيراً بالنسبة لأبناء عمومة ؟"
ساندرا " أنا بالنسبة لهم كشارلوت بالنسبة لك ، أي ك-"
قاطعها الكسندر قائلاً " كأختٍ لم تلدها أمي ."
ساندرا " لكن بينكما قرابة دمٍ بالنهاية "
ابتسم الكسندر " أجل ."
في طريقهما وقفت ساندرا أمام شجرة مقطوعٌ جذعها ، نظر إليها الكسندر باستغراب .
الكسندر " ما الأمر ؟"
ساندرا " يبدو أن ابن عمّي قد وصل منذ وقتٍ بالفعل ."
الكسندر " ما الذي تقصد--- انتظري "
مشت ساندرا أسرع من قبل ، لذا لم يستطع الكسندر انهاء جملته بشكلٍ صحيح .
توقفت ساندرا بالقرب من كوخ صغير في منتصف الغابة ، لحقها الكسندر بسرعة ، حدق في للكوخ ، ثم قال " هل تعيشين هنا ؟"
تجاهلته ساندرا واقتربت من الكوخ ، فتحت الباب بهدوء ، كأن هناك شخص نائم لا تريد ايقاظه ، ولكن كان هناك رجل نائم على الأريكة التي كانت في حلم ساندرا .
القى الكسندر نظرة على الرجل ، برز شعره الأشقر الطويل المظفر قليل من خصله ، ووجهه الشاحب كوجه ساندرا . استيقظ الرجل على صوت صرير الخشب الذي تحت أقدامهم ، وظهرت عينيه الخضراء كغابة مزدهرة باخضرار أكثر من ساندرا .
ابتسم الرجل بسعادة عند رؤيته لساندرا ، ولكن عبس وجهه عندما التقت عينيه بعيني الكسندر ، وقال بصوت حاد جفل الكسندر عند سماعه " من هذا ؟" .
----------------------------------------