رَسائِل غونزاليس|TK

By zxitll

20.2K 1.2K 1.1K

و إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَ... More

الرّسـالـةُ اللّا أخيـرة: لِقـاءٌ مـا بعد الوَداع.
١. بِلا أيِّ رِسـالـة.
٢. تُزهِـر رسـائلِـي بك فقط.
٣. عِند انحناءِ الشَّفقِ القُطبي.
٤. في اللّا شـيء و أنت كُل شيء.
٥. تَبُجُّ بَحتُك الحَسناءُ كُلَّ ما بي.
٧. و ثُمَّ أنّني لم أكُن، فهل تكُن؟
٨. كالمُتَنَعِمِ بِأهازيجك في المساء.
٩. و كثيراً ما أفَقتُ و أنت مُحاذٍ لي.
١٠. اللَّيلةُ التي نسيتُ بها ظلّك مُجدداً.
١١. و المُزْنُ التي كادت أن تَسلِبَني مِنك.
١٢.جَعَلَتني أستفيقُ بُرهةً كشُعلةٍ وضّاءة.
١٣. أمـدًا بعيـدًا حتى غِبت عن ناظِري.
١٤. و ترجِعُ إليَّ بعد أن داهَمَتك المَنايا.
١٥. حتى ادْلَهم الفَجرُ مع مَطلَعِك.
١٦. إلى أن استَعدتُ روحك و أنا أُدفَنُ.
١٧. حَيًّا حتى باتَ طَيفي يزورك وَلِعًا.
١٨. مُحلِّقًا و إن بقيتُ أُلملمُ أوراق رسائلي.
١٩. و أُبقيك حائرًا بعد أن زُرتَ قَبري.
٢٠. حتّى اكتسى الثَّلجُ حرائِق الجَشعِ.
٢١.و التَحفتُ بجفنيك وسط زُرقةِ المحيط.
٢٢. البردُ قارسٌ رُغم أنّه الرَّبيع.
٢٣. و إرتعاشةٌ في دفئك و ما بين ذراعيك.
٢٤. تمزقت الأجنِحةُ فما بالُ السَّماء؟
٢٥. لا وَجع بعد كُلِّ ذلك الوجَع.
٢٦. أتيتُ و معي وَهج الخريف.
٢٧. هل لمحتُ ابتسامةَ المُحيط؟
٢٨. و بهجةُ فؤادك بعدَ كُلِّ هذا الحنين.

٦. و إنَّني لتوَّاقٌ رُغم أننَّي لم أنَل.

530 38 19
By zxitll

جونغكـوك: أودّ رؤيته..

والد تايهيونغ و هو مُمسكٌ بيده: تعالَ معي..

جونغكوك و هو فَزِع بعد أن دخلا للقاعةِ التي بها والده المُتوفى و أُناسٌ آخرون و بعض الجُنود: إنّه.. تابوت..

صغيري انظُر كيف هو مُستريح، خذ هذه الزّهرة و ضعها بين يديه المُسدلتانِ على صدره

إن هو كما تقول: "مُستريح" فلما وجهك شاحب؟، و لماذا عيناكَ مُتشبعة بتلك الدموع؟ قد تظنّ أننّي لا أفهم سيادتك و لكنّني بعمر أستطيع به أن أُفرق بين الميّت و الحيّ، لذلك لا داعِ بأن يُذاع كلامٌ قد يُخالف الأمر الواقع..

و لكننّي لم أكذب عليك، فهو قد استراح من هذه الحَياة ربما قد لا تفهم و لكنك ستعي الأمر عندما تكبر حتماً عزيزي، و الآن خذ هذه الزَّهرة و ضعها بمكانها هيا

قال جونغكوك باكِياً بعد أن تقَدم لجُثةِ والده و وضع الزهرة: و إن كانَت روحك فارقَت الأرض فهي لن تُفارقني كمِثل هذه الترنيمات الموسيقية الشَّجنةِ التّي تملأ المكان بُؤسـاً لرحيلك و التي لا تُفارق مسمعي، حتى و إن توقَفت و توّقف عَزفُها _بعد أن تُدفَن_ فلا تزالُ تترنن بروحي مُؤبداً... والدي.. سأعتزُ بالموسيقى بمثلك ما حييت و سأتوقُ لعزفها و سماعها كُلَّ لحظةٍ بمثل ما أشتاقُ لك، ارقد بسلامٍ يا من أدخلتني بعالمٍ أجِدُ به نفسي و كُلِّ عاطفةٍ أتلذذُ بها

والد تايهيونغ بصوتٍ خافت: لا أُصدق أنَّ هذه الكلمات تنبُع من طِفلٍ لم يُقبِل على الثانية عشر بعد.. سلاماً لروحك صديقي العزيز استَرِح فقد تربى ابنك على يديك جيّداً حتماً..

البُستاني: عذراً للمقاطعة سيادتك و لكن غارسيـا أتى لاصطحاب سمّوه غونزَاليِس لِعدم احتماله لهذه الأصوات، سيأخذه للبلدةِ إلى أن تنتهي مراسمُ العزاء..

والد تايهيونغ : حسناً هذا أفضَل..

جونغكوك و هو يَقترب من والد تايهيونغ : سيّدي يُمكنكم أن تُكملوا و أنا سأُصاحب تايهيونغ مع السيّد غارسيـا

هل أنت مُتأكد؟ ألن تبقى إلى أن ننتهي؟

أنا مُتأكد، و الآن عن إذنك سيّدي..

خُذا حذركما، و اعتني بتايهيونغ من أجلي من فَضلك
قالها مع ابتسامةٍ بوجهه الشاحب و هو يربت على رأس جونغكوك

لك ذلك سيّدي، لا تقلق

غارسيـا و هو ينحني : أتَـأسَّـفُ للجَرحـى و القَتلـى بَدلاً عن إجـرامِ زِئبقـك الحـائِـر، أنحنـي مُعتَـذِراً قُبـالَـةَ الشَّهـدِ الذي يجـري مُتدَّفقـاً بشقـوقِ فِردوسـك، أستأذنـك سِيـادتـي المُحتـدم جنـودك القَتلـى قد تـمَّ نقـلهُـم بالمَـرامـسِ بالفعـل...

أُقدِّرُ مجهودك غارسيـا، يُمكنك أن تأخذ الأطفال للبلدةِ الآن.. أثِقُ بك

_عودة للحاضر_

أيُّهـا العم قررتُ بأن أذهب بجولَةٍ إلى البَلدةِ و سأزورُ والدي و بعض المشافِ لتفقد الأحوال

لك ذلك سمّوك سأُحضر العربة فوراً

"سيّد الموسيقى.."

أوه أستاذ لماذا أنت هنا؟

"هل لي بمُرافقتك للبَلدة؟"

لا تُرهق نفسك سأذهب بمُفردي و سيرافقني البُستانيّ

اقترب خطوتين ليُمسك بكفي كمثلِ أحدٍ أرادَ أن يُراقِصَ أحدهم و نَبَس بابتسامته: " أنا مُصر على ذهابي و أيضاً لا تنسى بأن تقوم بمُناداتي 'جونغكوك' و بِلا أيّ رسميات

سَحبتُ كفي من باطِن كفه لأرد بتوترٍ ليس بملحوظ: حسناً جونغكوك و أيضاً كردّ الجَميل سأسمحُ لك بمُرافقتي

" كُنت سأذهب بالخيل و سألحقُ بك إن لم توافق على مُرافقتي لك من الأساس"
قالها و هو يهمس بالقُربِ من أيسرِ وجهي

ألا تظنُ بأنّك تتخطى حدودك ببعضِ الأوقات؟

"ههههه لا تأخذ كُل شيء على مَحمل الجد سيّد الموسيقى، قلت ذلك بدافع القلق؛ و لأننّي لا أستطيعُ تركك بدونِ حماية "

و لكن البُستاني..

" هشش إنّه كبيرٌ بالسن، فكيف له بأن يَحميك؟"

"و أيضـاً أظنُّ بأنّك لا تثِقُ بأحدٍ مثل ما تفعل نحوي"

هَهه من أين لك هذه الثقة؟

" و هل أنا مُخطئ بِما ذكرته؟ "
قالها بنبرةٍ جدّيةٍ هذه المرّةِ مع تلك الإبتسامةِ التي سأموتُ و أنا لم و لن أستطيعَ تفسيرها..

على أيِّ حال اركَب سننطلِق لقد بدأت الشَّمسُ تتسللُ شيئاً فشيئاً خلف ذلك الأُفقِ البعيد..

" من بعدكَ سُموّ الموسيقى"

صعدتُ العربةَ فصعد بعدي و جلسَ مُقابلاً لي، و انطَلقنا لوِجهَتِنا فتحتُ السِّتار المُشرب لونها للحُمرةِ و تميلُ للسّواد _و التي تخُص العربة_ قليلاً لأتأمَل مناظر البَلدةِ و ما فيها برُغمِ من أنَّ الجوّ كانَ غير صحو و الغُيوم قد أعلنت وشائجها و كأنها على وَشكِ سجولها مع اقترابِ حُلولِ اللَّيل، تبقى ثلاثون دقيقةٍ حتى تغيب الشّمس كُليًّا تقريبًا و عُشرونَ دقيقةٍ حتى نَصِل و لما هذا الصَّمت الذي يسودُ بيننا و كذلك نَظراته التي أشعُر به، بجانبِ صوتِ وَحفِ مرورِ الخَيلِ الدَّامسِ لونه و نحيمِه

"آه هذا يُعيد لي الذِّكريات"
قالها بعد الصَّمتِ الذي سادَ بيننا

ماذا تَقصِد؟

"يالَ الأسف يبدو بأنّني الوحيد الذي يتذَكر"

لم أفهَم..

"على أيّ حال سنتوجه أولاً إلى أحدِ المشافِ التي وَصلتني رسالةٌ مذكورٌ بها أنهم يحتاجون إلى مُمرضاتٍ جُدد، فالسَّابقات منهن قد أُصِبن بالدّاء و ثلاثةٌ منهن قد توفين و يالَ الأسف"

يبدو بأنَّ الوضع يزدادُ سوءاً حقاً..

" و بعد أن ننتهي _و نظراً لأنّ الليل آتٍ _ سنبيتُ بأحدِ النُّزلِ الذي أعرف صاحِبه و غداً باكِراً سنذهب لزيارةِ والدك"

إذن أنت على معرفةٍ جيّدةٍ بهذه البلدة

" و لستُ الوحيد"

كالعادةِ تلك الإبتسامة.. و تلك العُيون التي تجعلني أسقُط بفضاءها كثُقبٍ أسودٍ يسحبنـي، و يالَ هذه العينانِ المُدلَهِمة.. ها هو يتكلم بالألغاز مُجدداً و اكتفيتُ بالمُوافقةِ فقط، لما يبدو الوسنَ قد أوشك أن ينتشلني بسباتٌ عميق؟ كدنا أن نصِل لا يجب أن أنامَ الآن...

_بعد مرورِ رُبعِ ساعةٍ تقريباً_

البُستاني: لقد وصلنا للمَشفى أيّها النبيل..

"هشش إنّه نائِم"

هههه إنَّه لطيف الأيام تُعيد نفسها بحق.. ليته يستطيع التّذكُر...

استيقظتُ على صوتِ البُستانيّ و وجدتُ نفسي مُستلقياً فوق أفخاذِ جونغكوك

آه أنا أعتذِر لقد غفوت..

"لقد أزعجناك لابُد من أنك مُرهق"

كلا لا بأس هيا لنتفقد المَشفى

"سأنزِلُ وحدي إبقى هنا، و أيضاً لا أُريد من سموّ الموسيقى بأن يمرض بحينِ تبلله من هذا البَغر"

أنا ذاهب على أيّ حال
قُلت و أنا أنزل سريعاً من العربة

سيّدي حذاري بأن تَسقط!

لا تقلق هيّا لنذهب

" لا زالَ كما كان.. "

دَخلنا للمَمشى الذي يسبق مدخل المَشفى الذي يجلبُ البؤسَ نظراً لحالته المُزرِية و قبل أن نصِل قابلنا أحدهم يُنبهنا باحتماليةِ أن نُصاب بالعدوى فشعرتُ بجونغكوك يتقدَّمُ و يلفُّ الوشاحَ الذي بعُنقي حولَ أنفي و فَمي فقلتُ سريعاً:

و ماذا عنكما؟

"لا تقلق العمّ سيبقى هُنا و أما أنا فمُعتاد و أقوى من أن أُهزم من قِبل العدوى"

تشه و هل نسيت عندما طُرحت بسبب حُمى عادية؟

البُستانيّ : متى أُصِبت بالحُمى؟

"لا تخلط أُمور ذهنك مع الواقع أيُّها الفاتن"
قالها و هو يُرجع خُصل شعري خلف أُذني اليُمنى، ما عدتُ أفهم هذا الواقع الذي يذكره..

البُستاني: أوه لقد فَهمت..

" هيّا لندخل"

طُرِقَت خطواتنا على ذلك المدخلِ الذي فورَ ما تخطيناه، بقينا نسمعُ بُكاء الأطفالِ و النِّساء و أصوات التوجعِ و التألم و الرَّوائح القويةِ رغم أنّ أنفي مُغطى، وضعتُ يدي اليُمنى على الوشاحِ الذي يُغطي أنفي و يدي الأُخرى على أذني، شعرتُ بأنني لا أستطيعُ التَّحمل و لكن رأيتُ صلابة جونغكوك و ملامحه السَّاكنة و عيناه التي تتفقدُ الأرجاءَ بِكُلِّ هدوءٍ فأغمضتُ عيناي مُحاولاً الإسترخاء و أكملنا المَشيَ إلى أن صادفنا إحدى المُمرضات و يبدو بأنّها هي صاحبة الرِّسالةِ نفسُها فانحنت و قامت بتحيتنا بشكلٍ لائقٍ رُغم جمودِ ملامحها الذَّابِلة

"متى بدأ حالُ هذا المشفى يسوء هكذا؟"
قال جونغكوك بعد أن بَقِيَت هي تمشي أمامنا لِتردَّ بصوتٍ مُختلطٍ بالبُرود:

قُـرِعـت أجـراسُ المساوئ فَـورَ وصـولِ المنايا للضّحـايـا الذيـنَ أجرمت بحقهـم أوبِئـةُ عصـرٍ لسنـا نشتَـمُ النسيـم منـه، قـد عَمِلـتُ مُمرضـةً أُداوي المرضـى بدونِ وعـيٍ حينئـذٍ بأنّنـي فقدتُ شيئـاً ثمينـاً، أُصبـتُ بالعـدوى و رقدتُ بجـانبِ الميّت منهم أَو المُصـاب، راودنـي أمـرٌ يُحدّثنـي عن رحيـلِ عـاطفـةٍ قد كـانت تحتضِـنني، شعـورٌ بفقدِ أمـرٍ مـا، و بـل إدراكٌ تـامٌّ بعد أن كذّبـتُ نفسـي، فعـلَ بـي العمـى من هـذا الشعـورِ القـاتِـل الحَمـاقـات لحينِ مـوعـدي، فـي هدوءٍ مـوحِـش و فـي فِـراشٍ نـاصع البيـاض، أتـأمـلُ عقـارب السّـاعـة قبل أن يَـدُقّ و يُعلن الأوان، لكن قد كان هذا المـوعِـدُ وقـت الإستيقـاظ، و الغُيـومُ تحجُـب ضـوء القمـرِ فـي آن.. قد حالفني الحظُّ و تعافيتُ شيئاً فشيئاً من بعدِ مُعاناة و أردتُ أن أستقيل و لكن قلتُ لنفسي بأنَّ الذي يُعانون منه قد تذوقت أضعافه و يحتاجون للرعايةِ لامتثالهم بالشِّفاء _و إن حالفهم الحظ_ فقررتُ البقاء.

" إنّني مُتأسفٌ حقاً، سأقومُ بفعلِ الواجبِ لتحسينِ الأوضاعِ هنا قدر الإمكان"

إنّني شاكرة لك حقًّا أيُّها النَّبيلُ ماتيو، عُمت مساءً

"و أنتِ أيضاً"

خرجتُ راكضاً بسرعةٍ للخارجِ بعد أن كدتُ أن أتقيأ لأخلع الوشاح و أتنفسُ بصعوبةٍ كبيرةٍ مع ذلك الألمِ الذي يغزو رأسي

سيّدي الصغير أأنت بخير؟!

أنا.. أنا بخير فقط لم أتحَمل كُلّ تلك الروائِح و الأصوات

" تايهيونغ!"
جونغكوك و هو راكِضٌ خلفي

لا داعِ للقلق سأكونُ على ما يُرام سأسبقكم إلى العَربة..

البُستاني لجونغكوك و هو قَلِق: لقد حدث هذا مُجدداً...

"أجل.. و لكن أنا المُخطئ"

كلّا لا تلُم نفسك!

" سأتبعه هيا سنتجه نَحو النّزل"

لك ذَلك..

"لماذا تَوقفت؟ "
قال جونغكوك بعد أن تَبِعني

إنَّها تُثلِج...

و بحينِ أنَّني كُنت أتأمل تساقطه كمثلِ المُغرمِ و هو يكتبُ أهازيجاً لمحبوبه و كمثل ما أعزِفُ و أغرقُ عميقاً و أُخاطب الترنيمات التي أستطيعُ سماعها الآن، لا يوجَد أيّ عزف و لكنّني أشعُر به يتسللُ روحي قبل أُذناي، مُتأكدٌّ أنّني لستُ الوحيد الذي يسمعُ ذلك فجونغكوك أيضاً هو...

توقف ذِهني عن الثرثرةِ حينما التفتت لأراهُ خلفي واقفاً يتأملُّ تقاسيمَ وجهي الذي اتضحَ عليه علاماتُ الحُبِّ بسبب هذا المنظرِ و شعري الذي تحوّل لونه من الذَّهبيّ الداكنِ إلى الأبيضِ بسبب بُلوراتِ الثَّلجِ المُتساقِطة، تُرى هل أضاعَ بيني و بينَ بهاءِ هذا المنظر؟

جونغكوك..

"إنّني أستَمِع، هذه الألحان التي لا يعزِفها أحدٌ الآن و التي تُخالجُ روحكَ الغارِقة، أستطيعُ سماعها كذلك"

لم أستطع كبح ابتِسامتي لأنّني كُنت مُتأكداً من ذلك، فَمن تدربتُ على يديه الموسيقى الأَبدِيةِ و من اخترته ليترأسَ أسطُر رسائلي كانت و لا زالت قواسمنا المُشتركةِ تكمُن في سماعنا لعذوبةِ الألحانِ في كُلِّ الأوقات حتى في عدمِ وجودِ أحدٍ ما ليعزِفها، هكذا خُلِقت لتلتصِق بِأرواحنا نقيَّةً و رونقية..

"دعنا الآن نَذهب، شُكراً لسماحك لي بتأمُلِّ مفاتنك المُغرمة"

ها أنت ذا تتباهى مُجدداً بمديحك أيُّها الرَّتِل، بالطَّبع سأكونُ مُغرماً أمامَ منظرِ الثَّلج و مع صدى الأهازيجِ التي تُراقص حُجَر روحي

"بالطَّبعِ سأتباهى ما دُمت أنت"

قالها و أنا أركبُ للعربةِ ليركبَ هو لننطَلِق نحو النُّزل، لم تمرَّ دقيقتانِ حتى اخترقَ صوت إطلاقِ النَّارِ مسامعنا ليُحاوطني جونغكوك و يصرخ على البُستاني بأن يتوقف فوراً فتوقفت العَربة رُغم سماعنا صوت اهتياجِ الخيل فنزل جونغكوك سريعاً لأسمعه يُنادي على البُستانيّ بهلع فأخرجتُ رأسي من النَّافذةِ لأرى العمَّ مُطرحاً على الأرضِ المكسوةِ بالثَّلجِ و الدِّماءُ مُمتزجةٌ ببياضه، بدأ جَسدي بالإرتِجاف و لم أقوى على الحراك البَتَّة فرأيتُ جونغكوك مُسرِعاً نحوي حاملاً البُستاني ليدخله بالعربة فأخذتُ أصرخُ بـ:

كلّا! لا تُدخله معي!!

"انزل من العَربة تايهيونغ!"

برُغم من أنّني شعرتُ بعدم مقدرتي على الحَراك إلّا أنني زحفتُ حتى سقطتُ من العربةِ على الثَّلج ليأتي جونغكوك ليحملني فوق الخَيلِ الذي قامَ بتهدئته بعد أن أدخل البُستاني إلى العربة، امتطى الخيل لأتشبث به من الخلفِ لينطَلق نحو مَشفاً آخر...

Continue Reading

You'll Also Like

372K 21K 33
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف
241K 11.6K 44
فتاه يتيمه الاب والام تمت تربيتها عند عمها اخ اباها ولكن بوسط الكره والحقد تذهب أسيرة إلى داع١١ هل يا ترى يأتي شخص ويخرجها من هل عذاب؟ ام القدر لها ق...
526K 24.8K 23
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
207K 9.2K 39
_هلي أحن أليكم ثم أتذكر أنكم ظلمتوني فأصمت وجعآ _ماكنت أحسب هلي يرجون لي ألمآ لاكن رموني بسهمآ هد أركاني *********** _هل انته عوضي عن كل أحساس وحش حس...