آنجِيلوس١٩٤٠ || YM

Von 00melas

186K 17.1K 26K

كُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الأ... Mehr

مُقدمة
-١- حَانةُ المَوتِ المُفاجِئ
-٢- سُوناتا "مثيرٌ للشفقة"
-٣- سُوناتا الرَّقم واحِدٌ وعشرون
-٤- المَعزوفة الرَّابعة ( اختناق)
-٥- سيمفونية ضَرباتُ القَدر
-٦- المعزوفَة الثالثة عَشر
-٧- تضحية مُوسيقية
-٨- بِجانب البُحيرة
-٩- المَعزُوفة الثّانِية والعُشرون َ
-١١- مَعزُوفة أُوبِرالية
-١٢- لَيلة كَئيبة
-١٣- تراقُص الأجسَاد
-١٤- نُدبةٌ قَديمة
-١٥- ضَوء القَمر
-١٦- السُقوطُ السَادس
-١٧- السُّوناتا السَّابعة عَشر
-١٨- رِحلة الى مَكانٍ بعيد
-١٩- مَشهدٌ مِن صُنع شِيكسبير
-٢٠- السُوناتا التَاسِعة و الخَمسُون
-٢١- مُوسِيقى الأُورغن الشَهيرة
-٢٢- رِسَالةٌ الى آلفرِيد
-٢٣- الحَرَكة الأُولى
-٢٤- ليلة موسِيقية قَصِيرة
-٢٥- لِقاءٌ بعد فُراق
-٢٦- مَعزوفة الجَرسْ
-٢٧- جُزئية الشِتاء
-٢٨- سيكلوجيات شائعة
-٢٩- السوناتا الأولى
-٣٠- حانةٌ في مَانهايم
-٣١- مُذَكَرة آلفريد
-٣٢- النِهايَة
- مَعزوفةَ مُميزة ١/٢ -
- مَعزوفَة مُميزة ٢/٢ -

-١٠- الجَاز عَبر شَوارع بِرلين

4.9K 510 788
Von 00melas

Enjoy

**************

جيمين

لم أدرك يوماً بأن حياتي ستُصبح حماسية و مليئة بالمُفاجآت
, فبعد وقتٍ طويل بدأت أشعر بأن أيامي ذات قيمة و أنني أمتلك هَدفاً واضحاً

على الرُغم من كونه سوداوياً الا أنه واضِحٌ بما فيه الكفاية و هذا يكفيني مؤقتاً

أقف صامتاً و بين كَفايّ تقبع ورَقَةٌ تم تدوين عُناوينٌ عليها و رسالةٌ صغيرة من جونغكوك الذي وضع هذه الورقة داخل جيب بنطالي أثناء الأمسية دون أن أشعر

كتبَ لي عُنواناً لسيدة قد تُساعدني في حالات الطوارئ و عُنواناً أخر لحانةٍ في وسط برلين يعمل بها أحد التابعين لنا و هو من سيقوم بتوصيل رسائلي لجونغكوك و العكس

و قد أشار في نهاية الرسالة الى ضرورة لقائي به اليوم حصراً مِما أشعل لهيب الفضول داخلي حول السبب

لكن المشكلة هي في الجنرال بحد ذاته الذي قد يَشُكَ بأمر خروجي مِن حينٍ الى أخر أو قد يرسلُ أحداً ليتتبع أثري و يكتشف ما أفعله

وضعت الورقة داخل الكتاب على طاولتي و أكملت ارتداء مَلابسي مُفكراً بما حدث أمس حين كُنت أعانق الجنرال و أعتذر له

لقد كان موقفاً غبياً و مُتسرعاً للغاية و انا نادمٌ أشد الندم عليه و فسرت الأمر بِسُرعة على أنه أثار الثمالة

انتهى عناقي له حين ابتعدت عنه و طلبت منه أن يتعامل معي برسميةٍ تامة من الأن فصاعداً

لكنه تجاهل الأمر كما  فعل من قبل و مِن ثُم اعتذرت على وقاحتي معه سابقاً

و مضت الليلة دون أي أحداثٍ تُذكر و الأن أنا أنتظر لحظة خروج الجنرال من القصر كي أستطيع الذهاب الى ذلك الشاب المبعوث من قِبل جونغكوك

بقيت أتجول في الغُرفة و أُراقب من الشرفة لحظة خروج يونغي و في كُل دقيقة تخطر لي أفكارٌ مأساوية عن عودته باكراً دون أن يجدني

ليس الأمر و كأنني أخشى إخباره بخروجي لكنني مُتأكد بأنه سيلتصق بي و يجبرني على مُرافقته

توقفت عندما رأيته في الحديقة الأمامية ينظر نحو شُرفتي و حين ظهرت له لوح لي و أرسل قُبلةً طائرة

و عندها فقط عَلمت بأن لا شيء سيجعل الجنرال يعاملني برسمية بل سأبقى أُعاني مع لُطفه الشديد و مع مشاعري التي تُجبرني على الإبتسام له و مُعاملته بطريقة جيدة

.

خرجتُ بعده على الفور و حَرِصت على ألا يراني سِيباستيان أو دوروثيا كثيرة الثَرثرة

انا ما زِلتُ جاهلاً في طُرقات برلين الحجرية الكبيرة الا أنني استمتعت بالمشي وحيداً وسط أجواء الهدوء في الصباح الباكر و أصوات العربات و الأحصنة و رائحة الخُبز و المتاجر الصغيرة في الزوايا 

بالإضافة الى رائحة القهوة و صوت موسيقى الجاز التي تُدعى بـ 'لحنٌ غرامي تحتَ ضوءِ القَمر'
للعازف الرائع الذي اعتاد الجنود في مُسكر الاعتقال على سماعه ألحانه عبر الراديو غلين ميلر

، هذه التفاصيل الصغيرة قد جعلت من هذا اليوم الغائم الكئيب أسعد قليلاً و ربما اكتسحتني بعض الأفكار حول ماذا لو وُلِدتُ ألمانياً و في مكانٍ كهذا

مُختَلِفٌ عن مدينة هامبروغ التي كَرِهتُها حد الموت ، المليئة بالحقد والنفوس الدَنِيئة و التي شعرت بأن الموت يفوح مِنها

تمنيت لو أستطيع أصطحاب والدتي معي ، أرادت دوماً زيارة ألمانيا و المشي في أحيائها الثرية بسبب جدتي التي كانت دوماً تتباهى برفاهية المكان التي تعيش به

جدتي التي كانت سبب ألمٍ كبيرٍ لي في طفولتي تسكن هُنا في برلين أيضاً برفقة زوجها و لكنني لم أرغب يوماً في رؤيتها

و أتمنى ألا أُصادفها يوماً فهي بالنسبة لي مَيتة و إن صَدَف و رأيتها مع العابرين فسوف أتجاهلها كغيرها من الناس

لربما لو إيثان معي لكان أصرَّ على رؤيتها لطيبة قلبه اللامُتناهية و التي تُثير استفزازي ، لكنني أيضاً طيب القلب و لهذا السبب لا أرغب بالمزيد من الألم لنفسي

أنا مُتأكد لو أنها رأت كيف كان أُناس هامبورغ ينبذونني و يعاملوني كالقُمامة لفعت المِثل فَسُمعَتُها أهم من مشاعري ....

.

احتَرتُ بشأن الطريق الى هذا العنوان و كُنتُ أخشى سؤال
العابرين عن الطريق فأتلقى شتائِمَ كثيرة أنا في غِنى عنها

لكن في برلين  حصل عكسُ ذلك و رأيت الجميع يرفع القُبعات و يُلقي السلام عليَّ باسم آنجيلوس عازف الجنرال

و حينها شتمت حظي عالماً  بأن يونغي سيعلم بأمر خروجي لا مَحالة و لكن ماللحُجة المُناسبة و ما التبرير

لكن لا بأس أقلاً سأعود في أي وقتٍ أشاء دون تعقبه لي

بعد سؤال العديد من الأشخاص توصلت الى أن العنوان المذكور هو عبارة عن كَنيسة غير معروفة كثيراً على أطراف برلين

عبرتُ الكثير من الشوارع الراقية المُتشابهة في التصميم و كان الوصول لهذه الكَنيسة  صعباً للغاية
و استغرق مني الكثير من الجهد و الوقت فالنهار على وشك الانتصاف

و مع مرور الدَقائق كان فُضولي يزداد لمعرفة سبب إصرار جونغكوك على لِقائي بهذا الشاب المجهول

وقفت امام باب الكَنِيسة جاهلاً بالخطوة القادمة  و لا أعلم المُدة التي سأنتظر بها لكن أتمنى ألا تَكون طويلة

مشيت ذهاباً و إياباً بينما أنفخ على كفاي التي كَسَيتُها بالقُفازات الحمراء التي أهداني إياها يونغي  و أضمهما سوياً نحو فمي فالبرد هُنا لا يمزح و ملابسي ليست بسميكةٍ البتة مما جَعلني أخشى إصابتي بالزُكام

أحدهم نقر على كَتفي جاعلاً مني أفزع و أستدير لأرى شاباً طويلاً للغاية  يُغطي وجهه بقطعة قُماشٍ سوداء لأعقد حاجباي  و أسأل عن هويته

" من أنت؟"

" لا يُمكنني الكشف عن هويتي بأمرٍ من السيد جونغكوك و الأن أتيت لأُسلمك رِسالةً و شيءٍ أخر"
قال على عَجَل و أُومأت له فأخرج مِن جيبه ظرفاً أبيض و سِلاحاً مِن نوع بريتا عيار تِسعة

" لا تَنظر للسلاح هكذا ، فقط خُذه و السيد قد شَرح لك كُل شيءٍ عبر رسالته ،
كُن حَذِراً و إن أردتَ إرسال أي رسالة سَأكونُ مُتواجداً هنا في عُطلة الاسبوع بعد مُنتصف الليل
و الآن اعتني بنفسك جيداً و موفقاً في مُهمتك"

كان سريعاً جداً اثناء إلقاءه للتعليمات حتى أنني لم أستطع التفكير بكلماته ثم رحل بكل سرعة بينما يتلفت خلفه دوماً

لذا فسرت كالآتي ، لا بُد و أن سُكان هذه المَدينة يعرفون وجهه لذا كان خائفاً مِن إظهاره و يخشى تتبع أحدهم له

انتابني الفضول حول السلاح و سببه لذا فتحت الرسالة على عجل

' رؤيتك بخير في الأمسية جعلت مني سعيداً و لا تَقلق سأحاول الوصول لنامجون و إخباره عنك ، توقف عن المُخاطرة و قُم باستخدام خُتم  الجنرال فقط في الحالات الطارئة
و أيضاً كُن حذراً جداً منه فقد يتظاهر هو بأنه مُغفل لكن رجاله في هذه المدينة كُثر و جميع الأعين ستكون عليك..

و الأن السلاح الذي تم تقديمه لك هو فقط لحماية نفسك في حال اكتشف الجنرال أمرك أو حاول أحدٌ الاعتداء و الاقتراب منك.
في النهاية أردت التأسف على إرسالك في مُهمة خطيرة كهذه لذا
كُن دوماً بخير جيمين و اعتني بنفسك

مِن جونغكوك
الى جيمين. '

رؤية السلاح و رسالته هذه أشعرتني بالخوف أكثر و كأن الخَطَر يُحيط بي و جوٌ مِن عدم الأمان بدأ يكتسي الأرجاء

خبأت السِلاح جيداً و الرسالة كذلك ثم حركت أقدامي عائداً الى وسط المَدينة قبل أن تغرب الشَمس

حاوطت نفسي بيداي و مشيت مُستمتعاً بوحدتي الجميلة و التي إحتَجتُها مُنذُ وقتٍ طويل على الرغم من برودة الجو الفظيعة الا أن السكون قد جذبني و أنساني لفحات الهواء و الصقيع

مررت بذات الشوارع على عكس الصباح برلين لم تكن مُزدحمة في هذا الوقت كثيراً لكن موسيقى الجاز مازالت تعمل و تُضفي على الجو بعضَ الهدوء

توقفت بجانبي عَربة يقودها رَجُلٌ بدين ، ألقى التحية علي ثم سألني إن كُنت ذاهباً الى مُعسكر الجنرال ، في الواقع كُنت سأنفي لكنها فِكرة جيدة فربما زياته في ذلك المكان ستعود بالكثير من الفوائد و المعلومات المُهمة

لذا أومأت له و هو عَرضَ بأن  يأخدني حيث المُعسكر و أنا وافقت مِن فوري و صعدت الى جانبه

كان رَجُلاً تَبَان عليه مَلامِحُ الطيبة و تحدث معي بكل أريحة حول حياته و زوجته التي لم تُنجب أطفالاً له لكنه يُحبها لذا اختار مشاعر الحُب على مشاعر الأبوة ، فالعودة الى منزله و رؤية زوجته التي أعدت له أشهى الأطباق و التي تستمع الى همومه و تشاركه بالكثير عوضته عن كُل شيء

و حدثني عن والدته الشريرة التي حاولت منعه عن هذا الزواج مما دَفعه للهرب من المنزل برفقة محبوبته و التي يعيش الأن برفقتها أجمل أيام حياته حتى وإن لم يحظى بأي أطفال

غابت الشمس و الطريق كان طويلاً للغاية  و لم أتوقع أن المُعسكر بعيداً كُل هذا البُعد عن المَدينة و يقع في مكانٍ معزولٍ تماماً و مُرعب

ابتسمت للرجل بِكل صدق فالحديث برفقته كان مُمتعاً للغاية ثم ودعتُه و مشيت حيث يقف الحارسان أمام بوابة المُعسكر

تقدمتُ منهما ليرفعا السِلاح في وجهي بسرعة
" هذه منطقة مَحظورة ماللذي تفعله هُنا "

قلبت عيناي و وبلا اهتمام لأسلحتهم التي لن تُخيفني بتاتاً سألتهم مع تقدمي المزيد من الخطوات نحوهم
" الجنرال آلبير أهو مُتواجِدٌ هنا "

" ما الذي تُريده من الجنرال الكبير"

" أرغب بِلقائه ، أنا آنجِيلوس عَازفه الخَاص"

أحدهما أخفض سِلاحه و طلب مني الانتظار ريثما يُخبر الجِنرال عن قُدومي و إن كان يُسمح لي بالدخول

كتمت غيظي جيداً منهم فأنا حقاً لا أتحمل رؤية هؤلاء الجنود في أي حالة و أمسكت نفسي عن إخراجي للسلاح في جيبي و وضع رصاصةٍ في رأس كُل واحدٍ منهم

انتظرت لبعض الوقت ثم عاد الجندي و أفسح لي المجال لأدخل و رافقني الى مكتب الجنرال

كان المُعسكر هادِئاً جداً و كأن لا أحد فيه عدا الجنرال و هذان الجُنديان

هذا المُعسكر ليس للاعتقال أو الابادة بل هو فقط لتدريب الجنود الجُدد أو لعقد اجتماعات المناصب العُليا كهتلر و آلفريد و الجنرال و باقي الضُباط ذوي النجوم الكثيرة

تركني الجُندي عِند وصولي لأمام باب المَكتب لذا قَرعته بهدوء ودخلت بعدها لتواجهني أذرع الجنرال المفتوحة  و ابتسامته الواسعة

" مَلاكي هُنا حقاً ؟ لم أُصدق الأمر في البداية و ظننت بأنني أتوهم لشدة اشتياقي لك عازفي الشَقي "

جميع هذه الألقاب التي تنسبني له تجعل مِني مُتوتراً جداً

تقدم مني وعانقني بقوة و أنا فقط وقفت دون فِعل أي شيء أنتظر من هذا العناق أن ينتهي

" خرجتُ  لاستنشاق بعض الهواء لوحدي فالحَفلُ في الأمس قد جعل مني أختنق للغاية و لكن ما لم أتوقعه هو أن يكون البرد في الخارج شديداً ،
أيضاً لا أعلم من أين أتت هذه الفِكرة لكن أثناء تَجولي في الأرجاء قررت زيارتك في مَقر عَملك لعلنا نعود للقصر  سوياً"

صغر عيناه و عقد يداه
" و كيف وصلت الى هُنا؟ سيراً على الأقدام ؟"

"لا بل رَجُلٌ طيب أوقف عربته من أجلي و عرض اصطحابي
إليك "

أخذني من يدي نحو المِدفَئة و وضع مِعطفه فوق جسدي ثم عَقَد حاجبيه بغضبٍ طفيف

" لِمَ تخرج وحدك في هذا الجو البارد  و دون إخباري ،
أَتحبُ جَعلي قَلِقاً عليك طوال الوقت ؟
ماذا لو أراد هذا الرجل بك السوء؟ لا يُمكنك الوثوق في الجميع هنا جيمين ... في هذه المدينة هُناك  الكثير من الأعداء يترصدون حركاتي و حركات من يُعتبرون نقطة ضَعفٍ لي "

نفيت و رفعت كفاي في وجهه
" لِمَ سيعتبرون مُجرد عازفٍ نُقطة ضَعفٍ لك ، ثم لا تقلق فيداي أكثر من تشعر بالبرد و لكن القُفازات الحمراء حمتني من التجمد "

تنهد هو بيأس
" و مع ذَلك كان عليك إخباري أقلاً كي أُرسل سيباستيان معك أو احداً مِن الحُراس "

زممت شفتاي باستغراب لأنني شعرت و كأنني طِفلٌ صغير يتم تأنيبه

" حسناً أردت البقاء لوحدي أخبرتك سابقاً ثم إنه مُجرد بَرد ليس و كأنني سأموت لبقائي خارِجاً بِضع ساعات"

وهج المِدفئة كان جميلاً للغاية و شعرت بالارتخاء بسبب الدِفء الذي أحاطني لأبتسم و أغمض عيناي و تعود اغنية الجاز من شارع برلين للعمل في رأسي

كُنتُ جاهلاً بأنظار الجنرال التي أحرقتني و كأنها ستأكلني و لكن كُل ما شَعَرتُ به كان جلوسِه خلفي و عناقه لي ثُم هَمسه

" أشعر بأنني اريد اصطحابك في كُل مكانٍ معي حتى الى العَمل كي تبقى بجانبي و لا تبتعد عن مرأى عيناي آنجيلوس ، أنا مَجنون لدرجة قد أُحضر بيانو الى هُنا أيضاً"

" ستتألم أصابعي إن عزفتُ لوقتٍ طويل"

امسك بيدي وقربها الى فمه مُقبلاً إياها بِعمق
" سأقبل أناملك في كُل مرةٍ تنتهي فيها من العزف حتى لا تتألم "

أنصتُ لكلماته ثم بادلته الهَمس

" لِمَ دوماً كَلِماتك شاعرية و مليئة بالغزل ،
أفعالك لطيفة و مليئة بالحُب ، لِمَ لا تتوقف عن تقربك مني و تيأس يونغي؟ ألم أُخبرك في الأمس بأن نتعامل برسمية"

لم يستغرق صمته سوى بضعة دقائق و كأنه يُفكر بكلماتي

" لا أستطيع بعد الأن ليس وأنا عالِقٌ في حُفرة فِتنتك العميقة
أشقري الفاتن"

" ماذا عَن أن نكون أصدقاءً فقط"

قهقه لأستغرب ردة فِعله هذه

" الصداقة يا صغيري لم تُخلق لِتجمع بيننا ، أنا وأنت لن نكون أصدِقاءَ أبداً"

" نعم أنتَ على حَق و لا يمكنني الإنكار  ، فنحن لن نَكونَ  سِوى الجِنرال آلبير و عازِفه آنجيلوس"

شَعَرتُ بِقبلةٍ على مؤخرة عُنقي و من ثُم ذِراعاه شَدت العِناق حولي و رأسه انحشر داخل فجوة كَتفي و رقبتي

" و ماذا عن كونِنا يونغي و جيمين ، أيمكن لنا أن نكون شيئاً أخر يشخصياتنا البسيطة هذه أم أن آلبير وآنجيلوس أصبحا يتحكمان بنا و بِمُستقبلنا "

لم أتحرك و بَقيت أنظر للوهج بصمت و لا أعلم ما هو سَبب دِفئي الحقيقي أهو الوهج أم التصاق جسده بجسدي

" لا أعلم ، ماذا عنك يونغي ؟ ماللذي تُفضله أكثر آنجيلوس أم جيمين"

بأنامله التي تُلامِسُ فَكي جعل من وجهي يستدير قليلاً حتى تواجهت أعيننا لأغرق بسواد و عمق عدستيه التي تأخُذاني دوماً الى عالمٍ أخر أنسى فيه و اقعي الأليم و لربما تجعلني أتمنى مُجدداً لقائي به بظروفٍ أُخرى بعيداً عن الجميع

" كِلاهما، أجد تمرد جيمين أمراً مُثيراً للإعجاب و هدوء آنجيلوس أيضاً مُحَبَبٌ الى قلبي لكن جيمين يثير في داخلي نيراناً أجهل كيف أطفئها "

أومأت له و طرحت السؤال الذي خطر في بالي فوراً

" أتعلم ؟ مازِلتُ مُحتاراً بشأن عرض عَملك ، فأنا مُتأكِدٌ بأنك قد زُرت حاناتٍ كثيرة و استمعت الى العديد من العازفين الماهرين اذاً لِمَ اخترتني لأكون عازِفك"

رفع حاجبه و بدت ملامحه غير مُعجبة بسؤالي

" لا يُعجبني استخفافك بنفسك فبِغض النظر عن جمالك السريالي الذي جذب أنظاري في البداية لكن أيضاً تحركات يديك العبقرية على المفاتيح جعلتني أرغب بسماع معزوفاتك يومياً حتى أموت "

ابتسمت له
" اذاً أتنوي الاحتفاظ بي لوقتٍ طويل على الرُغم من أن عقدنا ينص على ثَلاثِ سنواتٍ فَقط"

ماهِرٌ هو بالعبث في مشاعري و جعلي أُطارد و أهرب في ذات الوقت من حقيقة أنني أُحب قُربه لي و أتوق دوماً للمزيد ، كما حدث الأن حين ألصق شفتاه على جبيني بِقُبلةٍ جعلت من أزهارِ الربيع تنمو داخلي

" الزمن ربما يعرف مَن نحن حقاً و لكن أُمنيتي الأولى و الوحيدة فقط هي أن تبقى بجانبي الى أطول وقتٍ مُمكن جيمين "

قضمت شفتاي و أخفضت نَظري
" لكنها أُمنية صعبة ، جميع ما أتمناه لكلينا صعب و لا أمل فيه "

"كم مضى على قدومك الى قصري آنجيلوس؟ شهران ؟ ياله مِن وقتٍ قصير ، قَصيرٌ جِداً لكنه ذو أثرٍ كبيرٍ داخلي"

"من السيء أن تتعلق بي أيها الجنرال فأنا لن أدوم لك الى الأبد "

رفع يداه حيث وجنتاي و داعبهما و أشعر أنني في دوامةٍ كبيرة مِن المشاعر المُبعثرة

" ماذا لو أنني أرغب بتَمَلُكِك حتى تبقى في قصري الى ما بعد الأبد ، ماذا لو كُنتُ أنانياً الى ذلك الحد"

" إن التعلق بي سيجلب لك سوء الحظ و انكسار القلب لذا حاول التخلص من هذه المشاعر بأسرع وقت "

راقبت كيف انتقل وهج المِدفئة الى عينيه و شفتاه التي تتحدث بالقرب مِن شفاهي دون أن تتلامسا

" يا ليتك قُلت هذا سابقاً لكُنتُ انقذت نفسي مِن الغرق عَميقاً في بَحر عينيك لكن لا فائدة من طَلب العونِ بعد الأن"

*******************

يُتبع

صح مهم تعرفو انو جيمين عمرو ١٩ و يونغي ٢٥

+ شو رأيكن لحد هلأ بالرواية

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

617K 39.5K 23
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...
26.9K 1.8K 4
"وإن استوطنَتِ الحروبُ ونيْطلَ الهلاكَ وجْدي سأظلُّ بعشقكَ هائماً مُغرمٌ، وإن غادَرت روحي كِيانها سأكونُ قِصّـةً خُطَّت لعاشقٍ لاقىٰ حتفهُ من الكلفِ...
15.6K 1.2K 7
" أربعةُ خواتمٍ ترديك قتيلًا" أصبعٌ خامسٌ مفقود. المعلومات المذكورة في نهاية كلِّ جزء حقيقيّة، الأحداث خياليّة.
16.5K 2.8K 43
في بعض الأحيان، يحتاج الناس إلى التعلم بطريقة صعبة لهذا عليك أن تأخذ الناس من البداية بطريقة مسالمة خاصتا عندما يكون هذا الشخص هو شخص مهم ك.... ⚠️ال...