رَسائِل غونزاليس|TK

By zxitll

21.7K 1.2K 1.1K

و إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَ... More

الرّسـالـةُ اللّا أخيـرة: لِقـاءٌ مـا بعد الوَداع.
٢. تُزهِـر رسـائلِـي بك فقط.
٣. عِند انحناءِ الشَّفقِ القُطبي.
٤. في اللّا شـيء و أنت كُل شيء.
٥. تَبُجُّ بَحتُك الحَسناءُ كُلَّ ما بي.
٦. و إنَّني لتوَّاقٌ رُغم أننَّي لم أنَل.
٧. و ثُمَّ أنّني لم أكُن، فهل تكُن؟
٨. كالمُتَنَعِمِ بِأهازيجك في المساء.
٩. و كثيراً ما أفَقتُ و أنت مُحاذٍ لي.
١٠. اللَّيلةُ التي نسيتُ بها ظلّك مُجدداً.
١١. و المُزْنُ التي كادت أن تَسلِبَني مِنك.
١٢.جَعَلَتني أستفيقُ بُرهةً كشُعلةٍ وضّاءة.
١٣. أمـدًا بعيـدًا حتى غِبت عن ناظِري.
١٤. و ترجِعُ إليَّ بعد أن داهَمَتك المَنايا.
١٥. حتى ادْلَهم الفَجرُ مع مَطلَعِك.
١٦. إلى أن استَعدتُ روحك و أنا أُدفَنُ.
١٧. حَيًّا حتى باتَ طَيفي يزورك وَلِعًا.
١٨. مُحلِّقًا و إن بقيتُ أُلملمُ أوراق رسائلي.
١٩. و أُبقيك حائرًا بعد أن زُرتَ قَبري.
٢٠. حتّى اكتسى الثَّلجُ حرائِق الجَشعِ.
٢١.و التَحفتُ بجفنيك وسط زُرقةِ المحيط.
٢٢. البردُ قارسٌ رُغم أنّه الرَّبيع.
٢٣. و إرتعاشةٌ في دفئك و ما بين ذراعيك.
٢٤. تمزقت الأجنِحةُ فما بالُ السَّماء؟
٢٥. لا وَجع بعد كُلِّ ذلك الوجَع.
٢٦. أتيتُ و معي وَهج الخريف.
٢٧. هل لمحتُ ابتسامةَ المُحيط؟
٢٨. و بهجةُ فؤادك بعدَ كُلِّ هذا الحنين.

١. بِلا أيِّ رِسـالـة.

2.6K 138 98
By zxitll

لَحظةً واحدة.. هل أنا في مُخيّلتـي؟! بين الذّي كتبته برسـائِلـي؟
قـاطعَ تساؤُلاتـي أحدٌ مـا مِن بعيـد، أحدٌ لا يشبهُ جميعَ من كانَ بالمـارَّةِ فكلُهـم كـانـوا بألوانٍ بـاهِتـةٍ و وجـوهٍ شـاحِبـة، أحدٌ مـا كـانَ كُلمـا خَطـا يطرُق بالأرضِ برِقـةٍ أجهَلُ المعنى المُسدلَ خلف أسوارِهـا، بأحذيتهِ الجِلديـةِ و بلَونِ السُّكرِ المَغليّ، بدا يقتَربُ خطوَةً بعد خطوة حتى حَملقتُ به مُجدداً بعد أن كُنت سارِحـاً بخطواتِه، عدتُ لإدراكـي بعد أن أيقنتُ أنّـه هـو.. ماذا؟! ...

استَيقظ سيّد 'غـونـزَاليِـس'! استيقِظ!
فَتحتُ اللّتـانِ تحمِلُ رمشـي على مِصراعيهمـا بَعد أن سمعت صوت صُراخَ البُستانـيّ الذّي نسيتُ اسمه مُجدداً...

هل أنت على مـا يُرام سيّدي الصّغيـر؟، إنّك تتصبّبُ عرقـاً برُغـمِ من أنّـه الشِّتـاء بالفعل، و المِدفأةُ ليست بتلك السّخونـة أَيُعقل بأنّ الحُمى قد عادت إِليك؟!

كـانَ يسألُ و هو يمسحُ وجهـي بالمِنديلِ و علامـاتُ القلقِ تكسوا وَجههُ المُمتلئِ بالتَّجـاعيـد، إنّه لطيـفٌ معي على الدّوام و طوال التّسعـةَ عشر عـامـاً الذي عشته بهذا القَصـر، و مُدّة عَملـهِ التي مع قُرابـةَ الأَربعـونَ عـام، كـلُّ هذا و لا زِلتُ لا أثِقُ به أو بِغيرِه، حتى اسمه أنساهُ بكثيرٍ من الأحيـان، أمري يدعو للسُّخريـة..

أجبته بأنّني أشعر بألَم في الرّأس و لكن لا بأس
و ردّ عليّ بابتسامته المُعتادةِ أنّ دروسي ستبدأ بعد دقـائِقَ معدودَة

و لكن.. هل تذكرتُ أمراً للتّو؟

نزلتُ من على السّريـرِ بعد أن أَمَرتُ بتغييرِ الملاءاتِ، فتجَهزتُ و كنت على استِعدادٍ لرؤيَة المُعلـمِ بالقاعَـةِ الدّراسية المعزولة بأحدِ أركانِ حدائقِ القَصـر

لَم يكن مُعلمـاً عـاديـاًّ، كلمـاتهُ كانت تَسلبُ ذِهني مُتفكراًّ دومـاً و غريبُ الأطوارِ بالآنِ ذاته، لم يكن مُعلمَ اللُّغةِ الفَرنسيـةِ أو الرّياضيات، بل كـانَ يندَرِجُ لعوالـم مِثل عوالِم : 'لودفيج فاَن بيِتهوفن' و 'وِليام بيِلينجس'، إنّه مُعلم المـوسيقـى الخاصِ بِـي.

"صَباحُ الخير 'تـايهيـونغ' سيادتك"
قال هُـو كما اعتَدتُ كُلَّ صبـاحٍ مع انحناءةٍ منهُ و مع بَحته الغَليظة، و أيضـاً هو الوحيد _إلى الآن_ الذي يُنادِني باسمِي، فـ 'غـونـزَاليِـس' يدعوني به هكذا لأنّه مُسجّلٌ على الأوراقِ المَطويـة، أمّا 'تايهيـونغ' فهـو اسمـي الذي نشأتُ عليه مُنذ ولادتـي.

أجبتُه مُقابلاً بالتحيةِ الصَّباحيـةِ لِأجلس قبالـة البيـانـو المَطليِّ بالذَّهَبِ مع زَخـارف و نقوشـاتٍ و كريستال، لا أُنكر أنَّ هذه اللَّحظاتِ الصَّباحيةِ التي أتذوقُ بهـا الألحـانَ مع غناءِ مُعلمـي و إطلالات النّوافذ الضَّخمـةِ التّي تشيحُ بأنظاري نحوَ الحَديقـةِ و رَونقهـا مع زقزقةِ العصافيـرِ المُحلّقـة، أنّهـا لحظـاتٌ تُشعِلُ بصدري الحِسَّ العَذب، الأمـانَ و كُـلُّ شيءٍ خريفـيٌّ وسط الشِّتـاء فَموسـمُ الثُّلـوجِ لم يَحِن بَعد.

بَدأتُ بعَزفِ النّوتـةِ التي طلب منّي المُعلِم حفظهـا، فذَهَبت أنـاملي تتمـايَلُ فوقَ المفـاتيحِ مع كُلِّ حركـةٍ تُصدرهـا نغمـةٌ و كأنَّ المـوسيقـى الصّادِرة قد خلقت جنـاحـانِ خفيّـانِ تُنسيانِ الرِّيشَ السَّـاكنَ جَفنايَ الذّي التَمس أسفل عينايَ لِأُغمضهمـا بكـلّ رفق، تُرى هل حُكِـمَ على المـوسيقـى أن تَضع عازفهـا و حتى سامِعها بوَضع جَناحانِ يُذهِلانِ الطّيـورَ في تحليقِهـا حتى السُّقـوط؟

اقتَربت آخرُ نوتـةٍ لأصُبَّ فيهـا كـلَّ ما تبقى من ذِمـائـي و ليتَ قرابة انتهائِهـا لم يـوشك، تسلّل لي صوتُ تصفيقِ المُعلّمِ و ثناءه المُميّز دائمـاً..

"تايهيونغ يا سَيّد المـوسيقـى قَبل أن تكونَ ابنَ جلالته، أنحنـي لك شرفـاً على مُلامسـةِ أحاسيسك العَذبةِ لكَيـانـي قبل عزفـك"

فابتَسمتُ لِأُرجع شعري _الذي كانَ يصل لأسفل رقبتي و فوق كَتفي بقليل_ خلف أُذني قبل انحنائـي تقديراً لثنائه الذّي لا زالَ ينثره زهراً بمَسمعـي

"تعالَ معـي مُنافس ' بيِتهـوفـن' "

تعجَبتُ مما قالهُ فأنا لا أُقارن بالعظيـمِ المُلقب بالطّفل المُعجزة، تبعته إلى أن وَصلنـا خارجـاً بحديقـةِ القَصر

"تفضّل سيادتك"

من بعدك مُعلمي
قلت قبل أن نجلس سوّيـاً بأرجـوحـةٍ تلتفُ حولهـا النّباتـات

ما الأمر مُعلمـي؟

"لقد حَلمت حُلم صحيح؟ "

اتسعت حَدقتـي ذهولاً مما سأل فكيف له معرفة ذلك؟

"ههههه لا داعِ للذهول لقد خمنتُ ذلك فقط"

أوه لقد اندهشت فِعلاً..

"إذاً كيف كان ذلك الحُلم؟ "

رُحت أنظرُ بوجهه قليلاً فأشحتُ بنظري للسماء لأقول:
كانَ شيئاً من الخَيال أشبه بالبحر و بل أبهى، قاعُه كان يابسة و لكنني كُنت أغرق به عميقـاً بطريقةٍ غريبةٍ لدرجة ِ أنني أشعُر بأنّني تطَرقـتُ لعالـمٍ آخرٍ بِحَق..

"جَميـل"
قالها بصوتِه الغليظِ المُعتـاد بعد ابتسامتـهِ صَعبـةِ التَّفسيـر..

"آه انتَهى وقتـي لليـوم، سأذهب طابَ يومـك سيّد تايهيونغ"
ودّعني بتلك الإبتسامـةِ و هو يُنزل قُبعته الطّويلة السوداء بمقربةِ صدره لينحني

طابَ يومك كذلك استـاذي

عدتُ لأصعد تلك السلالم مُتثاقلاً لأرتمي بجسدي فوق السريرِ الذي قد استُبدِلت به الملاءاتِ لأُخرى جديدة
أخذتُ نفسـاً عميقـاً و بدأتُ أتذكـرُ رائحةَ خطواتـه من بعيـدٍ قريـب، هالته التّي لا تُشبه الجميـع و الذي اكتشفتُ أنُّه 'مـاتيـو' الخيالـيِّ الذي كنت أكتبُ الرّسائِلَ الخياليةَ له

تُرى هل سأراهُ بحُلمـي من جديـد؟
أغمضتُ عينايَ النّاعستين قليلاً و من ثـمّ فتحتهـا

هل يُعقل أنّ كُل ذلك مُجرد حُلـم؟ أشعر بأنّه أكثر من ذلك أنا جدّيـاً أشعر بأنّني تنقلتُ بين العوالم أو بعبارةٍ أَصَح، لقد دخلتُ لذهنـي المُمتلئ بِتخَيُلاتـي و لكن هل يُعقل ذلك؟ إن كان كذلِك أم لا، فأنا أتمنى بأن أعودَ إلى هناك مُجدداً، أودُّ أن...

_صوت طَرق الباب_
سيّدي قهوتك السّاخنة جاهزة، سيّدي
عذراً، سأدخل

ماذا؟ لقد نامَ بالفِعل اعذرني سيادتك عَلى إزعاجي سأنصَرِف الآن.

أنا.. أنا أغرقُ مُجدداً و لكن هذه المرّة المياه مُحيطةٌ بي من كُلّ جانب أين أنا؟

أشتَمُ رائحـةً مألوفة، و لكن بهـا شيء غريب و مُميّز هذه المَرّة، هل هذا...

Continue Reading

You'll Also Like

85.5K 1.5K 65
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة الابوين التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها...
74.3K 4.8K 9
مَــاذَا سَــيَحدُث لـكَ إنْ كُنـتَ لا تَـعلم إذ كُـنتَ فـَتى أم فَـتاة؟ . . فَـتاة في الثانية والعشرون ،معزولة عن العَـالم بـآسرهِ، لا تَـعلم حقي...
4.7M 186K 53
بيـن طـرقـاتـةً ضـيقـة وبيـوتً قـديمـة، خـلف أسـوارهـا شـائكـة وجـدران هـالكـة ، حكـايـات لـم تـِروى بعـد وجـروح لـم تنـدمـل وأمـنيـات لـم تـرى نـور...
84.9K 1.6K 34
قصه رومانسيه جريئه