Ice Rhythm || إيقاع جليدي

By MariaMaria_a

1.5M 129K 67.7K

تكاد تقسم بأنها سمعت صوت تحطم شيء ما داخلها.. ظنت بأن حياتها تسير بسلاسة، اكثر مما كانت تتمنى حتى.. ورغم انها... More

prologue
Chapter 1 (New)
Chapter 2 (new)
Chapter 3 (new)
Chapter 4 (new)
Chapter 5 (new)
Chapter 6 (new)
Chapter 7 (new)
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17
Chapter 18
Chapter 19
Chapter 20
Chapter 21 p1
Chapter 21 p2
Chapter 22
Chapter 23
Chapter 24
Chapter 25
Chapter 26
Chapter 27
Chapter 28
Chapter 29
Chapter 30
Chapter 31
Chapter 32
Chapter 33
Chapter 34
Chapter 35
Chapter 36
Chapter 37
Chapter 38
Chapter 39
Chapter 40
Chapter 41
Chapter 43
Chapter 44
Chapter 45
Chapter 46
Chapter 47
Chapter 48
Chapter 49
Chapter 50
Chapter 51
Chapter 52
Chapter 53

Chapter 42

21.5K 2.3K 1.2K
By MariaMaria_a

• قلبٌ ينبض، الا انه لا يعمل.

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

ابتعدت عن هاركين، لآخذ خطوتين للخلف. عمّ صمت غير مريح المكان. كان كاليدون قد ابتعد ما ان رآني وهاركين بتلك الحالة ليعطينا بعض المساحة.. أو انه شعر بعدم الارتياح فحسب لينسحب منقذاً عينيه مما يرى.

أما شقيق هاركن الأكبر فلا زال مطروحاً على الأرض بتعبير متألم للغاية، يستحق هذا السافل كيف يجرؤ على لمسي.

أما الأخير الذي بدى وكأنه على وشك قتلنا، كان يحدق بي بحاجبين معقودين وعينين لا زالتا بلونٍ قرمزيّ امتلأتا بشعورٍ مظلم. يبدو أن الطريقة التي يفترض ان تهدئه زادت الأمر سوءاً. ابتلعت ما بحلقي بتوتر ولم أقل أي حرف.

أظلمت عينيه أكثر، ليتقدم ناحيتي ويقف أمامي مباشرة مغلقاً المسافة التي صنعتها بيننا، ليزداد توتري. لما أشعر بأنه مستعد لإلقائي من النافذة دون تردد؟! ربما كان يجب عليّ شرح الأمر له أولاً.. لا، هذا سيبدو فقط غبياً.

انحنى للأسفل قليلاً هامساً بنبرته الباردة تلك بينما يرفع أحد حاجبيه باستنكار، "هل تظنين أن قبلة ستنقذك من موقفك؟ أم انه كان يجب عليّ أن أتأثر وأسامحك؟" رغم نبرته الجدية والمستنكرة، إلا انني استطعت الشعور بالسخرية الدفينة خلف كلماته.

هل هو لم يعد يريدني وتخلى عن الرابطة أو شيء مشابه لهذا؟ هو بالفعل أخبرني بأنه يستطيع التخلي عني وتجاهل الرابطة لكنه لن يفعل إلا ان رفضت أن أكون معه، هل هو قرر فقط التخلي عنها بعد ما حدث مع دانيال؟!

فتحت فمي لأجيب ببساطة، "لا، كانت لأجل محو قبلة السافل هذا." وأشرت لشقيقه خلفنا. أكملت قبل أن يفعل هو، "يمكنك اعتبار اننا متعادلين الآن."

بادلته التحديق دون أن ابتعد، وللحظة لمحت الاخضرار الذي احتلّ عينيه لكنه سرعان ما اختفى وهذا أثار بداخلي الفضول، ودون أن أدرك أخرجت ما كنت أفكر به، "لماذا عينيك قرمزيتين؟" هل هذا شيء شائع عند المستذئبين؟

ابتسم بجانبية ليقول بنبرة خبيثة وغامضة، "هل تريدين حقاً أن تعرفي؟" أشعر بأنه يجدر بي أن أرفض، لكن للمرة الأولى يتغلب فضولي على ما يجدر بي حقاً فعله. هززت رأٍي بتردد للآخذ خطوات عدة للخلف وأصنع مسافة بيننا للمرة الثانية.

سمعت صوت الباب يغلق لأنظر له باستغراب ثم خلفي في المكان الذي كان به شقيق هاركين أظن اسمه كان كاريوس أو كارفيس أو شيء مشابه لست واثقة، ولكنه لم يكن هناك. هل غادر مغلقاً الباب بشكلٍ متعمد؟

أعدت عينيّ ناحية هاركين الذي يبتسم وكأنه الشخصية الشريرة المظلمة برواية ما والتي توشك على اظهار ظلامها وشرها وتدمير ما حولها. انا لن أموت اليوم صحيح؟

شعرت وكأن الجو حولنا أصبح ثقيلاً وخانقاً، بدأت بشرته تصبح شاحبة للغاية ثم خرج شيء من رأسه كبير للغاية وشديد السواد بنهايات قرمزية كلون عينيه تماماً وكأنهما.. قرنين!! وبدأ شيء كالدخان الا انه شديد السواد كالليل يخرج منهما.

اتسعت عيناي بشدة وأنا أحدق به بذهول، أنا توقعت كل شيء الا هذا! هذا حتماً لا يشبه الذئاب بأي شيء، وحتى إن كنت لا أعلم أي شيء عن الكائنات الخارقة للطبيعة كمصاصي الدماء والمستذئبين الا انني لست غبية لأعلم بأن ما أراه أمامي ليس كلاهما.

لكن لم ينتهي الأمر، بل أصبح أعلى أذنيه حاداً، وشيء شابه لون قرنيه ظهر على كلا جانبيّ وجهه. ثم ظهر شيء يشبه الوشوم لست متأكدة بمنطقة رقبته حتى اختفى باقيه أسفل القميص الذي يرتديه. وأمام أنظاري المصدومة رفع يده ببطء ليبدأ بفك أزرار قميصه وتبدأ هذه الوشوم بالظهور شيئاً فشيئاً، وما إن خلع قميصه ليلقيه أرضاً ظهرت تلك الوشوم بشكلٍ غريب إلا انه دقيق.

من أعلى رقبته نزولاً لذراعه اليمنى ملتفاً للخلف بظهره ومنتهياً بجانبه الأيسر مغطياً إياه بدقة. ورغم هول ما أراه الا انني لم أستطع منع نفسي من ملاحظة عضلاته المثالية، ولسبب ما تذكرت كلام ريدا سابقاً حينما قالت بأنها كاد يغمى عليها حينما رفع قميصه.

رفعت عينيّ لأنظر للجناحين شديدا السواد اللذين ظهرا خلف ظهره. يا إلهي، هو يبدوا كملاك تم نفيه من السماء.. لا، بل يبدوا أكثر ك..

شيطان!!

فتحت فمي بصدمة شديدة بينما أحدق بمظهره. وأنا من ظننت بأنني لن أشعر بالصدمة من أي شيء قد يحدث بعد الان!! هذا حتماً بمستوى آخر من الصدمة.

اتسعت ابتسامته المظلمة وبدأ بالاقتراب مني ببطء جعل القشعريرة تسري بكامل جسدي، ليتكلم بنبرة صوته البريئة بهدوء شديد وبطريقة أشعرتني بأنه انتهى أمري حتماً، "مرّ وقت طويل منذ أن ظهرت بهذا الشكل يا له من شعور جيد، بالتفكير بالأمر مر زمن طويل على تمزيق أحدهم بمخالبي."

وقف أمام مباشرة لأبتلع ما بحلقي ولا زلت أحدق به بصدمة لم تمحى. رفع يده التي غطاها السواد ومخالب حادة بدت أشبه بأداة مصنوعة يدوياً لدقتها وغرابتها ولم تبدوا كالمخالب التي يعرفها الجميع، وببطء لمس بظهر أصابعه وجنتي ليحركها ببطء ولطف، وكأنه ينتظر ردة فعلي لما فعل!

هل ينتظر أن أخاف وأهرب؟! بالتفكير بالأمر هو محق، يجدر بي أن أخاف لكن لسبب ما أشعر بأنه لن يؤذيني. فحتى رغم بروده وابتعاده عني، ورغم الظلام الذي أحاطه فجأة هو لا يزال هاركين.

هاركين الذي أنقذني لمرات لا تحصى، هو ذاته الذي كلما أوقعت نفسي بمشكلة منذ أن أتيت هنا يظهر أمامي قائلاً لا بأس.. أنا هنا، مظهراً ابتسامته الدافئة تلك.

أنا فقط، لم أستطع أن أكون خائفة منه. رفعت يدي ببطء لألمس الشيء الصلب أسود اللون الذي ظهر على جانبيّ وجهه بطريقة متناسقة وكأنها جزء من جسده. مررت أصابعي ببطء فوقها اتحسس الملمس الناعم حتى رغم النتوءات الحادة فوقها.

هربت من بين انفاسي كلمات لم أدركها الا بعد أن خرجت من فمي بدهشة، "هذا جميل." الفت يده فجأة حول يدي موقفة اياي، كانت قبضته قوية آلمتني بعض الشيء. أبعدت عيني عما كنت أتحسسه لتوي، لأنظر لعينيه مجدداً.

كانت ابتسامته تلك قد اختفت بالفعل، كان يحدق بي بعينين هادئتين وتعبير غامض يصعب قراءته. همست بسبب المسافة القريبة بيننا، "هل.. يمكنني لمس.." توقفت عن الهمس لأرفع يدي الحرة مشيرة لرأسي، بمعنى قرونه أو أياً كان ما خرج من بين خصلاته الداكنة الجميلة.

ولسبب ما أشعر بأنني أفسدت الجوّ الذي ساد بيننا، لكن لم أستطع منع نفسي أود بشدة أن ألمسهم. عقد حاجبيه بخفة معلقاً على كلامي، "هل أنتِ حمقاء أم أنكِ فقط لا تهتمي إن أنهيت حياتك؟!"

"ستنهي حياتي؟" سألت بحاجب مرفوع، وخرجت نبرتي مستنكرة. عادت ابتسامته الجانبية لتغزوا وجهه ليرد ساخراً، "يبدوا أنكِ اعتدتِ على هاركين الطيف، أستطيع تغيير هذا."

رفعت حاجباً لأرد بثقة، "اوه حقاً؟ تفضل إذاً."

اتسعت ابتسامته ليحملني على حين غرة ويسير ناحية النافذة. اتسعت عينيّ لأقول، "ماذا تفعل؟" هو لن يلقي بي من النافذة حقاً صحيح؟!

فتح النافذة بأكملها ليقف على حافتها، كنا في الطابق الثاني وسقوطي من هنا لن يتسبب بموتي فقد سقطت من هذه المسافة سابقاً. كنت مستعدة كلياً للأمر ولم أُعافر ليقهقه هو لذلك.

نظرت له باستغراب، وتحول استغرابي لصدمة ما ان قفز هو بينما يحملني ليحلق للأعلى. أنتظر لحظة، هو لن يلقي بي من السماء صحيح؟!

"أنتظر هذا ليس عادلاً.." توقف ما إن ابتعدنا للغاية عن الأرض لدرجة أنني أستطيع رؤية الغيوم تطفو حولي. قربني اليه ليلصق فمه بقرب أذني هامساً، "وداعاً عزيزتي." وقبل أن أستدرك ما تفوه به تركني لأهوي للأسفل بسرعة. هذا السافل اللعين.

وكأي شخص طبيعي سيسقط من هذه المسافة الشاهقة فقد صرخت، صرخت بأقوى ما لدي. كان الهواء يصطدم بي ورغم ذلك كنت أسقط بسرعة. لا، هل سأموت هكذا؟ مبعثرة أشلاء على الأرض؟!

أردت أن أموت قطعة كاملة، أنا حتى تركت ألثيا بمنزله، ما الذي سيحصل لها؟

سمعت قهقهته المستمتعة ليمسكني بسرعة بين ذراعيه وهو لا زال يقهقه. "غيرت رأيي، الارتفاع كان قليلاً لنعد الأمر." سخر لأسرع بإحاطة رقبته بكلتا ذراعيّ بقوة، أو بالأصح بما تبقى بجسدي من قوة.

واكتفيت بدفن وجهي مغلقة عينيّ بقوة متجاهلة أطرافي المرتجفة. أكره المرتفعات، هذه ثالث مرة أسقط فيها من مكان عالٍ. المرة الأولى كانت حينما تم اختطافي من أناس غرباء بعد أن استخدمت قوتي للمرة الثانية وتسببت بقتل شخصين بدلاً من مجرد جرح كذراع ديلين.

ومن ثم قفزت من النافذة وكسرت ذراعي حينها الا انني تجاهلت الأمر وجريت بأقصى سرعة. وتكرر الأمر مجدداً بسبب السمّ الذي سبب لي هلوسة، لأقفز مجدداً بنفس الطريقة كالمرة الأولى.

كلتاهما كانت مسألة حياة أو موت، كلتاهما كانتا لكوني لا أريد أن أمر بذات التعذيب الذي مررت به مجدداً. الأمر لم يكن ممتعاً ولا مسلياَ، ربما هاركين لم يكن يتفوه بالهراء بعد كل شيء.

شعرت بذراعيه التي أُحكمت حولي، وقهقهته التي توقفت. ثم بالدفيء واختفاء تلك الرياح الباردة. أنزلني ببطء أرضاً لأبتعد بترنح للخلف، وبشكل لا إراديّ مد يده ناحيتي ليمسكني مجدداً الا انني رفعت يدي لأمنعه من لمسي.

عقدت حاجبيّ لأنظر قائلة بسخرية غزت نبرة صوتي المتقطعة، "هل انتهيت؟ نحن متعادلين الان لذا.. دعنا لا نلتقي مجدداً.. لا مزيد من الصدف."

هممت خارجاً بسرعة، وما ان فعلت حتى ابتعد كاليدون عن الحائط ليقف باستقامة وينظر ناحيتي بتعابير قلقة وبجانبه تلك الفتاة السمراء الطويلة، على ما أذكر قالت بأنها تدعى كاليدورا وهي شقيقة كاليدون الصغرى.

"ليليث." نادتني ألثيا لأنظر للجهة الأخرى، كانت قادمة من آخر الرواق نحوي بانزعاج بسبب ما فعلته. "ليليث، هل أنتِ بخير؟" سألت كاليدورا بنبرة قلقة الا انني تجاهلتها لأسير باتجاه ألثيا بخطى ثابتة.

أعلم بأنني أخطأت بحقه عدة مرات وأخذت الأمر بسخرية حينها كما فعل هو الان، لكننا متعادلان الآن ولا أدين له باعتذار. وهكذا ينتهي الأمر بيننا وكأنه لم يكن.

أغلقت عينيّ وفعلت ما فعلته سابقاً، حينما أفكر بروح حتى إن لم أعرف جميلة الاستدعاء أو حتى اسم الروح أستطيع احضاره. ظهرت تلك الروح التي تشبه دباً صغيراً أرجوانياً ممزوجاً بالفضاء بطريقة ما.

توقفت ألثيا باستغراب من التعبير المميت الذي أضعه على وجهي. أمسكت بيدها لنختفي من ذلك المكان على حين غرة ولم أنتظر ولو لثانية واحدة لأعلم من هو الذي نادى باسمي.

فتحت عيني لتستقبلني غرفتي الصامتة ويتدفق لجسدي إرهاق شديد، تركت يد ألثيا لتسرع هي بوضع منديل على أنفي لأدرك بأنني كنت أنزف. هل هذا بسبب القوة الكبيرة التي لا يتحملها جسدي كما قال لارس سابقاً؟

وكأن تغذي القوة على أرواحنا لا يكفي.

"يا إلهي ليليث، لا تفعلي ذلك مجدداً يبدوا انكِ لا زلتِ متعبة من استخدام قوتك تلك لذلك ارتاحي ولا تستخدميها انا احذرك ليليث سأخبر أمي إن فعلتِ." تكلمت ألثيا بقلق وتحذير وبدت كأمي حقاً حينما أفتعل مصيبة ما.

قلبت عينيّ لألوح لها بالخروج ثم اتجه لسريري الذي بالمناسبة افتقدته كثيراً. اتجهت ناحية الباب لتقف قائلة قبل أن تخرج، "لا تظني بأن أمر إخبارك له سأتجاهله لأنك متعبة، لدينا نقاش طويل سنخوضه لاحقاً."

تنهدت بقوة لأغلق عيني وأسمح لجسدي بالاسترخاء لأشعر بأنين عظامي، يا إلهي انني أمضي أغلب وقتي بالنوم هذه الأيام. فتحت عيني محدقة بالسقف، ولم أستطع منع نفسي من التفكير بالأمر.

لما يستمر ذلك بالحدوث؟ لما تستمر علاقتي بالأشخاص الذين أهتم لأمرهم بالانتهاء بطريقة فظيعة؟ أولاً والدي، ثم ديلين، ريدا ودينيس، دانيال والان هاركين.

ربما الخطأ بي وليس بهم؟!

.

.

.

وقف كلاهما بتوترٍ شديد ما إن شعرا بهالته القادمة من داخل الغرفة التي خرج ليليث منها لتوها.

لم تكن ملامحه واضحة لهما لكونه يعطيهما ظهره. كان كلا جناحيه قد اختفيا، وهيئة الشيطان اختفت ليعود كهاركين نايت دون تحول.

كان ينظر ليده التي دفعتها ليليث قبل أن تغادر بسرعة، ينظر لها بتعبير مظلم يقشعر له الأبدان. ورغم أن عينيه الممزوجتين بالأخضر الياقوتيّ والأزرق السماويّ بمثالية قد عادتا الا انه بدى مرعباً أكثر من حينما طغى هجينه الشيطان عليه.

"ألفا؟!" نطق كاليدون باستغراب طغى على نبرته القلقة. الا ان هاركين لم يجب، بل اكتفى بالانحناء واخذ قميصه بصمت ليرتديه مغادراً.

.

.

.

غادرت غرفة ليليث لأغلقها خلفي ببطء. تنهدت لأتجه للطابق السفلي، وما ان نزلت الدرج ظهرت أمي بتعبيرها القلق قائلة بتأنيب، "بحق خالق الجحيم أين كنتِ؟ وأين هي ليليث؟ اتصلت على هاتفك وليليث مئة مرة ولم تردا."

قهقهت بتوتر لأجيب، "هاتف ليليث تحطم، وهاتفي وضعته بوضع الصامت لأن صوته.. مزعج." في الحقيقة لم أرد أن يصدر صوت حينما كنت أراسل ليليث بينما عائلة أكتوبر غريبة الأطوار تجلس حولي.

كانوا يحدقون بي وكأنني سأنظم لجيش ويتم تقييم سلوكي ومدى قوتي. كان الأمر شديد الغرابة وغير مريح مطلقاً. وذلك الجد العجوز اللعين، بعد أن دعاني واحضرني بسيارته جعل الخادم يأخذني لغرفة الجلوس عند هؤلاء المريبين وغادر.

خرجت من أفكاري لأنظر لأمي التي تحدق بي وكأنها تشك بما أقول، لتضيق عينيها وتسأل بريبة، "أين كنتما؟ وأين هي ليليث وكيف كسر هاتفها؟" عقدت يديها وبدى انها لن تتركني الا حينما أجيب على كل شيء.

وبما أن رد فعل ليليث كان عنيفاً حينما علمت بذهابي لبيت جدنا فلا بد أن وراء الأمر شيء خطير، وسيكون من الأفضل إن لم أخبر أمي لكيلا تعاقبني. "بالنسبة لهاتف ليليث، كنا نمزح بطريقنا للمنزل وضربت يدها عن طريق الخطأ وسقط أرضاً بقوة، أنا حقاً لم أقصد ذلك،"

فسرت بنبرة مذنبة مصطنعة، وبدى انها صدقت ما قلت. أكملت مجيبة على أسئلتها الباقية بينما اتجه للمطبخ، "أما أين كنا، فقد ذهبنا لمقهى روزاليند، تخيلي الملل الذي نشعر به بمنطقة كهذه. وليليث نائمة في الأعلى هذه الفتاة كلما تحركت خطوتين تتعب وتنام."

همهمت أمي باقتناع، متأكدة أن سخريتي من ليليث زادت من مصداقية كلامي. تنهدت براحة لتقول، "في المرة القادمة أخبراني قبل أن تخرجا لكيلا أقلق."

أنزلت كأس الماء بعد أن ارتشفت القليل لأسأل بعفوية، "وأنتِ أين كنتِ؟ لا تخبريني بأنك تلتقين برجل." سخرت بنهاية كلامي منتظرة توبيخ من أمي لكن لدهشتي أمي توترت قائلة بارتباك، "رجل ماذا هل جننتِ؟ كنت فقط في المكتبة،" صمتت لوهلة مبعدة عينيها بارتباك.

ثم أكملت، "أقرأ الكتب." عمّ الصمت المكان بينما تنظر أمي لي بحاجبين مرتفعين وتعبير أحمق يعلو وجهها. ضيقت عينيّ أنظر لها بشك واضح لتخرج نفساً متمتمه بينما تتجه خارجاً، "لما عليّ أن أوضح أي شيء لكِ؟ أنا الأم هنا."

هل هي كانت ترى رجلاً حقاً؟ أمي لا تستطيع إخفاء أي شيء، هل تفعل؟

طرق الباب لأضع الكأس على الطاولة وأتجه ناحيته. وقبل أن أصل الباب لأفتحه، فُتح بنفسه ليظهر دانيال ويدخل كالإعصار دون مقدمات متجهاً ناحية السلالم. "مرحباً لك أيضاً يا سافل." تمتمت بانزعاج، محدقة بالاتجاه الذي أخذه.

"ماذا عني؟" اخترق همس أذني ليجفل جسدي وأصرخ متراجعة للخلف، وما إن رأيت ديلين أخلق عيني لأضع يدي على وجهي، "تباً لكم يا رفاق."

رفع أحد حاجبيه باستنكار قائلاً، "ماذا قلتِ؟" اوه تباً، هل قلت ذلك بصوت مرتفع؟ اقترب مني ديلين قائلاً بابتسامة أشعرتني بالخوف، "هذه ثالث مرة تشتميني بها."

أبعدت يدي قائلة بإنكار، "متى فعلت؟ هذا غير صحيح، أنت تسمع أشياء خاطئة." استدرت بسرعة ناحية السلالم محاولة التملص.

لا أعلم متى اقترب مني بهذه السرعة، الا انه رفع جسدي بذراع واحدة ليحملني على كتفه وكأنه يحمل كيس مشتريات! "أنزلني ديلين."

اتجه ناحية المطبخ، المكان الوحيد الذي لا يوجد به أحد. أغلقت عيناي بقوة ما ان شعرت بالغثيان، وما ان وضعني على الطاولة التي تتوسط المطبخ انفجرت المياه من الصنبور فجأة لأسكن مكاني محدقة بها بصمت.

لم أقد فعل ذلك، أنا فقط شعرت بالغثيان لأنه حملني على حين غرة. اتجه ديلين ناحية الصنبور الذي لم يعد موجوداً، لينحني ويغلق المياه مجرى المياه الأساسيّ.

ابتعد للخلف قائلاً بانزعاج، "تباً لقد امتلأت بالمياه." نظرت لديلين ما ان تفوه بهذا، لتتسع عيني بخفة.

كانت خصلاته الداكنة ذات اللون الجميل ملطخة بالمياه لتلتصق بجبينه، رفع يده ليحركها للخلف بانزعاج كبير. وقميصه الذي ابتل بأكمله، كان يظهر ما يخفيه أسفله.. الأشياء التي يخفيها أسفله، يا لها من عضلات.

أبعدت عيني بادراك، أشعر بأنني لا يجب أن أرى هذا. انتبه لي ديلين ليرفع حاجباً باستغراب لتحديقي بالحائط كالمجانين. "هل أنتِ بخير؟" سأل باستغراب ليتقدم ناحيتي. لا، لا تأتِ ابقى مكانك أرجوك.

"ألثيا؟!"همس اسمعي باستغراب ما إن وقف أمامي ليكمل باستغراب مجبراً إياي على النظر له، "هل هو بشأن سبب اتصال ليليث علي؟" الأمر فقط يصبح محرجاً بشدة.

"لا، فقط.. أنت مبتلّ سأحضر لك منشفة." قلت بارتباك لأنزل عن الطاولة بسرعة متجهة للأعلى. تباً لكِ ليليث، ماذا سأقول له الان؟

.

.

.

ليليث.. ليليث. سمعت همسات خفيفة باسمي لأفتح عيني ببطء وأرمش عدة مرات باستغراب. من السافل الذي يوقظني؟ لقد نمت لتو فقط.

نظرت لشخص الواقف فوق رأسي، عينين فضيتين نقيتين جميلتين، شعر بنيّ ناعم كالقهوة بشرة قمحية وتعبير نادم أحمق. آه، هذا السافل.

"أخرج، ألم أوضح رغبتي بقتلك إن رأيتك بشكلٍ كافٍ؟" نطقت ببرود لأنهض من على السرير.

اتجه دانيال ناحية الباب ليغلقه. قلبت عيناي معلقة، "قلت أخرج وليس أغلق الباب. هل تعاني من مشاكل في دماغك؟"

"ليليث، أنا حقاً أعتذر لا أعلم لما فعلت ذلك، على الأقل ليس بإرادتي." نطق ديلين بصوت هامسٍ وبدى مشوشاً وضائعاً للغاية. ليليث، لا يجب أن تحزني وتتأثري به إنه يهلوس.

عقدت يداي لأسأل بسخرية، "نعم، لابد أن أحد الأرواح تلبستك وفعلت ذلك."

تقدم نحوي بانزعاج قائلاً بجدية، "ليليث أنا لا أمزح. أعتقد أن للأمر علاقة بفابيولا، كانت تتصرف بغرابة ايضاً قبل أن تموت." عقد دانيال حاجبيه بتفكير متذكراً آخر تصرفات شقيقته الغريبة.

عقدت حاجباي بقلق ما ان تذكرت امرها ليكمل ديلين بجدية، "هي لطالما كانت لطيفة ورقيقة ولا يمكنها أذية أحد، لكنها فجأة أصبحت تتصرف بغرابة وبرود.. وهي فجأة أرادت أن تصبح الألفا بعد أبي بدلاً من ديلين كونها الأكبر سناً. حتى انها حاولت إيذاء ديلين!! قالوا بأنها تعاني من مشاكل نفسية لكن كلينا يعلم بأن هناك شيئاً غريباً."

حدقت به بصمت، ليعقد حاجبيه بحزن ظاناً بأنني أخذت الأمر بسخرية وبأنني سأطرده لكنني تنهدت مخرجة القنبلة دون مقدمات، "فابيولا على قيد الحياة."

اتسعت عينيه بصدمة كبيرة واختفت الكلمات محاولاً استيعاب ما أقوله، وقبل أن يبدي أي ردة فعل قاطعنا شخصٌ ثالث لم نشعر بوجوده كلانا ليجفل جسدي مع صوته الساخر،

"يبدو أن ابناً آخر من كاميرون بدأ يُجن!"

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🙋🏻‍♀️🌼

مراحب 💜🙋🏻‍♀️

اتمنى استمتعتم بالبارت 💜

سأختصر كلامي لأنني تأخرت بنشر البارت.

البارت القادم راح انزله الأحد القادم، يعني في بارت الاسبوع الجاي لكن بعد بارت جابرييلا. والسبب اني اردت اضافة الكثير من الاحداث بهذا البارت ومنهم ظهور لوسيفر الا ان الوقت لم يسعفني لهيك كبديل راح انزل بارت الاسبوع القادم يوم الاحد..

وبس

احبكم اشوفكم بالبارت القادم ان شاء الله سلااام ♥️♥️🤧

Continue Reading

You'll Also Like

438K 23.8K 46
انت في حرب لا تعلم من خيرها من شرهم من الشرير و من البطل اسطوره روتها الجدات للاحفاد لجعلهم يخلدون إلى النوم مبكراً بغض النظر عن مدا حقيقتها صحيح...
487K 20.6K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...
2M 116K 42
" امسكي بتلك السكين واطعنيه في قلبه " قال لي لانظر له " مستحيل .... لن افعل شيئا كهذا أبدا " أجبته " هذا قرارك اذن " قال لي وقبل أن أتحدث او افعل أي...
476K 37K 35
أنتَ الآن في عام 2070 . حيث التطور الذي طرأ على المُجتمعات ، لتختلط الاجناس والمخلوقات فبعد إن كان شائع بأن البشر هم الحُكام الوحيدين على الأرض ،مُح...