Ice Rhythm || إيقاع جليدي

By MariaMaria_a

1.5M 129K 67.8K

تكاد تقسم بأنها سمعت صوت تحطم شيء ما داخلها.. ظنت بأن حياتها تسير بسلاسة، اكثر مما كانت تتمنى حتى.. ورغم انها... More

prologue
Chapter 1 (New)
Chapter 2 (new)
Chapter 3 (new)
Chapter 4 (new)
Chapter 5 (new)
Chapter 6 (new)
Chapter 7 (new)
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17
Chapter 18
Chapter 19
Chapter 20
Chapter 21 p1
Chapter 21 p2
Chapter 22
Chapter 23
Chapter 24
Chapter 25
Chapter 26
Chapter 27
Chapter 28
Chapter 29
Chapter 30
Chapter 31
Chapter 32
Chapter 33
Chapter 34
Chapter 35
Chapter 36
Chapter 37
Chapter 38
Chapter 39
Chapter 40
Chapter 42
Chapter 43
Chapter 44
Chapter 45
Chapter 46
Chapter 47
Chapter 48
Chapter 49
Chapter 50
Chapter 51
Chapter 52
Chapter 53

Chapter 41

23.1K 2.3K 1.5K
By MariaMaria_a

• ربما لم يحتج المساعدة.. بل احتاج ان يكون شخص بجانبه فقط.

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

فتحت عينيّ لأنظر حولي باستغراب، ما هذا المكان؟

كنت بغرفة ذات مساحة واسعة تحتوي مكتب متوسط الحجم، ورفوف كتب كثيرة منظمة بدقة، وحتى الزخارف والاثاث.. جميعها بدت فاخرة وكأنني بأحد القصور العريقة.

توقفت عن التحديق بالمكان ما ان سمعت صوت أقدام تقترب من المكان، تجمد جسدي مكانه، هل يجب أن اختبئ لكيلا يروني؟ ربما نقلني ذلك الدب المحشوّ لهذا المكان.. صحيح، أين ألثيا؟

"آنستي، يجب عليكِ اخباره بالأمر." جاء صوت امرأة مليء بالقلق، ليفتح الباب ببطء وتدخل فتاة صهباء جميلة، تجمع شعرها للأعلى الا ان بعض الخصلات هربت للأسفل. عينيها العسليتين المليئتين بالانزعاج.

ترتدي قميص أسود اللون، فوقه حزام بني من الجلد التف حول خصرها وأحد كتفيها نزولاً لفخذها محيطاً بالبنطال الجلد أسود اللون. ورغم ملابسها السوداء كانت بقع الدماء واضحة عليها.

وخلفها دخلت صاحبة الصوت القلق، كانت امرأة جميلة ذات بشرة سمراء خالية من العيوب، وشعرٍ أحمر غريب تجمعه للأعلى بطريقة جميلة. وعينيها الزرقاوين امتلأتا بالقلق الشديد، كانت ترتدي فستان رماديّ طويل بأكمام طويلة لم يبرز جمال ملامحها الرقيقة.. وبدت بأواخر الثلاثين.

لم يبدو ان كلتاهما تستطيعان رؤيتي. أكملت السيدة بذات نبرتها القلقة، "آنستي أرجوكِ.." الا ان الأخرى أوقفتها بغضب كبير جعل من المكان حولنا يهتز! "توقفي.."

اعترى الخوف ملامح السيدة، ليعم الصمت لوهلة. أغلقت الفتاة الصهباء عينيها محاولة تهدئة نفسها ليتوقف المكان حولنا من الاهتزاز. "فلايم.. أرجوكِ أخرجي من هنا ودعيني وحدي."

نظرت لها السيدة لبعض الوقت لتومئ وتخرج مغلقة الباب خلفها. تنهدت الفتاة لتغلق عينيها متكئة على المكتب لتتمتم بنبرة مرهقة، "سأفقد عقلي."

كانت تتمتم بنبرة منزعجة للغاية "لما وصل الأمر لهنا؟ لما أنا؟" قاطع تمتماتها طرقات الباب ودون ان تنطق بشيء فتح الباب بهدوء لتتسع عينيّ حالما رأيت الشخص الذي دخل..

أليس هذا أبي؟ لكن.. أكثر شباباً!!

أغلق الباب خلفه ليقف بكل هدوء محدقاً بظهرها. فتح فمه أخيراً ليقول بذات هدوئه، "نيرفانا.. هل أنتِ بخير؟" نيرفانا؟! المرأة التي رأيتها مع لوسيفر في أحد أحلامي؟!

يا إلهي تبدو أصغر من آخر مرة رأيتها، لما تظهر في أحلامي وكيف بحق خالق الجحيم يعرفها أبي؟

أخرجت نيرفانا نفساً ساخراً لتعتدل بوقفتها ملتفة له لتقول بتعبير ساخر، "هل أنا بخير؟" عقد لارس حاجبيه بخفة وبدى أنه لاحظ مدى سخافة سؤاله من ردة فعلها. "أبي يعاملني كسلاح، ويجبرني على فعل أشياء منذ.." رفعت يديها بالهواء بسخرية قائلة بانفعال، "لا أعلم ربما منذ أن وعيت لهذا العالم!"

"نيرفانا.." قال لارس بنبرة حزينة وهو ينظر لها الا انها قاطعته دون أي اهتمام لما كان سيقوله، "وأنتم فقط تطيعونه ككلاب لعينة، وكأن ما يفعله هو الصواب بعينه."

رفع لارس يده ليعبث بشعره قائلاً بنبرة متعبة هو الآخر، "هو يفعل ذلك لأجلنا.. ليكون لنا مكان في هذا العالم."

ولم تكد الكلمات تغادر فم لارس حتى عاد غضب الأخرى، "هل تسمع نفسك؟ هل تصدق حقاً ما تتفوه به؟ مكان في مؤخرتي كل ما يريده هو السيطرة.. يريد اشباع غروره وأنانيته لأنه لم يستطع اثبات ذلك لوالده.. لأنه الابن الأقل موهبة.. وبدلاً من ان يشعر بمدى وحشية جدي وطريقة معاملته له كالماشية أتى ليعاملنا بنفس الطريقة وكأن كسب رضاه سيجلب له أي شيء.."

تحطمت المناظر التي كانت تزين المكان مع صراخ نيرفانا، الا ان احداً لم يأبه لها. ".. ان كنت حقاً تصدق كلماته اذاً يمكنك ان تنفذ هذه المهمات اللعينة بنفسك أخي.. انا سأغادر هذا المكان.. لا أستطيع الاستمرار بفعل هذا.. لقد اكتفيت."

لم يرد أبي، بل اكتفى بالتحديق بها بصمت وحزن. وبالفعل لم يحاول ايقافها، بل بدى وكأنه يريد المغادرة أيضاً.. الا ان شيئاً يمنعه من ذلك.. يحكم تثبيت قدميه بهذا المكان.. شيء كالخوف.

توقف فجأة كل شيء عن الحركة، عداها.. عدى نيرفانا.. اختفى غضبها فجأة ليحل محله الهدوء، ثم وجهت نظرها نحوي فجأة تحدق بتعبير حزين. هي لا تراني صحيح؟ نظرت خلفي لأتأكد لكن لم يكن هناك أي أحد خلفي.

نظرت لها باستغراب مجدداً لتبتسم بلطف اختلط بتعبير وجهها الحزين لتقول بهدوء اختلف عن السابق، "انا اسفة." ولسبب ما انتابني شعور بعد الارتياح، وكأن قلبي قد قبض لأعذارها.. لما تعتذر؟!

بدأ كل شيء يختفي شيئاً فشيئاً، ليحل معه الظلام. داهمني صداع شديد فجأة لأغلق عيني ثم افتحهما، لم تكن الرؤية واضحة، رمشت عدة مرات حتى اتضحت الرؤية. قابلني سقف أبيض ورائحة مألوفة!

هل انا في المشفى مجدداً؟ نظرت حولي للغرفة المألوفة، لحظة.. هل هذه ذات الغرفة بمشفى مجموعة هاركين؟! لما أنا هنا بحق خالق الجحيم؟؟

نظرت للكرسي القابع بجانب السرير، كانت ألثيا تجلس هناك وتغلق عينيها بتعابير غير مرتاحة. ولم يكن هناك أي أحد آخر. تنهدت بتعب داهم جسدي، تباً أشعر وكأنني كنت أجري من الصباح! هل هذا بسبب سرقتي لتلك الروح العظمية فقط؟ أعني كانت لحظات معدودة فقط لا يمكن احتساب ذلك.. صحيح؟

اعتدلت بجلوسي لأحدق بالحائط امامي بانزعاج. تذكرت ما رأيته بحلمي وبدى واقعياً للغاية ليكون مجرد حلم سخيف، وبغض النظر لكيف باستطاعتي رؤية ذلك الا ان ما رأيته كان أغرب بكثير!

إن كانت نيرفانا هي حبيبة أو زوجة لوسيفر وبذات الوقت هي نادت لارس بأخي!! اذاً فحبيبة لوسيفر تكون عمتي! هل لهذا يساعدني لوسيفر؟ تبدو مساعدته لي منطقية الان.

واذا كانت عمتي، هذا يعني بأن ذلك العجوز هو والدها الذي كانت تتحدث عنه بغضب شديد. ذكرت شيئاً عن مهمات، هل لهذا السبب يريد أن آتي لمنزله؟ لأفعل ما كانت نيرفانا أياً يكن تفعله؟

تنهدت بقوة.. الأمور تزداد تعقيداً فحسب.

.

.

.

~كاليدون

جلست وليون بمكتب الألفا، بدى ليونارد متوتراً لسبب ما، "ما الأمر؟ هل حدث شيء حينما خرجتم؟"

تنهد ليونارد ليفرك رقبته بتوتر، "تستطيع قول ذلك، نصف الألفا الآخر خرج وتعقدت الأمور قليلاً." رفعت حاجباي للأعلى باستغراب! ألم يقل بأنهم سيذهبون للونا أولاً؟! "خرج ذئب الألفا آريوس؟!" سألت باستغراب، لما سيكون خروج ذئبه مشكلة؟

"لا ليس آريوس.. الآخر." حدقت بليون دون أن أبدي أي تعبير منتظراً ان يقول بأنه يمزح لكنه لم يفعل. اتسعت عينيّ بصدمة لأعتدل بسرعة قائلاً بانفعال، "ما الذي تتفوه به فجأة؟" نصف الألفا الآخر لم يخرج منذ حادثة شقيقه كارفيوس، ولا أعلم حتى كيف عاد هاركين وهدأ في ذلك الوقت.

هو يصبح قاسياً وبارداً وأقل إنسانية حينما يخرج نصفه الآخر. ربما إن أحضرنا اللونا ستستطيع مساعدته.. أو انه سينتهي بها الأمر متأذية..

تنهدت بقلة حيلة، لأفتح عيني ما إن شعرت بحضور غريب فجأة من حيث لا مكان. نظرت لليون باستغراب ليقول هو بينما تعتلي الدهشة وجهه، "أختي!!"

.

.

.

جلس على السرير دون أي حركة، يحدق بالفراغ بتعبير منقبض. وكلما تذكر تعبير وجهها المنكسر بسبب ما فعله يزداد انزعاجه من نفسه.

لما بحق الجحيم فعل ذلك؟ هو شعر برغبة بفعلها دون أن يفكر بالعواقب التي سيتسبب لليليث بها. هو فقط شعر برغبة دفينة بتحطيم سيلندين، بجعلها تذوق ذات الشعور الذي جعلته يمر به طوال هذا الوقت.

لم يكن هكذا من قبل.. لم يكن ليريد أذية أي أحد بهذه الطريقة فما الذي تغير؟! وكأنه يفقد صوابه شيئاً فشيئاً. هل هذا بسبب القوة الغريبة التي ظهرت به؟!

قاطع تفكيره طرقات الباب الخفيفة، تنهد ليسمح للطارق بالدخول. فتح الباب لتظهر والدته جاين بتعابير مستغربة تحدق بالباب قائلة، "هل هذا باب جديد؟ ما الذي حدث بالقديم؟"

نظرت له لتتوقف وينقبض صدرها فجأة، دخلت لتغير من سؤالها، "دانيال.. هل أنت بخير؟" لم تبدو نبرة صوتها بأنها تسأله حقاً ان كان بخير أم لا، بل بدى وكأنها تنتظر أن يؤكد شيئاً خطر فجأة بعقلها.

"لا لست كذلك!" أجاب دون أن ينظر لها، "ما الذي يحدث لي أمي؟" رفع رأسه منتظراً أن تجيبه جاين. لتلين تعابير وجهها وكأنها على وشك البكاء. تقدمت منه لتجلس بجانبه وتمسك يده.

بدى وكأنها تريد قول الكثير وبذات الوقت لا تعرف ما ستقوله، "اوه، يا بني المسكين." اكتفت بتلك الجملة لتعانقه وهو بدوره لم يسألها. يعلم جيداً بأنها ستبقى صامتة أو تجهش بالبكاء فحسب.

بدى الأمر مشابهاً لحينما كان صغيراً، حينما فقد شقيقته الكبرى. هو أستمر بسؤالها وهي استمرت بالصمت، أراد ان يعلم كيف ماتت اخته الا ان احداً لم يحاول إيضاح الأمر له ولا حتى لديلين.

وكأنه سر لا يجب إخراجه.. أو انه كان من الأفضل فقط عدم إخراجه. ربما سيستطيع إيجاد شيء بالكتب التي تملكها ليليث..

ليليث.. ما ان تذكر عينيها المتلألئتين وتعبيرها المنكسر شعر بالضيق، هو لأول مرة يراها هكذا.. وهو بنفسه السبب بذلك.

.

.

.

سار بهدوء في الرواق، وبدى غارقاً في تفكيره. تلك الساحرة.. لابد أن هناك أحداً يقوم بمساعدتها، وخاصة أن الساحرة كانت تعلم بقدومهم وهربت على الفور قبل مدة ليست بقصيرة من قدومهم. كل أثرها كان ممسوحاً بدقة.

والشيء الوحيد الذي استنتجه من ؤلائك الحثالة قبل قتلهم، هو أن الأمر أكبر من مجرد هجوم من بضع ذئاب ضالة. هناك شيء خلف هذه الهجمات السخيفة الا انه لا يستطيع تحديد ما هو.

ولكن الأمر حتماً يشمل تلك الفتاة.. ليليث. عقد حاجبيه بخفة ما إن تذكرها، وسرعان ما اعتلت ابتسامة جانبية ملامحه، وفكرة واحدة احتلت تفكيره.. هي حتماً ستكون طعم رائع.

توقف مكانه فجأة ما إن شعر بها، انقبضت ملامح وجهه بينما اعتراه شعور مزعج. هي بغرفته الان؟ يا لَشجاعتها، هل تجرؤ على القدوم هنا دون خوف؟!

فُتح الباب فجأة لتصطدم به فتاة ذات خصلات بنيّة قصيرة، حدق بها بتعابير باردة أربعتها، وما ان دخلت رائحة جميلة امتزجت برائحة الدماء حتى تناسى أمر الفتاة بسرعة محدقاً بالأخرى داخل غرفته.

كانت ملقاة أرضاً، ولم يبدو له انها واعية. ولسبب ما شعر برغبة بقتل أحدهم. "أخرجي." أمر بنبرة باردة جعلتها تُتأتئ بكلامها.

أعاد النظر لها، وهذه المرة كانت عيناه القرمزيتان مليئتان بغضب هادئ جعلها تبتعد للخارج دون أن تعي لنفسها. وكأنها ان لم تفعل.. ستفقد حياتها حقاً.

دخل مغلقاً الباب خلفه ليتقدم ناحيتها ببطء، وقف بقربها محدقاً بها بغرابة دون أي تعبير يذكر. انتقلت عينيه القرمزيتين ببطء بكل تفاصيلها. بخصلاتها الصهباء المتناثرة على سجاد غرفته والتي بدت شديدة النعومة.

ثم تفاصيل وجهها، بشرتها البيضاء رموشها الطويلة، أنفها الصغير.. وشفتيها المنتفختين بشكلٍ لطيف والملطخة ببعض الدماء. ورغم ملامحها التي بدت متعبة، الا انها كانت جميلة بشكلٍ خطير أزعجه.

عقد حاجبيه متمتماً، "كيف تفعل ذلك؟" صحيح انها رفيقته لكن حينما يستولي نصفه الشيطانيّ، هذه المشاعر تتحول لهراء فحسب.

انحنى ناحيتها بتفكير، "هل أرميها خارجاً فحسب؟" تمتم لنفسه وبعد عدة لحظات عقد حاجبيه بانزعاج كبير، وضع كلتا ذراعيه أسفلها ليحملها بخفة وحرص. وما ان فعل حتى شعر بدفء جسدها يغمره، وبرائحتها الحلوة تسلب أنفاسه.

أقترب من رقبتها بلا وعي ليطبع قبلة خفيفة ويبتعد ما ان قاطعت طرقات الباب الهدوء الذي أحاطه.

.

.

.

~ليليث

تنهدت بخفة لأمسك كأس الماء من فوق المنضدة المجاورة للسرير، قربتها من فمي لأرتشف القليل من الماء.

أبعدت الكأس باستغراب، حدقت بالماء الذي بدأ يأخذ شكل كراتٍ صغيرة داخل الكأس! هل انا من أفعل ذلك؟ حسناً ليليث اهدأي لا يوجد غيرك، أغلقت عيناي لأتنفس بعمق وأحاول ان اهدأ رغم انني هادئة بالفعل!

فتحت عيني ليزداد استغرابي، كانت قطرات الماء ترتعش، ليهتز شكلها بغير انتظام. نظرت لألثيا اخيراً بعد أن تذكرت بأنني لست الوحيدة هنا الغير طبيعية. كانت تضع تعابير سيئة وكأنها تحظى بكابوس.

"ألثيا.." ناديت اسمها بخفة الا انها لم تستيقظ، حركت جسدي لأجلي على السرير مقتربة منها. هززت كتفها محاولة ايقاظها، "ألثيا استيقظي، ألثيا.." أغلقت عيناي بتفاجؤ ما ان كسرت الكأس بيدي.

فتحت عيناي بألم لأنظر لكف يدي بدهشة أكبر من الألم، فليس الزجاج ما دخل بيدي بل إبر جليدية!! هل حولت المياه لهذا لتوها.. وهي نائمة فحسب؟!!

"أوه ليليث!" استيقظت ألثيا وبدى أنها تأخذ أنفاسها لما رأته. وما ان لاحظت يدي حتى شهقت بقوة لتمسكها بقلق متناسية أمر الكابوس الذي حظيت به، "يا الهي ليليث، ما خطب يدك؟ هل فقدتِ سيطرتك مجدداً؟!"

نظرت لوجهي بقلق كبير، ورغم الاندهاش الواضح على وجهي أومأت ببطء، "نعم، انا كنت أشرب الماء ولا أعلم كيف سرحت." أجبت باختصار لتعقد حاجبيها مؤنبة، "الا يكفي ما فعلته سابقاً؟ ستقتلك أمي هذه المرة حقاً."

"بالمناسبة.." قلت مغيرة الموضوع ما إن تذكرت السبب الرئيسي لتواجدنا هنا وبهذه الحالة، "لما واللعنة ذهبتِ لبيتهم؟"

تجمدت مكانها مدركة الخطأ الفادح الذي فعلته لتنظر لي وتقهقه بتوتر كبير، رفعت حاجباي منتظرة بينما أخرج تلك الابر المتجمدة من يدي. "ان كان ما ستقولينه غبياً، سأخبر ديلين بأنك لا زلتِ تفعلينا على فراشك كالأطفال."

عقدت حاجبيها بلا تصديق لتعترض باستنكار، "هذا غير صحيح، لا يمكنك ذلك." ابتسمت بجانبية قائلة، "هل اتصل عليه؟"

رفعت يدها لتستجمع افكارها قائلة، "انا لم أرد الذهاب، كنت متجهة لمقهى روزاليند لكن صادفت جدنا بالطريق، وقد كان لطيفاً.. دعاني لمنزلهم وقال بأنكِ ستأتين ايضاً وبما انه جدنا.."

أخذت هاتفي من المنضدة لتصرخ ألثيا محاولة أخذه بفشل. وضعت يدي السليمة على وجهها لأمنعها من الاقتراب وأخذه بينما الأخرى تجاهلت الألم المصاحب لها والدماء التي ملأت الهاتف لأتصل على ذو الرأس الفارغة.

"ليليث لا تفعلي.. أقسم ستندمين ان فعلتِ.. ليليث توقفي.." تجاهلت كلماتها، وما ان رد ذلك المغفل بعد العديد من الرنات قلت دون أي كلمات ترحيب، "هل أنت لوحدك أيها المغفل؟"

سمعت تنهده من الجهة الأخرى ليرد بانزعاج كبير، "ماذا تريدين اختصري."

اتسعت ابتسامتي لأقول، "انها ألثيا.." ما ان ذكرت أمرها حتى قال بنبرة جدية، "ماذا ما بها؟" حاولت الا اضحك لأكمل بنبرة جادة، "الأمر محرج قليلاً بالنسبة لها لذلك طلبت مني أن أقوله بدلاً عنها.."

ازدادت حركاتها العشوائية محاولة بجد أن تمسك الهاتف، "هي في الليل.."

"توقفيييي.." صرخت ألثيا بقوة وذعر ليزداد ألم ذراعي ويهوي هاتفي أرضاً. عمّ الهدوء لأحدق بهاتفي المحطم.. بواسطة دمائي..

كانت دمائي كما حدث قبل قليل للماء، تحولت لشيء يشبه الإبر المتجمدة واخترقت الهاتف محطمة إياه.. حدق كلانا بالهاتف بصمت، لترفع ألثيا بدها لتغطي فمها مدركة بأنني كنت أكذب قبل قليل.

وقبل أن ينطق أي أحد منا، طُرق الباب ليدخل لارس بهدوء. نظرت له بلا أي تعبير يذكر بدى متوتراً قليلاً وخاصة لوجود كلتانا أنا وألثيا. لم تنظر له ألثيا مطلقاً بل حدقت بي بتعبير خائف.. تعبير يذكرني بنفسي حينما فعلت شيئاً مشابهاً لأول مرة.. حينما آذيت أحداً لأول مرة.

كان ذلك حينما كنت صغيرة، كان دانيال حينها نائماً وكعادة الأطفال الآخرين كانوا يتجاهلونني فحسب. وحينها رأيت ديلين، ذهبت ناحيته وبدأت بإزعاجه حتى غضب ودفعني.. وكأي طفل عادي شعرت بالغضب والألم لما فعله وقبل أن أدرك كان ديلين قد سقط أرضاً بجرح ليس بصغير على ذراعه اليسرى..

بدأت بالبكاء وكلانا علم بأنني سبب ذلك، كنت أعتذر منه حتى رغم أنه لم يكن يبكِ بسبب الجرح. وضع ديلين يده على رأسي حينها وابتسم مقبلاً وجنتي قائلاً، "لا بأس، انه لا يؤلم كثيراً."

كان ديلين أول شخصٍ أؤذيه. وكلما تذكرت ما حدث، كلما تساءلت عن الشيء الذي تلبس ديلين حينها.. لا زلت أشعر بقبلته على وجنتي يا للقرف.

سأذكره بهذا لاحقاً حتماً وأسخر منه.

"هل تشعرين بتحسن؟" سأل لارس موجهاً حديثه لي بينما تجاهلت ألثيا وجوده كلياً. "نعم، انا بخير." رددت بلا مبالاة لكنه أكمل بجدية، "حاولي أن لا تستخدمي قواكِ كثيراً.. أنت لستِ كالبقية."

رفعت حاجباً باستنكار، لما أشعر بأنه يهينني؟ أكمل وكأنه فهم ما أفكر به، "جسدك على عكس الأنيما السابقين، تملكين قوة يصعب على جسدك التعامل معها.."

"حتى نيرفانا؟" سألت متعمدة ذكر اسمها، وما ان سمع اسمها حتى اتسعت عينيه بصدمة. "من أخبركِ عنها؟"

"ماذا، هل معرفتي بكونك تملك شقيقة غريب لهذا الحد؟" سألت بلا مبالاة ليعقد حاجبيه باستغراب محدقاً بي، وكأنه يحاول اكتشاف ما أعرفه تحديداً. تنهد بخفة مما جعل الاستغراب يغزوا تفكيري، "نعم، حتى نيرفانا.. انها قوة كبيرة بشكلٍ غريب.. ان حدث أي شيء مشابه لهذا أخبريني.."

ربما يجب أن أخبره عن ألثيا، هو أقل شخصٍ سوءً من بين الجميع. "ألثيا أنيما أيضاً." قلت بشكلٍ مباشر دون أي تردد، لتتسع عيني ألثيا وعيني لارس ليحدق بها بقلق كبير.

لابد أن ألثيا أنيما، فهي تتحكم بأي شيء سائل كالدماء ولس فقط الماء.. فقد ذكر الكتاب شيئاً عن القدرات المتطرفة لدى الأنيما، وألثيا ايضاً من أم وأب من الإلفواين.

حدقت الثيا بي بعدم تصديق لأتجاهلها مكملة، "ظهرت قوتها منذ عدة أسابيع فقط، تحكمت بالدماء والماء.. أظن الأشياء السائلة بشكلٍ عام.. ان كنت حقاً قلقاً فساعدها هي فحسب." انهيت كلامي بجدية، لا أستطيع ترك ألثيا معلقة هكذا دون أن أخبر أي أحد..

لا أريدها أن تنتهي مبعثرة مثلي، وتفعل شيئاً ستندم عليه طوال حياتها.

عقدت ألثيا حاجبيها بغضب مني لتهم خارجة من المكان. تنهدت بقوة مبعثرة شعري، ليقول لارس بنبرة ممتنة، "شكراً لأخباري.."

"فعلت ذلك لأجلها وليس لأجلك." نظر لي بصمت ليرد قبل أن يخرج، "لا زلت ممتناً." تباً لك، فقط أخرج بدأت أِعر بالندم بسبب كلماتك.

شتمت من بين أنفاسي لتعم الغرفة قهقه، نظرت ناحية الباب لأعقد حاجباي بانزعاج أكبر ما رأيته.

"أكاد أقسم بأن الجميع هنا يملك مشاكل عائلية مستعصية." علق شقيق هاركين الأكبر نسيت اسمه كلياً بسخرية. كان يتكئ على الباب عاقداً يديه أمام صدره ويميل برأسه بخفة لتتمايل بعض خصلاته في الهواء.

ورغم ان ابتسامة لطيفة اعتلت محياه الجميل الا انها زادت شعوري بالانزعاج فقط. "هل يشمل هذا عقدة النقص لديك؟" علقت بسخرية وبدى انني اصبت شيئاً بما قلت، وما كادت ابتسامته الحلوة تختفي حتى عادت من جديد.

ابتعد عن الباب متقدماً نحوي ببطء ليقول بنبرته المعسولة تلك، "في هذه الحالة نملك شيء مشترك، الا تظنين؟"

رفعت حاجبي قائلة باستنكار، "ما الهراء الذي تتفوه به؟" توقف بقربي لينحني قائلاً بسخرية، "أعني عقدة النقص لديكِ، كونك لا تكتفين برجل واحد!!"

هذا اللعين، أخرجت نفس ساخر لأقول بسخرية مشابهة، "حتماً لست ذوقي لتكون أحدهم لذا وفر نبرتك المعسولة لرفيقتك." بدى وكأنه توقع أن أغضب وأنفي ما تفوه به الا أن ردي أدهشه وما ان ذكرت أمر رفيقته لاحظت الانزعاج الطفيف الذي احتله.

"اوه انتظر لا تقل لي.. هي تخلت عنك!!" قلت بصوت مندهش مصطنع مليء بالسخرية، وما ان اختفت ابتسامته ليحدق بي بهدوء وبرود شعرت بالسوء. انا لم أتوقع بأن ما قلته سيكون صحيحاً.

شعرت ببعض الندم لقولي ذلك وبتلك الطريقة ايضاً، فقد قال كل من هاركين ودانيال بأن مشاعر الرابطة قوية وبدى وكأن الرفيق جزء مهم حقاً بالنسبة لهم. وهو لم يفعل أي شيء يؤذيني حتى هذه اللحظة على الأقل.

"سنصبح اثنان اذاً." قال بهمس استغربته لينحني فجأة ويلصق فمه بفمي، اتسعت عيناي بصدمة! وشعرت بشيء غريب.. هاركين!! هاركين هنا صحيح؟

ارتجف جسدي لهول الشعور الذي ساد المكان. ودون أي تأخير وجهت ضربة حاولت استجماع كل قوتي بها ناحيته.. الناحية السفلية.. تعلمون.. كما في الأفلام.

انحنى بألم مبتعداً عني، ولم يبدو انه سيستطيع الكلام بأي وقتٍ قريب.. بدى متألماً للغاية. رفعت ذراعي لأمسح فمي بقوة محاولة التخلص من الشعور الذي تركه على شفاهي.

توقفت ما ان حدقت بهاركين الذي يقف بقرب الباب. كانت عيناها كالدماء، يحدق بطريقة مرعبة نحونا. حسناً.. هناك طريقة واحدة لتهدئة حبيب هائج صحيح؟!

تجاهلت اطرافي المرتجفة لأسير نحوه دون تردد لأمسك بياقته بحركة سريعة واجذبه للأسفل ناحيتي بينما وقفت على اطراف اصابعي.. الرجال طويلي القامة مشكلة حقاً في هذه الحوادث.

وقبل أن يتفوه بأي شيء فعلت كما فعل هو في الرواق من قبل، الصقت شفاهي بشفاهه لأقبله بقوة.. محاولة تقليده.

ومن خلفه وصل صوت ذلك الشخص.. كاليدون.. "ألف.. يا إلهي.."

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

مراحب 🥸🥸♥️

اتمنى اعجبكم البارت... رغم اني احس انه ممل شوي لكن اصبروا بيبدأ الغموض ينحل، يحتاج للتمهيد دائماً.. 🌝🤧

حقيقة كنت راح أأجل بارت اليوم لبكرة، كوني كنت شوي مش بخير بس الزبدة اني ما أجلته لما قرأت تعليقات المتحمسين 🥸♥️

راح احاول هذا الاسبوع اكتب بارت ثاني.. احاول لذا لا تهاجموني.. 🤧

نروح للبارت:

رأيكم باللي شافته ليليث؟ اتضح بأن نيرفانا هي اخت والدها لارس، برأيكم لما اعتذرت من ليليث في النهاية؟! وما الذي حدث ليجعلها غاضبة وتريد المغادرة؟ من ماذا كان يخاف لارس؟

المرأة الساحرة التي يبحث عنها هاركين وليون في البارت السابق.. ظهرت بحلم ليليث.. هل هي ذاتها حقاً؟ ما السر وراءها؟

ألثيا، ظهر جزء صغير فقط من قدرتها.. البارت القادم ستبدأ قوتها بالظهور اكثر والخروج عن السيطرة.. برأيكم هل كان اخبار ليليث للارس فكرة جيدة؟؟

ضحية ليليث الأولى 😂 ما اقدر ابطل ضحك 😂😂😂 ديلين وما فعله وهو صغير!! راح يتضح بعدين الكثير من الاشياء وخاصة علاقة ليليث وديلين..

دانيال وما فعلته والدته، جزء من الحقيقة بيظهر البارت القادم 💃💃

كارفيوس وما فعله؟! لما انزعج ما ان ذكرت ليليث امر رفيقته؟!

هاركين ونصفه الآخر.. 😂

واخيرا لوسيفر 💃💃 بيظهر بالبارت القادم 😎😎 وبيبدأ دوره يسير مهم 🥸

مش راح احكي كمان

احبكم واشوفكم البارت القادم ان شاء الله سلااام 💜🙋🏻‍♀️🙋🏻‍♀️💃

Continue Reading

You'll Also Like

2.1M 118K 34
انتحب ذئبي في داخلي بألم'هل كنا علي وشك أذية رفيقتنا؟!!' شعرت بجسدي يتمزق من عمق الحزن الذي غزاني بمجرد التفكير انني كنت سأؤذيها. ومن اجل ماذا؟ من اج...
6.8M 439K 69
هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل...
504K 21.4K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...
2M 116K 42
" امسكي بتلك السكين واطعنيه في قلبه " قال لي لانظر له " مستحيل .... لن افعل شيئا كهذا أبدا " أجبته " هذا قرارك اذن " قال لي وقبل أن أتحدث او افعل أي...