د. جيهان ~ D. Jihan

By Yara_bk

42.1K 1.8K 11.6K

🔥الرواية كلها حرق🔥 مرت عشر سنوات منذ حادثة دك الأرض.. حدثت كثيرٌ من الأشياء معهم.. وتغيير الكثير في حياتهم... More

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
مهم
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر (غيرة)
الفصل الخامس عشر (غيرة²)
الفصل السادس عشر
الفصل الأخير

الفصل السابع

1.7K 91 399
By Yara_bk

الفصل تسليكي نوعاً ما.. عبارة عن غابيهان🥺
~~~~~~~~~~

على الهاتف..
"كيف حالك آرام؟؟ أنا هانجي.."

"أهلاً هانجي.. أنا بخير.. كيف حالكِ أنتِ؟؟"

"الحمدلله أنا بأحسن حال.. هممم.. كيف حال سامار؟؟ هل عينتم موعد ولادتها؟؟"

"بلى عيناه بعد يومين.. إنها بخير ولكنها متعبة قليلاً.."

"أووه أتمنى أن تلد وهي بكامل صحتها وأن يكون الجنين بخير بكامل صحته وعافيته أيضاً.."

"أتمنى ذلك أيضاً.. يبدو صوتكِ متوتراً.. هل حدث شيءٌ ما؟؟"

"حدثت الكثير من الأشياء وليس شيءٌ فقط.."

"ما الأمر؟؟ هل تعرض لكِ أحدٌ بأذى؟؟؟"

"لا لا الأمر ليس هكذا.. أظن أن عليّ الالتقاء بكَ وإخبارك بكل ما حدث.. ولكن قبلها لدي طلب.."

"بالتأكيد تفضلي.."

"هممم.. أتذكر صديقك الطبيب ذاك.."

"هانجي.. جميع أصدقائي أطباء.. عن أيّ واحدٍ تتحدثين؟؟"

"الذي يقوم بعملياتٍ تجميلية.."

"أجل ما باله؟؟ لحظة!!! هل فكرتي بأمر العملية؟؟؟"

"ههههه أجل.. أريد القيام بها.."

"أووووه هذا خبرٌ مفرحٌ جداً!!! سأتحدث معه من أجلك فوراً.. ستفرح سامار بالخبر أيضاً.. يا إلهي لقد تحمست!!.."

"انتظر قليلاً آرام اسمعني حتى أنهي كلامي أولاً.."

"آه عذراً تفضلي.."

"أريدك أن تسأله عن بعض الأشياء.. اسأله إن كان بإمكاني القيام بالعملية بأسرعِ وقتٍ ممكن.. وأيضاً أريد فك المضادات والتحرك بحرية خلال خمسةِ أو ستةِ أيامٍ على الأكثر.. اسأله إن كان ذلك ممكناً.."

"أوه.. هانجي ألا تعتقدين بأنها مدةٌ قصيرةٌ جداً بالنسبة لعملٍ جراحي؟؟ لا أظن بأن أسبوعاً مدة كافية للتعافي ولا حتى أسبوعين.. لِمَ كل هذا الاستعجال؟؟"

"لدي أمرٌ مهمٌ وطارئ بعد أسبوع.. لذا عليّ أن أكون جاهزة قلبها.."

"لقد أثرتي فضولي وقلقي أيضاً.. ما الأمر؟؟!!"

"ليس لدي وقتٌ لإخبارك على الهاتف الآن ولكن سأخبرك لاحقاً بالتأكيد.. أرجوك اسأله من أجلي وأخبرني بجوابه بسرعة.."

"حسناً سأتصل به ومن ثم أعود للاتصال بكِ.. وداعاً.."

أغلقت الخط لتأتي إليها غابي لتخبرها أن مريضاً قد وصل للعيادة...
~~~~~~~~~~

ارتدت معطفها الطبي وقفازاتها الطبية ولفت وشاحاً خفيفاً حول رقبتها.. ثم وضعت رقعة عينها ونظارتها وتوجهت إليه...

شعورٌ جديد.. غريبٌ ومربك.. ولكنها تريد أن تتجرأ وتفعل ذلك...

رحبَّت به وتوجهت للجلوس على كرسيها خلف المكتب ليستغرب منها..

"عذراً إن كانت الطبيبة جيهان مشغولة سأعود في وقتٍ لاحق.."

"أنا هي جيهان.. ألست الرجل الذي حضر قبل أسبوعٍ بسبب آلام الظهر؟؟ أذكر أن اسمك آرثر.. وقلت بأنك تعمل كاتباً.."

"أجل أنا هو.. ولكن هل أنتِ الطبيبة جيهان حقاً؟؟"

"هههه بلى أنا هي.. وإلا كيف عرفتك من فوري.."

ظل يحدق بها كثيراً مما أثار قلقها من أن يكون شكلها غير مناسباً.. فهي المرة الأولى التي تدخل بها أمام مريضٍ دون إخفاءِ وجهها بالقناع الطبي أو النظارة الشمسية...

"ھ..ھل ھناك خطبٌ ما في وجهي؟؟"

"لاا بل على العكس.. أقصد أنتِ جميلة جداً.. لمَ كنتِ تخفين كل هذا الجمال؟؟؟"

وضعت يدها على فمها.. وأطرقت رأسها بحرجٍ بعد أن احمرت وجنتاها.. فهي لم تسمع إطراءً على شكلها منذ أكثر من عشر سنوات.. باستثناء ليفاي بالطبع...

"آسفٌ لتدخلي.. أعتقد أني تخطيت حدودي.."

"لا لا مشكلة.. لقد أحرجتني قليلاً.. المهم أخبرني لمَ أتيت اليوم؟ ألم ينفع العلاج؟؟"

"بلى كان رائعاً.. كنت مرتاحاً جداً في أول يومين.. ولكن الألم قد عاد تدريجياً.. لذا أتيت لأسألكِ عن نوع الدواء الذي وضعتِه لي.."

"تقصد المرهم العشبي.. أنا صنعته بنفسي من خلط بعض الأعشاب.. لذا لن تجده يباع في أي مكان للأسف.. يمكنني إعطاؤك قليلاً مما عندي وسأصنع لكَ غيره فيما بعد.."

"أووه أنتِ مدهشة.. لكن لا أريد إتعابكِ في صنعه.. في تلك الحالة.. هل يمكنك كتابة اسم الأعشاب لي وطريقة خلطهم؟؟ إن لم يكن هذا مزعجاً بالطبع.."

سحبت ورقة وقلم من أمامها وبدأت بالكتابة..
"لا بالتأكيد ليس مزعجاً.. وصف الدواء للمرضى هو جزء من عملي.. لا أعلم إن كنت ستجد هذه الأعشاب هنا.. عندما صنعته كنت في المدينة وقد يكون بعضها نادراً لأن هناك نوعاً مستورداً.. لذا إن لم تستطع إحضارها جميعها أخبرني وسأدبر الأمر لك.."

مدت له الورقة وأخذها من يدها ثم شكرها بحرارة..
"استمع إلي قليلاً.. إن الوقاية والحذر أهم من العلاج.. أعلم أن الأمر صعبٌ عليك بما أنك كاتب ولكن عليك أن تحاول.. حاول أن تبقي ظهرك مستنداً على الكرسي عند الكتابة ولا تحنِه كثيراً.. أيضاً يفضل وضع وسادة صغيرة خلفك.."

"سأحاول ذلك.. ولكن عندي ضغط عمل.. عليّ أن أنهي كتاباً في موعدٍ محدد والأفكار تذهب وتأتي.."

"أنا أتفهم ظروف عملكَ سيد آرثر.. ولكن كطبيبة عليّ إعطاءك النصيحة.. إن لم تعتني بنفسكَ جيداً قد يزداد الأمرُ سوءً.. وستحتاج حينها إلى طبيبٍ مختص وعلاجٍ أقسى.."

"ههههه صدقيني هذا آخر ما أريده.."

"جيد.. إذاً لا تضغط على نفسك في العمل.. إن كانت أفكارك جاهزة في رأسك اكتبها فوراً ولكن إن لم تكن كذلك لا تبقى جالساً على مكتبك حتى تأتيك الأفكار.. تحرك في المنزل أو اخرج وتمشى قليلاً.. شاهد الناس في الطرقات أو توجه إلى إحدى الحدائق وستعود الأفكار إليك.. المهم أن لا تبقى جالساً طوال الوقت.."

"شكراً جزيلاً لكِ طبيبة جيهان.. سأعمل على نصيحتكِ بكل تأكيد.."

"أتمنى ذلك.."

قام باستئذانها وتوجه نحو الباب.. التفت وابتسم لها مع إنحناءة بسيطة.. " أراكِ لاحقاً"

وضعت يدها على فمها وأخرجت ضحكةً خفيفة...
"ماذا؟؟ هل قلتُ شيئاً مضحكاً؟؟"

"هههههه ليس هكذا ولكن.. عادةً الناس لا يتمنون رؤية الأطباء.. أن تراني لاحقاً.. تبدو وكأنك تريد أن تكون مريضاً.."

"إن تكرار رؤية طبيبةٌ لطيفةٌ مثلك.. وفوقها ظهر بأنها جميلة.. أمرٌ يستحق أن أمرض لأجله.."

احمرت وجنتاها ولم تستطع قول شيء.. بينما ظل يحدق بها مبتسماً.. حتى طرق الباب وفُتِح..

"عذراً طبيبة جيهان.. لديكِ مكالمة مستعجلة.."

"أوه اتصل؟؟.. حسناً أنا قادمة.."

"إذاً سأذهب أنا.. لا أريد إشغالكِ عن أعمالكِ.."

"انتظر لحظةً من فضلك.."

سحبت ورقةً صغيرةً من أمامها وكتبت شيئاً ثم مشت إلى جانبه وأعطته إياها..

"إنه عنوان عيادتي الجديد.. سأنتقل إلى هناك خلال عشرة أيام.. لذا إن احتجت لشيء سأكون هناك.. وأيضاً أريد نسخة من كتابك عندما يصدر.."

"أوووه سيكون هذا من دواعي سروري أن تقرأي ما أكتبه.. سآتي وأقدم لكِ نسخة بنفسي.."

نظر إلى العنوان الذي في الورقة ثم أعاد نظره لهانجي...
"هذا العنوان.. إنه المنزل الذي بجانب مقهى الشاي أليس كذلك؟؟"

"بلى إنه هو.."

"أووه هذا جيد.. إن كنتِ لا تمانعين.. لنذهب ونشرب الشاي هناك يوماً ما.."

وضعت يدها خلف شعرها وبحرج...
"آاااهههه لا أظن بأني أملك وقتاً مناسبا لهذا.."

حمحمت غابي بشيءٍ من الانزعاج... "احم احم.."

"آااه صحيح المكالمة.. عن إذنك.. غابي رافقيه إلى الباب رجاءً.."

ثم توجهت نحو غرفة الجلوس لتجد أن الهاتف مغلق.. فوجهت نظرها لغابي التي أتت من خلفها بعد مغادرة المريض...

"هل أغلق بهذه السرعة أم أنكِ أقفلتِ السماعة بشكلٍ خاطئ؟؟"

"لا هو في الأساس لم يتصل بعد.."

باستغرابٍ كبير.. "ألم تقولي بأن هناك مكالمة مستعجلة؟؟"

بفمٍ مقلوبٍ بانزعاج... "بلى قلت.. ولكن لأصرف ذاك الرجل المزعج.. منذ دخوله وهو يتغزل بكِ.."

نظرت لها هانجي بصدمة وفمٍ مفتوحٍ.. ثم أخذت بالضحك عالياً...
"ههههههه هل تقصدتي فعل ذلك حقاً... ههههه كثرة الجلوس مع ليفاي جعلتك مثله.."

"إيييه قد أكون مثله ربما.. ولكن هذا مزعجٌ حقاً.. أبي لديه كامل الحق في الغيرة عليكي.. بمجرد وضع قليلٍ من مساحيق التجميل وبدأ الرجل بالتغزل بكِ بهذه الطريقة.."

"ههههه جميع الرجال يحبون المغازلة.."

"هممم لا أعتقد ذلك.."

مشت هانجي إلى جانبها.. وقفت بمحاذاتها.. وقرَّبت وجهها من وجه غابي.. نظرت في عينيها بنظرة فيها شيءٌ من الخبث...

"لمَ لا تعتقدين؟؟ ألا يغازلكِ فالكو بشكلٍ جيد؟؟"

عادت بخطواتها للخلف بعد أن احمر وجهها.. وهي تلّوح بيديها لتشرح الموقف...
"لا ليس!!.. بلى هو يقوم بمغازلتي.. أحياناً.. أقصد الأمر ليس هكذا!!.. ما أعنيه أنه.."

أطلقت ضحكة ساخرةً وربتت على كتفها...
"ههههه اهدئي إنه مجرد سؤال أنا لا أقصد إحراجكِ.. ولكن يمكنك أن تحدثيني في أي شيء وتشاركيني ما تفكرين أو تشعرين به في أي وقت.. يمكنني تفهم أي شيءٍ تريدين قوله أو السؤال عنه فأنا لست ليفاي.."

أطرقت رأسها بحرجٍ.. مع ابتسامة خفيفة..
"شكراً لكِ.."

"هههه لا تشكريني.. بكل الأحوال علينا أن نتحدث في كثيرٍ من الأمور المهمة قبل الزواج.."

"مثل ماذا؟؟"

بينما تسحب بعض الأغراض من الرفوف..
"تعالي وساعديني في ترتيب بعض الأشياء وسنتحدث بينما يتصل آرام.."

"حسناً أنا قادمة.."
~~~~~~~~~~

في ذلك الوقت.. في المقهى...
"فالكو.. الماء يغلي والزبون ينتظر.."

"اااا آسف آسف لم انتبه.."

رفع إبريق الماء بسرعة حتى لسعته حرارته...
"اوتتششش"

"تشه.. ابتعد سأهتم بأمره أنا.."

بارتباك.. "آه لا سأفعلها أنا.. لا داعي لتتعب نفس.."

قاطعه بصوتٍ صارم.. "اغسل يدك بالماء البارد.."

أوصل الفنجان إلى طاولة الزبون.. ثم عاد ليقف بجانب فالكو...

بقليلٍ من التشدد.. "تفكيرك مشتت!!.. أنت لا تنتبه لما هو حولك.. تفكر بها طوال الوقت.."

"آه ماذا؟.. لا صدقني أنا لا أفكر في شيء.."

"غابت عنك لعدة ساعات وها أنت مشتت الذهن هكذا.. ما الذي سوف تفعله إن بقيت هناك ليومين أو ثلاثة؟؟!"

ردَّ بانفعال.. "هل ستبقى هناك لعدة أيام!!!"

طرق بأصابعه على رأس فالكو...
"قلت بأنك لا تفكر في شيء هاا؟؟"

شعر هذا الأخير بالحرج فأدار وجهه...

بصوتٍ هادئ.. "فتاةٌ مجنونةٌ بشعرٍ بني.. هذا ما تتوق لرؤيته.. صحيح؟؟"

تنهد بعمق.. أخفض نظره.. ثم أكمل...
"ما بيدنا حيلة.. عدة أيام أخرى وسينتهي كل هذا البعد.."

لفتت كلماته فالكو.. وكأنه فهم المغزى الآخر من ورائها...
"فتاةٌ مجنونةٌ بشعرٍ بني.. يبدو أنك أنت أيضاً تشتاق لرؤية الآنسة هانجي أليس كذلك؟؟"

نظر له مطولاً.. بشرودٍ تام.. محاولاً عدم إظهار شيءٍ على ملامحه.. ثم استدار ليعود إلى مكانه...

"لدينا عمل.. يجب أن نكون متيقظين.. لا تشرد كثيراً.. عندما ننتهي يمكنك الاتصال بها على منزل هانجي.."

ابتسم له "حسناً.. حاضر.."

لم يكن هناك أي داعٍ لجوابه.. فإشراقة وجهه منذ البارحة.. وبريق عينه اليسرى.. كان واضحاً تماماً...
~~~~~~~~~~

في منزل هانجي.. بعد أن أغلقت الهاتف...
"ما الأمر ما الذي قاله؟؟ لا تبدين سعيدة.."

أدارت وجهها نحو غابي بابتسامة حزينة...
"لن ينجح ما كنا نخطط له.. ليس في الوقت المناسب.."

"ولكن لماذا؟؟ هل هناك مشكلة؟؟"

"قال بأنني أحتاج حتى أشفى إلى أسبوعين أو ثلاثة كأقلِ تقدير.. وقد يمتد الأمر لما بعد الشهر أيضاً.. لأن العملية لكامل الجسد وليس جزءً منه مثلاً.."

"أوه فهمت.." أخفضت رأسها بحزن...
"هل نتحدث مع أبي من أجل تأجيل الزفاف؟؟"

"لا.. لا داعي لذلك.. لن يقبل.."

"سنحاول إقناعه.."

"أعرف ليفاي حق المعرفة.. سيرفض.. وإن علم السبب سيكون رفضه مضاعفاً.."

"ماذا الآن؟؟ هل سوف تستسلمي وتتخلي عن الفكرة؟؟ أم ستقومين بها بعد الزواج؟؟"

"هممم لا أعلم.. سأنساها في الوقت الحالي.. قد أعود للتفكير بها بعد الزواج.."

مشت بخطواتها نحو الاريكة.. وقامت برمي نفسها عليها..

"إيييه يكفي عملاً اليوم.. اتركي كل شيءٍ وتعالي لترتاحي.. الوقت تأخر لا أظن بأنه سيأتي مرضى أيضاً.."

"حسناً سأنهي ترتيب هذا الصندوق فقط.."

"لا قلت اتركيه.. هل تشعرين بالجوع؟ يمكنني تحضير العشاء إذا كنتِ جائعة.."

تركت الصندوق من يدها ومشت نحو الأريكة الفارغة بجانب هانجي.. "لا أشعر بالجوع حالياً.."

"اعتبري نفسكِ في منزلك.. عندما تشعرين بالجوع توجهي إلى المطبخ دون خجل.."

"ههههه حسناً.."

"لا بد من أن فالكو اشتاق لكِ ولهذا اتصل قبل قليل.. أليس كذلك؟؟"

بقليلٍ من الحرج... "بلى ولكنه لم يقلها.. قال بأنه يريد الاطمئنان كيف سار يومي فقط.."

"ههههه إنه يكابر.. هل قال شيئاً عن ليفاي؟؟ كيف سار يومهما أيضاً؟؟"

"قال على لسان أبي بأن يومهما كان هادئاً بدون ضجيجي هههه.."

كانت متمددة على ظهرها.. وضعت يدها على بطنها وبدأت بالضحكِ عالياً...
"ههههههه نفسها.. إنها نفسها ههههههه.. نفس الجملة التي كان يقولها لي عندما أغيب عنه.. لكنه كاذب بكل تأكيد هههههه.. يقولها ليخفي شوقه.."

"أجل إنه يخفي مشاعره دائماً هههه.. لقد اعتدت على كلامه هذا لذا لا أنزعج منه.."

"هههه جيد.. أوه صحيح.." انتفضت من مكانها.. قوّمت جلستها ووجهت نظرها لغابي... "أريد منكِ إحضار شيء.."

"ماذا؟؟"

قامت بالتأشير لها وهي جالسة في مكانها...
"عندما تدخلين إلى المطبخ.. الخزانة الثانية من جانب الباب.. ستجدين فيها الكثير من الأكياس الفارغة.. أزيحيهم قليلاً.. ستجدين خلفهم زجاجة نبيذ أحضريها مع كأسين وتعالي.."

"ولكن هل ستشربين حقاً؟؟ أقصد لأنكِ طبيبة.."

"ههههه ومن قال لكِ بأن الأطباء لا يشربون.. جميعنا بشر.. وأنا لا أشرب كثيراً بأي حال.. ماذا عنكِ؟؟ هل شربتِ من قبل أم أن ليفاي لا يسمح لكم بالشرب؟؟"

"بلى يسمح لنا.. أول مرة كانت بعد اتمامنا الثامنة عشرة.. ولكنه لا يسمح لنا بشرب أكثر من كأسٍ واحد.. وليس على أيام متتالية أيضاً.. بل كل فترة وأخرى.."

"أووه جيد إذاً أحضريهم وتعالي.."

"حسناً.."

مشت بخطواتها إلى المطبخ لتناديها هانجي من الداخل...
"أوووي غابييي.. افتحي الدرج الثالث.. ربما تجدين بعض المقرمشات أو البسكويت أحضريهم معكِ.."

"هاااااي"

عادت بعد دقائق.. تحمل صينيةً عليها زجاجةً وكأسين.. مع صحنٍ صغيرٍ فيه بعض البسكويت.. لتجد هانجي ممدة على الأريكة مغمضة العينين...
كانت تبدو مرهقة وربما نائمة.. لم تشأ أن توقظها.. لذا وضعت الصينية ببطئٍ على الطاولة.. فسمعت صوتها...

"عُدْتِ إذاً.."

"أوه آسفة أيقظتكِ.. عودي للنوم إن كنتِ تشعرين بالنعاس.."

جلست متربعةً وسحبت زجاجة النبيذ لفتحها...
"لا لم أكن نائمة.. أغمضت عيناي قليلاً لأفكر بما ستأتي به الأيام القادمة.. وكيف انقلبت حياتي هكذا خلال يومين.."

بدأت بصبِّ الكؤوس.. لتجلس غابي بجانبها..
"هل أنتِ خائفة؟؟"

"بلى خائفة قليلاً.. أو ربما أشعر بالتوتر.. كل شيءٍ حدث وسيحدث بسرعة.. أشعر بأني لست مستعدة لكلِّ هذا.."

"حـ..حتى أنا أشعر بالتوتر.. صحيحٌ أنني أعرف فالكو منذ طفولتي وعشت معه لسنينٍ كثيرة في نفس المنزل.. لكن فكرة الزواج مخيفة بعض الشيء.. منذ أن ألبسني الخاتم بالأمس وأنا متوترة وقلبي يخفق بشدة.. خصوصاً عندما كنت معه في الصباح.. لهذا كنت سعيدة عندما أرسلني أبي معكِ.."

حملت الكأس وأعطته لغابي...
"الزواج من شخصٍ مثل فالكو ليس مخيفاً.. المخيف حقاً هو الزواج من شخصٍ مثل ليفاي هههه.. إييه ما بالنا نتحدث هكذا.. زفافنا بعد أسبوع يجب أن نكون سعيدتين.. هيا.."

رفعت كأسها باتجاه الأخرى...
"نخب حياتنا الجديدة!!"

طرقت غابي كأسها وأخذت أول رشفة...
"اوتتشش طعمه لاذع.."

"ههههه بالتأكيد هو كذلك في البداية.. ثم ستعتادين على طعمه.. لا تقولي لي بأنكِ ستثملي إن أكملتِه.."

"لا لا لن أثمل.. لم أثمل من قبل من كأس.. شربت كأسين عدة مرات دون علم أبي وأيضاً لم أثمل.."

"أوووه هذا جيد.. تعرفين أن ليفاي لا يثمل أبداً أليس كذلك؟؟"

"بلى أعلم.. تمنيت أن أراه ثملاً يوماً ما وللأسف لم يحدث.."

"ههههه نفس أمنيتي.. حاولت القيام ببعض التجارب عليه وجعلته يشرب زجاجةً كاملةً من النوع الثقيل ولكن لا فائدة.. ماذا عن فالكو؟؟"

كانت تضع الكأس على فمها.. ضحكت حتى خرج الشراب من أنفها وبدأت بالسعال...
وضعت هانجي الكأس من يدها.. ضربت على ظهر غابي بخفة كي يهدأ سعالها...
"يا إلهي هل أنتِ بخير؟!!"

"احئ احئ.. ههههه فالكو لا يتحمل الشرب.. احئ.. في أول مرة شربنا فيها بقي يتقيئ طوال الليل.. اتسخ المنزل وغضب أبي كثيراً ومنعه من أن يشرب ثانيةً.. ولكنه كلامُ غضبٍ فقط هههه"

"ههههه أإلى هذه الدرجة لم يستطيع التحمل؟؟"

"كان هكذا في البداية.. لكن مع تكرار الشرب أصبح يستطيع تحمل كأساً واحداً لا أكثر.."

"ههههه أستطيع تخيل ليفاي في تلك اللحظة.. فقد فعلتها أمامه كثيراً في الماضي.."

"حقاً؟؟ هل تثملين بسرعة أنتِ أيضاً؟؟"

شربت ما بقي في كأسها حتى آخر قطرة...
"لا ليس بسرعة.. ربما بعد الكأسِ الرابع أو الخامس.. كنت أفرط في الشرب بعض الأحيان وليفاي يجن حينها.."

"أوه هذا مثير للاهتمام.. ما الذي كان يفعله بعدها؟؟"

سحبت الزجاجة لتملأ كأسها وكأس غابي مجدداً...
"غالباً ما كان ينتهي به المطاف بضربي على رأسي أو ركلي على مؤخرتي.. ثم يأخذني إلى الاستحمام عنوةً ويضعني تحت الماء.."

"هل كان يفعل هذا بنفسه؟؟!!! أخبرنا من قبل بأنه كان يجبرك على دخول الحمام ولكن لم يخبرنا أنه كان يفعل هذا بنفسه.. هل كان يراكي عارية أيضاً؟؟"

شعرت بالحرجِ وحاولت لملمة الموضوع...
"آه لا.. أقصد.. قليلٌ فقط.. في بعض الأحيان.. أو بالصدفة.. أعني.. عندما أتهرب من الاستحمام فقط.. ولكن لا أكون عارية تماماً!!.."

ضحكت بصوتٍ عالٍ.. "ههههههه كنت أمزح فقط.. يستحيل على والدي فعل شيءٍ كهذا.."

مع انتهائها لكأسها الثاني.. "أههه نعم ليفاي لا يفعلها.."

في نفسها.. *هه كم هو بريئٌ في نظرهم..*

"هيا لنكتفي بكأسين.. دعينا ننام فرأسي بدأ يؤلمني.."

"أجل وأنا أيضاً.." ومشتا نحو غرفة النوم...

"نامي على السرير.. وأنا سأضع فراشاً على الأرض.."

"لا لا تغيري مكان نومكِ من أجلي.. سأنام أنا على الأرض.. أو على الأريكة.."

"أنتِ ضيفتي.. لا يجوز أن أترككِ تنامين أرضاً.."

"لا مشكلة عندي.. أنا من أطلب هذا بنفسي.."

"ولكن حتى لو!! لا يمكنني السماح بذلك.."

أدارت أنظارها في أنحاء الغرفة.. تحك رأسها وتفكر.. نظرت إلى سريرها ثم أعادت نظرها إلى غابي...

"هممم سريري واسع.. إن لم يكن لديكِ مشكلة لنتشاركه.."

حكَّت ذقنها بقليلٍ من الحرج.. "بالتأكيد لا مانع عندي.."

تمددوا على السرير.. كل واحدةٍ على طرف...
"أتعلمين.. هذه أول مرة ينام بها أحدٌ بجانبي منذ عشرة سنوات.."

"ومن سوء حظكِ أني لست ليفاي.."

"ههههه هذه أول مرة أسمعك تقولين ليفاي بها.."

كانت تغمض عينيها وتعاود فتحها.. وصوتها ينخفض تدريجياً...
"إنه شخصٌ رائع.. ستكونين سعيدة معه.. فهو لطيفٌ جداً على عكس ما يظهره.. وهو سيكون سعيداً جداً.. بوجود امرأة رائعة.. مثلكِ في حياته.."

ابتسمت وهي تنظر إليها.. تفكر بكلماتها اللطيفة.. وشكلها الألطف عند نومها...

وجود فتاة ک غابي بجانب ليفاي.. بصخبها وجنونها بتصرفاتها اللطيفة والطفولية نحوه.. بحبها واحترامها له.. لا بد من أنه كان عوناً كبيراً ليستمر حتى الآن...

مدت يدها لتبعد خصلات شعرها عن وجهها.. وهي تهمس قريباً منها...

"شكراً لكِ على وجودكِ بجانب ليفاي طوال هذه السنوات.."
~~~~~~~~~~

انتهى الفصل السابع~

بانتظار آرائكم🖤

Continue Reading

You'll Also Like

211K 7.3K 36
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...
370K 17.6K 31
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
2.4M 104K 60
ما بين نور ونار حرف‌ُ،يا أميرتى ،أخشى عليكي فراشتى من نور يجذبكِ بعدها تحترقين،بنارٍ مشتعله فى صدرى،منذ سنوات، عِجافٍ جففت أوردة قلبِ ،أصبح يابساً،ي...