[ ما العُسر إلا تلميحًا لليُسر ]
جيمين كان راقدًا على سريرِ المريض ، لم يكن
مستوعبًا لما يحصل ، فأخذ يراقب شين بصمت .
" ما الذي حصل ، لما تُقيدنِي هنا ؟ آلطبيبُ أخبركَ بهذا؟ " سأل جيمين بشئٍ من القلق ، فكل ما يحيطهُ يبدو مُريبًا جدًا .
" إفترِض ذلك جيمين "
ردَ شين ردًا مُبهمًا ، و ذلك ما أقلق جيمين أكثر .
" إذًا أينَ الممرضيِن ، لِمَا أنت هنا لوحدِك ؟ "
تحدثَ جيمين ، كان فقط يُنفِس عن قلقهِ بالحديث .
لم يرد عليه شين ، فأخذ جيمين يراقبُ تحركاتهِ بصمت .
كان شيِن يُخرِج الكثير من علبِ الدواء من الدولاب الموجود في الغرفة و يملأً حقيبةً بها ، و ينقل بعض من الأدوية من كل نوع إلى ذات الحقيبه .
لم يلبِث طويلاً حتى ملأ الحقيبة بما يود ، ثم اخذها خارج الغرفة و غابَ عنها مدةً يسيرَة .
عاد إلى الغرفة مسرعًا و اخرج علب الحقنِ و وضعهَا بجانِب رأس جيمين المكبول ، و حالما نظر إليها جيمين عرفها ، هو يعلم الكثير عن الأدوية التي توجد في معملِ الطبيب لاي لكثرةِ ما عاشهَا فيها ، كانت أدويةٌ للتخدير الموضعِي ، لكن جيمين لم يعرف سبب إخراج شين كل هذه الكمية .
فكر طويلاً بقلبٍ قلق ، كان خائفًا بأن يُقتل ، لكنهُ تطمن حين تذكرَ أنهُ العينَة الوحيدة للطبيب ، لذا لن يتجرأ الطبيب بمسهِ بسوء .
ملأ شين الحُقنَ بِالسائل المخدر ، و وضعهم على الصحنِ الحديدي الذي يخصُ المشفَى ، ثم أخرجَ سكينًا حادًا و وضعهَا بجانبِه .
" المشرط الصغير سيكون مشكلة ، ما الذي أفعلهُ "
نبس شين بإستياء ، وأمسك شعرهُ و أخذ يشدهُ .
حرك قدميه بسرعةٍ إلى خارج الغرفة ، و رجع بعد
حينٍ و بيدهِ مشرطٌ أكبر ، لكنه لم يكن طُبيًا .
كان في صددٍ أن يبدَأ بمَا أمِر به لكن جيمين قطعهُ بحديثِه .
" أيوجدُ أحدهم بالخارج ، أظن أنني سمعت صوت صديقي "
توتر شين ، ثم نفى و إقتربَ من جيمين .
" جيمين ، سامحنِي إن كان ذلك ممكنًا "
إبتسمَ جيمين مع معرفتهِ أن ضرٌ ينتظرهُ
" و لما أستقتلنِي ؟ "
كادت عينا شين أن تدمعان ، لكنهُ كبح نفسهُ و أخذَ المقص و بدأ بقصِ إزار جيمين .
كان جيمين صامتًا ، لأنه يعلم أن مقاومتهُ لن تفيد
لكنه كان يُصلِي بداخلهِ بأن يُنقَذ .
غرس شين عدة حُقن في حوضِ جيمين ، ثم حقن الفخذ الداخلي بعدةِ حُقن ، لم يشعر جيمين بِجزئهِ السفلي ، فأغمضَ عينهُ خوفًا مما قد يحصل .
" لأكن صادقًا جيمين ، أنا سوف أقطعُ عضوكَ التناسلِي لأنقذكَ من هذا المكان "
حينما سمع جيمين ذلك فتح عينيهِ ، و اخذ يصرخُ
بأن لا يفعل شين ذلك ، أخذ يقاوِمُ لكن لخدرِ جزئهِ السفلي هو لم يستطِع تحريك جسدهُ .
شرع شين بعملهِ بينما جيمين يصيحُ و يتوسلُ للآخر
بأن لا يفعل .
لكن يدٌ باردَة إحتضنَت ذراع جيمين و غرسَت بهِ
حقنة ، فأخَذت عيناهُ تنغلقَان .
لكنهُ لمحَ عينَا يونغي الشاخصتَانِ من بين القناع الذي كان يرتديهِ يونغي .
لم يأخذ شين وقتًا طويلا لإستئصالِ العضو عن الجسد بما ان الحلقةَ كانت مُستقله ، وتعملُ بنظامٍ كهربائي مستقل .
" هل لديك أيٌ من الفورماليِن ؟ أو المواد المستخدمة للتحنيطِ هنا ؟ " سأل يونغي .
" يوجد ، و لكن ما حاجتكَ لهُ ؟ "
" بما ان هذا المكان سيحتَرق فالأفضل اننا نأخذ
ما قد يفيدنَا "
هز شين رأسهُ بالإيجاب ، ثم جلبَ علب المواد الحافظة الثقيلة من مستودعٍ قريب .
حمل يونغي جيمين بين يديه ، و أشار لشين بأن يتبعهُ بعلبِ المواد الحافظة .
وضع يونغي جيمين في المقاعد الخلفية ثم فتح حقيبة السيارة ليضع فيها ما بيد شين .
أغلق يونغي السيارة ثم تبع شين حيثُ لاي كما تنص في خطتهِ .
حيثُ أنهم سيحبسونَ لاي في المختبر لكي يحترقَ
مع مختبرهِ .
" ليس عليك أن تأتي معي يونغي "
" لا عليك ، أنا فقط أريد مساعدتك "
قالها يونغي و إبتسم إبتسامةً مُبهمَة ، لا معنى لها .
فتح شين باب مكتب لاي ، فلمحَ لاي ينامُ على المكتبِ
بدى بعينهِ وديعًا جدًا .
" سأودعهُ فقط ، إنتظرنِي "
إقتربَ شين من لاي و أخذ يعبثُ بشعر النائم و شفتيهِ تنطقانِ بكلمات الوداع .
لقد قضى نصف عمرهِ بالبحثِ عن أخيه و ها هو يتركهُ يحترقْ ، كان ذلك صعبًا على قلبهِ .
لم ينتهي من التوديعِ إلا أنه سمع صوت الباب و هو ينغلق ، ففتحَ عينيهِ على آخرهما .
ركض نحو الباب و أخذ يطرقُ الباب بكلتَا يديه
" يونغي ، ما الذي تفعله؟ ، أنت قلت أننا سنكملُ هذا المشروع معًا !!! "
إستيقظ لاي من صراخ شين و أخذ يستفسرُ عما يحصل لكنهُ لم يجد أيةُ إجابة .
بينما يونغي كان يبصقُ سبابًا على عميِه ، و مشى نحو السيارة .
إتصلَ على الدفاع المدنِي بهاتفِ شين الذي سرقهُ منه قبل خروجهِ .
أخبرهُم بإندلاعِ حريقٍ وسط غابةٍ كان يتنزهُ بهَا ، فَأخبروهُ أنهم آتون في غضون العشر دقائق .
رمى يونغي الهاتف نحو المختبر ، و اخذ يدور بالسيارة حول المختبر و يرمي أعواد الثقاب المشتعلةِ عليه ، إستمر بفعلِ ذلك مع ضحكةٍ خبيثةٌ تزين محياة .
لم يكن يونغي الذي إعتادَ الناسُ على معرفتهِ .
سقطَ لاي إثرَ إختناقهِ بالدخانِ في تلك الغرفة المغلقة
إقتربَ منه شين و هو يبكِي و يحاول جعلهُ يفيق .
لكن الباب إحترقَ فأخذ يلفحُ اللهيبَ على ظهرِ شين .
حمل شين لاي بين يديهِ و ركض نحو النافذة التي دعاهَا مفتوحةً برغبتهِ لكي يهرب منهُ أخاه .
لم يكن ليرضى ان يحترق ، كان يريدهُ ان ينقذ نفسهُ و لو كان ذلك صعبًا .
النيرانُ بدأت تلتهمُ الغرفة ، و شين كان مترددًا برمِي لاي من الأعلى ، و لو كان لاي بكامل قواهُ لدعهُ يتسلق الجدار .
كان مُبشرًا حينما فتح لاي عيناهُ و أخذ ينظر إلى وجه شين القلق ، كان وهنًا ، لكنه إستماع الموقف بسرعه و وقف على قدميهِ و بدأ بالتسلق .
لكن اللهيبَ مستَ ظهر شين ليصرخَ بأعلى صوتٍ لهُ .
مد لاي يدهُ و عيناهُ مغروقتانِ بالدموع لينجدَ شين ، لكن شين أشارَ لهُ بالذهاب ، فإن لم يغلق النافذة ستنتشر اللهيب إلى الخارج و هذا سيمنعهُ من التسلق .
الدخان حجب شين عن مرأى لاي ، لكنهُ رأى النافذة و هي تغلق .
اصاب باليأس الشديد و لم تكن لهُ رغبةً في البقاء ، فتركَ الأنبوب الذي كان يتمسكُ بهِ .
لكن يد شين تمسكت بيدهِ و لم تدعهُ .
إقتربَ منهُ حاملاً لاي بين يديهِ و يدهِ الأخرى تتمسكُ بالأنبوب الممتد للأسفل .
نزل عدة طوابق بذاتِ الحال ، لكن الطابق الأرضي كان مشتعلاً بالكامِل .
فأمسكَ لاي بقوة ، و تركَ الأنبوب ، نية أن يسقط هو و يُنقذَ لاي .
سمع صوت لاي الباكِي حينما ترك الأنبوب
" آسفٌ جي هون ، لكونِي أخًا ضعيفًا "
" إنها أول مرةٍ تناديني بها بالأخ .. "
تلك كانت آخر كلمة قالها شين قبل أن يصتدمَ
جسدهُ بالأرض .
...
رن هاتف تايهيونغ مرارًا حتى إستيقظَ من نومهِ .
كانت الساعة تشير إلى التاسعةِ صباحًا ، و لكونهِ قضى يومًا صعبًا جدًا بالأمس ، إستيقظ توهِ .
كان يرتدي نفس بدلةِ الجنازة السوداء ، و جسدهُ
يؤلمهُ بشده ، والهاتف يرنُ بلا توقف .
نظرَ إلى الهاتف فكان إسم المدير يتوسطُ الهاتف
فردَ و بنيتهِ ان يستأذن منهُ للإجازة .
" أهلاً أيها المدير ، بالأمس توفيَا كلٌ من زوجتي و إبنتي لذا أظن أنني سآخذ إجازة وفاة .. "
" السيد كيم تايهيونغ أنت مُلزمٌ بأن تحضرَ مجلس الوزارة التعليميه لكسركَ القانون المدرسي الثامن عشر
و هو إقامةُ علاقة مع طالب ، أتمنى أن تكون في المجلسِ قبل الساعة العاشرة ، و ستقررُ المجلس عقابك على حسب تفسيراتِك "
تنهد تايهيونغ و دعكَ جبهتهُ بألم ، تسآئلَ أي من اللعناتِ أصابت حياتهُ ليصاب بكل هذه الهموم معًا ؟
نهض من مكانهِ و إلتقطَ ملابسهُ المتناثرَة على الأريكة لكن شئٌ ما برزَ من ملابسهِ ، أخرج المظرف من ثانيا ملابسهِ فرأى انها ذات المظرف الذي جلبها له جونغكوك حينما إعترف لهُ .
أجهشَ بُكاءً و هو يقرأهُ ، ثم قطع وعدًا مع نفسهُ بأن يكون قويًا .
و قبيل العاشرة كان حاضر المجلس الإداري ، و جلس أمام المدراء ، ليسألوهُ ما يودون .
" ما العلاقة التي تربطكَ بالطالِب جيون جونغ كوك "
تنفس تايهيونغ ثم أجاب
" علاقة طالبٍ بمعلمه "
" هل تعترفُ بأن الطالب جيون جونغ كوك كان يعيش معك بنفس المنزل؟ ، و انت كنت تصرفُ عليه ؟ "
" أعترف "
" إشرح لنا السبب "
شابك تايهيونغ يداه و وضعهم أمامهِ ثم تحدث .
" يجون جونغ كوك كان يتيمُ الوالديِن ، و حينما تأكدت عن كيفية دخولهِ للمدرسة أدركت انه طالبُ منحَة ، كان فتًا صعبُ الحالة المادية ، اردت و بصفتي معلمًا له ان امد له يد العون ، لكنني لم أشأ إحراجهُ فَتقربتُ منه ، و تقربنَا كفاية ليثقَ بي ، و هكذا آل الحال بهِ إلى منزلي "
" أكان هنالك أي علاقةً جنسية مع الطالب؟ "
" كلا ، أقرُ بذلك "
" أي تلامسٍ جسدي دون الوطئ؟ "
" كلا "
" أتقرُ أيضًا أنه لم يكن هنالك علاقةً عاطفية بينكما "
" كلاً ، الطالب جيون جونغ كوك كان معجبٌ بي لكنني لم أبادلهُ ، بل حاولت إقناعهُ بأن الأمر خاطئ "
تهامسَوا المدراء بينهم ، لكن ذلك لم يدم طويلاً .
" إذًا سيد كيم تايهيونغ كيف تشرحُ لنا هذه الصورة؟ "
كانت الصورة لهما و هم على جسر النهر الذي ذهبَا إليها
حيث أن جونغكوك كان بحضنِ تايهيونغ .
" الإحتضان لم يكن كما تظنون ، بل إحتضانًا عاديًا بين معلم و طالبه "
" كيف تفسرُ إحتضان معلمٍ لطالبهِ أصلاً ؟ "
" كان بحالةِ إنهيار و لذا إحتضنتهُ "
" لنفترض ذلك ، فهل كان في كل هذه الحالات منهارًا"
حينها فرز المدير أمامهُ الكثير من الصور التي تضهرهمَا في حالة إحتضان .
" كل ما اريد قولهُ أنه لم يكن إحتضانًا عاطفيًا "
" ما الذي كان يفعلهُ الطالب في غرفتك في أغلب الاوقات ؟ "
" حديثٌ عادي ، و بعض الأحيان كان يتناول الطعام "
" إذًا أنت تقرُ أنك اسأتَ إستخدام ممتلكات المدرسة؟ "
" أنا أقِر "
" لا يوجد المزيد من الأسئلة "
كمش تايهيونغ حاجبيهِ بغير فهم ، كيف تكفيهِم هذه الأسئلة ليحكموا ، لكنهُ صمت .
تناقشُ المدراء بينهم ، ثم إتفقوُا على قرار .
" تقرُ إدارة التعليم بعقابِ المعلم كيم تايهيونغ و ذلك لسوء إستخدامهِ لممتلكاتِ المدرسة ، و عدم تبريرهِ لعلاقتهِ بطالبهِ تبريرًا مدعمًا بالأدلة ، و بمخالفتهِ لقوانين عده مختصه بِالمدرسة ، و ذلك بتوقيفهِ لثلاثة سنوات "
سمع تايهيونغ الحكم فوقفَ ، ثم إنحنى تقديرًا لِلمدراء و إستمرَ منحنيًا لفترة ، إستقامَ بعدها ثمّ أخرجَ مظرفًا من جيبهِ و وضعها على الطاولة ، وإنحنى مرةً أخرى .
كان ذلك المظرفُ يحوِي خطاب إستقالتهِ .
كان بصددِ الرحيل لكن صوتُ أحدهم أبطَئ خطواتهِ حتى وقف .
" أتدركُ أن إستقالتكَ الآن سيمنعكَ من راتبِ التقاعد؟ "
" أدركُ ذلك جيدًا ، شكرًا لكم "
مشى إلى خارج المدرسة و لم يلتفِت لها ، هو شبعَ منهَا كليًا ، لم يعد لهُ رغبةً في البقاءِ بها أبدًا .
الشمسُ في ذلك اليومِ كان ساطعًا ، و تايهيونغ كان عليه أن يمضي قدمًا .
...
قصة جيمين ثلاثة أيامٍ في البكاء ، لم يكن متقبلاً لفكرة أنهُ فتًا مُخصِي ، و لم يسامح يونغي لفعلتهِ أبدًا .
كان منهكًا جدًا ، فقد الكثير من الوزنِ حتى باتَ عظامًا تكسوهُ الجلد ، السهرُ خلّفَ لهُ الكثير من الهالات المُرعبَة تحت عينيه .
كان يرفض الطعام الذي يقدمهُ له يونغي ، و يمضي يومهُ في الندم الشديد .
يونغي لم يكن ليزعجهُ ، فكان يغيبُ عنه دومًا لكي يشعرهُ بالراحة .
مرت الأيامُ حتى باتَت إسبوعَا ، كانت الأيامُ مماثلةٌ جدًا إلا ذلك اليوم كان مختلفًا ، و مُريعًا جدًا .
فعندمَا عاد يونغي المنزل بعد مدةٍ طويلة من غيابهِ وجد جيمين على السرير ساكنًا .
حركهُ مرارًا لكن الآخر كان هامدًا ، فحملهُ بين يديهِ و راح يركض بهِ نحوَ قبوهِ و هو يصرخ
" تمهل جيمين ، أنت لن تموتَ أبدًا "
....
ظهرت وجهَ يونغي الحقيقي ، من كان مُسئِ الظن فيه ؟ .
تتوقعُون جيمين مات و لا لأ ؟
أي تعليقْ يسِب و يشتم يُؤخِر البارت ، إنتو تفهمون سير القصة ولا لأ؟ ، تفهمون أركان الرواية و لا لأ ؟ ، ما عندكم علم فلا تقولون الكاتبة متعاطيِة ، الكاتبة حيوانه ، مو من حقكُم ترى ، سير القصة تحتاج إلى بعض العُقد عشان تكون النهاية سعيدة ، تعبت و انا أتكلم و اكرر هذا الشي و هذا آخر إنذار اذا شفت زيادة بحذف الرواية و برتاح ، ما أحب اكتب جرائد كبيرة نهاية كل بارت و اوضح لكم أن شقد تعليقات البعض مسمومَة ، و إنتهى .