الحمدلله 💜
-
-
-
-
مرت سنوات منذ أن فتحت مذاكرتى و كتبت فيها حتى ظننت أننى لم أحضرها من منزل جيون ،
لكن ها انتِ ذا .
تُذكرينى بما مررت به و تُعيدى ملء قلبى بالحقد و الكره تجاههم
و تجاه نفسى المثيرة للشفقة .
لازال الفضول يتملكنى لمعرفة اخبارهم لكنى
لم أفعل قط رغم أن جين هيونج أخبرنى يستطيع الذهاب لمنزلهم و مقابلة جونغكوك و لكنى رفضت أن اتعلق بهم أكثر من ذلك .
أنا حقاً مدين لهيونج بالكثير
جين صدق بوعده لم يتركننى وحيداً
على الأقل للآن
جين عرض علىّ بأن يتبنانى أبيه أو يتكفل بى
لكننى رفضت هذا أيضاً
لم يكن الأمر عن المال أبداً
أردتُ فقط الدفء الأسرى ، أردتُ أن أكون متكاملاً
أردت ألا يتحسر قلبى و ينقبض ألماً كلما أرى عائلة يحاوطها الدفء و أنا أقف فى العراء و البرد القارس .
أردت امتلاك أب و أم يحبانى و ربما أخ صغير كجونغكوك أعتنى به
لكن بمجرد دخولى تلك الأسرة ، تفككت إلى قطع صغيرة .
ربما أكون أنا السبب كما يقول اطفال الملجأ
ربما كُنت متطلباً للغاية ، ربما كان علىّ أن أكون شاكراً أكثر لما حصلت عليه
لكن مهما فكرت بالأمر أن فقط كنت طفل صغير يغار من أخيه
يغار على عائلته الصغيرة
أب يغيب فى عمله بالأيام و أم مصابة بجنون الأرتياب و الغيرة .
تحملت الكثير على ممر حياتى
لذا ، رفضت الخوض فى تجربة مماثلة
رفضت الحصول على أسرة مزيفة لأجل المال
حتى و إن كنت سأعانى مشاكل مالية ما إن يتم تسريحى من الملجأ
رفضت نفسى و مشاعرى و قلبى فى وهم دفء الأسرة مجدداً
و فضلت الاحتفاظ بما تبقى من قلبى بدون المزيد من الجروح و الكدمات .
بعض المشاهد العائلية الدافئة فى المسلسلات و البرامج التلفزيونية أو حتى فى الواقع لن تمزقنى كلياً الآن ، أصبحت كبيراً فى السادسة عشر من عمرى
و من يدرى ربما إن دخلت عائلة كيم
ستتدمر كذلك .
لا أصدق أنه قد مر ما يقارب الثلاث سنوات دونهم .
اشتاق إليهم و احزن كثيراً على فراقهم لى
و ابكى أكثر على حالتى .
أنا لا أريد أن ابكى ،
حتى عندما تخوننى عيناى و تسقط دموعى
لازالت امسحها بعنف و أخبر نفسى كم أنى مثير للشفقة ، اخبرها كم اكره ضعفها و تحملها الأذى و الإيمان بأن غداً افضل
هذا ما يُـقلق جين هيونج و يُحادثنى بشأنه على الدوام ،
هو خائف من أن أصبح ملتبد المشاعر
فأنـا انطوائى بشدة .
لكن هذا ليس صحيحاً
البشر يعشقون آذيتى و أنا فقط اعتزل ما يؤذينى
أنا لازالت أشعر بالقلق والتوتر مما ينتظرنى .
أشعر بالخوف و الارتياب من أن اقع بالمشاكل و لا يقف أحد بجانبى
أشعر بالكره ناحية هؤلاء المزيفين .
من قامو بـكسرى لقطع صغيرة و الدهس عليها .
عائلة وعود و أصدقاء مزيفين .
أردتُ معاتبتهم و مشاجرتهم ثم التصالح معهم مجدداً .
و لكنى خشيت أن اتلقى التجاهل و السخرية على آلمى و جراحى .
امضيت سنوات المرحلة المتوسطة فى هدوء
لم اتقرب من اى شخص
ا
بعدهم عنى بتحديقاتى الحادة و هدوئى المبالغ.
استمررت فى تنجب الأشخاص من حولى
التهرب من الأعمال الجماعية فى المدرسة و الملجأ .
حتى فقدت القدرة على التفاعل مع الآخرين و النظر بأعينهم .
و لحسن حظى لم أقابل أحد يعرفنى بإستثناء جين و نامجون .
و بالطبع اقتصرت فقط على مقابلتهم قبل و بعد المدرسة
لكن الحظ لم يقف معى
ليس بعد أن أصبح جين هيونج بالجامعة .
اتسائل إن كنت سأصمد حتى أصل للجامعة .
جين هيونج يبذل الكثير من الجهد فى إخراجى من قوقعتى كما يُطلق عليها .
ربما يكون الوحيد الذى لازالت اتفاعل و اتحدث معه رغم أنه بعيد فى مدينة أخرى ، تلك المدينة التى سلبت منى حبل نجاة آخر
لكن على الأقل لازال يراسلنى كل يوم و يتذمر بكون الجامعة صعبة و مرهقة .
جين هيونج يدرس الطب فى جامعة سيول ، كان سعيداً حين قُبِلَ فى تلك الجامعة و الآن أضحى يشتكى منها
بينما أنا بالصف الأول الثانوى .
احاول أن أكون هادئاً و اُنهى تلك المرحلة بسلام محافظاً على ما تبقى منى .
لكن الحظ لم يقف معى مجدداً
تشان نُقل لمدرسة آخرى بفعل المتكفل به ،
المدرسة للأغنياء و الناس الميسورة .
اخشى أن يُتَنمر عليه من قِبل الآخرين .
هو فتى لطيف حقاً .
قليل الكلام مثلى لكنه لطيف ذكى و
مجتهد ؟
ربما !
أنا لست أهلاً لأقول رأيى بالبشر
ليس بعد أن خُدعت فيهم .
لكننى لازالت
اتمنى حقاً أن يكونوا لطفاء معه فهو يبدو كما لو أنه على وشك الانكسار
و لأنني فى نفس المركب معه
سيكون من الرائع رؤيته مستقيماً قوياً كفاية
دون أن يسمح لأحد بأن يرفع يده عليه .
اتمنى ألا يكون احمقاً مثلى و يصمت على إيذاء الغير له .
تيمين تم تبنيه من قبل زوجين ، ارتحت منه قليلاً لكنه لا زال مزعج فى المدرسة
فقد اشترط على مُتبنيه البقاء فى ذات المدرسة .
مينهو و نامجون أصبحا صديقين فهما فى نفس السن و يكبرانى بسنتين
سيتخرجان هذه السنة .
كنت قلقاً على مينهو كونه يغرق نفسه فى الدراسة و لكنى علمت لما يفعل ذلك !!
المنحة التى سيحصل عليها فى نهاية العام ستتكفل بكل مصاريفها حتى تخرجه من الجامعة .
مينهو أوصانى بأن افعل مثله و اجذب انتباه المدرسة و المسؤولين عن المنحة
ربما على أن أفكر بأشياء أهــم .
كـ مستقبلى .
لكن هل سيقف الحظ معى يوماً !؟
لا أريد أن اضغط نفسى أكثر بأشياء زائلة كالدراسة لأننى لست مهتماً .
فقط اريد عيش حياة هادئة إلى أن يتوقف نبضى .
أريد أن اتنفس بحرية
فـ أنـا لا احتاج المياه لأشعر أننى أغرق ببطئ .
كنت فى منزل جيون أقف على حافة الهاوية
و مع خروجى منه أنا سقطت .
اتمنى أن يحدث شيئاً جديداً ينـقذنى من
نفسـى
--------
" كالعادة سأنتظرك فى استراحة الغذاء ، لا تترك تيمين يؤخرك "
نطق مينهو بينما يسير برفقة الفتية فى طرقات المدرسة
" لست أنا ..."
لم يكمل تيمين كلامه حتى قطعه مينهو
" لا تُلقى باللوم على جيمين ، أنت تستغله لأنه لا يدافع عن نفسه "
" نحن فى نفس الصف مجدداً ، أليس هذا رائعاً !؟
اعلم انك مُشتاق لى كثيراً ، كيف هى غرفتنا ؟
هل اخذ أحدهم مكانى ؟ "
تيمين لف ذراعه على رقبة جيمين الذى أعطاه نظرة ساخطة قائلاً " ابتعد "
استطاع تيمين استشعار البرود فى نبرة جيمين كالعادة فأزال ذراعه بسرعة
" اطمئن تيمين ، لن يأخذ أحد مكانك ، نحن نبقيه فى حال رجوعك ، ربما يدركوا انك من بلل سريره الأسبوع الفائت و ليس ماء المكيف
لانك خائف أن تنام وحدك "
نطق مينهو مغيظاً إياه قبل أن يتركنا متجهاً لصفه بينما تيمين تغيرت ملامحه للغضب
و ركض خلف صديقه إلى صفهم الذى كان شبه ممتلئ .
جيمين بحث فى وجوه الطلاب باحثاً عن أى وجه يعرفه .
تنهد براحة عندما لاحظ أن جميع الوجوه ليست مألوفة
جالساً فى آخر الصف بجانب النافذة
لكنه لم يلاحظ تلك العينين تحدق به بحدة
بينما تهمس
" وجدتك جيمين "
- انتهى -
عارفة انى أتاخرت بي كان عندى امتحانين ورا بعض و ان البارت يقرف بس
هحاول أرتب الأفكار المرة الجاية .
كيم سوك جين - ٢٠ سنة - تانية جامعة
كيم نامجون (اخ سوك جين ) - ١٨ سنة - ثالثة ثانوى
مينهو -١٨ سنة - ثالثة ثانوى
تشان و تيمين و جيمين - ١٦ سنة - اولى ثانوى .