﴿في العالم الموازي_أثناء اللا...

By Child_Of_Light_23

8.6K 836 1.1K

﴿الجزء الأول﴾ كان جالسا هناك في الٱتجاه المعاكس للبحر بشعره البرتقالي و كتفيه العريضين ينظر إلى باقة أزهار ال... More

_1_
_2_
_3_
_4_
_5_
_6_
_7_
_8_
_9_
_10_
_11_
_12_
_13_
_14_
_15_
_16_
_18_
_19_
_20_
_21_

_17_

169 27 62
By Child_Of_Light_23

...

...

فجر اليوم التالي:

ٱستيقظت على صوت طرق الباب. وقفت في خمول متذمرة لأفتحه. ٱنتصب ستافروس أمامي. كان يرتدي قميصا واسعا أسود، سروالا رياضيا تعلوه سلاسل من حزامه إلى الجيوب، حذاء أسود و أحمر من ذلك النوع الذي يلبسه لاعبو كرة السلة.

- لمَ تنظرين لملابسي؟
قاطعني صوته من تأمله لأنبس متلعثمة:
- لا، لا شيء. فقط.. هل ستحارب هكذا؟
- ستتمزق حين أتحول على أي حال.

تنهدت لأتثاءب فأضاف:
- ماذا عنك؟ ماذا سترتدين؟
- ملابسي المعتادة. ستتلوث بالدماء السوداء على أي حال.

نظر إلي في برود قائلا:
- خمس دقائق، و نجتمع جميعا في البهو.
- ماذا؟ خمس؟ بل أحتاج عشر دقائق فقط حتى أتثاءب.

- هذا أمر.
- من تظن نفسك لتأمرني؟
- سننتظرك في الأسفل.
- حسنا، حسنا، فلترحل.
أوصدت الباب لأرتب حالتي المثيرة للشفقة.

.
.
.

ٱنضممت إليهم في البهو لأجدهم في ٱنتظاري. حسنا، لم يكونوا في ٱنتظاري فقد شرعوا في تناول إفطارهم قبلي.

وقف أركون من جلسته ليتوجه نحوي. ربت على شعري في لطافة ليقودني إلى مقعدي حيث سحبه لأجلس ثم عاد لمكانه.

مددت يدي أتناول ما يعطيني الطاقة الكافية لهذا اليوم الحماسي بينما أعلن ستافروس:
- هل من حلول للعودة إلى ممالككم دون التنقل بينها؟

ٱلتزمنا بالصمت نحدق ببعضنا البعض فأجاب أبولو بتردد:
- أجل، بإمكان قائد السحرة فتح 11 بوابة تمكننا من التنقل عبر الممالك. فتحت 6 في الماضي تبقى لي 5 فقط.

أضاف بيتر في ثقة:
- لقد أرسلت كولد نحو الغابات بالأمس ليلا. في منتصف كل غابة ستجدون صخرة ضخمة مجمدة. وراء تلك الصخور ستجدون سلالم تقودكم إلى جدار أول به صخور قابلة للضغط ترتب من القاتم إلى القاني ليفتح ممر سري. في آخر الممر ستجدون الجدار الثاني. ترتب الصخور من القاني إلى القاتم للعبور نحو رواق في القصر الرئيسي.

صمت لبرهة ليحتسي قليلا من عصير الفراولة مواصلا:
- توجد أربعة أنفاق، الأول يربط بين مملكة البشر و مملكة المستذئبين. الثاني بين مملكة البشر و مملكة مصاصي الدماء. الثالث بين مملكة الفينيكس و مملكة الآليين. و الرابع بين مملكة الفينيكس و مملكة المينوتور.

وقف أركون من جلسته ليعلن في عزيمة أشعلت الحماس فينا:
- سأعبر إلى مملكة السحرة. بيتر إلى مملكته ثم إلى مملكة المينوتور و ٱحذر من أن يمسكك أحد الشياطين حينها ستكشف خطتنا. تالوس إلى مملكته. سنا إلى مملكة ميدوسا و لونا إلى مملكتها.

أضاف أبولو موضحا أكثر:
- ستافروس و لونا، ستهجمان عبر الأنفاق إلى مملكة البشر. بيتر و تالوس، على مملكة الفينيكس. أركون و سنا، على مملكة الشياطين في المركز.

وقف الجميع من مقاعدهم بعد إنهاء الإفطار. عقدت حاجباي في حيرة لأسأل أبولو:
- ماذا عنك؟ ألن تشارك في الحرب؟
ٱرتسمت على وجهه ٱبتسامة لطيفة ليجيب بٱقتضاب:
- سأشارك.

رفع أركون يده ليرتب شعره مردفا:
- بيتر، قبيلتك ستهجم على مملكة الشياطين. أما أنت فستقود قبيلة المينوتور. أما التنانين فسترافقهم سنا جميعا إلى التنين المهيمن. فليهجم الجميع عند الساعة الثامنة تماما.

نظرنا إليه في حيرة فأضاف بصرامة:
- أؤكد على ذلك. الثامنة تماما.

شرع كل واحد يضع اللمسات الأخيرة على ملابسه، مظهره، شعره.. أطلقت قهقهة خفيفة لأسأل في ٱستغراب:
- لم تهتمون بمظاهركم؟ و كأنكم ذاهبون لحفل ما!
- حتى نموت بمظهر لائق.
علقت لونا ضاحكة و هي تضع اللمسات الأخيرة من أحمر شفاهها. أمام مرآة أخرجها تالوس من صدره.

قلبت عيناي في ٱستهزاء بينما تقدم مني أبولو ليحيطني بذراعيه فجأة. رفع يده ليربت على شعري برفق بينما تجمدت مكاني. لفارق الطول بيننا، كان رأسي في مستوى صدره. وقفت مكاني في حيرة أستمع لدقات قلبه المتسارعة.

تراجع إلى الخلف ليفتر ثغره عن ٱبتسامة حانية بينما قال بيتر ساخرا:
- إنها المرة الأولى التي يسمح فيها أركون لشاب غيره بلمس سنا. ألأنه صديقه؟

تقدم تالوس مني فاتحا ذراعيه ضاحكا ليقول متوددا:
- أركون، أنا صديقك أيضا أليس كذلك؟

ٱبتعدت عنه لأقترب من أركون. أحطته بذراعاي بطريقة طفولية لأخرج لساني أمام تالوس الذي كتف يديه إلى صدره زاما شفتيه في ظرافة بينما ضحك الجميع عدا ستافروس طبعا.

رفعت رأسي أنظر لأركون لكن نظراته الفارغة ٱستقبلتني لتزرع فيّ القلق. لقد كان شارد الذهن.

في الجهة الأخرى، تقدم ستافروس من لونا في هدوء. نظرت له في حيرة بينما مد يده ليرتب خصلة من شعرها الرمادي الحريري. أخفض عينيه إلى مستواها ليحدق بها لبرهة قبل أن يرفع كلا يديه و يضعهما على كتفيها برفق.

طأطأ رأسه لينظر في عينيها مباشرة قائلة بنبرة هادئة:
- فلتكوني حذرة. لا تقلقي، إن حدث لك مكروه سأشعر بذلك هنا.

ثم سحب يده اليمنى عن كتفها ليشير إلى قلبه. ٱعتدل في وقفته ليتقدم منها ضاما إياها إليه بينما لم تبد أي رد فعل. رفع يده ليربت على شعرها بطريقة آلية قبل أن يدفن رأسه بين خصلاته.

فقط.. يبدو كطفل مشتاق.

قطب تالوس حاجبيه ليكتف يديه أمام صدره قائلا في تذمر:
- هذا ليس عدلا! لم تبق أي فتاة من المتمردين لي.

تعالت قهقهاتهم بينما تقدم أبولو لوسط البهو. أغمض عينيه ليظهر حوله نور ذهبي. تطايرت خصل شعره في الهواء ليرتفع بعدها. نظرنا إليها في تعجب ليهمس تالوس:
- لم أحس أنه يقوم بطقوس حتى يسلم روحه إلى الرب؟

نخزه بيتر بكتفه ليجيب معاتبا:
- إن متَّ اليوم، لن تجد نفسك في مكان جميل بسبب كلامك هذا.

فجأة ظهر شيء كالثقب الأسود في الفضاء ليتسع تدريجيا حتى أخذ شكل بوابة ضخمة تعلوها نقوش ذهبية.

أطلت لونا برأسها لتهتف في حماس:
- سنا، هذه مملكة ميدوسا. إنه دورك.

تقدمت من أركون لأعانقه بشدة. رفعت رأسي لأبتسم و أنا أشاهده لكنه لم يبادلني الٱبتسامة. حدق بي للحظات بعينيه الذابلتين ليزدرد ريقه بصعوبة قائلة:
- سنا، أحبك كثيرا.

كانت نبرته حزينة للغاية. حسنا، الأجواء كئيبة حقا لولا فكاهات تالوس التافهة التي يلقي بها بين الحين و الآخر. تبا، لم يشعرني الجميع بأنهم سيموتون. أم ربما أكون أنا. ما هذه الأفكار التي تراودني بحق السماء؟

أخفضت رأسي لأدفنه بين طيات ملابسه. فقط.. ماذا لو حدث مكروه له؟ ماذا لو لم أتمكن من رؤيته مجددا؟ ماذا لو كان هذا لقاءنا الأخير؟ بل.. فراقنا.

دفنت رأسي أكثر لأشد بقبضتي على قميصه من الخلف بقوة. ربت على شعري في هدوء. أظن أنه أحس بخوفي. نبس بنبرة لطيفة:
- هيا يا سمو الٱختلاف، سأكون بخير. لا داعي للشعور بالحزن. أين عزيمتك و إصرارك؟

تراجعت إلى الخلف لتستقبلني ٱبتسامة مشجعة. بادلته الٱبتسامة لأستدير نحو الجميع ملوحة بيدي. ٱلتفت لأعبر البوابة بينما نبس ستافروس في ثقة:
- نحن نعتمد عليك أيتها الرقيقة.

قلبت عيناي لكلمته الأخيرة في سخرية مبتسمة لأخطو نحو مملكة ميدوسا.

﴿ أركون ﴾

ما إن عبرت سنا حتى ظهرت مملكة الياتي عبر البوابة. تقدم بيتر منها ثم تراجع ليتوجه نحو تالوس. ٱرتمى فوقه يعانقه بقوة ليبادله الأخر العناق بالوتيرة ذاتها صائحا في طفوليته المعتادة:
- صديقي!

تراجع عنه ليعبث بشعره البني قائلا:
- لطالما ٱعتبرتك شقيقي الصغير. فلتنتبه لنفسك حتى تكبر و تجد حبيبة يوما ما.

ضحك تالوس بخفة بينما تقدم مني بيتر مضيفا:
- لم يكن لقاؤنا الأول جيدا بما فيه الكفاية. لكن، سأعترف لك. لديك لكمة قوية حقا. آمل أن تستغلها في حماية سنا.

ربت على كتفي ليعبر البوابة مبتسما.

تغيرت وجهتنا إلى مملكة الآليين. تقدم تالوس من لونا ليرتمي فوقعا يعانقها بينما ضحكت في خفة. تراجع عنها ليقفز فوق ستافروس يحضنه بهمجية ليعبس الآخر معاتبا:
- لكننا ٱلتقينا بالأمس فقط. لم كل هذه الدراما؟

تراجع ليتوجه نحوي قائلا و قد علت وجهه ٱبتسامة عريضة:
- إن متَّ، هل يمكنني مواعدة سنا؟

ٱشتعلت قبضتي بالنيران بينما قهقه ليركض نحو البوابة في سذاجة صارخا:
- أمزح! أمزح! أحبكم جميعا! أصدقائي!

عبر لتظهر مملكة مصاصي الدماء بظلامها الحالك. هم ستافروس بمغادرة البهو نحو قبيلته إلا أن لونا أمسكت يده لتسحبه نحوها. وقفت على أطراف أصابعها لتحيط عنقه بذراعيها بشدة بينما تسمر مكانه بفاه فاغرة.

تراجعت عنه لتبتسم في ظرافة لتهرول نحو البوابة في خجل بينما ٱستفاق من شروده لينبس و قد تلونت وجنتاه بحمرة خافتة:
- اِنتظري! فقط أود إخبارك بأني..

إلا أن الأوان قد فات. عبرت لونا البوابة بالفعل. ظهرت الخيبة على ملامحه بينما همس في حزن يمكل جملته:
- أحبكِ، رفيقتي.
ثم طأطأ رأسه ليغادر البهو في هدوء.

ظهرت مملكة السحرة لينهار أبولو و يرتطم بالأرض.

ركضت نحوه في ٱرتباك لأسند رأسه بيدي ضاما إياه في حضني. ٱنقبض قلبي بينما نبس في هدوء:
- أنا آسف. لكن.. هذه القواعد. بعد فتح ال11 بابا يموت الساحر.

قربته مني لتترقرق دموعي التي حاولة كبحها من بداية اليوم. تعالت شهقاتي بينما هززت رأسي نافيا في حركات سريعة لأقول صارخا:
- لم يكن عليّ تركك تفعل هذا! لماذا تمسكت بقرار فتح الأبواب رغم معرفتك بهذا؟ لماذا منعتني من إخبار أي أحد؟ لماذا قبلت بمصيرك هذا رغم رفضي له حين تحدثنا بالأمس؟ لماذا؟..

ٱرتفع صوت شهقاتي أكثر ليخرج صوتي مرتجفا ضعيفا هذه المرة:
- لماذا.. تتخلى عني؟

أخذت نفسا طويلا لأواصل حديثي و قد ٱنهمرت دموعي غزيرة على وجنتاي:
- أنتَ أخي، صديقي، أبي، أمي، عائلتي، قبيلتي، كل ما أملك منذ 22 سنة. لا يمكنني تركك. ليس بهذه السهولة. لا! لا!

نبس بينما يحاول جاهدا فتح عينيه بصوت خافت:
- الٱتفاق يبقى ٱتفاقا..

ٱنغلقت أجفانه ليتوقف عن الحركة. ٱتسعت عيناي بينما أهز جسده في هستيرية. هززت رأسي نافيا في ٱضطراب و خوف لتنهمر دموعي بينما أصرخ. كانت صرخاتي تملأ البهو و تمزق حنجرتي.

ٱستدرت لألمح البوابة تتقلص عبر ضبابة دموعي. نظرت إليه في ٱنكسار لأعانق جسده البارد للمرة الأخيرة بقوة. وضعته بهدوء على الأرض لأقف مثقلا و أتحامل أسير نحو البوابة التب ما إن عبرتها حتى أُغلقت.

.
.
.

﴿ مملكة الياتي

﴿ بيتر ﴾

تقدمت من الساحة الرئيسية حتى لمحني أحد الأطفال ليصرخ في حماس:
- القائد بيتر هنا!
ثم ركض نحوي رفقة رفاقه ليرتموا جميعا في حضني بينما ضحكت في خفة.

سرعان ما ٱنتشر الخبر في المملكة ليتجمع السكان حولي. وقفت بينهم لأقول بثقة:
- اليوم، سنهجم على مملكة الشياطين.

هللوا في سعادة ليرتفع الضجيج. تحمحمت لأنبس مبتسما بينما أحك مؤخرة رأسي في خجل:
- عذرا، لكن هل يمكنني إنهاء كلامي؟

تعالت ضحكاتهم المكتومة لأواصل في حماس:
- أريدكم أن تتجهزوا بكل ما تملكون، بكامل قواكم المادية و المعنوية. عليكم الهجوم على مملكة الشياطين في الساعة الثامنة تماما. أما الآن فعليّ الذهاب لإعلام قبيلة المينوتور.
هزوا رؤوسهم إيجابا لينصرفوا يجمعون الجيش و الأسلحة.

﴿ مملكة المينوتور ﴾

تسللت نحو مملكة المينوتور بصعوبة و ذلك لٱنتشار الشياطين حولها. تقدمت من الساحة الرئيسية أتفقد وجود أي تهديد لي. لكن لا شيء هنا. يبدو أنهم ٱكتفوا بإحاطة المملكة فقط حتى يمنعوا دخول أو خروج أي فرد من المتمردين. لكن بالطبع لن يتمكن أحد من منعي.

خطوت نحو مركز الساحة الرئيسية بينما تعال الهمس بين السكان لتتداخل الأقوال:
- أليس هذا قائد قبيلة وحوش الياتي؟
- أليس ذلك بيتر؟
- كيف تمكن من الدخول؟
- سيموت حتما إن تفطن أي شيطان لوجوده.
- لكن.. أين آريس؟

أطلقت زفيرا طويلا لأنبس في ثقة:
- آريس لم يأتِ معي و لن يأتيَ أيضا. لقد مات قائدكم في سبيل المتمردين.

تعال اللغط و تداخلت الأصوات. تحمحمت ليعم الصمت فواصلت:
- لقد ضحى بنفسه من أجلنا و من أجلكم. ساعة واحدة تفصلنا عن الحرب. نحن في حاجة إليكم.. إلى كل فرد منكم. هل ستنضمون إلينا بقوتكم و أسلحتكم؟ هل ستكملون ما بدأه قائدكم؟

ما إن أنهيت قولي حتى عم صمت رهيب و ظل قلبي وحده يخفق بقوة. ماذا لو فشلت؟ ماذا لو رفضوا مساعدتي؟ سينهار كل شيء..

- أنا معك! سأساعدك لأن القائد آريس داعب شعري يوم مجيئكم.

تناهى إلى مسمعي صوت صبي فطأطأت رأسي لألمح ذلك الولد الذي قدم الخنجر لسنا يوم قدومنا. ٱرتسمت على وجهي ٱبتسامة جانبية و أنا أشاهد تلك الٱبتسامة العريضة التي علت ملامحه. ثم تتالت الأصوات و الهتافات موافقة على مساعدتي ليرفعوا فؤوسهم في الهواء في حماس.

.
.
.

﴿ مملكة ميدوسا ﴾

﴿ سنا ﴾

ما إن تقدمت إلى الساحة الرئيسية حتى ظهرت دافني شقيقة ميدوسا من محل بيع الزهور لترتمي في حضني. ظغطت بأصابعها الرقيقة على ملابسي بقوة بينما تدفن رأسها عندي.

ربت على شعرها في هدوء بينما تحلق حولنا السكان. تراجعت إلى الخلف لتظهر عيناها المنتفختين جراء البكاء. مسحت دموعها بكم يدها لتنبس في عزيمة:
- لقد أتيت لطلب مساعدتنا في الحرب أليس كذلك؟ أسنكمل ما بدأته شقيقتي؟

هززت رأسي إيجابا في مرارة لتستدير مخاطبة أفراد القبيلة بصرامة رغم صغر سنها:
- أخبرتكم أنهم لن يتخلوا عنا! لقد قلت لكم مرارا و تكرارا أنهم لن يفعلوا! أستنضمون إلينا في الحرب للٱنتقام لميدوسا؟

هزوا جميعا رؤوسهم لتتراوح نظراتهم بين حزن، غضب، ٱنكسار عزيمة و إصرار. ٱعتدلت في وقفتي لأعلن بنبرة واثقة:
- سنهجم على مملكة الشياطين بعد ساعة من الآن. ٱستعدوا!

.
.
.

﴿ مملكة السحرة ﴾

﴿ أركون ﴾

أطلقت زفيرا طويلا راغبا في إخراج كل الشحن السلبية التي تراكمت داخلي لتخنق قلبي و تعرقل أنفاسي.

رفعت يداي لأمسح وجهي بكفاي. فتحت عيناي لأجول ببصري في المكان. خطوت بعض الخطوات لأظهر من خلف أحد المنازل. ما إن لمحني أول ساحر حتى هتف في سعادة عارمة:
- لقد عاد أركون! عاد منقذنا أيها السحرة!

هرول الجميع نحوي ليخرج البقية من منازلهم و يتحلقوا حولي مهللين مرحبين. ظهرت داي، نادلة المطعم، من خلفهم لتسأل في حيرة بنبرة مترددة:
- لكن.. أين أبولو؟

عم الهدوء لقولها. رفعت رأسي لأحدق في الوجوده التي تنتظر إجابتي و في الأعين القلقة المعلقة بوجهي تحاول التشبث بأي شرارة لتطمئن.

عم صمت قاتل للحظات فظل قلبي وحده يخفق بقوة يكاد يغادر صدري. أخذت نفسا عميقا ثم هممت بالإجابة فخرج صوتي مرتجفا ضعيفا دون إرادتي:
- أنا آسف..

طأطأت رأسي مواصلا:
- لقد قدمت لكم وعدا بأن أعود رفقة أبولو.. بأن نعود سويا. لكن..

رفعته مجددا لتستقبلني الاعين القلقة الحزينة.
- لم أستطع أن أفي بهذا الوعد. مات أبولو و هو يساعدنا على إتمام خطتنا.

أطلقت زفيرا طويلا لأنبس بيأس:
- الحرب بعد ساعة فقط. و أنا حتى لا أدري ماذا أفعل.. لا أعلم إن كنتم ستساعدونني أم لا..

ربت أحدهم على كتفي. ٱستدرت لأجدها داي. ٱبتسمت مشجعة رغم الحزن الذي ٱستقر على ملامحها لتنبس في ثقة:
- بالطبع سنفعل. من أجل أبولو، من أجل المتمردين. سنشارك في الحرب و نقاتل بكل ما أتينا من قوة. أليس كذلك أيها السحرة؟

هتفوا جميعا بصوت واحد و بالنبرة ذاتها التي سيطر الإصرار و الثبات عليها ناطقين بشعارهم الذي ٱتخذوه منذ قدومي إلى هذه المملكة:
- بالطبع! أركون من السحرة و السحرة من أركون!

.
.
.

﴿ مملكة الآليين ﴾

﴿ تالوس ﴾

تقدمت نحو الساحة الرئيسية راكضا في حماس لألتفت ٱنتباه الجميع. سرعان ما ٱنضموا إليّ راكضين مهللين ليقفزوا فوقي في سعادة. وقعت أرضا لأنبس بصعوبة جراء هذا الوزن الذي ٱستقر فوقي:
- صفائحي.. ستتحطم جراءكم.

تراجع السكان إلى الخلف ليتقدم حارسي الشخصي مبعثرا شعري في فرح. سأل أحد السكان ضاحكا:
- تالوس! هل حصلت على حبيبة؟

تعالت القهقهات بينما مسحت مؤخرة رأسي في خجل لأجيب:
- لا، لم أفعل. لكن أعدكم سأحضى على واحدة قريبا و سأحضرها حتى تتعرف على كل فرد منكم!

هللوا في سعادة ليسأل آخر:
- حدثنا عن المتمردين! من هم؟

ٱتسعت ٱبتسامتي تكاد تصبح كخاصة جوكر لأقول في حماس لا يوصف:
- إنهم مذهلون! أبولو الساحر، أكثرنا تهذيبا، أتصدقون أنه يلقب الجميع بسيدي، سيدتي، ٱنستي. بل إنه يطرق الباب!

تعالت ضحكاتهم لأواصل:
- بيتر وحش الياتي، صديقي! لطيف و ظريف للغاية. و لحسن حظ الفتيات، إنه اعزب!

- أركون الفينيكس، أراد تحويلي للحم مشوي لأني تغزلت بفتاته. لديه جناحان ضخمان للغاية. يمكننا ٱستغلالهم لصنع الطائرات!

آريس المينوتور، أعني.. كان عضوا من المتمردين قبل حادثة وفاته. إنه بحجمي أربع مرات. بل هو أكبر. ضخم للغابة حقا كذلك الوحش الأخضر من الخارقين!

ميدوسا، رائعة حقا! أتصدقون أنها تتمكن من تهدئة غضب آريس الثور. أعني.. تمكنت. مسيطرة حقا!

لونا مصاصة الدماء، تعريف دقيق للفخامة!

ستافروس المستذئب، لئيم للغاية. لكن ملابسه جميلة حقا! إنه..

قاطع كلامي حارسي قائلا في حيرة:
- لكن لمَ أتيت؟
ٱتسعت عيناي حين تذكرت سبب مجيئي الذي نسيته ما إن رأيت أفراد قبيلتي. ٱستدرت إليهم لأنبس في ٱنفعال:
- الحرب بعد ساعة!

ٱتسعت الأعين لينصرفوا جميعا يتجهزون للقتال.

.
.
.

﴿ مملكة المينوتور ﴾

﴿ بيتر ﴾

نصف ساعة تفصلنا عن الحرب. ترأست جيش المينوتور ننتظر مضي الوقت. تقدم قائد الجيوش ليسأل في حيرة:
- إذا، ماذا ننتظر؟
- نصف ساعة و نهجم.
- لكن لماذا؟ لنهجم الآن و نوفر الوقت لمساعدة الآخرين.

طأطأت رأسي مفكرا لبرهة ثم رفعته لأعلن في صرامة:
- نحو مملكة الفينيكس عبر النفق إذا!

أطلقت زمجرة مدوية لأتحول إلى وحش ياتي. تقدمنا نحو النفق الذي توسط الغابة حارصين على أن نقتل أي شيطان حاول ٱعتراض طريقنا أو رآنا حتى لا تفشل خطتنا.

تقدمت من الجدار لأضغط على الحجارو ففتح. عبرنا الممر لأفتح الجدار الثاني و نعبر إلى القصر لتندلع المعركة.

;Child Of Light

مرحبا 🖤

هذا الفصل هو مجرد تمهيد للحرب.

توقعاتكم 🔥؟

هل ستنتهي الحرب بالفشل أم النجاح؟

هل تتوقعون وجود ضحايا؟ من هم؟

(تعليق حر)

كلمة أخيرة لكل شخصية لعلها تكون ضحية الفصل القادم.

أبولو:

بيتر:

أركون:

تالوس:

لونا:

ستافروس:

سنا:

أراكم قريبا 🖤

Continue Reading

You'll Also Like

17.7K 1.4K 69
هل نحن اصحاب الماضي السئ؟ ام نحن السيئين من الماضي؟ تصميم غلاف الروايه من : @kookie_kluv 💜
2.7K 174 26
يسعى لتدميرها بينما هي ايضا تسعى لذلك كان يكرهها وهي تبادله نفس الشعور كانت مشاعرهما مشتركة دائما خاصة في الكره والعناد فلا احد منهما على استعداد ل...
322K 25.9K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
572K 50.5K 71
ﺭقصتْ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚَ ﻋﺎﺻﻔﺔٌ ﻓﺄﻧﺎ ﺿﺮﺑﺖُ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﺍﻟﺤﺴﺎﺱ ﺷﺎﻫﺪﺕُ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓً ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺧﺮﺳﺎء ﻭ ﺇﺭﺗﺄﻳﺖَ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺳﻴﻠﺔً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﺒﻚَ ﺍﻟﻤﻼﻡ ﻗﻠﺖَ: ﺍﻟﻮﻗﺖ...