" عمِي ، ما صلتُكَ بجيمِين "
نبس بها يونغي و هو يشاركُ عمهُ اليوسفِي .
اما عمهِ فقد إجحظَت عيناهُ و باتَ يحدِقُ في وجهِ
يونغِي بصدمة .
" ما الذي تقولهُ يا يونقي كيف لي أن أعرفَ فتًا صغيرًا مثلهُ مثلك ! "
قالها شين ثُمَ بدأ بالعبثِ باليوسفي الذي كان بيده .
" عمِي انا لم أذكُر عمرَ جيمين ، أنا قلت جيمين فقط
فكيفَ أدركتَ اننِي أقصدُ فتًا في عمري ؟ "
بلعَ شين ريقهُ و بدَأت عيناهُ بالتأرجُحِ يمينًا وشمالاَ .
" لقد عرفتهُ ذلك اليوم ، حينمَا ذهبت إلى منزلكُم
كان فتًا بعمرك و أتَى لزيارتُك ، أقسمُ بذلك "
وضع يونغي قطعة اليوسفي الذي كان بيدهِ جانبًا ،
ثم تقدّم نحوَ عمه و جلسَ بجانبه .
" أولستَ تعلمُ أن قبضُ اليدين ، و أرجحةُ العينين
و إنقطاعِ النفس من علامات الكذب ؟ ، و الرؤيةُ يسارًا و إستخدام كلمات التأكيدكل تلكَ إثباتاتٌ
على كذبك ؟ "
" لستُ أعلمُ شيئًا ، و لن أقول شيئًا ، أنت تعلمُ ذلك يونغِي "
...
" أهذَا ما قادت أقدامُنا إليه ؟ "
نبسَ بهَا تايهيونغ و هو ينظرُ إلى الجسرِ الذي يطِلُ على النهَر .
" أوليسَ جميلاً ، نوعًا ما "
" لكنهُ مكانٌ فارِغ ، بهِ الظلامُ فقط "
عبسَ تايهيونغ ناظِرًا إلى الأمام .
أمسكَ جونغكوك كُمَ أستاذهِ و سحبهُ معه إلى الأمام
"البُعد عن البشرِ راحَة ، و الظلامُ هو المكان الذي يمكننَا أن نكون بهِ أنفسنَا ، لذا لا حرجَ بأن نمشي هُنا "
" هناكَ الكثيرونَ من يثنونَ هذا الجسر ، لكننِي لم أراهُ جميلاً قبل اليوم ، لكنه باتَ جميلاً اليوم .. لأنكَ معِي "
سحَب جونغكوك يدهُ الذي يتمسكُ بكُمِ أستاذهِ ليضربَ كتفهُ بخفَه
" أنت تتغزلُ بِي ، و هذا مُقزِز "
" ستكون المرة الأخيرة و الأولى إذًا ، كان من الأفضل أن أحتفظَ بها لنفسِي ، لكننِي غبي كما ترَى "
قالها تايهيونغ ثم تبادل كلًا منهما نظراتُ سخرية ما إن لبثُو دقائق حتى إحتلَ الصمتُ بينهما .
" تحدث جونغكوك ، الصمت مُزعج "
" أنا أريدُ التحدث ، لكنَنِي لا أملكُ ما أتحدث بهِ "
تلكَ كانت كذبةٌ من جونغ كوك ، لأنهُ كان يملكُ آلافُ الحديث اللامنتهِي كي يخوضهُ مع تايهيونغ ، لكنَ كثرتهُ جعلهَا لا شئ .
" تذكرت !
أولستَ كاتبًا ، إقرأ عليّ بعضٌ مِمَا كتبت "
" ما الذي تقولهُ حتى ، أنا لستُ كاتبًا !!
أنا مُجردُ هاويٍ مُبتدِئ ، و أيضًا هذا مُحرِج "
" إذًا أنت لن تقرأ عليّ ؟ "
" لن أفعل !! "
" لن أتحدث معك إذًا "
" يا إلهي ما بالكَ أستاذ ! "
لم يكن تايهيونغ يمزَح ، فقد إحتلُ الصمت بينهما ثانيةً
بينما يسيرونَ ببطئٍ على الجسر .
حينما أُنهِك جونغكوك ، أخرج هاتفهُ و ناولهَا تايهيونغ
" إقرَأ "
" بَل إقرَأ عليّ "
" لما تتعمدُ في إحراجِي ؟ "
" لأنك تبدو أجمَل ، و أنتَ مُبعثِر "
" هل انتَ ثمِل ؟ ، أم انك أنهيتَ قرآءةَ كتابٍ ملئهُ
الغزَل ؟ أم ماذا ؟ ، ما بالك حقًا "
" إقرأ عليّ .. "
تنهد جونغ كوك بقوة و زفر أنفاسهِ
" ماذا تريدني أن أقرأ ، كلماتُ غزَل ؟ ، أم كلماتٌ تصفني؟ ، أم كلماتٌ ... "
" إقرَأ آخر ما كتبت ، فهُو سيكون الأقربُ لشعورِك "
لم يلبث جونغكوك حتى نبسَ
" سأقرَأ ، لكن إيّاكَ والضحك عليّ ، فأنا لستُ معتادًا
على ما أمرتنِي به "
" لن أفعل ، فقط إقرأ عليّ "
" هويتُ إلى الأسفلِ و أنَا أطيرُ
شعورٌ بيّ يفتكُ ، و بيّ تزاحمَ ألفَ شعورُ
أسألنِي من أنتَ ، و أسألُ عن شركَ و الخيرُ
من يعلمنِي عنكَ حينَ يمتلئُنِي الفضولُ ؟
و من ألتقيهِ حتى يعلمُني عنكَ كلَ الصغائرُ ؟
حينما عجزتُ عن بحثِ عالمٍ عنكَ و سؤالكَ
عن صغائركَ سألتنِي عنكَ ، فأجبتنِي بسرورٍ و فتورِ
أنتَ أولُ نبضٍ مُختلف ، نبضتْ قلبي بهَا
أنتَ أولُ فكرةّ مُختلفةٍ ، فكرّ عقلي بهَا
أنتُ أولُ همسٍ دافئٍ ، إستشعرتهَا أذنايّ
و اولُ وردةٍ إتخذَت من صدري منبتًا لهَا
أنتَ إختلافِي الذي إختلفتهُ ، و أنتَ التغيرُ
الذي ظفرتُ بهِ ، أنت الإندثارُ عن المبادِئ أنت
الإرهابُ في وطن دواخلِي ، أنتَ المتفردُ بيّ
أنتَ الملونُ حينَ أن دواخِلي سودَاء ، أنتَ شئٌ مَا
يشبهُ الحبيبَ كثيرًا ، لكنه ليسَ حبيبًا "
صمتَ جونغ كوك محدقًا في محيَا تايهيونغ التي لم
يستطع قرآئتهَا .
" لديّ الكثير لأقولهُ لكن ... "
" سأختصرُها "
ما إن أكمَل تايهيونغ كلامهُ حتى شعَر جونغكوك
رأسهُ و هو يترطِمُ بصدر تايهيونغ .
يَدا تايهيونغ حاصَرت جسدَ جونغكوك ، بينما إستقرَ
رأس جونغ كوك في صدرِه ، يدا جونغ كوك توقفتَا عن التحرُك و لم تعلَم أين تتجِه ، لذا إستقرَت في الهوَاء
لكِنَ دفئ صدر تايهيُونغ كان كثيرًا ليتحملهُ جونغكوك
فأغمضَ عينيهِ مُستشعرًا كل لحظَه .
" هَل تنوِي النوم في وسط الطريق جونغ كوك ؟ "
صوت تايهيونغ جعل من عينَا جونغ كوك يفتحانِ على
أقصاهُمَا ، فأبتعدَ عن الآخرِ بإحرَاج .
" أنت ، ألاَ تظن يا أستاذ أنك تحتضننِي كثيرًا هذهِ الأيام " تحدثَ جونغ كوك بتأتأةٍ واضحه ، و أبسمَت التأتأةُ تايهيونغ .
لكن سرعانَ ما تنهدَ و لاح يدهُ في الهواء
" و شخصٌ آخَر ، يُسئ فهمَ لطفِي "
" ماذا يعني ذلك ؟ "
" إننَي أبالغُ في لطفِي جونغكوك ، لكن ذلكَ يجعل الجميعَ يفرَ منِي ، لأنهم يظنونَ أننِي ... حسنًا يظنون بِيّ السوء في حين لا أتقصدهُ "
" لكننِي لم أفهم قصدك ! "
" لا يهم " قالها تايهيونغ ثم ركضَ إلى الأمامِ بسرعة
مما جعل من جونغكوك يعقد حاجبيهِ بغير فهم .
لاَح تايهيونغ يداهُ مناديًا جونغكوك
" جونغكوك ، آلةُ مشروبات "
إبتسمَ جونغ كوك حينما رأى حماسُ الآخر فركضَ
نحوهُ أيضًا .
بعد جدَالٍ طويل و هرَاءٌ غير مُجدِي جلسَا كلٌ من
جونغكوك و تايهيونغ على كرسيٍ عام ، كان تايهيونغ يحملُ كل أنواع المشروباتِ الغازية بيدهِ ، بينما جونغ كوك يحمل الحليبَ بكل النكهات .
أنهيَا شرب ما شريَا بعد مشاجرةٍ حادة حصلت بينهما لأن تايهيونغ أراد تذوقِ نكهةٍ محددَة ، لكنهُ إبتلعَ العلبةَ
كلهَا .
شرعا في المشيّ ثانيةً ، بينما كان الجو حولهما يجلِبُ
القشعريرة ، كلٌ منهما يمتلكُ آلاف المواضيع لطرحِهَا
لكِن لا أحد منهما يُبادِر فيموتُ الحديثُ شهيدًا بينهما .
" دومًا ما أبدَأُ بالحديث ، دوركَ الآن "
قالها تايهيونغ و هو يقذفُ الحصى بركلاتٍ صغيرة .
فكّر جونغكوك طويلا فأدركَ مدى صدقِ تايهيونغ
فطلمَا لاذَ جونغكوك بالصمتِ لأنهُ كان يشعر بالإحرَاج .
" أريدُ المعرفة عَنك "
" فقط ؟ "
" لا ، أريدُ معرفةَ كل شئٍ عنك "
" كِيم تايهيونغ ، الحالة متزوج ، العمر .. اللعنة ، لدّي ثلاثة أطفال ، أعملُ كمعلمٍ في النهار و كمربِي أطفال في الليل .. "
" لحظَة أستاذ ، أين الطفل الثالث ، و الآن لما لم تذهب لعملك الليلي؟ "
زفر تايهيونغ أنفاسهُ بحنق لقُصر فهم الآخر ثم ضرب على رأس جونغكوك
" في المريخ "
" ماذا ؟ ، و كيف ذلك ؟ "
" تبًا لك جونغكوك ، المقصود بالطفل الثالثِ هو أنت ، بينما عمل المربي ذاكَ كان مجردُ سخرية "
" لكننِي لم اسألكَ عن بطاقتكَ الشخصية ، سألتكَعن ذاتك ، عن الأمور التي حصلت معك "
" يا للظرافَة ، أريدُ قتلك "
" لما تقتلني ان كنتُ ظريفًا ! "
" كانت سخريَة هي الأخرَى "
لم يتلقى تايهيونغ ردًا من جونغكوك فبدَأ بالحديث
" حينما ولدتُ كنتُ سعادةٍ عظيمَة لعائلتِي ، فكنتُ الفتى الأولُ بعدَ فتاتيِن ، أسمانِي جدّي تايهيونغ ، و لم يكُن لأبِي حقٌ في تغييرُه ، فلقَد كان جدّي المهيمنُ على عائلتنَا ، كبرتُ و كبرتْ بيّ الآمال ..
حينهَا إلتقيتُ بحبِي الأول ، في عُمرِ الخامسَة "
إشتعلت عينَا جونغكوك حماسًا حينما ذكر تايهيونغ حبهُ الأول ، فلقد كان فضول جونغكوك كلهُ عن هذهِ التفاصيل المتعلقَة بتايهيونغ .
" عندمَا ذهبتُ إلى جنوبِ الكُرَة الأرضية لقضاءِ عطلةُ أبي ، كان الوقتُ ليلاً ، حينما التقيتُ بها ، كانت كثيرةُ الحياءِ لا تخرجُ إلا ليلاً ، و تشعُ كثيرًا ، تشبهُ البدر كثيرًا لكنها ليسَت مثله ، جذبتنِي هيّ حينما إنشغلَ الجميع في تأمل القمَر .. حُبي الأول كانَت نجمةً مُشعّة ، على الرغمِ من أن جميع النجومِ تتشابهُ إلا أنها كانت الأجمَل
كنت أمضي الليلَ تأمُلاً في السماء بحثًا عنها و لم أجدهَا إلا منذ فترةٍ قليلة "
" إذًا ، ما الذي جعلكَ تدرسُ الأحياء بدلاً من الفضاء "
" يا إلهي جونغكوك خلتُكَ ستسألُ عن هوية النجمة ، لكنَك سألت عن سبب تخلفِي عن حبي الأول !
لا بأس ، أحبُ اختلاف اسألتُك ، السبب كما قلتُ لك
ان جدي كان المهيمنُ في حياتنا ، و كان لهُ قانونٌ سخيف ، ينصُ على أنهً اذا كان الطفلُ فتًا فسيكونُ طبيبًا ، و إن كانت فتاة فخيارهَا ستكون الهندسة .
بقيتُ أدرسُ في أمل أن أهربَ حينما أبلغُ الثامنةَ عشر لكننِي لم أستطِع ، فأهملتُ دراستِي عمدًا ، فآلَت بي درجاتي الى معلمٌ للأحياء
[ لكنَ جدي توفَى منذُ أعوام ، و أنا أعانِي من الأحلام المكبوتةِ بداخلي ] "
قبل أن يفتحَ جونغ كوك فاههُ بغية الحديث ، إذا بسيارةُ اجرةٍ تتوقفُ أمامهم و تنزل نافذتهَا
" هل طلبتمَا سيارةُ أجرَة ؟ "
" فعلنا " قالها تايهيونغ و توجهَ نحو السيارة و فتحَ بابهَا ، و أشار إلى جونغكوك بالدخول
" لكِن إلى أين ؟ "
" لشربِ قهوه ، حتى لا نقعَ نائمين ، فلدينَا الكثير من الأميال التي علينا قطعهَا الليلة "
....
بارتً اليوم برعاية أغنية جاستِن و
معزوفة ما بعد الأفق .
ترى الجُملة الأخيرة إقتبستها من جملة
"Don't fall a sleep, at the wheel we've got a million miles ahead of us "
وطبعًا جبت العيد و بجدَارة .
حضنات تايهيونغ شوضعهَا ؟
عطونِي مسلسلات كوريّة ما فيها ذَرة رومانسيَة ، أبي اشوف هالفترة ، ليت فيها تحقيق و جرائم و رعُب لو ممكِن .
البارتاتْ جاهزَة ، و النشر يعتمِد على تفاعلكُم .