جندي الجبل

ذات الشعر الأحمر

جبال شاهقة ذات قمم حادة ومنحدرات وعرة تخترق قممها قلب السحاب تكسوها الأشجار الكثيفة المتشابكة فلا ترى العين سوى الغصون الغليظة والأوراق وتدفق مياه النهر،

كان الجواد الأسود يشق طريقة بسرعة الرياح تاركًا طيف ناري خلفه، مستغلًا صوت خرير الماء والرياح التي تخللت أغصان الأشجار ليقطع طريقة إلى مبتغاه ..

إنها الغابة على الحدود الغربية لمملكة كورينيث المُباركة ..

فقط القليل وتستطيع الفتاة ذات الشعر الأحمر النفاذ أخيرًا ..

أربع سنوات أخرى كانت لتكون أكثر من كافية لهذة المملكة..

إنها ترتكب جريمة بحق قانون الحلف العظيم، لكن إن لم تفعل فهي كذلك تخترق حقوق هذا الشعب،

هذا الشعب الذي عاش لقرون في رفاهيه الملوك سيُعامل كعبد من هذة اللحظة التي ستقع بها المملكة..

هذا يعني أنها لا تثق بحماية المملكة الحليفة التي ستضع وصايتها على كورينيث،

هذا يعني أيضًا أنها لا تثق بخطيبها .. أمير مملكة آكايشي وولي عهدها القادم،

مملكة آكايشي .. التي كان عونًا لمملكتهم في العديد من الحروب،

هي الآن موضع قلق لشعب كورينيث ..

كانت تستطرد أفكارها حينما توقف خيلها فجأة !!

ظهر ثلاثة من الجنود ذوي الشعر الأسود كالغربان أمام حصانها ..

شدت لجام الفرس بقوة ليتوقف محدثًا صهيلًا مدويًا ..

تقدم أحدهم يبدو أنه قائدهم ليقول بصوت أجش وبابتسامة خبيثة " وجدناكِ أخيرًا .. الفتاة ذات الشعر الأحمر .."

حبست أنفاسها وهي تشد لجام خيلها أكثر ..

ثم تابع القائد باستخفاف " أنتِ مطلوبة بأمر من الأمير ..هيا أتركي الفرس بهدوء، كوني مطيعة"

بدء الجنديان خلفه بالهمهمه الساخرة، بينما كانت هي تنظر لهم بحقد شديد،

إنهم جنود مملكة آكايشي الغير ودودين على الإطلاق،

صرخ القائد بضحكة مجنونه وقال" لا تقلقي! سنعاملكي كما تُعامل الأميرات الهاربات تمامًا"

سقطت كلماته بقلبها كالسهم وهي تفكر * هل عَلِم أنني الأميرة ؟ أم أنه فقط يقول هذا من وحي السخرية السخيفة ؟ *

تنفست بعمق وهي تغمض عينيها بشدة، كان وكأن روحها منقبضة، وهي تذكر نفسها أن عليها أن تكون قوية..

ثم فتحت عينيها وهي تنظر إليهم بهدوء وقالت " بالطبع سأترك الفرس"

ثم ابتسمت بطريقة لعوبه وقالت " كيف لا أفعل سيدي.. فـ أنا.."

ثم أخرجت من شريطًا مزخرفًا وهي ترفع شعرها وتربطه لأعلى وتقول أخيرًا "فانا أنوي أن أقطعكم إربًا!!"

لحظات من الصمت ثم بدء الجنود بالضحك والسخرية..

قال أحدهم " لقد أمرنا الأمير أن نحضر فتاة مضحكة بحق! "

قال القائد بحذر" سنأخذها معنا بالقوة !"

ليرد الجندي الآخر والذي كان يبدو هادئًا وغير مبالي " أشعر أن شيئًا سيئًا سيحدث .. "

و ما أن نطق آخر كلماته حتى وجدوها تقف فوق الحصان وهي تقفز نحو القائد الذي أشهر سيفه نحوها بسرعة ..

كان الجنديان الآخرين مذهولان بما فعلته الفتاة، خاصةً أنها انقضت على القائد وسحبت منه السيف الذي قد أصاب يدها بالفعل..

كانت منقضة عليه كما لو كان فريستها، قدمها تضغط على ذراعه الأيمن وهي ممسكه بذراعه الأيسر..

رغم آلمه المبرح استطاع أن يلاحظ شيئً غريبًا ..

لقد جرح يدها بالفعل!! لا يوجد دماء بل الجرح لا أثر له !

لم يكد أن يستطرد التفكير حتى وجدها تغرز سيفه بذراعه!!

"آسفة!" همست وهي تغرز السيف بكتفه أكثر..

هم الجنديان الآخران ليقول أحدهم " لن نتهاون معها لقد أصابت كتف القائد!"

ليمسكه زميله وقال " تذكر أن الأمير يريدها حيه، علينا ألا نؤذيها "

هنا صرخت نيفادا " أدونـيـس!!"

نظر الجنديان لبعضهما بعدم فهم ليجد أحدهم ظلًا كبيرًا يغطيه!!

نظر خلفه ليجد فك حصانها يحكم على رأسه..

بدأ يصرخ بشدة " أنقذوني!! هذا الحصان سيكسر جمجمتي!! "

كانت هي تنفست براحه، هذه فرصتها!!

لكن حظها لم يكن يسيرًا كما كانت تظن ..

سمعت صوت غقغقة صقر يحوم بالسماء فوقها!

كأن حركتها شُلت تمامًا!

كأن الدماء داخل عروقها تجمدت بالفعل!

كأن جسدها ينبض داخل وعاء من زجاج إلا عينيها التي بدأت تتغرغر بالدموع ..

يبدو أنه وقت الهروب ..وبسرعة!

كسرت حاجز الخوف وإلتفتت بسرعة خلفها وهي تسحب السيف من كتف الجندي،

لكنها تأخرت كثيرًا فقد وجدت نفسها محاصرة بين ذراعين قويتين..

إنها محاصرة تمامًا، يده تشد علي خصرها باحكام بينما يده الآخرى موضوعه براحة على مقبض سيفه ..

أما هي فقد وجهت السيف أمام وجهه مباشرة ..

" أي لعنةٍ حلت هنا!!" سمعت صوتًا رصينًا جعل قلبها يقفز لحلقها!

تقابلت عينيها التي تشع غضبًا وشررًا بعينيه السوداء الهادئة كهدوء الليل الذي قد شُق بحد السيوف ..

لقد مر وقت طويل منذ التقيا آخر مرة ..

من كان ليظن أن هكذا يكون اللقاء بينهما بعد كل هذة السنوات ..

قال بهدوء واستنكار " نيفادا .. ما الذي فاتني بالثلاث سنوات الماضية، لأعود وأجدكي مقاتلة! "

صرخ الجندي الذي كان ملتزمًا الصمت قائلًا " سمو الأمير إلياس! هذة المرأة قد تكون خَطِرة ! "

أشار إلياس للجنود بالانسحاب إلى خيولهم،

بدأت هي تجز على أسنانها بصمت حتى ابتعد الجنود ثم قطعت حاجز الصمت لتقول باستخفاف

" كيف تفوت إحتلالكم أرضنا! أهذه هي الهدية التي تهديها لخطيبتك بعد كل هذا الوقت إلياس! تغتصب أرضها!! تحتل موطنها! "

" ما هذا الهراء!! لقد أتينا إليكم لنحمي أرضكم ! " قال إلياس محاولًا شرح الأمر بهدوء ..

صرخت بوجهه " أنت تكذب!! لما قد أصدق صعاليك مخربين"

همس إلياس بضيق وقال " سليطة اللسان "

ثم ابتعد عنها بهدوء حتى لا تهابه، لقد أراد أن يكسر حاجز الخوف داخلها .. ثم قال " أختيكِ بأمان .. "

لقد وجدوا أختيها!!

حاولت التماسك! حاولت ألا تسقط أمامه رغم ساقيها المرتجفتين !!

شفتيها تلونتا باللون الأبيض من الخوف وقالت مظهرةً قوة غير حقيقية " هل قمت بأسرهم إلياس "

نظر لها إلياس بنفاذ صبر وقال " أنا هنا لأعيدك للقصر، كأحد الممتلكات التابعة للمملكة الجديدة .. مملكة آكايشي! "

انتهى

أهلا..

متكلمتش عن نفسي أنا كاتبة قصة جندي الجبل وحبيت أنزلها بأسماء الشخصيات الأصلية،

القصة متشابهه جدًا مع جندي الجبل الناروتية بس هنا في بعض الاختلافات،

+ القصة مش للأطفال

بقبل النقد والاقتراحات ^_^