التاسـعة صباحاً
منزل المجموعة - غرفة الألفا تشانيول
إنعكس الضوء الدافئ للشمس على وجهه الشاحب مما جعله يجعد أنفة بظرف بالغ و دفن نفسه في الظهر العريض الذي تنبعث منه رائحة باردة من الشوكولا و القهوة، وعندها استقر جسده و نام مجدداً، يجعل الجسد الآخر متيقظا و متوترا يحاول الحفاظ على فيرومونات جسده تحت السيطرة، فالفتى الاصغر يثير فيه غريزة رجولية تطالب بحماية الضئيل.
بينما بقي تشانيول متجمدا بالكاد يهتز صدره ليتنفس أطلق بيكهيون رائحته بطريقة مفاجئة مع إصدار أنين مثل الجراء، تمددت الكفين المحمرة للأعلى و دُفن الوجه الظريف في وسادات تشانيول قبل ان يسكن جسده.
لطالما ظن تشانيول انه محظوظ لقربه من جميع الاوميغا في القطيع منا يعني أنه محاط بمثل هذه المشاهد الظريفة و قد اعتاد عليها صحيح؟ خطأ!
فقلب تشانيول يطرق بشكل مبالغ به، وذئبه يخرخر داخله بينما كل شيء يصبح صامتاً وهو لا يكاد يبصر سوى الرجل الرقيق بين أغطيته.
: صباح الخير.
لعن تشانيول خشونة صوته الصباحي عندما لمح ارتجاف الصغير، لا يعلم ان ارتجافه ليس خوفاً بل قشعريرة ضربت جسد الصغير، تذمر بصوت بالكاد مسموع و جلس بتكاسل.
:صباح الخير ألفا.
ارتبك بيكهيون عندما رأى تشانيول يتجمد للقب و كاد يعتذر ثم ادرك أن الألفا هرع نحو الحمام كالملسوع، بأذنين محمرتين تماماً.
يا إلهي إنه لطيف للغاية!
هتف هيون يجعل وجنتي بيكهيون محمرة كالكرز في موسم الربيع، إبتسامة واسعة بالكاد سيطر عليها و دفن وجهه مرة أخرى داخل وسادات الألفا.
تأخر تشانيول في الحمام عشر دقائق و أضاع أغلبها في النظر نحو المرآة بوجنتين تشتعل، لقد ناداه ألفا بطريقة حميمية للغاية، و على الرغم من أنه لم يكن من المفترض أن يتأثر بهذا الشكل لأنه سمعها كثيراً ومن اوميغا مختلفين إلا أنه لم يساعد نفسه، فالفتى الاصغر لطيف للغاية و يشعره بالدفئ و الحنية نحوه، مثلما لو كان أبوه.
عندما خرج و رأى الصغير يدفن نفسه بين الأغطية انفلتت منه ضحكة مستمتعة، شخر تشانيول بسخرية و بشكل مازح
: لما الخجل؟!
اتسعت عيني بيكهيون، رفع رأسه وصاح بدفاع
:لست خجلاً!
عندها لم يستطع تشانيول تمالك نفسه و انفجر بالضحك عليه، هو فقط لطيف بشكل مؤذ.
: انت تعرف ان وجهك يشتعل صحيح؟
:ليس كذلك!
جادل بيك بإقتناع، يرفع أنفه للأعلى و يقاطع ذراعيه أمام صدرة، زفر نشانيول آخر ضحكاته و هز رأسه باستسلام.
: قم استخدم الحمام على كل حال، ليس وكان الغرفة تسبح في رائحة خجلك.
تجمد بيكهيون في منتصف طريقه نحو الحمام قبل أن يصرخ بتفاجئ و يركض نحو الحمام بوجه متلون من وقاحة الألفا، لما لم يتماشى معه فقط!
أطال بيكهيون بقاءه في الحمام، أخذ كل الوقت الذي يحتاجه للاسترخاء قبل ان يخرج من الحمام عارياً سوى من المنشفة الكريمية القصيرة، و بالنسبة لجرو الادغال المعتاد على البرية لم يعتقد يوماً أنه من الخطر أن يبدي جسده أمام ألفا قائد أعزب، خاصة و أن جسده في قمة الاغراء.
لذلك بيكهيون خرج بهذا الشكل نحو غرفة الألفا التي تعتبر عرينه و جحره الخاص.
جسده يتقاطر ماءً، و شعره منسدل على عنقه.
ركبتيه أطراف كتفيه مرفقيه ترقوتيه أصابعه وكلا جنتيه و عينيه تأخذ لونا وردي يكسو الشحوب المعتاد، زمجر الألفا يشعر بجسده يغلي و ابتعد عدة خطوات يحذر الفتى الجاهل.
: ما بك تشانيول؟ هل انت بخير؟
أغمض تشانيول عينيه يحاول التغلب على الرائحة الغاوية و السيطرة على لوي.
: ارتدي شيئاً اوميغا!
زمجر لوي بصوته الخشن نحو بيكهيون الذي تكتف و حدق به بحده.
: أنا لست اوميغا يا كرة الفرو! لا تزمجر علي!
الدهشة التي أصابت لوي أعطت الفرصة لتشانيول كي يسيطر على الذئب و يستولي على الوعي منه.
ليس وكأنه ليس في ذهول هو شخصياً.
: ثياب!
صاح بيك بقلة صبر منزعجا من تحديق تشانيول الإتهامي الغير مصدق نحوه.
رمش الألفا لمرتين قبل ان يتحرك نحو غرفة ثيابه و يعود بقميص و بنطال أعتقد أنهما بحجم الصغير، لكنه سرعان ما أدرك أن الصغير ضئيل الحجم فعلاً ولم تناسبه ثيابه فالبنطال واسع بشكل مبالغ به جعل من بيك لا يفكر بتجربته بينما القميص يسقط من كتفيه و يغطي أصابعه و فخذيه حتى ركبتيه، لم يكن ملائما إطلاقاً، كان فاتن للغايه بقميص تشانيول الرسمي المخطط مما جعل لوي يشعر بعدم الراحة لمجرد التفكير بأن الصغير سيخرج للقطيع بهكذا ثياب.
مما اضطر تشانيول لارضاء الذئب بجعل بيكهيون يرتدي هودي أصفر يخص الألفا و يحوي رائحته، كان ممتنا ان بيكهيون أطاعه و أرتدى الهودي على الرغم من انه أحب القميص أكثر.
بعدما حلت هذه المشكله انتبه تشانيول لمشكلة أخرى، وهي فخذي بيك التي تظهر تارة و تارة تختفي تحت الهودي الكبير والتي تركت تشانيول في حالة من التشوش التام وكل تركيزه منصب على الفخذين السميكة.
لكنه لم يقدر على الإعتراض بعدما رمقه الصغير بنظرة قاتلة، و على الرغم من ذلك خرج الأثنين أخيراً نحو قاعة الطعام الخاصة بالقطيع.
سار تشانيول يخرج من المهاجع نحو الساحة الجميلة ثم نحو مبنى ضخم يقع خلف المهاجع،لم يدع لبيك الفرصة كي يتأمل و دخل خلال الباب الزجاجي شاق القاعة الكبرى يسير نحو القاعة الخاصة بالداخل و التي تخص الألفا و العائلة المالكة، لا يفضل اي من العائلة المالكة الأكل بعيدا عن أفراد القطع إلا لو كان لديهم حديث خاص كما هذا اليوم.
لم ينتبه تشانيول للصغير الذي تجمد حالما لاحظ العدد، عندما يقول تشانيول القطيع، لم يعتقد بيكهيون أنه قطيع فعلي، ظن انها ربما مجموعة تتكون من خمسين او ربما سبعين فرداً، لكنه الآن محاط بأكثر من مئة و خمسين شخص متوزعين حول الطاولات الضخمة المليئة بأنواع و أصناف من الطعام لم يعلم بيك بوجودها قط.
لم يلاحظه الكثيرون فقد انشغل الأغلب بتفحص قائدهم الوسيم و الأكثر كانوا منغمسين في أطباقهم و محادثاتهم، لكن القلة الذين لاحظوا الصغير لم يقدروا ان يبعدو أعينهم عنه، كان بيك ممتنا لعدم الإنتباه الشيء الذي تغير عندما توقف الألفا و استدار عودة نحوه مما جعل جميع الأنظار تتجه نحوه و الجميع يصمت، يحدقون بفضول نحو الألفا خاصتهم الذي عقد كفه بخاصة الغريب و قاده نحو القاعة الخاصة.
خمس دقائق مضت و عادت ثرثرات الأفراد التي لم تخلو من ذكر الألفا الأعزب الزاهد خاصتهم و الأوميغا الغريب.
-
عندما أغلق تشانيول الباب خلفهم كانت اللحظة التي زفر فيها بيكهيون نفساً كتمه منذ غادر تشانيول جانبه، تشبثت أظافر الفتى بعضد الألفا الذي لم يبدي اي رد فعل سوى قيادة الصغير نحو الطاولة المستطيلة.
اندفعت عدة روائح تزعج أنف الصغير الحساس، ما جعله يدرك أنه ليس وحيدا مع تشانيول، بل ان هنالك على الأقل ستة أشخاص غيرهم.
وأثناء سحب تشانيول له خلفه نحوهم أدرك انه مكان مألوف و أنه كان هنالك بالأمس عندما تناول غداءه المتأخر قبل ان يخلد للنوم، وعندها أيضاً تذكر ما حدث قبل ان ينام، هذا الألفا ذو الظهر العريض و الأعين القهوية الدافئة و رائحة الشوكولا هنا هو رفيقه الذي لا يعلم أنهما ربما رفيقان.
انتبه تشانيول للتغيير في رائحة الصغير النفاذة التي باتت خافته و حزينة، همس له بما خطبك؟
و لكن الفتى قابله بإبتسامة صفراء صغيرة و همس بلا شيء.
: صباح الخير.
تفاوتت الردود على تحية تشانيول، بعض الوجوه فضولية للغاية نحو الفتنة خلف تشانيول و البعض يتابع بهدوء.
استقر تشانيول في مكانه المعتاد على رأس الطاولة المقابل للألفا الاخر، كاي. و أجلس بيكهيون على الكرسي الفارغ يساره، يقابل بيكهيون على الكرسي يسار تشانيول اوميغا جميل للغاية بأعين غزالية بنيه فاتحة و رموش طويلة، شعره حريري قاتم السواد و طويل، يرتدي الأبيض و يبدو كملاك.
عرفه تشانيول كـ لُـو هان الأوميغا الخاص بسيهون، و الذي هو الألفا المزعج الذي كان يرتدي بيكهيون ثيابه بالأمس، سيهون كان يجلس قرب رفيقه، كفه يحيط بخصره بتملك بينما يتحدث مع فتاة تجلس مقابلا له.
الفتاة مقابل سيهون تمتلك شعرا طويلا أسود، أعين سود واسعة خدين محمرين و شفاه كالرمان، جميلة للغاية و عرفها تشانيول كـ روٓزيـه شقيقة لـوهان الكبرى ومستشارة كاي و ايضا بيتا.
كان هنالك ايضا بيتا يونغي و الذي هو طبيب القطيع و ابن خال تشانيول و هوسوك الألفا الخاص به و الذي كان مدرب القطيع و الرجل الشديد في المجموعة.
و كان هنالك فرد مألوف لم يتعرف عليه الاوميغا يجلس مقابل الكرسي الفارغ قرب الألفا كاي، عرفه تشانيول كـ ووبين، كان الرجل الأكبر و الأكثر حكمة في القطيع مما جعل أمر كونه وسيط القطيع ليس غريباً.
على الرغم من أنهم عاديون ولا يشعرون بالتميز، لكن بيكهيون شعر نحوهم بإحترام عميق، كونهم ليسوا انانيين لكونهم يرعون قطيعا بأكمله و لكونهم بهذه الوحدة و الصداقة.
مما علمه بيك ان الجزء الشرقي من الغابة يخصهم تماماً و أن أغلب أفراد القطيع يسكنون هناك ولا يأتون إلى منزل المجموعة سوى للأمور الضرورية التي يستدعيهم لها أحد الألفا الثلاث، حيث ان القطيع يتكون من أربعمئة فرد و بعض العشرات، من أكبر و أقوى القطعان في الغابة و يحكمه ثلاثة ألفا.
كاي و سيهون و تشانيول وعلى الرغم من ذلك فان كاي هو الوريث الألفا و الحاكم، بينما توأمه الآخرين يسيرون أمور القطيع معه.
لاحظ تشانيول صمت بيكهيون و تناوله للطعام بهدوء بينما ساقه اليمنى تقيد خاصة تشانيول اليسرى، و استنتج الألفا أنها طريقة الصغير كي يشعر بالأمان.
:ما رأيك بيكهيون؟
كان صوت سيهون ما أخرجه من الشرود، هو لم يعتقد أنهم قد يقولون شيئاً يهمه هو أو يتضمنه أصلا لذا بأعين مستغوبة سأل: ماذا؟
انفلتت عدة ضحكات من المجموعة الخاصة و أعاد كاي بصوت فيه من اللطف الكثير.
: كنا نقول بأنه ليس لديك قطيع تعود إليه ولا أحد ليسأل عنك ولا نريدك ان تعود لوحدتك في الغابة، فنحن نرى ان تنضم للقطيع و تصبح فرداً منا.
امتلأت عينيه بالدموع و تحولت للون الأخضر الزاهي، لم يكن يستطيع بيكهيون أن يسيطر على عاطفة هِـيون الجارفة عندما سمع دعوة الإنضمام إلى القطيع، الذئب الذي لم يحصل على قطيع مطلقا و طوال حياته كان يهرب من الصيادين او الرودج او السحرة و القطعان الأخرى لم يعتقد يوما أنه سيمنح فرصة ان يكون لديه قطيع ينتمي له.
كانت لحظة عاطفية للغاية قطعها زمجرة تشانيول و تحول عينيه للأحمر يدل على تحكم لُـوي التام و الرائحة باتت خانقة للأوميغا في الغرفة و حتى خارجها، زمجر الذئب بصوت عميق عينيه تنظر للا أحد سوى بيكهيون و بصوت واضح لا يترك مجالاً لتشكيك سأل لوي
:رفيق؟!
***
مرحبا 💜
بهذا انتهى الفصل الرابع من حلوى استوائية
كونوا مرتاحين للتعليق، و اضغطوا على النجمة رجاءً
تذكروا أن تشربوا الكثير من الماء وكونو بخير 🍇🖤
دانيال