﴿في العالم الموازي_أثناء اللا...

By Child_Of_Light_23

8.5K 835 1.1K

﴿الجزء الأول﴾ كان جالسا هناك في الٱتجاه المعاكس للبحر بشعره البرتقالي و كتفيه العريضين ينظر إلى باقة أزهار ال... More

_1_
_2_
_3_
_4_
_5_
_6_
_7_
_8_
_9_
_10_
_11_
_12_
_13_
_14_
_16_
_17_
_18_
_19_
_20_
_21_

_15_

169 28 79
By Child_Of_Light_23

...

...


مكثنا سويا في غرفة الجلوس فٱستدارت ميدوسا ناحية الباب لتهتف مبتسمة:
- شيشار هل تود الٱنضمام إلينا؟
أطل من الخارج ليهز رأسه نافيا في هدوء مجيبا:
- شكرا لك. لكن عذرا، لا أريد التطفل.

أطلق آريس زفيرا طويلا قبل أن يستدير نحايته مضيفا في عبوس:
- أنت واحد منا الآن. هذا لا يعتبر تطفلا.

- ما دمت مصرّا إذا.
أجاب في لطافة ليطفأ سيجارته قبل أن يلقي بها بعيدا. عقد آريس حاجبيه مردفا:
- لست مصرّا.
ضحك شيشار بخفة بينما جلس حذوي على الأريكة.

ٱلتفتت نحوه لونا لتسأل في حيرة:
- هل دماؤكم حقا سوداء؟
ضحك بيتر معلقا:
- أنا متأكد بأن سنا تعرف الإجابة جيدا.

- لست بهذه الوحشية.
أجبت مقطبة حاجباي ليضحك بينما هز شيشار رأسه مجيبا:
- أجل، إنها كذلك.
- و هل طعمها لذيذ؟

ٱزدرد ريقه ليرد في توتر:
- لا، أعني لا أظن ذلك.
ضحكت لونا في خفة لتضيف:
- كنت أمزح فقط. نحن نتغذى على دماء الحيوانات.
- هذا مريح.
علق بعد أن أخرج زفيرا طويلا.

- و على دماء البشر عند الحاجة.
- لم يعد مريحا بالنسبة لي.
أردفت في سخرية ليضحك الجميع.

ٱستدارت ميدوسا نحوه لتسأل:
- ما تسبب في الندبتين على وجهك و الجرح على رقبتك؟
ٱرتسمت على وجهي ٱبتسامة جانبية ساخرة بينما أجاب بنبرة لوم:
- لقد تسببت سنا في واحدة من الندبتين و في جرح رقبتي.
- أخبرتك أني آسفة!
علقت في ٱنفعال ليضحك.

- ماذا عن الندبة الأخرى؟
ٱختفت الٱبتسامة عن وجهه بينما أجاب:
- لوسيفر تسبب بها.
- و لماذا؟
- خصام صغير.
قال ذلك لترتسم على وجهه ٱبتسامة مريرة.

- بذكر لوسيفر، لقد ٱلتقيت به.
ما إن قلت ذلك حتى ٱتسعت أعين الجميع في دهشة لأواصل:
- ديانا هي من طلبت من لوسيفر ٱختطافي حتى تتخلص مني و تتقرب من أركون. و بالطبع وافق لوسيفر فقد كان يحتاجني.

ٱستردت نحو تالوس لأضيف:
- أتذكر حين طلب منك أن تخترع آلة تروض التنانين؟
هز رأسه إيجابا فأردفت:
- لم تكن من أجل تنانيننا. بل من أجل التنين المهيمن.

- تنين مهيمن؟
- هناك تنين عاشر.
شهقت ميدوسا بينما حدق بي الباقون بفاه فاغرة في ذهول.
- تارا، التنين العاشر. تنين بالغ يحبسه لوسيفر في بهو القصر الرئيسي بمملكة الشياطين لديه القدرة على السيطرة على بقية التنانين و تضخيم حجمهم حتى يصبحوا بالغين.

طأطأ تالوس رأسه مفكرا قبل أن يعلن:
- علينا إيجاد طريقة لإخراج ذلك التنين من هناك و إبقاء بقية التنانين بعيدا عن لوسيفر في الوقت ذاته.
هزوا رؤوسهم إيجابا ليعم الصمت بيننا.

- إلى أن يحين ذلك. فلنستمتع بكل لحظة من وقتنا!
بادر آريس بقوله ليخرج علبة البطاقات من جيبه.
- هل تتجول و هذه العلبة معك؟

سأل أبولو في حيرة ليضحك آريس مجيبا:
- أجل بالطبع، في حالة ما شعرنا بالملل. سنلعب على النحو التالي: أبولو، بيتر، آريس، تالوس، ميدوسا، سنا، لونا و شيشار.
هززنا رؤوسنا إيجابا في حماس بينما قلب الأوراق البالية ظهرا على عقب فوق المنضدة لنتحلق حولها.

أخذ أبولو الورقة الأولى ليقرأ ما كتب عليها:
'أيهما أكثر قداسة لديك: الحياة أم الصداقة؟'

-حسنا، سؤال صعب. لولا الحياة لما وجدت الصداقة. لكنك تشعر بأنك على قيد الحياة حين تكون رفقة الأصدقاء. أقدس الصداقة.

ٱبتسمنا في هدوء ليرتمي تالوس فوق أبولو في طفولية صارخا:
- صديقي!

ٱنفجرنا ضاحكين ليسحب بيتر بطاقته مضيفا:
'لو كنت فتاة من ستواعد من بين أصدقائك؟'

أطلق قهقهة خفيفة ليجيب:
- أفضل العزوبية. لكن إن توجب عليّ الٱختيار سأختار تالوس لأنه أعزب مثير للشفقة.

تعالت قهقهاتنا ليقفز تالوس فوق بيتر صارخا في حماس:
- زوجتي المستقبلية!
- فلتبتعد عني أيها الأحمق!
علق بيتر متذمرا ليدفعه بيديه بعيدا.

'هل تؤمن بالحب؟'

قاطع ضحكنا آريس بسؤال ورقته. ٱرتسمت على وجهه ٱبتسامة ساخرة ليجيب دون تفكير:
- آريس لا يؤمن بالحب!

- لا تؤمن بالحب؟
علقت ميدوسا مبتسمة لترفع أحد حاجبيها متعجبة فتحمحم ليضيف متلعثما:
- أعني، لم أكن أفعل.
- ماذا عن الآن؟

رفع رأسه ليحدق بها لبرهة قبل أن يجيب:
- أؤمن.

سحب تالوس البطاقة التالية ليقرأ:
'لو كانت لديك أمنية واحدة، ماذا ستطلب؟'

- حبيبة!
رد دون تردد و قد ٱرتسمت على وجهه ٱبتسامة عريضة غبية لننفجر ضاحكين.

ٱتكأ بيتر على الأريكة ليكتف يديه خلف رأسه معلقا:
- أنا لا أفهم إصرارك على ٱمتلاك حبيبة. ما حاجتك للحب أصلا؟

- الحب شيء جميل. كأن تكون الأذكى في العالم.

- كأن ترى الفخر و الحب في أعين قبيلتك.

- كأن يمدح أحدهم مدى قوتك و شدة صلابتك.

- كأن يهديك أحدهم زهرة دون مناسبة.

- ك'أركون'.
نبست بالجملة الأخيرة بهدوء لأبتسم في مرارة.

نظروا إليّ جميعا ليعم الصمت بيننا. علت ملامحهم تعابير الحزن و الأسى. ٱستدرت نحو شيشار لأقول محاولة طرد الكآبة التي تسببت بها:
- ماذا عنك؟ ماهو الحب بالنسبة لك؟

أطلق ضحكة متقطعة ساخرة ليجيب في ثقة:
- لم أقع في الحب سابقا.
- ماذا عن حب الأصدقاء؟
- لم يكن لديّ أصدقاء.
- حب العائلة؟

رفع رأسه لينظر إليّ بينما ٱختفت ٱبتسامته تدريجيا صمت للحظات قبل أن يحمحم ثم ٱزدرد ريقه ليجيب:
- العائلة؟

طأطأ رأسه ليواصل بصوت خافت:
- حب العائلة شعور جميل. كأن تغمض عينيك و ترسم أفراد عائلتك في مخيلتك ثم تبتسم.

رفع رأسه مجددا لترتسم على وجهه ٱبتسامة جانبية خفية ثم أضاف:
- و من ثم تفتح عينيك لتجد نفسك وحيدا محاطا بالسراب، الأوهام، الأكاذيب و الألاعيب.

جال ببصره بيننا ليردف مقهقها في قهر:
- قصة جيدة أليس كذلك؟

نظرنا إليه في صمت بينما أخذت ميدوسا بطاقتها لتقرأ:
'ماهي أشد مخاوفك؟'

- المرتفعات، أخافها بشدة.

- حان دوري!
علقت لونا في حماس لتسحب البطاقة.
'ماهي مواصفات رجل أحلامك؟'

ٱبتسمت في لطافة لتجيب:
- طويل، عريض و لا يبتسم.

تعالت قهقهاتنا ليعقد بيتر حاجبيه سائلا:
- ما هذه المواصفات؟ لن تجدي أبدا شابا هكذا.
- إنه فتى أحلامي و الأحلام ليست دائمة التحقق. لكن لا بأس بالخيال لتصبح الحياة أجمل.
أجابت بصوتها الأنثوي الظريف ليبتسم الجميع.

مددت يدي لآخذ بطاقتي و أشرع بالقراءة:
'من بين رفاقك، من لم تتمكني من تقبله كصديق في البداية؟'

- آريس.
ضحك في خفة بينما علقت ميدوسا في حيرة:
- لكن لماذا؟ إنه لطيف.

ٱستدرت نحوها لأجيب في لوم:
- لم يكن كذلك في البداية. لقد كان فظا، لئيما، متعجرفا، متكبرا، قاسيا..
قاطعني في ٱنفعال ليقول:
- توقفي عن تشويه سمعتي! لقد أصبحت شخصا أفضل!

ضحكنا في خفة بينما سحب شيشار بطاقته ليقرأ ما كتب في صمت. ٱرتسمت على وجهه ملامح الحزن في هدوء. نظرنا إليه في حيرة ليسأل أبولو:
- سيدي، هل يمكنك أن تقرأ ما كتب بصوت عال من فضلك؟

هز رأسه إيجابا لينبس بصوته المبحوح:
'ماهو تعريفك للشخص الخائن؟'

- شخص سيء للغاية بسوء أن تكذب على صادق.
وقف من مكانه ليضيف في برود:
- سأخرج للتدخين.

ما إن غادر المكان و أوصد الباب حتى نبس بيتر في ٱستغراب:
- إنه غريب الأطوار.
ضم آريس يديه إلى صدره ليكتفهما مضيفا:
- لازلت أرفض فكرة الثقة به.

عقدت حاجباي لأعترض في لوم:
- يا رفاق، توقفوا عن هذا. أنتم تبالغون. إنه جدير بالثقة. إنه شخص لطيف و شهم. فقط عليكم التغاضي عن أنه شيطان فحتى الشياطين تملك قلوبا.
عم الصمت بيننا ليعيد كل منهم التفكير في الأمر.

.
.
.

- ما رأيكم بالتجول معي في مملكتي؟
بادرت لونا بٱقتراحها لتقطع الصمت الشائد. وافق الجميع عداي إذ أني أحبذ المكوث هنا فقرر آريس و ميدوسا البقاء معي.

.
.
.

جلست رفقتهما في الحديقة الخلفية للمنزل. أخرجت ميدوسا بيضة زرقاء قانية نقشت على قشرتها نجوم بحر كثيرة ذات لون مشمشي من جرابها لتقول:
- هذه بيضة تنين ديانا. لقد أخذتها قبل مغادرتنا.

مددت يدي لأضعها على قشرتها برفق فتشققت لتسيل منها مياه باردة أذابت القشرة معها. ظهر تنين ظريف أزرق اللون ذو زعانف. لاعبت رأسه لأقول:
- سأسميه ستارفش.

ٱستأذنتهما لآخذه إلى إحدى الغرف ثم توجهت خارج المنزل لأستنشق بعض الهواء.

﴿ ميدوسا

مكثت أتأمل آريس بينما أخذ ينظف مطرقته. كان جالسا على الكرسي و قد ٱنعكس ضوء القمر على بشرته السمراء ليشكلا لوحة فنية راقية.

رفع رأسه لتلتقي أعيننا لبرهة قبل أن أطأطأ خاصتي. تحمحم لينبس بصوته الغليظ في تردد و خجل واضحين:
- ميدوسا، أنا سيء بالحب، لا أتقن التلفظ بالكلام المعسول و لا أجيد التصرف كالعشاق..

- و إن كنت مجرد صخرة في هذا العالم، أحبك.

﴿ سنا

وقفت وسط الظلام أحدق بالسماء. سمعت ضجيجا من وراء الأشجار. جلت ببصري في المكان لكني لم ألمح شيئا فالظلمة حالكة السواد. تقدمت للأمام لأقف في حيرة بينما تسارعت دقات قلبي. ٱستدرت لأعود أدراجي إلى المنزل فسمعت ضجيجا آخر ورائي.

ما إن ٱلتفت حتى أمسك لوسيفر بعنقي ضاحكا في مكر. أحكم قبضته عليها فرفعت يدي محاولة إبعاده لكني لم أستطع. ٱرتسمت على وجهه ٱبتسامة جانبية لينبس:
- كيف حالك أيتها البشرية؟ لقد ٱفتقدتك!

فجأة ٱنهال عليه آريس ليضربه بكتفه و يرتمي فوقه صارخا:
- أخبرك آريس أنه لن يدع أي مكروه يمسّك يا سنا.

أهربي الآن! بسرعة مع ميدوسا!
وقفت في ٱرتباك فزمجر مجددا:
- اِرحلي الآن!

ٱستدرت راكضة بينما تبعتني ثلاث شياطين لأصرخ لاهثة:
- ميدوسا! غادري المنزل بسرعة!
خرجت في حيرة لتقفز فوق سور الحديقة لتسأل في ٱضطراب:
- ماذا عن آريس؟
- هو من طلب منا الهرب.
- لكن لا يمكنني تركه.
- إنه يريد حمايتك. علينا الذهاب!

ٱلتزمت بالصمت في قلق لنواصل الركض بين الأشجار في الظلام حتى وصلنا إلى حافة جرف فتوقفنا. ٱنقض أحدهم على ميدوسا فجأة ليقعا سويا في المنحدر.

ركضت نحوها فقفز فوقي آخر. ركلته فسقط لأقف مسرعة. أخذت صخرة و ضربت بها رأس المتبقي بقوة لتنفجر الدماء السوداء. أسرعت نحو الحافة فوجدت ميدوسا متشبثة بصخرة بكلتا يديها بينما يتدلى جسدها في الهواء.

ٱستلقيت على بطني بسرعة في ٱرتباك محاولة سحبها فمدت يدها. نظرت إليها في خوف لأقول في ٱضطراب:
- مدي يدك أكثر! أكاد أمسك بها. أجزم..

فجأة تحطمت الصخرة لتسقط ميدوسا صارخة و تهوي على الأرض بعيدا لتنهار عليها الحجارة. توقفت يدها عن الحراك ليعم صمت قاتل بينما تسمرت في مكاني.

وقفت بعد لحظات في تردد لأجول ببصري في المكان و قد تسارعت دقات قلبي. ٱتسعت عيناي بينما شعرت بأنفاسي تتلاشى. سرت ببطء بين الأشجار لترتجف ساقاي. تحاملت أمشي لاهثة بفاه فاغرة.

وصلت إلى المنزل فلمحت آريس ملقى على الأرض. ٱقتربت منه في خوف لأجد فأسا عالقة ببطنه. تجدمت مكاني لترتخي ساقاي. ٱنهرت على الأرض أشاهد دماءه التي تسيل بغزارة في فزع.

سمعت صوت تنفسه الذي يشتد بصعوبة فٱقتربت من رأسه جارة جسدي بيداي. نظر إليّ في رهبة لقول بصوت متقطع تمنعه الشهقات من الحديث:
- سنا، أنا.. أعتذر. أنا.. آسف لأني لم أتمكن.. من حمايتك..

هززت رأسي نافية في حركات سريعة لتنهمر دموعي غزيرة. مددت يدي المرتعشة أداعب وجنته في ٱضطراب لأنبس بصوت مرتجف:
- لا.. لا تعتذر. آريس لا يعتذر. لا يفعل..

ٱرتسمت على وجهه ٱبتسامة مريرة بينما سالت دمعة متمردة على وجنته لتلامس أصابعي فقال بصوت خافت:
- آريس يعتذر. لكن منك أنت فقط.. لأنك صنعت فيه الفرق أيتها البشرية..

أغمض عينيه ليعم صمت قاتل. نظرت إليه في ٱضطراب لأهزه بٱرتباك صارخة:
- آريس! آريس! استيقظ أرجوك!
لكنه لم يبد أي رد فعل. تراجعت إلى الخلف في جزع لأقف خائفة و أنا أشاهد جثته.

.
.
.

﴿ مملكة حوريات البحر

﴿ ديانا

وقفت في الساحة الرئيسية لمملكتي رفقة حراسي. فجأة فتح باب منزل أركون ليظهر. ركض مسرعا ليشتعل. فرد جناحيه في الهواء ليطير مبتعدا. رفعت رأسي لأصرخ في حيرة و ٱرتباك:
- أركون! إلى أين ستذهب؟

ٱستدار بينما لا يزال يرفرف بجناحيه ليجيب في ثقة بنبرة صارمة:
- لم يكن يجدر بي تركها. كيف تمكنت من نسيانها، من التخلص من كل الذكريات التي مررنا بها سويا؟لا يجدر بي تجاوز كل ثانية قضيناها معا، كل حرف تلفظت به، كل ٱبتسامة ٱحتلت ثغرها، كل ضحكة بعثت السعادة في قلبي لتضيء عتمته، كل لمسة يد أشعرتني بدفء العائلة بعد فقدان طويل.. لا يجدر بي تركها.

سأعود، سأعود إليها لأنها حبي الأول.
ثم ٱلتفت ليحلق في الفضاء مبتعدا.

.
.
.

﴿ مملكة مصاصي الدماء

﴿ أركون

ٱقتربت من أسوار المملكة فرفع الحراس أسلحتهم نحوي. نزلت لأطفأ نيراني و أتشكل من جديد. وقفت أمامهم لأقول:
- أتيت في سلام. أريد رؤية قائدكم.

غاب أحد الحراس للحظات ثم عاد ليفتح البوابة. تقدمت مني فتاة ذات قوام طويل، نحيف و رشيق و ملامح كورية ظريفة لتنبس مبتسمة:
- أنا لونا. قائدة قبيلة مصاصي الدماء. كيف لي أن أساعدك؟
- أنا أركون، الفينيكس المتبقي الوحيد، عضو من المتمردين. أتيت للقاء أصدقائي: سنا، ميدوسا، أبولو، آريس، بيتر و تالوس.
- تفضل من هنا.

سرنا في المملكة حتى وصلنا إلى الساحة الرئيسية. ٱستدار أبولو ليصرخ في حماس:
- لقد عاد أركون يا رفاق!
ٱلتفتوا جميعا ليتجهوا نحوي في سعادة. جلت ببصري بينهم لأقول في قلق بالغ:
- أين سنا؟

نظر إليّ بيتر ليجيب في حيرة:
- إنها في منزل على أطراف المملكة رفقة آريس، ميدوسا و شيشار.

- من شيشار هذا؟

- الشيطان الذي أنقذها حين تم ٱختطافها.
- لا يجدر بكم التفرق. ماذا لو حدث لها خطب ما؟
- لم نفكر في ذلك..
طرت نحو المنزل رفقة البقية لأحط في ٱرتباك.

تقدمت منه ببطء لأجد آريس ملقى على الأرض بينما سالت الدماء من بطنه. شهقت لونا في خوف لتضع يديها على فمها و قد ٱتسعت عيناها.

وقفت لأصرخ في هلع:
- سنا! سنا، أين أنت؟
ركضت حول المنزل في ٱضطراب بينما تفرقنا كل في ٱتجاه. تقدمت من الباب لأضربه بكتفي في قوة محطما إياه.

ٱستدرت لأجدها جالسة على الأرض متكئة على الحائط ضامة ساقيها إلى صدرها و قد وضعت رأسها على ركبتيها و غطته بيديها. ٱقتربت منها لأجلس بجوارها مضطربا لأنبس:
- سنا، هل أنت بخير؟

رفعت رأسها ببطء لتنظر لي. كانت عيناها حمراوين منتفختين. ذرفت بداية دمعة ثم تهاطل ماء عينيها غزيرا على وجنتيها لترتمي في حضني فأحطتها بيداي بقوة. كانت تبكي لتقول متلعثة بين الحين و الآخر:
- ماتا. ماتا بسببي يا أركون. إنه خطئي. لقد كانت فكرتي.

مسحت على شعرها مهدئا لأنبس في هدوء:
- لم يكن خطأك.
أضافت في ٱضطراب و قد صعب تنفسها:
- آريس.. ميدوسا.. لقد قتلتهما.

تراجعت إلى الخلف لأضع وجهها بين يداي قائلا:
- هدئي من روعك. تنفسي ببطء. أنظري إليّ. أنت لم تقتليهما و لم يكن خطأك على الإطلاق.
نظرت في عيناي لتنفجر باكية مجددا و تخبأ وجهها بين طيات ملابسي.

.
.
.

مكثنا على تلك الحال حتى توقفت عن البكاء. ساعدتها على الوقوف فٱستندت عليّ. ٱصطحبتها إلى غرفة لتستلقي على السرير و تنام و لا تزال آثار الدموع محفورة على وجنتيها.

أغلقت الباب في هدوء لأجد أبولو الذي بادر بقوله:
- لقد قمنا بدفن آريس و وجدنا جثة ميدوسا في أسفل منحدر على أطراف الغابة. لقد غادر الجميع لدفنها.

- ماذا عن شيشار؟
- لم نجده و لم نعثر على جثته. لقد رحل.
- وغد حقير.. يبدو أنه من أخبر لوسيفر عن مكاننا. لقد كان يرافقكم حتى يجمعكم جميعا في مكان واحد.

- أظن ذلك. علينا الرحيل يا أركون. سيعودون من أجلنا و من أجل سنا.
- سنرحل عند ٱستيقاظها.

.
.
.

﴿ سنا

فتحت عيناي بصعوبة ليؤلمني رأسي. جلست على السرير في هدوء لأجول ببصري في المكان. وقفت لأفتح الباب ببطء. تقدم مني أركون ليداعب شعري مبتسما ثم وقف بجانبي.

نظرت إلى البقية في حيرة فقال أبولو في هدوء:
- سنا، لقد قبلنا الٱنضمام إليك و الوقوف إلى جانبك.

أضاف تالوس مبتسما:
- قبلنا أن نكون جزءا منك و تكوني جزءا منا.

تقدم بيتر ليرد:
- جزءا لا يجزأ منا. قبلنا أن تكوني واحدة منا.

نظرت لنا لونا لتضيف:
- و نقبل بكل ما سيحدث لنا سواء ضربنا، خطفنا أو حتى متنا.. أي مكروه يهدد حياتنا.

ٱستدار لي أركون ليداعب وجنتي و ينبس في هدوء:
- نقبل أن نضحي بأنفسنا من أجلك و من أجل أي متمرد منا لأننا قبيلة واحدة.

نظرت إليه لأبتسم في مرارة ثم ٱستدرت نحو البقية لأقول بصوت مرتجف:
- رحلت زوجة الأب و أخذت الأب معها لتترك الأطفال بمفردهم.

ٱزدردت ريقي بصعوبة لأواصل:
- رحلت ميدوسا و أخذت آريس معها لتتركنا وحيدين نصارع الحياة رغبة في الحياة.

رحيلهما حافز لنا من أجل المواصلة. علينا الفوز بهذه الحرب من أجلهما. علينا أن نكمل ما بدأناه سويا لكن دونهما.

جلت ببصري بينهم لأضيف في ثقة:
- ربما ستكون المهمة أصعب لكن لم يتبقى الكثير. قد نخسر فردا آخر أو ٱثنين أو جميعنا لكن فلنتفق على أن المتبقي سيسعى لإتمام المهمة لآخر نفس في حياته.

فلنتفق على أنه لن يستسلم أو يتراجع مهما حدث. فلنتفق على أن نضع حدا للظلم في هذا العالم. فلنتفق على أن نمضي قدما. و لنتفق على أن نحب اللحم المشوي على الغداء حتى النهاية.

ٱبتسم الجميع في مرارة ليقولوا في صوت واحد:
- أجل، نتفق. و الٱتفاق يبقى ٱتفاقا.

- إذا فلنتجه إلى وجهتنا التالية، إلى مملكة المستذئبين.
هزوا رؤوسهم إيجابا ليأخذوا التنانين ثم غادرنا المنزل لنترك فردين منا و نمضي.

;Child Of Light

أهلا، كيف حالكم؟🖤

خسرنا إثنين من المتمردين. هل سيشكل غيابهما فرقا؟

توقعاتكم 🔥؟

هل تظنون أن شيشار خائن؟

(تعليق حر)

حان دوركم للعب:
'أيهما أكثر قداسة لديك: الحياة أم الصداقة؟'

إن أتيحت لك الفرصة بمواعدة عضو من المتمردين، من سيكون؟

هل تؤمن بالحب؟

لو كانت لديك أمنية واحدة، ماذا ستطلب؟

ماهي أشد مخاوفك؟

ماهي مواصفات فتى/فتاة أحلامك؟

من بين المتمردين، من لم يحظى بحبكم في البداية؟

ماهو تعريفك للشخص الخائن؟

وداعا 🖤

Continue Reading

You'll Also Like

570K 50.4K 71
ﺭقصتْ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚَ ﻋﺎﺻﻔﺔٌ ﻓﺄﻧﺎ ﺿﺮﺑﺖُ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﺍﻟﺤﺴﺎﺱ ﺷﺎﻫﺪﺕُ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓً ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺧﺮﺳﺎء ﻭ ﺇﺭﺗﺄﻳﺖَ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺳﻴﻠﺔً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﺒﻚَ ﺍﻟﻤﻼﻡ ﻗﻠﺖَ: ﺍﻟﻮﻗﺖ...
33.5K 1.4K 20
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن بتاريخ كانت تباع فيه النساء الجميلات للملك كيف تتعامل مع الامر؟ وهل ستصمد؟هل سيقع الم...
82.8K 1.4K 20
رواية تحتوي علئ بعض المشاهد الجنسية قد لاتناسب علق علئ البارتات تقديرا لتعبي. يهددها بأغلئ ماتملك بهذة الحياة وهي تستسلم له وتعطي جسدها مقابل حياة...
28.4K 945 31
*اسم الرواية* __ "انتِ _حبك_كنه_الحكم_السعودي" ________ I am very pleased with you. يصيبني السرور معك بطريقة مفرطه. بدايتي: التاريخ:16/2/2023فبراير ي...