THE BLACK COAT › SRK

By xROSEAx

231 26 81

هُنا... فِي عالَمٍ مَليءٍ بِالمُتوحشين، الكَثير مِن خارقي الطَبيعَة، وَالقَليل فقط مِن البَشر! حيثُ الدِماء ت... More

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثالث

الفصل الثاني

33 6 4
By xROSEAx

فِي فالنسيا، بِأسبانيا..|
شارع كارير دي لـا باو، مساءً

تلونت السماء باللون الأزرق الداكِن، القمر أنار بضوئه بعض المناطق القليلة، وهذا غير نسمات الرياح العليلة التي بدأت تُداعب الخلق.
الكثير من السائحين كانوا يسيرون هُنا وهُناك يتفحصون أرجاء فالنسيا الخلابة، أضواء المتاجر كانت خافتة؛ مما سبب عدم ظهور الوجوه جيدًا.

في وسط هَذه الأجواء، كان يسير هو بلا فائدة!
ينظر إلى تلك الصهباء بنهم، وإلى تلك الشقراء بإبتسامة غريبة، وإلى ذات الشعر الأسود بعينان مُظلمة.
كان غريبًا لا تُفسر نظراته، لا أحد يراه ولا أحد يهتم له من الأساس.. لكن هو كان يهتم بالجميع!

توقفت فتاة أمامه من العدم فجأة، فمال برأسه إلى الجانب قليلًا يتفحص هيئتها التي أثارت شيئًا ما بداخله.. هي من جاءت لنهايتها بقدميها.
"هل يُمكنك أن ترشدني إلى المبنى رقم خمسون، من فضلك؟" نطقت الفتاة بنبرة صوت مُهذبة، فامتعض وجهه بتقزز.. كم يكره التهذيب!

اقترب منها خطوتين جعلته مُلتصقًا بها بطريقة لا تُريح، وضع يداه المُغلفة بقفازٍ أسود على كتفها الأيمن.. ثم ثبت عينيه على خاصتها.
"هذا الأمر سيجعلك مُستمتعة، لا تصرخي ولا تتحدثي.. فقط قفي ثابتة ولا تتحركي" همس بابتسامة مُريبة، لتومئ له الفتاة بلا إرادةٍ منها.

جذبها ناحيته بقوة، وسُرعان ما ظهرت أنيابه الطويلة وعيناه الدموية لها.. لكنها نفذت ما قاله بالحرف الواحد!
أنيابه قد تغلغلت إلى شُريان رقبتها العارية على غفلةٍ من أمرها، أخذ يسحب منها الدماء باستمتاع، وهي كانت مُستسلمة له، فلم تجذب اِنتباه العامة!

عندما وجد أن الأمر على وشك التطور إلى مراحلٍ أُخرى، سحبها سريعًا إلى زقاقٍ مُظلم لا تراه الأعين بسهولة.
اِبتعد عنها والدماء تُغلف فمه بالكامل، اِستنشق نفسًا عميقًا وكاد يسحب آخر القطرات من جسدها.. لولا أن أحدًا ما دفعه بكل قوته، وأمسك بالفتاة بين يده.

"اِنسي ما حدث قبل قليل، لا تعودي إلى هذا الشارع من جديد.. وبالنسبة للعلامة في رقبتكِ؛ فهي حدثت لأن هُناك حيوان قد هاجمكِ عِندما كُنتِ ذاهبة في طريق الغابة" ذلك الشخص نطق بحدة آمرًا الفتاة، وسُرعان ما تركها تذهب.

عادَ بنظره إلى من كان مُلقى على الأرض بإهمال وينظر له بابتسامة مُستفزة.
النظرات بينهما لم تكن سلسة بالمرة، الاثنان يُناظران بعضهما بغضب.. وخصوصًا من كان مُستلقي على الأرض أثر الدفعة التي تفاجأ بها.
"لستُ شاكرًا على إنقاذكَ لي، هاري" مسح الرجل الدماء من على فمه بأكمامه، ومن ثم نهض بسُرعة لا تليق بالبشر.

"يجب عليكَ أن تكون هكذا، ريان... لولا وجودي لكانت الفتاة قد ماتت" هتف هاري بحدة وهو يدفع ريان بقوة، ليقلب الآخر عينيه بملل.
"هذا هو مُرادي، أخي" اِبتسم ريان بإتساع مُستفز، وقد تخطى هاري وسار من جانبه بلا مُبالاة.

قبض هاري على يده بقوة أدت إلى جعلها بيضاء تمامًا، حاول أن يتحكم بأعصابه كي لا يكسر رقبة شقيقه الأكبر.. لكنه فشل عن فعل هذا.

لطالما كان ريان هو الأخ المُتهور وعديم المسؤلية بالمرة، لا يُفكر قبل أن يتلذذ بضحاياه العديدة التي لا ذنب لها في جنونه، كُل ما يحتل تفكيره هو كيف يحصل على أكبر قدر من القوة المُمكنة.

وعكس هذا كُليًا كان هاري، الفتى الأصغر لكن العاقل، الذي يهتم بالنُبل والشرف أكثر من كونه هجين لعين لديه رغبة في الدماء طوال الوقت!
يُحاول هو بشتى الطُرق ألا يأذي أي شخص، يتغذى على دماء الحيوانات بدلًا من البشر؛ كي يكون بينه وبين نفسه مُرتاحًا وخاليًا من تأنيب الضمير.

اِمتص هاري غضبه من أخيه في وقتٍ قليل، ومن ثم اغمضَ عينيه لثوانٍ قليلة استطاع فيها تحديد مكان ريان؛ لأنه وضع كامل تركيزه على أن يستمع إلى صوت أقدامه بوضوح.

بسُرعته الهائلة وصل إليه، أصبح يسير بجانبه من دون أن يتحدث أي منهما.
كم يود هاري أن يُصلح علاقته بريان، لكن كلاهما مُختلفان عن بعضهما!
أحدهما يطمع بالراحة والاسترخاء، والآخر كُل مراده هو أن يُصبح أقوى من أي مخلوقٍ على وجه الأرض.

"كُنت تقصدني بالحيوان، صحيح؟" بادر ريان بالتحدث، نبرته لأول مرة تخرج هادئة ومُسالمة تجاه هاري.
اِستغرب هاري من اِهتمام ريان بهذا الأمر، كاد أن يرد عليه مُتأسفًا على ما قاله، لولا أن ريان تابعَ صارخًا بحنق:"أتعلم أنها كانت آخر واحدة سأقتلها ومن ثم سأتزود بقوة جديدة!؟".

"طالما أنا معك لن أسمح لك بأن تقتل أناسًا أبرياء، وليس لكونك أقوى هجين على وجه الأرض تفعل كُل هذه الجرائم البشعة بلا قلب" لوم هاري لريان كان واضِحًا على صوته، لكن من يهتم!

كُل مقتل ألف شخص يتزود ريان بقوة جديدة؛ كالاستحواذ الذهني، السُرعة الهائلة، الاستماع عن بُعد مسافة كبيرة، القفز عاليًا، الإختفاء، الاستنساخ.. وإلخ.
لكن هُناك عائق وحيد يمنع حدوث هذا، وهو ألا يخطئ الشخص في قتل أي ضحية له؛ أي أن الألف شخص يكونون مُتتاليين بلا فاصل بينهم.

لذا عندما قام هاري بمنع ريان من قتل تلك الفتاة، لقد دمر ما فعله ريان لشهر.
هكذا يجب عليه أن يقتل ألف شخصًا جديدًا؛ كي تُضاف قوة جديدة له.

"ألا تتألم للحظة عندما تفعل كُل هذا! ألا تُصاب بأي شيء في قلبك عندما ترى العائلة التي قتلت أحد أبنائها تبكي عليه بحُرقة!" تساءل هاري على أمل أن يستعطف ريان بحديثه.

توقف ريان عن السير لوهلة، حول نظره إلى أخيه وبقى يُفكر قليلًا قبل أن يقول مُستهزئًا:" إذا حدث هذا، وهو لا يحدث أساسًا.. أقوم بقتل باقي العائلة؛ كي لا تبقى حزينة طوال الوقت عليه".

"هل عرفت مدى إنسانيتي الآن؟ إنها صفر، وتكاد تكون تحته إذا أردت الدقة في الحديث" تساءل ريان في البداية بسُخرية، ومن ثم أجاب على نفسه ورحل تاركًا هاري مُتفاجئًا مما قاله!
-

فالنسيا، بِأسبانيا..|
في شارع قريب من بيت توملينسون، مساءً

الصمت كان يُسيطر على أجواء المكان، كانت تقف هي في مُنتصف دائرة مُكونة من خمس أشخاص يُساعدونها على اِستمداد القوى.
الشموع المُضيئة كانت تُغلف الحلقة التي يجتمعون فيها، بالإضافة إلى أوراق الأشجار التي كانت مُنتشرة هُنا وهُناك.

"حاولي أن تتصلي بعقلنا، فلتبدأي بأقوى شخص لديكِ رابطة معه، ثم اِنتهي بالشخض الأبعد لكِ ولقلبكِ" همست السيدة ميليا ناصِحة، لتومئ لها روزيليا بتركيز وتأخذ نفسًا عميقًا يُهدئها.

"لا تجعليني آخر شخص وإلا سأقتلكِ، روز" حذر ليام بجدية، لتفتح روزيليا عينيها المُغلقة وتنظر له لثوانٍ كانت كافية لإخافته.
قهقه زين داخليًا على ما فعلته، ومن ثم اِبتسم مُشجعًا لها عندما نظرت له كي تستمد قواها.

اِقتربت روزيليا منه -زين- بخُطى بطيئة، وقفت أمامه بثبات وأغلقت عينيها من جديد.. وسُرعان ما أدرك زين أنه أول شخص قد وقع عليه الاختيار لتتصل بعقله.

روزيليا الآن تحاول أن تدلف إلى عقول كل من حولها؛ كي تستطيع التحكم بالعقل في المرحلة القادمة، ومن المُمكن بعد ذلك أن تؤثر عليه كُلما يكون لديها دافِعًا قويًا لهذا.

لم يُقاومها زين بالمرة، ترك لها زمام الأمور وجعلها تتصل به سريعًا؛ مما دفعها للابتسام بانتصار عندما حققت أول الخُطوات اللازمة.
ثوانٍ أُخرى مرت عليها وهي واقفة لم تتحرك قيد أنملة، عينيها كانت مُغمضة كما الحال مع زين المُسترخي.

آنذاك كانت والدتها تُراقبها باستغراب؛ لأنه فور أن أتمت روزيليا الاتصال بعقل زين، وجدتها تتنفس بطريقة سريعة وزين يُمسك برأسه مُطلقًا تأوهات مُتألمة.. حينها علمت أنها اِستطاعت أن تتحكم بعقله وبأعصابه لتؤلمه.

لحظات أُخرى وجثى زين على رُكبتيه بألم عندما لم يستطع أن يتحمل تضاخم مقدار الألم في رأسه، حاول أن يُقاوم روزيليا داخل عقله.. لكنه فشل فشلًا ذريعًا.
سريعًا تدخل السيد تروي -والدها- وأمسك بروزيليا جيدًا، لقد فقدت السيطرة على قواها وتمادت؛ لذا اِزداد توغلها إلى عقل زين وجعلته يتألم لهذه الدرجة البالغة!

عندما اِنقطع الاتصال بينها وبين زين، كان يجب أن يكون هُناك آثار جانبية لذلك؛ لذا جعلت من جسد زين يرتفع إلى الهواء ثم يهبط على الأرض بقوة فظيعة.
اِستفاقت روزيليا من غيبوبتها اللحظية على يد والدها التي حاوطتها، فأبصرت بعيناها زين المُمد على الأرض بلا حول ولا قوة.. وكأنه جسد بلا روح!
شهقت بصدمة وركضت نحوه بأقصى سُرعة، لم تتمكن من كبح دموعها التي سُرعان ما هبطت على وجنتها.

"زين، أرجوك اِستيقظ.. أنا آسفة" نطقت روزيليا بصوتٍ مُرتجف وهي تحرك زين يمينًا ويسارًا لعله يستجيب للمساتها، ليأتي لها لوي من الخلف ويُبعدها عنه.
جلست السيدة ميليا أمامه واغمضت عينيها لبعض الوقت، حركت شفتيها بكلماتٍ ليست مفهومة.. لكنها كانت ذات فائدة وجعلت من زين يستيقظ فزعًا.

سعل زين عدة مرات وهو يشعُر باختناق داخل رئتيه، روزيليا كانت تبكي في عناق لوي من شدة هلعها وخوفها على زين.. لقد خشت أن يُصيبه مكروهًا بسببها وبسبب فشلها في التحكم بقواها!
ليام كان مصدومًا مما رأى، لم يقدر على مواساتها على الإطلاق.. لقد كان خائفًا على صديقه من أن يكون قد فارقه للأبد!

"أنا بخير، روزيليا.. لم يحدث شيء" همس زين بصوتٍ خافت، لتدفع روزيليا جسد لوي بعيدًا عنها وتذهب له تُعانقه بكُل ما أوتيت من قوة.
"أنا آسفة، لقد كدت أن أفقدك بسبب فشلي.. آسفة آسفة آسفة" كانت تتحدث بسُرعة كبيرة وهي تتفحص وجهه عدة مرات بينما تكوبه بكلتا يديها.

كانت روزيليا خائفة، لا تعلم ما الذي أصابها عندما اِتصلت به ودخلت إلى عقله.
وجدت نفسها تُحاول أن تؤلمه بشتى الطُرق ولا تتمكن من منع نفسها.. وكأنها مُرغمة على ذلك وليس بإرادتها.

على الجهةِ الأُخرى زين كان سعيدًا للغاية أنه رآها خائفةً من فُقدانه لهذه الدرجة!
ظن أنها فقط تراه كصديق فقط ولا غير، اِعتقد أن مشاعره ستكون دائمًا من طرف واحد وحسب.. لكن هذا أعطاه أملًا كبيرًا لأن يكون هُناك فرصة لهما معًا.

تقدم والدها منهما وساعدهما على النهوض، لم يدعها تتحدث وقال بتفكير عميق:"يجب عليكِ مُمارسة السحر البدائي قبلما تنتقلين إلى هذا المُستوى العالي منه.. على الأقل هذا سيُساعدكِ على التحكم بقوتكِ والزمن الذي تُريدينه".

أومأت روزيليا بقلة حيلة وهي تنظر لزين بنظرات آسفة، والذي بادلها بأُخرى هادئة ولطيفة أصابتها بالطمأنينة.
"لا بأس، صغيرتي.. إنها البداية فقط" نبس لوي مُربتًا على ظهرها بعدما اِقترب منها، لتمسح روزيليا دموعها وتحاول أن تقتنع بكلامه.

"أنا مازلت خائف، لا أوعدكِ أنني سأتعامل معكِ كما كُنت أتعامل من قبل.. إنكِ قوية كفاية لقتلي واللعنة!" هلع ليام كان ظاهرًا على نبرته، مما جعل الباقي يُقهقه عليه وعلى ما قاله.

"أنتَ أول شخص سأُجرب عليه جميع التعاويذ عندما أُتقنها" مازحته روزيليا وهي تلوح بيدها في الهواء، ليركض ليام بعيدًا عنها وهو يصرخ كالأطفال.

ليام باين؛ مُستذئب!
صديق زين ولوي المُقرب، يأتي إلى فالنسيا مع عائلته كُل عدة أشهُر..
وصل أمس إلى هُنا؛ لذا لم يُضيع الوقت وجاء إلى أصدقائه، فتفاجأ بهما يُحاولان أن يُساعدا روزيليا على تطوير قواها قبل بلوغها الثامنة عشر.. فأنضم لهما بصدر رحب!

"سنعود للمنزل الآن، وغدًا نتدرب مُجددًا" صرحت السيدة ميليا بإرهاق، ليومئ لها الجميع ويبدأ كُل منهم بالسير تجاه المنزل.
-

سان دييغو، فِي كاليفورنيا..|
بالقسم، صباحًا

"سيد سالتزمان، أنت سيتم تحويلك إلى قسم الشُرطة في فالنسيا؛ للتحقيق في قضية صاحب المِعطَف الأسوَد هُناك.
بالأمس لقد وُجدت مشفى مليئة بالجُثث، واليوم قد تم سرقة عدة مرضى من مشفى آخر.. وقد وجد المُحققين هيكل معطف أسود في كُل غرفة كان بها المرضى"

القضية تزداد تعقيدًا، هو -صاحب المِعطَف الأسوَد- في كُل مكان!

Continue Reading

You'll Also Like

3M 213K 47
بين ثنايا غياهب الحياة نُشج شيطان رجيم مُبهم الهوية والتفكير فـ هل ياتُرى مثلما يتخاطرُ في اذهَانُنا شيطان رجيم و عند شر عيناه نستعيذ؟! اَم انهُ سا...
215K 22.1K 33
" جونغكوك متحمس جداً للقائكِ ، فلم يقبل رؤية الغرباء من قبل" " إنه يريدكِ ... ولقد أختاركِ " " ما أحاول قوله انه مهما بدا الأمر من الظاهر ، إبننا هن...
7.3K 676 20
قصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس
66.3K 2.4K 7
فـي احد ازقـه بغداد _ طـفله رضيـعه مَـشموره عَلى احد المصـطـبات الـجو برد قارص صـرخات اصـوات مخيـفه اطـلاق نـار قصـه حقيقيه : مـاهي قصـه غـليان ا...