Mafia's inferno ⚜️ "2"

Por Meriem_watt

150K 7.8K 6.2K

كِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗... Más

1_لونا باركر
الشخصيات
2_مشاعر غريبة
الشخصيات "2"
4_غير مرغوبة
5_ما إسمكِ مجددًا
هل ما زلتم على قيد الحياة🙁
6_ما إسمكِ مجددًا "2"
في الفصول القادمة🔥
7_حبيس الماضي
8_هيلين ويندر
وصف
9_زير نساء...غيور!
10_قناعٌ من زجاج
11_our memories
12_زيارة ملعونة
إعلان
13_لو كنتِ تحترقين
14_العائلة السوداء، المافيا الناعمة مواجهة حاسمة
15_السكينة الأبدية
16_النار الباردة
17_جنيتِ على نفسك
18_Welcome in Japan
19_son and father
20_نحو الزعامة
21_الحب بدمٍ بارد
22_غبية
22_غبية (تابع)
مهم❤
أنا عدت😎💞
23_الشاطئ
23_الشاطئ (تابع)
24_أصابني العشق
"وداعًا إلى الأبد" فصل خاص《جارد》
Your Dreams 😅✅️
Your Dreams 😅 (part 2)
في الحلقات القادمة🔥
25_إلى المكسيك
26_القليل من تابل الماضي
your dreams 😅 (part 3)
27_العاصفة الصامتة
28_حطام عشق
هاام⚠️
تكملة "حطام عشق"
29_قابلٌ للكسر
29_قابلٌ للكسر 2
30_أحسنا صنعًا يا صاح
عصابات المافيا
31_صدفة...أم قدرٌ ملعون؟!
32_brad
33_إيميليا كابوني
your dreams 😅 (part 4)
34_مشاعر مضطربة
35_كل شيءٍ ينتهي هنا
35_كل شيءٍ ينتهي هنا (تابع)
خبرٌ جيد و أخر سيء
36_together
36_together (تابع)
36_together (تابع)
37_ماريا ماديسون _النهاية_
النهاية!
رأي
الموعد
تصبيرة للعيد💕😁

3_جولة

3K 141 31
Por Meriem_watt

كان الجميعٌ صامتًا و مصدومًا فالأمر ليس بسهولة قوله،
"لوسيفر كابوني" ليس مجرد أي زعيم، هو زعيم كل عصابات إيطاليا الأربع و سيد المنطقة و المعروف عنه حبه الشديد للتعذيب و قدرته على تحمله فليس بتلك السهولة يمكن قتله أو حتى المحاولة، من الأساس كل من يعرفونه لم يستطيعوا التفكير به كجثةِِ عند موته، هذه كصدمة أولى، و كثانية، حدوث هذا في منطقة زعيمزالزعماء القادر على التخلص من أي أحدٍ في دقائق

"هذه ليست صدفة، ولا أحد سيعتبرها كذلك"
هذا ما فكر به إدوارد قبل أن يسمع ذلك الصوت المتعلق بكسر صحنٍ و ينظر إلى مصدره مثلما فعل الجميع، كان جاك من رمى كل ما كان أمامه في الطاولة بأعينٍ دامعة تنظر إلى والده بنظرات مُتهِمة، رمقه الجميع بصدمة ليقول بين دموعه
- أنت قتلته صحيح؟ أنت فعلتها!
نظر إد نحو جون الذي كان يشير بيده على نفسه بحاجبين معقودين
- أنا؟!
- أجل أنت! و من غيرك أحادث؟! -صرخ جاك في وجه والده الذي يكاد يُكَذِبُ عينيه و هو يرى إبنه...يتهمه!- أنت لطالما كرهته و كرهت وجوده، أكبر أعدائه هو أنت!
إنتفض جون لهذا الكلام و كاد يتقدم من جاك لكن إدوارد أوقفه، لينطق بحدة و غضب تام
- أنا لم أفقد عقلي بعد إتقفنا؟ و أنت مازلتَ صعلوكًا حتى تأتي و تتهمني هكذا فهمت؟
- جون توقف!
حاول إدوارد تهدئت الوضع بقوله لكن جون زاد من حدة
غضبه و حاول الإفلات من يدي إدوارد الذي يُحكم إمساكه
- لن أتوقف حتى يفهم هذا الصعلوك الأمر جيدًا! يجب أن يعرف أنه مجرد صعلوك في هذا البيت، أنت مجرد صعلوكٍ ستتبع أوامر والدك رغمًا عن أنفك، و مهما كنت لن أسمح لك بأن تتهمني بقتل ذلك الوغد الأخرق، و سأكون صريحًا معك، السعادة لا تسع قلبي بمعرفة موته لأن هذا ما كان يستحقه منذ زمنٍ طويل فأنت لا تعلم مقدار الألام التي سببها لي!
هنا أمسك إدوارد قميص جون و نظر إليه بحدة بينما إنتقلت أنظار الجميع إلى جاك الذي شهق و الدموع بعينيه ثم أخرج كلماته بصعوبة و هو يتراجع للخلف
- أ...كـ...رهك...أكر...هك...أكرهك!
صرخ في كلمته الأخيرة ثم أسرع نحو غرفته راكضًا

أغلق الباب بقوة و إستند عليه بظهره بينما سمح لدموعه بالهطول و هو يشعر أن عالمه تهاوى فَقَدْ فَقَدَ آخر شخصٍ كان يهتم به، لماذا يتركه الجميع هكذا؟! يتركونه وحده في الطريق الذي كانوا معه في صناعته، من والده حتى جيمس و الآن خاله، اللعنة هو يشتاق لأمه، يريدها، يريد أن يعانقها و يبكي في أحضانها، أليس هذا ما يفعله الأولاد حين يتألمون من العالم؟! يذهبون ليشكوا لأمهاتهم، لكن ليس هو، فهو لن يستطيع فعل ذلك إلا بعد أربع سنوات و لكنه يحتاج حضنًا دافئًا الآن و حالًا و لن يحصل عليه و هو يعرف ذلك جيدًا و هذا يزيد من حدة بكائه

•••

بعد مغادرة جاك، أمر إدوارد بمناداة كل قادة العصابات
الإيطالية الأخرى لحضور إجتماع عاجل لقادة المافيا

أَقَلَ أيس سوزان للمدرسة تاركين جاك وحده في المنزل بينما كل من جون و دانيال و أيس بعد أخذ سوزان ذهبوا نحو المقر الخاص لتدبر الأوضاع

•••

ترأس إدوارد طاولة الإجتماعات كالعادة بينما قدمه تنقر على الأرض بقوة، أما زعماء العصابات الثلاثة يجلسون في قلق و يرمقون ماريان الذي يقف أمام إدوارد و يبدو عليه عدم التصديق
- سيدي! الأمر لا ينتهي هنا، لا يجب أن ينتهي هنا،
يجب إعدام القاتل!
تنهد جون على هذا الكلام فوقعت عيناه على ماريان، إضطرب و بدأ يمتعض ليصلب جسده و ينطق بصوت خشن
- هاي ماريان! أتمنى فقط أنك لا تقصدني بكلامك!
زفر إد بسخريةٍ و وجه بصره لكي يخبر جون بأن ماريان لا يفعل ذلك لكن صوت ماريان المهدد عوض ذلك
- طبعًا أنا أقصدك! و من غيرك يكره أخي؟! لديك أسبابٌ لا تحصى لفعل هذا، ربما تريد أن تغيض أختي و تحرق قلبها نظر إدوارد نحو ماريان بغضبٍ و كاد يُعلق على هذا لكن جون بصوته الغاضب تحدث جاعلًا دانيال يمسكه ليهدئه
- و يا ترى من قتل أخي لوكاس؟ هاا! أليست ماريانا أختك الكبرى مُنشِئَة المافيا الناعمة مُغتصبة الرجال؟! لماذا قد تتفاجئ من موت أخيك الآن؟! ألم تسمع يومًا عن عدالة الرب؟! حتى و إن كنت أنا القاتل فلا أحد يمكنه عتابي و لدي سببٌ دامغٌ لفعل ذلك

- لكنك قتلت قائدنا كذلك!
إلتفت جون ببطءٍ إلى من نطق هذه الجملة و لم يكن سوى "تيم سيبل" زعيم عصابة "ندرانجيتا" هنا حقًا إمتعضت ملامح جون و لكنه قبل أن يقول أي شيء
سمع زعيمة عصابة "النبلاء" "نيكي يونيتا" تسخر بقولها
- إنتهى أمركم!
نظر الجميع إليها ليروها تنظر إلى الزعيم الذي كان مغمض العينين و ذراعاه على الطاولة مسنودة، حدث أن إستفاقوا جميعًا على أفعالهم فحل الصمت و أسوء صمتٍ هو عندما لا يُعلق إدوارد على أي شيء فيمكن أن يحدث أي شيء

بدأ الثلاثة و حتى جون يبتلعون أرياقهم و في لمح البصر فتح إد عيناه البحرية التي كساها الظلام، دفع جون بيده ليسقط أرضًا ثم قام بسحب سلاحه بينما يده الأخرى إمتدت لماريان، أطلق رصاصةً على كتف تيم تزامنًا مع إمساكه بقميص ماريان و وضع فوهة السلاح على رأسه، كل هذا في ثلاث ثواني
ضل جون جالسًا على الأرض بينما تيم أمسك كتفه بألم أما ماريان فيذوب ببطءٍ و نظرات إدوارد الحادة المظلمة الشيطانية ترمقه مع كلماتٍ باردة أكثر من الجليد
- إسمع ماريان، أنت شابٌ في مقتبل العمر ولا أريد أن أجعلك تصير زعيم عصابة و أنت مجبس اليدين و عاجز عن المشي لذا إستمع إليَّ جيدًا، سأبحث عن القاتل، إن وجدته، فهذا جيد، و إذا لم أفعل، يعني القضية أُغلقت،
نقطة إلى السطر، لا أريد سماع كلمة أين العدل أو المساواة، من يريدهما كان عليه عدم الإنضمام للمافيا من الأساس، هنا، لا يوجد لا عدل ولا مساواة، فقط سلطة أبعد ماريان عنه ثم ذهب إلى جون الذي وقف مباشرةً بعد أن وجده يقترب منه ليقول
- يا ويلك إن أدركت أن لك علاقة بهذا! -هز جون رأسه بالنفي ليتمتم إد بينما يخرج- سنرى، سنرى هذا!
قضى إدوارد بقية اليوم في المقر الخاص يحل أمور المافيا و زاد الطين بلة موت لوسيفر، أمرهم إد بإجراء عملية التشريح لمعرفة سبب الوفاة و قد كان كما توقعوا بسبب تلك الرصاصة القاتلة و التي كان محفورًا عليها إسم "براد" أي زعيم عصابة "الرداء الأبيض" و التي تُعتبر عصابةً خارجة عن أي تكثلٍ مافياوي و عدوةً رئيسية للعائلة السوداء و هذا أثبت براءة جون من كل هذه الأحداث لكن الشيء الذي يجعل الأمر مرعبًا كون براد، الأخ الأصغر للوسيفر و أصغر فرد في آل كابوني أي أن الأخ قتل أخه ببرودة دم!

•••

كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة عندما دخل إد البيت متعبًا مرهقًا محركًا رأسه بألم متجهًا نحو غرفته، يريد فقط أن يغير ثيابه الرسمية اللعينة و يرمي نفسه على السرير و ينام فقد تعب اليوم بشكل لا يُصدق، من المقر نحو مخبر التحاليل إلى مقر الأسلحة لمعاينة الرصاصة إلى مركز حفظ الجثث حتى المطار لإرسال جثة لوسيفر نحو إيطاليا لإكمال مراسم الجنازة، زفر بحنقٍ عندما تذكر أنه عليه النهوض فجرًا ليذهب نحو إيطاليا و هو قطعًا لن يذهب في إجازة بل عليه الإشراف على مراسم الدفن و البقاء ثلاث أيام حتى يحل اليوم الرابع و هناك عليه الإشراف على مراسم تنصيب ماريان زعيمًا خلفًا لأخيه

توقف إدوارد أمام باب تلك الغرفة التي عادت لها الحياة منذ يوم عندما لاحظ أن الضوء مازال مشتغلًا في هذا الوقت المتأخر رغم أن أندرو نبه عليه صباح هذا اليوم بأن "ماريا" إن صارت منفردةً بغرفتها فعليها ألا تسهر، زفر مجددًا و من دون الطرق على الباب فتحه و دخل لتقع عيناها عليها و هي واقفةٌ أمام المرآة و في يدها ثوبٌ و يبدو أنها تقيسه عليها، لاحظت وجوده من خياله في المرآة لتبتسم ثم إلتفتت إليه لتراه يقترب
- لقد أتيت! -إبتسم بها و إكتفى بهز رأسه إيجابًا لتعود لنظر إلى المرآة و هي تقول- أردت تفقد ما بالخزانة بما أني لا أملك شيئًا لفعله، لا أذكر ما تحويه هذه الخزانة لذا، أجرب
إبتسم بألم عندما رأى الثوب الذي بين يدها فهو يعود لمايا و كانت ترتديه كثيرًا لأنه هديةٌ منه لها في عيد ميلادها الخامس عشر، آخر عيد ميلاد إحتفلت به قبل أن تصبح فتاةً عنيدةً قاسيةً لا مبالية، فهي لطالما كانت فتاة والدها المدللة لكنها في لمح البصر تغيرت و كأن كل شيء مُسح من ذاكرتها من دون أن يعود له أثر

خرج الأب من تلك الذكريات بسبب صوتها الذي حادثه
- أتعرف؟ هذا هو الثوب الوحيد الذي وجدته على مقاسي، كل الثياب الأخرى كبيرةٌ علي! يبدو أني خسرت
الكثير من الوزن!
صرحت و لم يقابلها منه سوى صفعه لجبهته ليقول بتعبٍ واضح على صوته
- أسف، لقد كان هذا خطأ، سيتغير كل شيء لا تقلقي
- لِما وجهك شاحب؟ هل أنت مريض؟!
أخفض يده عن وجهه بعد شكها ليُصرح
- لا، تعبت اليوم في العمل وحسب
قطبت حاجبيها و ردت بحنق
- لماذا تندرج في عملٍ يُتعبك؟! ما هو هذا العمل؟!
إبتسم عليها ثم نزل على ركبته و وضع يداه على كتفيها
- لا تقلقي علي، المهم أنكِ بخير و كل شيء سيكون جيدًا حينها، و الآن يجب أن أخبركِ بشيء لذا إستمعي لي جيدًا -بدأت ملامح القلق تظهر على وجهها ليُهدئها- لا تهلعي حلوتي، الأمر ليس مُقلقًا لهذه الدرجة، أنظري،
لدي هذه الفترة عملُ خارج البلاد، سأُسافر أنا و بقيت العائلة نحو إيطاليا، سنعود بعد أربعة أيام، أسبوع إذا تأخرنا بشدة، لكن ليس عليكِ القلق أبدًا فأنتِ ستكونيني بخير تمامًا، الحراس سيؤمنون المكان و الخادمات تحت أمركِ أُطلبي ما تشائين منهن
إنخفضت ملامحها لتقول بحنق طفولي
- أي سأبقى وحدي فقط مع الحراس و الخادمات؟! لماذا لا أتي معك؟!
هز رأسه بالنفي فورًا و فسر
- مستحيل! الطبيب سمح بإنفرادكِ في غرفة لأنكِ تتحسنين لكن لا يُمكنني جعلكِ تُسافرين، لن تتحملي تعب السفر! -تنهدت بإحباطٍ ليقول بنبرة إيجابية- أنتِ لن تبقي وحدكِ أبدًا، إبن عمكِ جاك سيبقى لأنه لا يمكنه القدوم
- من جاك؟!
- ستتعرفين عليه لاحقًا و الآن هيا أُخلدي إلى النوم كي أخلد أنا براحةٍ إلى النوم
إبتسمت له شبه إبتسامة ثم بسرعةٍ إمتثلت للأمر و وضعت الثوب من يدها ثم إتجهت إلى فراشها، إبتسما لبعضهما ثم تركها إدوارد لتنام

•••

إبتسم إدوارد على جانبٍ بعد خروجه من الغرفة و أخذ خطواتها ليذهب إلى غرفته، ثواني و وجد جون يشاركه الخطوات بينما يتحدث و يكسل عضامه تعبًا
- هذا أسوء ثالث يومٍ لي بعد يوم موت أمي و لوكاس
زفر إد و هو يشارك أخاه في الكلام
- أقسم أني مصدومٌ تمامًا، تخيل يا جون، ألد عدوٍ لي
كان في غابتي! خطواتٌ و نجده إقتحم البيت، هذا مريعٌ أقسم لك! -سكت إدوارد قليلًا ليُكمل بشك في نفس الموضوع لكنه توقف عن المشي- في كل الأحوال، سأزيد عدد الحراس لثلاث أضعاف و سأقوم بعملية تمشيط تامة لكل الغابة، وجدنا ريان، وجدنا المدعو دولف لافروف، وجدنا جارد و فريقه، وجدنا لوسيفر و براد، هذه ليس صدفة، ماذا كانوا يفعلون هناك؟! جميعهم! عما كانوا يبحثون؟! لا أفهم شيئًا!
أخرج إد الهواء بقوةٍ و وضع يديه على خصره لينطق جون بنبرةٍ مترقبة
- لقد وجدنا شخصًا أخر كذلك!
رفع إد رأسه و إستفهم
- من؟!
- الفتاة التي لدينا، ماريا، لقد خرجت من الغابة نحو الطريق، هي كذلك كانت في الغابة تلك الليلة -أخفض إد نظره و كأنه يفكر ليُكمل جون- ربما هي ما كانوا يبحثون عنه، فهي الشخص الوحيد الذي ليس من المافيا، لكن كيف وصلت إليه؟ لا أحد يعرف!
ضيق إدوارد عيناه و قد بدأت أفكارٌ جديدة تخترق باله
خاصةً بعد كلام جون الذي ربطه مباشرةً مع القلادة، لكنه فضل تركها لنفسه لذا نظر نحو جون و هز رأسه
- بعد عودتنا من الجنازة سأبدأ بالبحث عن خلفيتها و سأبدأ بإدراك الحقائق لكن دع ذلك لوقته و الآن، أنت تعرف أن جاك لن يأتي معنا لأن أمه لا يمكن أن تراه؟
- أعرف، أعرف، لا تخبرني بالأمر
رد جون ببعض الغضب و قبل أن يسأل وجد إد يضع يده على كتفه و يقول
- سنهتم بهذا الأمر كذلك بعد عودتنا، براءتك مثبوتة الآن ولا أحد يمكنه الطعن بذلك و جاك سيرى الدليل أمام عينيه و لن يستطيع إنكاره
- لا بأس دعنا من هذا، أريد أن أسالك عن أمر، الفتاة،
أقصد ماريا، ستتركها هنا؟
- طبعًا، صحتها لا تسمح بسفرها أضف على هذا أني لم أعلنها إبنتي بعد، لا يمكنني أخذها للميدان و هي لا تملك أي وثيقة بكونها إبنتي، لا نريد أي إعدامات قريبًا
- أي أنك لا ترغب بإعادتها لعائلتها بأي شكلٍ من الأشكال!
تأكد جون من ظنه بعدما نظر إليه إدوارد في صمت ثم إستدار ليكمل المشي نحو غرفته، لكن بعد بضع خطوات توقف و أجاب بعقلانية
- الفتاة صارت هدفًا للمافيا، يعني أنها تملك عائلةً ليست في المستوى الكافي لحمايتها، و أين هي العائلة التي تريد مشاكل مع المافيا؟! و بخصوصهم، أي المافيا،
فإذا كانوا يريدون هذه الفتاة من أجل سببٍ معين، فأنا
ربحت لعبتهم بطريقتي الخاصة
أكمل خطواته نحو غرفته ليفعل جون المثل و هو يهز رأسه للناحيتين من أفكار شقيقه

•••

في غرفةٍ أخرى كان جاك مستلقيًا على الأرض أو بالأحرى راميًا جسده بإهمالٍ على الأرض الباردة، زفر بمللٍ و وضع يده على بطنه، هو يشعر بالجوع لأنه لم يأكل أي شيء من الإفطار لذا قرر في دقائق أن ينهض و يتجه إلى المطبخ بما أن الليل قارب على الإنتصاف ولا يظن أن أحدًا سيكون خارج غرفته في هذا الوقت

فتح بابه ببطءٍ و نظر إلى كِلا الجانبين ليجد أن الأنوار مطفئةٌ لذا زفر براحة و خرج من غرفته و إتجه نحو المطبخ إلا أنه رأى أنور تلك الغرفة مشتغلةً لذا إستغرب فقد مرت مدةٌ طويلة لم يشتغل فيها نور هذه الغرفة، رمش جاك و نظره على الباب حتى تقدم منه و فتحه بهدوء لتقع عيناه عليها و قد كانت تفعل شيئًا ما أمام الخزانة، إستغرب قليلًا و خطى بخطواتٍ نحو الأمام فشعرت به هي و إستدارت بسرعة إليه و على وجهها بدا الخوف و هو حادجته ببعض الصدمة
- لقد أرعبتني!
تمتمت ماريا ليزفر هو و يعتذر
- أسف لم أقصد ذلك، عندما رأيتكِ غير قادرةٍ على وضع الثياب بمكانها خلت أنكِ تحتاجين لبعض المساعدة لذا تدخلت أخذت هي نفسًا طويل و يدها على صدرها
- و أنا ظننتك شخصًا أخر لذا فُزعت
همهم لها لتحل بينهما دقائق صمتٍ كسرها جاك
- إذن، اممم...أنا جاك، من المفترض أننا أبناء عم، لكن،
ربما لا تذكرين أي شيء عني
نظرت إليه و إبتسمت شبه إبتسامة
- أجل لا أَذكر أي شيء لكن أبي أخبرني عنك قبل قليل،
هو سيسافر غدًا و أظننا سنبقى وحدنا
يئست ملامح جاك لبضع ثواني لكنه غيرها و أردف
- حسنًا إذن، أنا جاك و بما أننا سنبقى وحدنا دعيني أقدم لكِ دعوةً مقدمة للقيام بجولةٍ حول المنزل بعد ذهاب الجميع، ما رأيك؟
- ممم! ممكن، لكن عليَّ إخبار أبي، ربما لا يسمح لي بهذا
- ليس لدي مانع، ولا أظن أن عمي لديه مانعٌ كذلك
- ربما
إبتسمت له ليرد لها الإبتسامة ثم زفر و هو يخرج من الغرفة و قد أخبرها لكي تخلد للنوم لأن الجولة قد تكون طويلة و هي مباشرةً بعد ذهابه دخلت في الفراش فقد كان عقلها مشغولًا به بعدما علمت أنه سيكون معك و لأنها لا تَذكر أي شيء ظنت أن لقاء الأفراد الأخرين سيكون محرجًا و غريبًا و معقدًا لكن لقائها مع جاك كان سلسًا عكس المتوقع

•••

فجرًا، أحست ماريا بمسحاتٍ لطيفة على شعرها و لم يكن سوى والدها أتى ليودعها قبل ذهابه، حينها أخبرته عما طلبه جاك و حقًا فرح إدوارد لكون عائلته تتقبلها دون مشاكل و قد بدا أنها الأخرى لا تشك بل مسرورةٌ
للغاية و هذا يُعيد فيه الروح و يريح قلبه أكثر فأكثر، كانت ستعود لنوم لكنه عندما أخبرها بأن الثياب في الخزانة صارت على مقاسها شعرت بالنعاس يذهب بعيدًا و نهضت بكامل نشاطها مستعدةً لتجربة كل ثوب، هذا بعد أن عانقته بشدة و تمنت له رحلةً موفقة

•••

بعد أن دق على باب غرفتها و لم تجب دخل الغرفة و لم يجدها لذا توقع أنها داخل الحمام، فتح باب الحمام
لتُقبله و هي واقفةٌ أمام المرآة في حمامها الكبير تعدل شعرها بآخر اللمسات

لاحظ أنها جهزت نفسها و إرتدت ما أعجبها من ثياب مايا التي صارت على مقاسها حيث أخذت بلوزةً وردية لطيفة ربيعية مع تنورةٍ قصيرة مقلمة و مخططةٍ بالألوان الكلاسيكية مع جواربٍ سوداء طويلة
- لو كانت مايا حية لنحرتكِ!
همسها جاك بخفوتٍ تام ليبتسم بعد أن رأى أنها لاحظت وجوده لتقول مع إبتسامة حلوة
- صباح الخير
- صباح الخير لكِ أيضًا، أسفٌ على دخول الغرفة هكذا، لكن لأني لم أجد ردًا على الطرق إضطرني ذلك للدخول حتى هنا
- واواواوا! هدئ من روعك يا إبن العم، أنا لا أُمانع دخولك إلى غرفتي يمكنك فعل ذلك متى ما تشاء
تفاجأ جاك من نفيها لكل كلامه فقد كانت هذه الغرفة ممنوعةً عليه من قِبل مايا التي لم تسمح يومًا لأحد بالدخول إلى هنا لذا مازال القانون في باله و يظن ماريا مثل مايا لكنه نفى كل هذا و أشار لكي يخرجا من الغرفة و تبدأ الجولة

قال جاك فاتحًا المجال للحديث
- حسنًا ماري كأول محطةٍ في جولتنا دعيني أخبركِ عن أفراد العائلة، حسنًا؟ -همهمت موافقةً ليبدأ- حسنًا، والدكِ إسمه إدوارد، تعرفين هذا طبعًا، امم...
سكت و بدأ يتلعثم لتدرك أنه كان سيتحدث عن والدتها لذا أخبرته ببساطة
- تجاوز الأمر و دعك من عائلتي، أخبرني عن عائلتك أنت
- حسنًا، اممم، أبي يدعى جون هو عمكِ الأول، أنا إبنه و...
- و والدتك؟!
فتح فمه ليقول شيئًا لكنه تراجع كما أن التوتر بدا عليه
- دعيني أخبركِ عن أمي في وقت لاحق فلدينا عمٌ أخر يدعى دانيال و لديه إبنةٌ تدعى سوزان لكني أناديها طوال الوقت بسوز أو سوزي و أمها ميتة
- إذن هذه حالنا، لا توجد أي أمٍ في هذا المنزل
تنهد بخضوعٍ ليراها أخفضت بصرها بإحباط فتذكر شيئًا
- لحظة نسيت شخصًا أخر، يا إلاهي كيف نسيته! أنتِ تملكين أخ أكبر، يدعى أيس و هو أكبرنا -رأى كيف بدا عليها الإستغراب لتدخل في نوبة ضحكٍ في ظل ثواني ليستغرب فسأل- ماذا هناك؟! هل قلت شيء مضحك؟!
بدأت تحمح صوتها لتوقف الضحك ثم قالت بصوت تختلجه القهقة
- أسفة لكني عندما سمعت إسمه خطر على بالي شكل مضحك أقصد، أيس تشبه كلمة "أيس كريم" لذا، أثار الأمر تخيلاتي
زفرت بضحك و نظرت إلى جاك لينفجرا ضحكًا سويًا و قد صدع صوت ضحكهما في كامل ذلك الرواق الذي يتمشيان به

أكملا جولة ضحكهما بينما خطوةً بخطوة عَرَفَها جاك بالمنزل و الغرف و غير ذلك مما يوجد في الطابق العلوي

•••

تزحلق جاك بصبيانيةٍ على سور الدرج الواصل للطابق الأرضي

ثم ركض نحو المطبخ بعد أن أمسك بيد ماريا التي عاتبته على طريقة نزوله المجنونة
- ستتعودين على كل هذا الجنون أيتها الجميلة
غمز لها ليقلب نبرته إلى التعالي و الكبرياء المصطنع في خطابه مع الخدم
- إفسحوا المجال، الأمير و الأميرة قادمان!
بدأ الخدم يتناقلون الإبتسامات بين بعضهم البعض فجاك يُزين دائمًا أيامهم بمزحه
تقدمت جولييت كالمعتاد و إنحنت بنبالةٍ لتسأل بلباقة
- سيدي الأمير، ترى ما سبب تشريفك لنا اليوم؟
إصطنع جاك البراءة بعينيه ليردف بنبرة لا تحمل سوى المشاعر السلبية
- الجوع لا يرحمني البتة!
إبتسمت جوليت و دعته للجلوس بينما تُحضر له شيئًا للأكل لكنه عارض بحجة أن حضر شيئًا لهما هو و ماريا، فإلتفت نحو ماريا ليراها غارقةً في السرحان، حقًا أذهلتها علاقته مع الخدم، علاقةٌ رائعة!
كما أنها إنذهلت من تصميم المنزل الذي يُعبر عن الترف و حتى المطبخ زاد إنذهالها بتفاصيله
خرجت من سرحانها بلمسة جاك لها على كتفها فإبتسمت له ليسحبه معه لكي يجلسا و يتناولا إفطارهما

طرأ سؤالٌ على بال ماريا فمسحت فمها ثم سألت جاك

- هاي جاك! -نظر نحوها و هو يبتلع لقمته و همهم- أنت لم تخبر كم عمرك؟
أكمل لقمته و أجاب
- عمري ست عشرة سنة
إبتسمت له و فكرت قليلًا ثم سألت مرة أخرى
- و أنا كم عمري؟! -توقف جاك عن تقريب الأكل من فمه و نظر إليها بعينيه دون الإلتفات برأسه، فتبادلا النظرات و هي لم تفهم سبب سكوته و سألته بعينيها و هزت رأسها له بمعنى "ماذا؟ تحدث!" لكنه و لدقائق ضل هكذا تحت نظرات الخدم الذين شعروا بإحساس جاك حينها، إستسلمت ماريا و أردفت- أنت لا تعرف عمري؟!
هز رأسه لتقوس فمها بحنق و هو لم يعجبه الأمر لكنه حقًا لا يعرف عمرها و يخاف أن يكذب عليها بعمرٍ تقديري حسب ما يراه ثم عمه يقول شيء أخر
قاطع هذا دخول أحدهم للمطبخ، نظر الجميع إلى الباب بعد سماع صوته و نظروا إليه عدا تلك التي ما إن رأته حتى رمقته بغيض ثم إلتفتت لتعود لعملها، أردف الطبيب أندرو محادثًا الخدم معتذرًا
- أنا أسف على الإزعاج يا رفاق
نظر نحو ماريا و هز رأسه له
- أهلًا صغيرتي، أنا الطبيب أندرو
إبتسمت ماريا شبه إبتسامة لم تدم طويلًا لأن وقع ذلك الإسم كان غريبًا عليها، كأنها سمعته من قبل، أردف المعني مجددًا و هو يحادث الخدم
- أتيتُ فقط لكي أنبه على أكل الأنسة الصغيرة فهي تحتاج بعض المؤكولات الـ...
ما لبث يكمل كلامه حتى إتجهت جولييت إلى الثلاجة لتُخرج الزبدة في ظل تحدثها بطريقة ساخرة و بذيئة غير مهذبة
- الحمد لله أننا لسنا جُهلًا و نعرف جيدًا ماذا نضع في الصحون التي تخرج من هنا، بإستطاعتنا الإعتناء بالصغيرة دون نصائحك
أغلقت باب الثلاجة التي كانت عند المدخل ثم إتجهت لتعمل تحت نظرات أندرو الساخطة و نظرات الخدم و جاك القلقة بينما ماريا ترمقهم جميعًا بإستغراب، شهق أندرو بسخرية و قال
- آه صحيح، نسيت! خاصةً أنتِ! كم تستطيعين الإعتناء
بالصغار! حتى الأجنة تعتني بهم في بطون أمهاتهم!
أغلقت جولييت عيناها بسخط ليغادر أندرو بعدها دون إضافات، ثم و بسرعة حاول جاك تغير الجو بقوله
- هيا ماري لنخرج إلى الحديقة هذ...
- هل سمح الزعيم بهذا سيدي؟
إلتفتا لصوت أحد الحراس الذي دخل مع أحد الخدم يساعده في حمل البقالة، أعاد جاك عينيه على الحارس و هز رأسه بمعنى "لا" فنبه الحارس على إخبار إدوارد قبل فعل أي شيء أمرٌ ضروري يخص السلامة لذا إستكلف بإخباره و إن وافق فلا مانع من تجولهما

بعد هذا صعد جاك مع ماريا إلى الأعلى، إلى أعلى شرفةٍ في المنزل لكي يطالعا المنزل من زاوية جديدة

زاد إنذهال ماريا بعد أن رأت تموضع المنزل، حيث كان يتوسط غابةً كبيرة كان يتخللها نهرٌ طويل يبدأ من أمام منزلهم الذي يحوي حديقةً أمامية أقل ما يقال عنها أنها ضخمة و تتوسطها نافورةٌ جميلة عريقة الشكل و بكل تأكيد تلك الأضواء الكروية على جانبيها، صرحت ماريا و هي بجانب جاك
- ألهذه الدرجة نحن أغنياء أم أنني سافرت في الزمن لأعود لعصر الملوك؟!
سمعت قهقته بينما هو يضع رأسه فوق يديه و ينظر إلى الحديقة ثم رد
- يمكنكِ أن تقولي كلاهما
- لكن، أليس هذا كثير؟ أشعر بالتبذير!
إبتسم عليها ثم أغمض عينيه بينما نسمة الهواء تلاطفه و أجاب
- أتعرفين ما هو البخل؟ إنه حفظ الممتلكات للصوص،
فلنستمتع بمالنا قبل أن يُسرق، أضف على هذا فالبخل لا يليق برجال المافيا!
حل الصمت تام بعد قولها و بعد ثواني فتح عينيه على مصراعيها بعد أن أدرك ما قاله فإلتفت إليها ببطءٍ و كما توقع، تنظر إليه بنظرات مبهمة مصدومة تمامًا، فتح فمه و تكلم
- ااا...ماريا أنظري...
- ماذا قلت توًا؟!
صرخت بصدمة ليحاول تهدئتها
- لحظة أنظري الأمر...
- ما علاقة المافيا بنا؟! هل نعمل معهم أو يساعدوننا في شيء؟!
أمسك كتفيها و أجلسها على الأرض لتهدأ ثم تكلم
- إهدئي و إسمعيني، أنظري إلي و إفهم ما سأقول حسنًا؟ نحن من المافيا -إتسعت عيناها لكنه أكمل- نحن لا نعلم معهم، على العكس، هم يعملون معنا و لدينا، لأننا العائلة الزعيمة، أي نحن القادة...
إستمر جاك يشرح لها عن عالم المافيا و قوانينه و على عكس متوقعه رأها لم ترتعب أو تخف كثيرًا و كأنه يحكي لها عن شيء تعرفه لكنه يُفصله أكثر وحسب، حتى هي أحست بأنها سمعت هذا من قبل و أنها صُدمت و إنتهى الأمر

•••

- هون عليك سيمضي
بعد دقائق من الصمت و هما جالسين مسندين ظهرهما لبعض قالت ماريا بعد أن أحست بأن جاك مشغول التفكير، إبتسم هو شبه إبتسامة لأنها إستطاعت قراءة الهم فيه ثم أردف
- لقد مضى بالفعل، فهو الآن ميت
تفاجأة من كلامه و سألت
- من؟!
سمعته تنهد و تبع ذلك قائلًا بصوت يغلفه الحزن
- خالي، مات خالي، تم قتله بنجاح -جعل على وجهه منظر الشفقة و أكمل- الهم مؤلم، أشعر به كسيفٍ بارد في أضلاعي الدافئة و هذا مؤلم
- أتشعر بالحزن على أولاده لأنهم سيبكون؟
إبتسم بألم و صرح بخيبة
- خالي، لا يملك أولاد، هو لا يستطيع الإنجاب، أنا أُفكر بشخصٍ أخر، شخصٍ كان ليتأثر بموته أكثر من أولاده
-زادت إبتسمت ألمه و أكمل بنبرة تُشعرك بأن الحزن تعلق بأكتافك- أمي، أمي المسكينة، من المؤكد أنها تبكي الآن
إبتسمت ماريا بعطف و سألت
- و والدك، ألن يذهب ليُعزيها؟
- بلى سيفعل، بل هو يفعل، عمي إدوارد و البقية ذهبوا إلى جنازة خالي
إستغربت هي و إبتعدت عن ظهره و إلتفتت إليه و هو كذلك لتسأل
- و لما أنت لم تذهب معهم؟! ما الذي يمنعك؟!
- القدر يفعل -ضيقت عينيها بإستفهامٍ لكنه شرح لها قبل أن تسأل- أبي و أمي لا يتفقان، عندما كنت في السابعة أخذني أبي و عاد بي إلى هنا بعدما كنت أعيش في إيطاليا، بعدها بسنتين زيف موتي، بحجة أني كبرت و سأبدأ التدرب لأصير عضو مافيا و أن عائلة أمي و تفكيرها لا يتماشى و عائلة أبي، لذا، من تلك اللحظة أمي تعتقد أني ميت ولا أستطيع الذهاب لأي مكانٍ تكون هي به إلا بعد أربع سنوات، على العموم، دعينا من هذا فلـ...
وقف و نهض معطيًا إياها ظهره لكي لا ترى تلك الدموع التي ترصعت بعينيه لكنها قاطعته بسؤال لم يتوقعه
- و أمي؟! أمي أنا أين هي؟! هل هي كذلك تظنني ميتة؟!
سألت بلهفة و بنوع من الحنين أما جاك دون أن ينظر إلى وجهها تكلم
- والدتكِ لم تعد موجودة بهذا العالم، رحلت منذ وقت طويل -لم ينظر إليها لكنه إستطاع الشعور بالفتور الذي إجتاحها بعد كلماته، أغلق عينيه بندم، كان عليه ألا يخبرها، نظر إليها ليراها تمسك بتنورتها بقوة و هي تحبس دموعها، سألها بشفقة- هل أنتِ بخير؟!
- لقد كنت...للحظات...على أي حال، إلى اللقاء
مشت نحو الباب و سحبته ليُفتح لكنه لم يفعل، حاولت
مجددًا حتى أخبرها جاك بأن الباب يُفتح بالدفع لا السحب، دفعته بقوة و خرجت متجهةً نحو غرفتها بينما زفر جاك بقوة و لم يعلم ماذا يفعل الآن، كان عليه ألا يخبرها لكن ماذا كان سيقول؟ أي كذبةٍ قد لا تدمر مشاعرها؟! لا يوجد و يستحيل أن توجد لذا من الأفضل أن تبدأ بالتعايش مع هذا الوضع من الآن

أكمل كلٌ منهما يومه في غرفته كما و أتى الحارس و أخبر جاك بأن إدوارد وافق على خرجهما لحديقة المنزل دون سواها لكن جاك قرر تأجيل ذلك للغد لعله يساعدها على تجاوز الأمر

•••

أدخلت ماريا الهواء إلى رئتيها ثم زفرته بإستعداد و أكملت نزول الدرج متجهةً نحو جاك الذي يجلس على إحدى كراسي الطاولة الكبيرة و يعبث بهاتفه بملل، وقفت أمامه فلاحظها مباشرةً و خفض الهاتف و نظر
نحوها، إبتسمت و قالت
- صباح الخير
بادلها الإبتسامة و الكلمات ثم تقدم منها
- كيف حالكِ؟ تبدين جيدة
رفعت كتفيها و قالت
- لقد مر وقتٌ طويل!
لم يفهم ماذا كانت تقصد بالضبط لكنه لم يضيع الوقت و أخبرها بالأمر
- من الجيد قدومك، لقد وافق عمي إد على تجولنا في الحديقة
- حقًا؟! مرحى! -تكلمت بحماس ليبتسم برضى على هذا- هيا نذهب إذن!
خاطبته ليهز رأسه ثم قال بينما يمد يده
- هيا بنا، السيدات أولًا
ضربته بخفة على صدره و أخذا الطريق نحو الباب ثم خرجا إلى الحديقة التي كانت واسعةً و يملئها اللون الأخضر، إنهم في شهر مايو/أيار أي أن الأزهار متفتحةٌ و روائحها منتشرةٌ بكل مكان

فتحت ماريا فمها بذهول
- يا للروعة! إنها كبيرةٌ و جميلة و رائعة بشكل لا يصدق!
رفع جاك كتفيه و هي تنظر إليه ثم إنطلقت تتفحصها و تتلمس الأزهار و من شدة بهجتها كادت تمشي حتى كادت تهوي للماء فالحديقة محصورةٌ بالنهر لكن جاك سحبها و نبهها بشدة
- يا فتاة! أنظري أين تضعين أقدامك لا نريد أي بلل هنا!
وافقت برأسها ثم سأله
- من الذي فكر في بناء بيتٍ هكذا يا ترى؟
- نااه! دعينا منه لنتجول في الأرجاء
إبتسمت ليبادلها الأخر بالمثل و إتجها للتجول و مع كل دقيقة يزيد إنذهال ماريا، حتى وصلا إلى الحديقة الخلفية التي كانت أصغر من الأمامية و بها مسبحٌ متوسط الحجم و مقاعد مختلفة

جلسا على الدرج و أخذا يحدقات بالسماء بينما يتناولان إفطارًا خفيفًا

•••

- جديلتكِ جميلة! -وجهت ماريا نظرها إلى جاك بعد سماع قوله لتحمر وجنتيها بعد أن أكمل- تبدين جميلةً للغاية بها!
زاد إحمرار وجنتيها و وجهت حديثها له عكس نظراتها التي تركزت على المسبح و صرحت له بهمس
- أنت أيضًا وسيم! -لم تحصلت منها إلا على قهقهةٍ جعلت الحمرة التي غمرة وجهها تزدادت، لم تدري لماذا ضحك أو لماذا هي زاد خجلها لكنها أصدرت صوتًا يدل على إنزعاجها و بصوت وصل إليه همست- يا للعجب!
نهضت عن الأرض تحت نظراته المشدودة لكي لا يضحك لكنها تلاشت عندما رأها تتجه نحو أحد الأبواب، باب القبو، أين يقع السجن، أين توجد بنات ماريانا، و آخر ما يرغب بفعله هو جعلها ترى سجناء يعذبون في السجن، لا يدري متى أو كيف نهض بسرعة و أمسك يدها و جرها نحو الحديقة الأمامية ليتوقف هناك، إستدار لها و صرح
- ذلك الباب ممنوعٌ علينا و عمي لا يحب أن يقترب منه أحد
- حـ...حسنًا...فقط...أترك يدي لن أعود إلى هناك -تفطن لنفسه و ترك يدها لتفركها قليلًا حينما قال- عديني ألا تتجهي إلى ذلك الباب أبدًا
نظرت إليه بإبتسامتها البديعة و هزت رأسها له موافقًا و
الآن هما يبتسمان لبعض بسرور لكن إبتسامتهما ماتت و
أطراف كليهما تجمدت و حتى حواسهما ماتت بعد سماع صوت الحراس و هم يلقمون أسلحتهم دفعةً واحدة و يوجهونها نحو أحدهم خارج البوابة و يهددون بالإطلاق

Seguir leyendo

También te gustarán

2.4K 220 22
_ خُلقتِ مني كما خُلِقت حواء من أدم ، و الآن أعادنا التاريخ لتكتمل قصتنا .. ربما تجمعنا بعض الإختلافات ، فأنتِ رسامه محترفه .. تجيدين الرقص بفرشاتك ع...
1M 78.1K 20
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
894K 35.9K 49
(مكتمله) مجروحة القلب و مستميته للعودة إلى بلادها سكتلندا، هي جورجينا أندرسون، تصعد على متن سفينة 'العذراء آن' متنكرة بزي فتى الكبينة لأنها فرصتها ال...
65.4K 5.7K 41
عِندما تَطأُ قَدَمَيِّكَ خَيمةَ السرك ْ ابحَث عنهَا ولا تَتَردد في مناداةَ اسمِها فتَاةُ هُودِيني تنتظركْ بابتِسَامة وِدية سَوفَ تَسْتقبلكُ وعِندمَا...