تِيتان | TK

By bunxji

1M 68.7K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " More

تمهيّد
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠

٣١ ؛ النِهايَة

45.3K 2.3K 4.9K
By bunxji

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

الخَامِس وَ العِشرون مِن ديسَمبر

.

فِي أحدَى زوَايا المَنزل الهَادئةِ وَ بين صَدى صوتِ فرقعةِ الحَطب في المَدفئةِ وَ الأجراسُ الخافتةِ .. جَسد تايهُيونغ كَان مُتزنـاً بوَقفتهِ فَوق إحدى المَقاعد الخَشبيةِ يُزين بيداهُ شجَرة المِيلاد بالمصابيحِ الصغيرةِ مُتوقفاً لبرهةٍ وَ مُمعناً النَظر بهَا بعَد ان لمَح قِلة الزِينة المُتوفرةِ لديهِ

فنَزل بحذرٍ شديد وَ خطواتهُ سَحبت اقدامهُ الى وَرقة المُلاحظاتِ المُلتسقةِ على بابِ الثلاجةِ يُخط عليهَا بجانبِ قائمَة الأحتياجاتِ المَنزليةِ عن حاجةِ شجرةِ الميلادِ الكَبيرة للمَزيد من قطعِ الزينةِ الصَغيرَة المُلونةِ

ترَك القلمَ جانباً محدقاً في الساعةِ الجداريةِ بعَد أن سلبت انظارهُ اثرَ الصَوت الذي اصدَرتهُ عندَ اتزانِ عقاربهَا حيث الخامسةِ عصراً ، ابتَسم سعيداً لأقترابِ مَوعد عودةِ جونغكُوك من عملهِ الجُزئي وَ حمَل جسدهُ يحظَى بحمامٍ سريعٍ يُزيل اثرهُ أتعَـاب جسدهِ وَ تقلصَات عظامهِ

كَنزة دافئَة بذاتِ لون مُقلتيهِ وَ اكتفى رفقتهَا بوشاحٍ صغيَر مُلتف حَول عنقهِ الظاهرِ ، بنطالٌ فاتحٌ كالحَليبِ بتدرجاتِ ألوانهِ الصافيَة و عطرٌ رقيقٌ من عَبير الخُزامى ، وَقف يجفف شعَره بخفةٍ وَ يُرتبه وَ من خلالِ انعكاسِ المرآةِ نَظر الى حيث تصميمِ غرفةِ جونغكُوك او غرفَتهُما الجَديد

كان دافئاً للغايةِ وَ هادئ ؛ هُناك في أحدى الزَوايا بجانبِ النافذةِ توجَد حقيبَة قيتارهِ الداكنةِ وَ بجانبهَا البيَانو رفقةَ مكتبتهِ بمَجموعتهِ المُوسيقيَة الصغيرَة .. اكثَر من اصيصٍ للنباتاتِ على الرفوفِ وَ بجانب النافذةِ ، ثمَ تيلسكُوب جونغكُوك الجَديد بميزاتهِ المُستحدثة ليَتوافق مَع اسلوَب عملهِ و دراستهِ

في زاويةٍ اخرى حَرص تايهُيونغ على صَف جميعِ مُجسماتِ الكَواكبِ خاصةَ خليلهِ .. تحديداً امَام سريرهُم ليَتسنى لهُ الغَفوة براحةٍ على شكلهَا الجَميل وَ اثَر صدى الاجراسِ المُعلقةِ قربَ صائدةِ الأحلامٌ فوقهَا

تَنفس الأسمَر براحةٍ خاطياً ناحيَة التلسكُوب يلتَمس هيكلهُ تارةً وَ اخرى ينظرُ للفراغِ الى حيثُ تدرجاتِ اللَون المُريحةِ في طلاءِ الجدارِ الحَديث .. رُبما لازالَ تايهُيونغ يشعُر ببعضِ الحزنِ من ان جونغكُوك فَضل تركَ غرفتهِ في العليةِ وَ النزولِ الى الأسفلِ لكِن بينَ جدرانِ ذاتهِ كانَ يشعُر بالراحةِ في مَوضعهِ الجديد وَ دفئ زواياهُ

راحَة جسدهِ وَ تخَدر اعصابهِ جعلتهُ يتَمدد بعفويةٍ على السَريرِ مُسدلاً اجفانهُ على بُنيتهِ ، لا يَستمع لشيءٍ سوى صَوت جهازِ التدفئةِ الخافتِ رفقة الصَدى الطفيفِ اثَر تمريرِ اناملهِ السَمراء على اغطيةِ السَرير مُلتمساً اياهَا بهدوءٍ ؛ هُو فقَط كانَ يتمنى الحصُول على غفوةٍ صغيرَة حتى عودةِ جونغكُوك دونَ ان يستَشعر تموضعهُ مُتكئاً على حافةِ البَاب ناظراً ناحيتهُ بأبتسامةٍ

" أسأمَ لُب قلبي الأنتظار ؟ "

همَس الغُرابي بُغتةً مُتقدماً بخطواتهُ ناحيَة تايهُيونغ اكثَر وَ الذي بسرعةٍ افرَج عن لوزيَتاهُ ناظراً الى هيئةِ جونغكُوك المُقتربةِ بخطواتهِ البطيئةِ ليَستقيمَ سريعاً جارياً الى حضنهِ .. عانقهُ كَما لو ان عيناهُ لم تُبصرهُ لعقودٍ طَويلة ليسَ و كأنها مَا كانت سوى سويعاتٌ بسيطَة منذ ان غَادر الغرابي صباحاً

" لُبَ قلبكَ باتَ شوقهُ إليكَ يفوق الحَد وَ هَل مِن
دواءٍ لذلك ؟! "

همَس تايهُيونغ يَحشر بنفسهِ عميقاً داخل حضنِ جونغكُوك الدافئ ليهُـم الغُرابي ضاحكاً بخفةٍ وَ ساحباً بأناملهِ اطرافَ معطفهِ من كِلا الجانبينِ يَلفهُ حولَ جسدِ الأسمَر الذي يَتوسط ذراعيهِ بعَد ان استَشعر رطوبَة خصلاتهِ الطَفيفةِ

" لنَحظى ببعضِ الراحةِ وَ سأريكَ بعدهَا شيءً مُميزاً "

رَفع تايهُيونغ برأسهِ قليلاً من صَدر الغُرابي مُحدقاً بهِ عميقاً داخَل عيناهُ وَ الى حدٍ مَا .. كانَ مُحرجاً مِن البَوح برغبتهِ لَينزل انظارهُ بهدوءٍ مجدداً ناطقاً بنبرةٍ استَشعر جونغكُوك الخجَل بينَ طياتهَا

" صباحاً عندمَا أوصَلتني الى حَيث المَعهد كُنت قَد غفلتَ عَن مَنحي مُكافئتي الصغيرَة وَ الآن انتَ تكَرر الفعَلة "

عَقد جونغكُوك حاجبيهِ بعدمِ إفقاهٍ لمَا راودَ مسامعهُ ، وَ قبل ان يستَفسر سارَ بخطواتهِ بذاتِ وَضعيتهُم الغَريبةِ تلكَ الى حيث مَضجعهم الدافئِ مُمددينِ عليهِ بأهمالٍ وَ هُنا تسائلَ المَعني بأحرفِ الأسمَر

" انا لَم أفهَمك! "

هَمس بكلماتهِ بقربٍ شديدٍ من تايهُيونغ وَ لَـف بذراعهِ حَول كتفهِ يسَحبهُ ناحيتهُ وَ يهُـم بالأخرى يُخلل اناملهُ في خصَلهِ الباردةِ صاغيَاً لكلماتهِ المُستبقةِ بتنهيدةٍ

" انتَ دائماً مَا تترُك اعمَالك دونَ أتمَامُها "

نَظر جونغكُوك جانباً عاقداً حاجبيهِ بتعجبٍ طفيفٍ قَبل ان يُفكر عميقاً بمَا قالهُ ..

" لمِا ؟ اعنِي انني دائماً مَا أكمِل مَشاريعي العِلميةَ على اتمِ وَجـهٍ وَ لستُ مقصراً بحق اعمَالي! "

" إللهِي ارأف بحَالي! "

صَرخ تايهُيونغ بيأسٍ مِن عدم استيعَاب الغُرابي لمُبتغاهَ بعَد وَ ابعَد اذرعهُ الشاحبةَ عنهُ مُستقيماً من السَرير بعَد ان ركَل احدى الوَسائد بأنزعاجٍ سَبب ضحكاتاً لـ جونغكُوك رُغم جهلهِ المُستمر لما يقصدهُ الأسمَر

" أن كَان طَلب قبلةٍ بصيغةٍ يَكسوهَا خَجلي اللَعين منكَ ستكُون بهذهِ الصُعوبَة فأنَا لَن افكر بالأقتِراب منكَ مجدداً "

قهقـهَ جونغكُوك بخفةٍ مُمدداً جسدهُ بأريحيةٍ على السَرير وَ بدى كـ نجمةٍ صغيرَة تحت انظارِ تايهُيونغ عندمَا هَلـم يَفرد ذراعيهِ بطريقةٍ لطيفة ناطقاً

" وَ ان بُت مُحافظاً على حيائكَ هذا قُربي فنَحن لن نتَمكن من الزَواج ابدَاً "

" اجَل فقَط اسخَر مِني لسَت مُهتماً .. "

ضحكَ جونغكُوك بتعاليَ هذهِ المَرة مُعيداً برأسهِ الى الوَراء بعفويةٍ مَا ان زادَ صخبُ قهقـهاتهِ اثَر لمحهِ لملامحِ تايهُيونغ الغاضبةِ بشكلٍ طفيف ؛ كانَ لطيفاً حتى بالطَريقة التي يَعقد بهَا يداهُ ناحيَة صدرهِ

" لن ادعكَ تُقبلنِي مجدداً اقسِم "

" اللَهي! "

صَرخ جونغكُوك بتعالي وَسط ضحكاتهِ واضعاً يدهُ حَول معدتهِ ناظراً الى هيئَة تايهُيونغ التي التَـفتت نيَة المُغادرةِ ، حتى طرقهُ في مُعاقبةِ احدهم كانَت بريئةً وَ لطيفَة كالمرآةِ التي تَعكس اطباعُ نفسهِ وَ سلوكياتهُ الهادئةِ المُسالمةِ

بالكادِ استقامَ الغُرابي مِن سريرهِ وَسط ضحكاتهِ وَ امسكَ بمَعصمِ تايهُيونغ مُوقفاً اياه لامحاً عقدَة حاجبيهِ الصغيَرة وَ صرختهُ اللطيفَة

" ماذا تُريَد ؟! "

لَم يَهبهُ جونغكُوك وقتاً صغيراً ليتَمكن من التقاطِ انفاسهِ مجدداً وَ اقتَرب يطَبع قبلَة صغيَرة حيث شَفتيهِ ، خفقَ قلبهُ وَ ابتعدَ سريعاً لتَعود ضحكاتهُ تستَبق حديثهُ عندمَا لمحَ معالمَ تايهُيونغ التي هدأت بُغتةً

" لقَد فُزت "

نَظر الأسمَر بتوهانٍ الى تقَوس جفنيّ جونغكُوك عندمَا تبَسم نهايَة ضحكاتهُ بخفةٍ ؛ وَ لم يُراوده عجزاً من قَبل عندَ احدهم إلا الآن .. بصفاءِ بشرةِ الغرابي تاهَ وَ كم نظر عميقاً الى ندبَة الطفولَة على خدِه قبلَ ان يشد على يدهِ بخفةٍ مُقترباً يطبع قُبلةً ناعمَةً فوقهَا مُبتعداً بسرعةٍ ينظُر الى عينيّ جونغكُوك البراقةِ كنجمٍ تَوسط سماءً صيفيَة داكنَة

" انا الفائزُ هُنا بكَ "

هدأت ابتسَامة المَعني بخفةٍ وَ تدَرجت مثل نورِ الشمَس في الغَسقِ من حَيث كانَت واسعةً الى شُبه بسمةٍ على شفتيهِ ؛ هُو فقَط احبَ كيف ان تايهُيونغ لا يُمكنه حمَلُ شيءً من الغَضب ناحيتهُ في داخلهِ .. و تسائَل عَن كيف لهُما ان لا يتَوقفا حُباً بالنَظر لبعضهُما حتى في احاديثٍ اعتياديَةٍ

اقتَرب مُجدداً بهدوءٍ يطبعُ قبلةً صغيرَة نظيرةُ السابقةِ على ثغرِ الأسمَرِ مُستشعراً يداهُ الحنطيَة ترتَفع لتُعانقَ وجنتيهِ .. يُعيدُ تقبيلهُ مُجدداً مَا ان كادَ جونغكُوك ان يبتعِد

" حسناً الأولى كَانت قُبلَة الصباحِ وَ الثانيَة شبيهَتها مِن المَساء ، فمَا تفسيرُك للثالثةِ ؟ "

تَلى الغرابي كلمَاتهُ مُبتسماً يُعانق بيداهُ كفيّ تايهُيونغ الذِي حَدق جانباً يبحَث عن سببٍ لفعلتهِ ..

" أوَلم تَقل أننا سَنتزوج قريباً ؟! "

هَمهـم جونغكُوك صاغياً ينتقلُ بثقبيهِ الأسوَدين بينَ مُقلتي الأسمَر بعد ان استَكمل يزُم شفتيهِ بخفةٍ

" إذاً لا داعِي لوجودِ أسبابٍ لتَقبيلِ بعضنَا رُبما هذا مَا يفعلهُ الثنائيَات عادةً "

" تايهُيونغ فقَط قُـل انكَ لم تَجد سبباً لتقبيَلي بدلاً من حديثكَ الطَويل هذا "

ضحكَ الأسمَر بخفةٍ وَ اقترَب مجدداً يَشد على وَجنتيّ جونغكُوك بيداهُ طابعاً العَديدَ من القُبل انحاءَ وجهِـهِ ، حيثُ عيناهُ وَ وجنتيهِ صاغياً لتذمراتهِ وَ قهقـهاتهِ الصغيرَة

" اجَل انا لا اجِد دافعاً ينهُرني عنكَ ، وَ كفاكَ حديثاً وَ اسرع لتَتناول العَشاء "

ضحكَ جونغكُوك بخفةٍ مجدداً وَ حررَ الأسمَر من بينِ يديهِ خاطياً الى الوَراءِ يستلقي بتعبٍ على سريرهُ بعدَ ان غادرَ تايهُيونغ الغرفَة ، وَ لم تكُن ثوانِي حتى اقتحمهَا مجدداً مُسبباً رفعَ رأسِ الغرابي في مَوضعهِ عندما نطقَ بأمـرٍ

" حسناً انا طلبتُ منكَ ان تغيَر ثيابكَ لا ان تَنم! "

ابتَسم جونغكُوك معيداً رأسهُ الى الوراءِ بيأسٍ مَا ان لمَح عدمَ زحزحةِ خليلهُ عن جانبِ البابِ ثمَ استقامَ بخفةٍ مُتنهداً

" أوامِـرك مُطاعـة تِيتَان فقَط لا تَغضب "

وَ صوت المَياه اثر تساقطهَا على الأرضيَة كانَ كُل ما سمعهُ تايهُيونغ عندمَا تواجَد في المَطبخ يُحظر لهُـم المائدَة ، رُبما لا يَزال يجهَل بعض الأمُور عن هذا المَنزل حتى بعدَ مرورِ ما يُقارب الأسبوعينِ على مكوثهِ فيهِ ، هُو فقَط يستَمر بنسيانِ مَوضع المَعالقِ وَ عن اينَ بأمكانهِ ان يعثرَ على السكاكينِ الصغيرَة

تَنهد بخفةٍ بعدَ ان فتحَ احدى الأدرجِ بعشوائيَة بعدَ ان يأسَ من فكرةِ تمَوضع فَتاحةِ الزُجاجاتِ فيهَا لكنهُ ابتَسم سريعاً ما ان وَجدها .. حملهَا بيداهُ يسَير ناحيَة طاولةِ الطعامِ حيث تمَوضعت عليهَا اطباق طعامهُم الخفيفَ وَ زجاجةِ النبيذِ جانباً وَ قبل ان يهُـم بفتِحهَـا سمِع هاتفهُ يَرن

فأقتَرب حاملاً اياهُ يُسنده بينَ كتفهِ وَ وجنتهِ وَ استمرت يداهُ بعملهَا نابساً ..

" أهـلاً سَيد بَيل .. "

لم يَستشعر تايهُيونغ بتَموضع جونغكُوك ورائهُ وَ لم يسمَع وَقع اقدامهِ عندمَا اقتَرب مِما تَسبب ذلكَ لهُ بجفلةٍ خفيفةٍ في اوصالهِ مَا أن حاوَط الغرابي خُصره من الخلفِ مُتكئاً على كتفهِ يَصغي الى حوارِ ذلكَ الرجُل في الهاتفِ ثمَ حديث تايهُيونغ

" بأمكانِي السَيطرة على الدُفعَتينِ وَ الأشراف على اختباراتهَا بعدَ اجازَة المِيلاد لا تَقلق حيَال ذلكَ "

نَظر جونغكُوك الى جانبِ وجهِ تايهُيونغ لامحاً تعابيرهُ الجديةِ في حَديثهِ عَن عملهِ ، احبَ تركيزهُ الشَديد وَ كان لعُوباً عندمَا فكَر بأغاضتهِ ليَعتصر خصرهُ بينَ يداهُ سالباً انظارهُ وَ ابتسامتهُ المُتوترةِ عندمَا حدق بهِ

" انا قادرٌ على فعلِ ذلكَ بمُفردي لا داعِي لمُساعد "

تحدَث تايهُيونغ مجدداً بصوتٍ شبه مُختنق وَ تخللتهُ ضحكاتاً مَكتومة عندمَا اخذ جونغكُوك يُمرر شعرهُ الرَطب على عنقهِ

" أقَدر لكَ ذلكَ لكن لا داعِي .. "

" حبيبي مَاهرٌ وَ يستطيع فعلَ كل شيءٍ بمُفردهِ توقف عَن الألحَاح! "

سَحب جونغكُوك الهاتفَ من يَد الأسمَر صارخاً بالمُتصل بنبرةٍ كَستها البرودِ وَ استبقتهَا تنهيدةٌ هادئَة عندما سأمَ من اصرارهُ على تايهُيونغ وَ الذي وسعَ عيناهُ بحرجٍ مَا ان التَف الى حيث الوَراء ساحباً الهاتف من يَد الغرابي الذي عادَ يُقهقـه صاغياً لكلماتهِ

" اعذرِني سَيد بيل سأتصَل بكَ لاحقاً "

اغلَق الهاتفَ سريعاً وَ لم يسعهُ الوَقت حتى لوضعهِ جانباً فأقتَرب يصفَع كتف الغُرابَي عدَة مراتٍ وسطَ عقدةِ حاجبيهِ وَ ابتسامتهُ المُحرجةِ

" لمَا فعلتَ ذلكَ ايُها المَجنون ؟! "

جونغكُوك فقَط انحنى مُستمراً في الضَحكِ وَ في كُل مَرةٍ ينوِي الحَديث وَ لملةِ انفاسهِ كانَ يعَاود السقُوطَ مُقهـقهاً بعفويةٍ وَ يتَنهد بتعبٍ كلمَا التَقط انفاسهُ ؛ لَم يجد ما يفعلهُ تايهُيونغ سوى ان يضحكَ بخفةٍ بينَ علاماتِ التَعجبِ وَ الدهشةِ في محياهُ نابساً عندمَا التَف يحَاول فتحَ الزجاجةِ مجدداً

" انتَ سفيـهٌ للغايَـة .. لقَد احرَجتني مَا عسَاي ان
اقُـوَل لهُ! "

" حسناً فعلتُ ذلكَ فقَط ليَتوَقف عَن مُحاولتهِ لأطالةِ الحَديث بصُحبتك "

نطَق جونغكُوك وَ رُغمَ تلاشي ضحكاتهُ الأ ان ابتِسامتهُ ابَت ان تَختفي عَن محيَاه وَ اخذ يَتبسمُ بتوردٍ وَ اشراقةٍ اكثَر عندمَا هَبـاهُ الأسمَر نظرةً جانبيَة صغيَرة لطيفَة حَركت مشاعرهُ بقوةٍ وَ لم يَتمالك نفسهُ حتى يُري مَا يُخفيهِ او يُحرر مُفاجئتهُ الخَاصة لـهُ

وَ اثرَ ذلكَ بالكَاد هُمَا قَد تناوَلا الطَعام سريعاً سبباً كَـان من أصرارِ جونغكُوك الشَديدِ ، وَ الذي استَغربهُ تايهُيونغ بشدةٍ وَ دفعـهُ للتَسائلِ عندمَا ساعَـد الغُرابي المُتحمسَ فِي حَمل اجزاءِ التلسكُوب الكَبيرَة معهُ الى السَطح

" لَقد رأيتُ كَانوبُوس من قَبل بالفَعل مَالذي تُخطِط لأجلهِ "

تَقدم جونغكُوك يسحَب جُزء العَدسةِ الكَبير عن تايهُيونغ بعُقدةِ حاجبيهِ من ثُقلِ ما كَان يَحمل عندمَا ثبَت القاعدَة مُسبقاً .. ثمَ التَقط انفاسهُ براحةٍ عندمَا اسندهُ بخفةٍ حاملاً المِفك بمُساعدة الأسمَر مُجدداً في التَمسك بذلكَ الجُزء ليَـهُم هُو برَبطِ القطعِ ببعَضها

" انا فقَط اريدكَ ان لا تُصاب بالهَلعِ كَـ مرتكَ الاولى عِندما لمحَت النجومَ عن قُربٍ "

انَزل تايهُيونغ انظارهُ ناحيَة جونغكُوك عندمَا كانَ يثنِي اقدامهُ جالساً يُضبط من هَيكل المُجسم ليَتسائل مُتوتراً

" زُحَل مَالذي سَتجعلني أبصِر ؟! "

" زُحَل! "

نَفض جونغكُوك بيداهُ على بنطالهِ المَنزلي مُبعداً بعض الأتربةِ هناكَ اثرَ جلوسهِ وَ رفع رأسهُ بأبتسامةٍ مُتطلعةٍ لمَا رأهُ مُرتسماً في مَعالم تايهُيونغ من هدوءٍ يَشبهُ مَا يَلـي العَاصفة

" انتَ تقصِد زُحَل الكَوكب ؟! "

همَـهـم جًونغكُوك مُومئاً برأسهِ بخفةٍ وَ اغمض عيناهُ لوهلةٍ قَبل ان يَسحب اقدامهُ بالقُرب من فوهـةِ العَدسةِ وَ هيكلهَا الكَبير يُحركه ليَضبطَ الأتجاهَات

" انتَ لا تَمزح صحَيح! "

سمَع تايهُيونغ يَنبس وَ كان مُتأكداً من تَموضع ذاتِ الصدمةِ على محياهُ فضحكَ بخفةٍ مُلتفتاً ناظراً لهُ بأبتسامةٍ دافئةٍ

" وَ لما عَساي أن افعَل ذلكَ ؟ "

رَمش تايهُيونغ مَرتين وَ حدق في الأرجاءِ يُحاول استيعَاب مَا سمعهُ وَ سُلبت انظارهُ مُجدداً من قبلِ حركةِ جونغكُوك عندمَا شاهـدهُ يتحَرك جانباً يَتفحصُ المَوقع الفلكِي في شاشةِ حاسُوبهِ الذي احضرهُ مَعهُ

" نحنُ في نهَـاية ديسَمبر ، اي أن زُحَل سيُقابل القَمر في الجهَـة الغَربية وَ ستكُون هذهِ خاتمَة حركتهُ السَنوية "

" انا فقَط لدَي رُهـابّ مِن النَظر ناحيَة اي عَدسةٍ "

نَبس تايهُيونغ مُقترباً بخطاهُ مِن جونغكُوك الذي شابكَ اصابعهُما معاً وَ عاد مُجدداً ينظُر من خلالِ التلسكُوب الى عتمةِ السَماء القاتمَـةِ ..

" لمَا كُل هَذا .. انا هُنا بجانبكَ "

تَنفس الأسمَر بخفةٍ عندمَا ابعَد الغُرابي يدهُ عن خاصتهِ لامحاً ابتسامتهُ الواسعَةِ وَ حركة اناملهُ المُستمرةِ ناحيَة عَجلةِ التَكبير المُتصلةِ بالهَيكل ..

" لقَد رأيتُ زحلاً مَرتين عندمَا كُنت في واشنطُن ، لذا الآن قَد حَان دَورك "

رَمش المَعني بخفةٍ وَ ارتدَ جسدهُ للوراءِ بخطَوةٍ عندمَا اقتَرب منهُ جونغكُوك نيةَ سحبهِ من مِعصمهِ

" هَل ظَهر ؟! "

تسائَل تايهُيونغ وَ اخذ يَشُد بيدهِ على خاصةِ جونغكُوك الذِي نبضَ قلبهُ لوَداعةِ افعالِ خليلهِ وَ ضحكَ بخفةٍ يَسحبهُ ناحيَة فوهـةِ التلسكُوب بحذرٍ

" لا تَخف انهُ حتى ليسَ بشديدِ الوُضوح ، لازَال بعيداً بعدَ كُل شيءٍ "

جَف ريقُ تايهُيونغ وَ عقد حاجبيهِ بخفةٍ يُقرب رأسهُ مِن العَدسةٍ ، يُغلق عينهُ اليُسرى وَ يُبصر بنظيرتهَا ؛ وَ هُنا هو لَم يشعُر بذاتِ الرَهبةِ الشَديدةِ فصُورة زَحل لم تكُن شديدَة الوضوحِ بالفعلِ وَ شبه بَعيدة

ابتَسم بوساعةٍ وَ صفقَ بسعادةٍ بيداهُ بعدَ ان دَوت منهُ ضحكةً سعيدَة انسابَت من بينِ شفتيهِ عندمَا اخذَ ينظُر بعمقٍ جداً ناحيَة المُجسم البُني البَعيد وَ قلبهُ خفقَ بُغتةً اثَر همسةِ جونغكُوك القريبةِ من مَسامعهِ

" هَل كُل شيءٍ بخيَر حتى الآن ؟! "

" اجَل نوعاً مَا ؛ فهُو ليسَ بالقُرب الذي تَوقعتهُ "

اجابَ الأسمرُ بنبرةٍ طَغت عليهَا الحَماسةُ وَ الأستماع وَ اخذ رافعاً يدهُ الأخرى يتشبَث بالمُجسم ليَنظر بعمقٍ شديدٍ ، ضحكَ جونغكُوك بخفةٍ بعَد ان تأكدَ من تَحقيقِ مُرادهِ وَ كالعادةِ كانتَ من هُواياتهُ مؤخراً التلاعبَ بأعصابِ حبيبهِ

كانَ يتَوقع منهُ ردَة فعلٍ صاخبةٍ لمَا سَيُقبل عليهِ لذا انحَنى بقامتهِ اكثَر يُحاوط خصرَه الرَقيقَ بيدهِ وَ يُسند برأسهُ على كتفهِ ثمَ هَـم رافعاً يدهُ الأخرى ناحيَة عجلةِ التَكبير يُزيد مِن سعةِ تكبيرِ الصورةِ في العَدسةِ بأبتسامةٍ جانبيَة شريرَة

" وَ ماذا عَن الآن ؟! "

" اللَعنة جونغكُوك! "

صَرخ تايهُيونغ برعبٍ وَ نبرةٍ عاليةٍ للغايةٍ جعلَت المَعني يُسرع ليَكتم صوتهُ بكفهِ الشاحبِ مُقهقـهاً ، اغمَض تايهُيونغ عيناهُ بشدةٍ وَ خفق قلبهُ بسرعةٍ ايسَر صدرهِ عندمَا حاوَل يَلتقط انفاسهُ ؛ لَم يكُن مَنظراً مُرعباً ان يقَترب زُحَل ناحيَة انظارهِ بُغتةً اثَر تلاعُب الغُرابي بدَرجةِ التَكبير .. لكنهُ فقَط يُعناي من ذلكَ الرُهاب بعَد كُل شيءٍ

" ابتَعد ، لمَا تستَمر بفعلِ ذلكَ! "

حاوَل تايهُيونغ ابعَادِ اذرعِ جونغكُوك المُتشبثةِ تحيطهُ من جَميع جهاتهِ بشدةٍ وَ استَمع الى قهقـهتهِ الشديدةِ قربَ اذنهِ ثمَ رأسهُ الذي انحنى بشدةٍ ناحيَة كتفهِ ليَدفع جسدهُما ناحيَة التلسكُوب مجدداً

" حسناً انا اسِف لن افعَل ذلكَ مُجدداً "

نطَق الغُرابي بنبرةٍ دافئةٍ تخللتَها بعضُ الضحكاتِ وَ عادَ قلبُ تايهُيونغ يَرتجف بتوترٍ وَ خوفٍ من اعادةِ النَظر من خلالِ العَدسةِ .. لوهلةٍ تلاشَت انفاسهُ عندَ امعانـهِ النَظر بزاويةٍ جانبِ وجهِ جونغكُوك عندمَا دنى برأسهِ بخفةٍ من الخَلف يُحدق من خلالِ الفوهـةِ

انكَمش حولَ ذاتهِ وَ بالكادِ عادَ يلتَقط انفاسهُ عندمَا تسَللت لذاكرتهِ احداثُ تلكَ الليلةُ البَعيدة حيثُ كانت مَرتهُ الاولى في لمحِ النجومِ عن قربٍ وَ الحديث لوقتٍ امدٍ صُحبة الغَريبِ المَجهولِ مَن باتَ اليُوم يسطُوا بحبٍ وَ رحبٍ على فؤادهٌ

ابتَسم بهدوءٍ عندمَا عاودَ يُفكر بمدى تشابـهِ احداثهُم السابقةِ وَ نظيرتهَا من الحَاليةِ ، وَ لم يستَشعر بشيءٍ حتى شَدت اذرُع جونغكُوك حوَل جسدهِ بقوةٍ سالباً انظارهُ بعمقٍ ناحيتهُ مجدداً هامساً بهدوءٍ وَ عيناهُ لَم تَتزحزح مِن على العَدسةٍ

" ارى ان زُحَل البَعيد قَد نالَ على اعجابكَ اسرَع مِما فعَل زُحَل القَريب منكَ! "

" وَ لما عساكَ ان تقوُل ذلكَ ؟! "

ابتَسم تايهُيونغ بسعادةٍ وَ رفعَ يداهُ يُحيط اذرعَ جونغكُوك مِن حولـهِ يُعيدَ استذكارَ الماضِي حتى عندمَا رفعَ جونغكُوك ابصارهُ من على التلسكُوب ناظراً لهُ من الجانبِ بأعيُنٍ لَم تشأ الرَف برمشةٍ صغيَرة وَ هدرِ عُشرِ ثانيةٍ مِن عدَم النظر عميقاً لجمَال لمعةِ المَجرتينِ في بُنيتاهُ

" رُبمَا لأنكَ قَد حبَست انفاسكَ لوهلـةٍ "

ابتَسم جونغكُوك بتأنيٍ نهايَة كلماتهِ عندمَا لمحَ اتساعِ شفتيّ خليلهُ الأسمَر المَنشود بأحرفـهِ بأبتسامةٍ اكثَر دفئاً عَن ذي قَبلٍ لامحاً انخفاضِ مُقلتاهُ وَ التفافَ جسدهِ ناحيتهُ ليُقابلهُ وَ ينبسَ بنبرةٍ شبهِ مُحرجةٍ

" أكُنت تَعلم حينهَا ؟ "

ضحكَ الغُرابي بخفةٍ مَما استَدعى انظارَ تايهُيونغ لتَحُط على وجهـهِ القَريب يَذوبُ سحراً في معالمهِ النادرةِ من عيناهُ المُقوسةِ حتى شفتيهِ الرَقيقتينِ عندمَا همَس

" حتى الكَفيف كَان ليُبصر اضطرابكَ مني تلكَ الليلةِ ، وَ لكن مَا عسايَ ان افعَل لهُـوسي بالتَلاعبِ بكَ فقُلت مَا قلت حِينهَا وَ رميتُ بالسببِ ناحيَة الفتاةِ ليَتسنى لي لمحُ الجورَي في وَجنتيكَ "

رَمش الأسمَر بخفةٍ مُنزلاً رأسهُ يُحدق بأناملِ الغرابِي عندمَا شَد على وشاحـهِ حَول عنقهِ يمنحـهُ دفئاً اكبَر اضعافَ ما يُسببه تمَوضعهُ بجانبهِ بذلكَ القُرب ، لقَد فكَر بكَم ان جونغكُوك كان شديدَ الذكاءِ ليتلاعَب وَ يحصل على اجاباتهِ منهُ بطريقةٍ لعُـوبةٍ ، بُرهةً حَدق في عيناهُ عميقاً رافعاً رأسهُ مُستجمعاً انفاسهُ وَ ناطقاً

" تلكَ الليلَة وَ بذلكَ القُرب شهَدت انفاساً سُرقت مِن اثَر دفئِ ذراعيكَ اللتانِ احاطَتني ؛ شعَرت بالضيقِ من تعَاليّ خافقِي وَ خَشيتُ فكرةِ أنَني امسَيت واقعاً لهواكَ اضعافَ خَوفِي ناحيَة نوبةٍ قد تكُون لازَمتني اثَر مَرضي! "

أكَانت هذهِ الليلةَ الانسَب لسَرد الخَفايا وَ البوحِ بأسرارٍ غريبَة كلاهُما قَد تغاضيَا عنهَا ؟!

" مَا شهدتُ جبروتَ حبٍ طغى عَلى خافقِي سوى مِما مَلِكت انتَ ، فكَيف عساكَ ان تَسرق منيّ العَقل بسنٍ صغَير وَ تزُج بي داخَل سجنِ عشقكَ! "

رَفع جونغكُوك اناملهُ يُلامس برقـةٍ وَ عذوبةٍ مَلمس القُطن على خدِ الأسمَر صاغياً بهدوءٍ لمَا يهُـز لهُ كيانهُ

" وَ كيف لكَ ان تسألنِي عَن رؤيَة زُحَلٍ وَ انا اراهُ
كُل يومٍ ؟! "

رمَش وَ بتدرجٍ حُلوٍ ابتَسم بخفةٍ يَميل رأسهُ لذلكَ الدفئِ الطَويل في كَف جونغكُوك النائمِ على خدهِ

" اراهُ في صباحَاتي التِي تلَونت اثرَهُ ؛ وَ اراهُ في اطيافِي وَ بينَ ألحَانِي ، اراهُ يتخذُ من قلبي عرشاً وَ من فكرِي مناماً .. اننَي لأراكَ حتى وَ انت غائبٌ فَلا زُحَل من بعدكَ وَ لا قمَرٌ يحتاجكَ كمَا افعَل "

" إعفُوا عَن تلاعُبي بكَ ان كَان كلامُ الشَهدِ هذا عِقابي "

نطَق جونغكُوك وَ راح بأبهَـامهِ يُبعد خصُلات شعرِ الأسمَر بخفـةٍ عن عيناهُ ، لَم يَجد تايهُيونغ مَا يفعلهُ بعَد سُوى ان يلتَفت برأسهِ بخفـةٍ الى الوراءِ حيث هيكَل التلسكُوب وَ يُعيد انظارهُ مجدداً ناحيَة جونغكُوك مُبتسماً برقـةٍ عندمَا حادثهُ

" لا أشعُر اننِي خائفٌ بعَد الآن "

تبَسم الغرابِي في وَجهـهِ قبَل ان يسحبهُ تايهُيونغ من ذراعـهِ يخطُوا الى التِلسكُوب مُجدداً ، لا يَنكر تعالِي نبض قلبهِ لشكلِ زُحل الشُبهِ واضحٍ لكن مع التِقاط انفاسهِ الباردةِ بعُمقٍ وَجد من روحـهُ تهدأ تدريجياً وَ احب بشدةٍ النَظر طويلاً من خلالِ العدسةِ حتى انهُ لم يَبتعد رغمَ نُطقه بكلماتهِ الهادئةِ

" مَاذا عن تِيتَان ، ألا يُمكنكَ سحبهُ بالعَدسةِ ؟ "

سمَع جونغكُوك يُهمهـم بحيرةٍ بجانبِ اذنهِ وَ اخذَ بعضَ الوَقتِ ليتَمكن بعدها مِن سماعِ ما سَردهُ الغرابي على مسامعـهِ

" أن عَملت لوقتٍ أضافِي وَ تجاهَلت وجبـةِ العشاء بصحبتكَ مُقابل زيادَة على مُرتبي حينهَا سأتمَكن من شِراء كاميَرا حديثَة مُخصصَة لهـذا النوعِ من التلسكُوبات تُثبت مُقابل العَدسةِ وَ سنتمَكن حينهَا من رؤيةِ تِيتَان "

وَسع تايهُيونغ عيناهُ بخفةٍ وَ ابتعدَ تدريجياً عن التلسكُوب مُحدقاً على جانبـهِ حيثُ تمَوضع جونغكُوك واقفاً يُحيط خصرهُ ناحيتهُ

" مَا كُل هَذا ؟! "

ابتَسم جونغكُوك بخفةٍ وَ اقتربَ اكثَر يهُمس بالقربِ من اذنهِ بعدَ ان اعادَ تايهُيونغ رأسهُ بالقربِ من التلسكُوب يُحدق دونَ مللٍ

" لكِن أن اكمَلت دراسَتي كمَا انا فاعلٌ الآن وَ اصبحتُ رائدَ فضاءٍ قَد اتمَكن حينها مِن الحصُول على كُل ما انا راغبٌ بهِ مجاناً "

" انتَ رائدُ فضائي جونغكُوك فقَط لا تُفكر بالأمرِ كثيراً "

هَـم تايهُيونغ مُبتعداً عن العدسةِ وَ نبس ناظراً لعينيّ جونغكُوك بعمقٍ ، كَان يُدرك طبعَ جونغكُوك وَ يعلم انهُ سيَعمل لوقتٍ اضافِي مُقابل تحقيقِ امنيتهُ لهُ ؛ لذلكَ خاطبهُ بعيناهُ اكثَر يُبوح له بنظراتهِ انهُ ممُتن وَ مُكتفي بمَا يملِك

بعدةٍ دقائقٍ صغيَرة تمَكنا من اعادةِ التلسكُوب معهُما الى الأسفلِ وَ فكر تايهُيونغ عندمَا وقعت انظارهُ على الساعةِ الجداريةِ بأن الوَقت لا يَزالُ مُبكراً للخروجِ وَ التبضعِ ، فأعادَ ببصرهِ على جونغكُوك الذي يُحاول مُوازنة اجزاءِ التلسكُوب بتمَوضعها بجانبِ بعضهَا وَ اقترب يُخاطبه بنبرةٍ يعلَم ان الغرابِي اثرَها لن يَرفض لهُ طلبهُ حتى وَ ان كانت تُثلج خارجاً

" زُحَل دعنَا نخرجُ الى المَتجر المُجاور "

رَفع جونغكُوك بصرهُ تزامناً مع إحدى حاجبيهِ وَ لم يشأ ان يُجيبه حتى تمَكن من عملهُ وَ استقامَ من على الأرضِ ينظر من خلالِ النافذةِ

" لكنهَا تُثلج كمَا ترى! "

اقتَرب تايهُيونغ منهُ يقَلص عيناهُ وَ رفع لهُ كف يدهِ يضعهُ حيث خُصلاتِ شعرهِ البُنية مُتحدثاً كمَا لو انهُ فازَ بحوارهِ

" لقَد جَفت رطُوبة شعرِي كمَا ترى "

قاصداً انهُ لَن يمرَض كمَا يُخيل لـ جونغكُوك ، وَ بعد كلماتهِ تلكَ هُو لم يسمَح للغرابِي بالحَديث مجدداً ما ان سَحب معاطفهُم المُعلقةِ وَ اجبرهُ على ارتداءِ حذائهِ سريعاً خارجينِ من المَنزل ، وَ لشدةِ تَسرعهِ وَ شعورهُ بالرغبةِ المُلحةِ للسَير تحت نُدف الثَلج بجانبِ حبيبهِ هو بالفعلِ كانَ قَد تغاضى وَ غفل عن اخذِ ورقةِ الأحتياجاتِ المُعلقةِ على بابِ الثلاجةِ

" رأيت! اخبَرتك انهَا تُثلج وَ المتجَر مُغلق اثَر ذلك "

نبَس جونغكُوك يَلوم الأسمَر لخروجهِم من دفئِ المَنزل عندمًا لمحَ ان مَتجر الحِي القَريب مُغلق ، هو شَد على اناملِ تايهُيونغ بقوةٍ وَ كان ليـهُم مُلتفتاً الى الخلفِ ليَعودا ادراجهُم .. لكِن تايهُيونغ كانَ عنودياً اكثَر وَ مُصراً على رغبتهِ ليَركض شاداً على كفِ جونغكُوك يسحبهُ مَعه عمداً

" يُوجد مَتجر آخـر في نهَايـة هذا الشَارع "

" حسناً سنَذهب إليهِ فقَط لا تَركُض! "

سَحب جونغكُوك يَد تايهُيونغ بقوةٍ ناحيتهُ ينهَـرهُ عن السَير بسرعةٍ وَ اثر ذلكَ ابتَسم تايهُيونغ كَونه قَد نجحَ مُجدداً في اقناعِ الغرابِـي ..

وَ لما قَد تناسَى الأسمَر احضارَ قائمَة المُتطلباتِ هُو قَد تغاضى كُلياً عن احتياجَات المَنزل الفعليَة وَ قامَ بشراءِ العَديد وَ العديد من المُسلياتِ بصُحبةِ جونغكُوك الذي اكتَفى بمُراقبتهِ حَاملاً السَلة عنهُ يسيَر بخطاهُ خلفهُ ، كلاهُما قَد توقفا بجانبِ المُحاسبِ ليَهُـم الآخرَ بتمرير اغراضهُم عبَر الآلةِ ليَكشف عن سعرهَا

تايهُيونغ بَقي ينظُر حَولهُ فقَد راقَت لهُ زينَة المَتجر الفارغِ بمُناسبةِ المِيلاد ؛ العَديد من الأشرطةِ المُلونةِ انسَدلت من السَقف وَ المَصابيح الصغيرةِ عُلقت بعدةِ زوايَا .. ثمَ شجرةٌ كبيرَة بجانبِ البَـاب تسرُق الأنظار عمداً لجمالهَا

لوهلةٍ تَذكر تايهُيونغ عن حاجةِ شجرةِ المِيلادِ في مَنزلهم للمَزيد من الزينةِ فـ سحبتهُ خطواتهُ لأحدى الرفوفِ الزُجاجيةِ جانباً يلمَح العَديد وَ العديد مِن اشكالِ الزينةِ الصَغيرةِ البَراقـةِ ، لمَعت عيناهُ عندمَا وَجد اشكالاً للكَواكبِ ايضاً وَ من بينَها زُحَل يَكسوا مُجسمه الصَغير العديدَ مِن التِرتر اللامِـع بعدةِ الوانٍ

" أتحتاجُ شيءً آخَـر ؟ "

وَ كالعادةِ جونغكُوك لا يُعطي مجالاً لأي احـدٍ بأن يستَشعر خطواتهُ او هالتهُ ، فأثَر همستهِ القَريبةِ تايهُيونغ جُفل وَ نظر ناحيتهُ مُبتسماً قبلَ ان يُشير بسبابتهِ جاعلاً حدقتِي جونغكُوك تُحدق بمُبتغاه

" لنَبتاع هذهِ ، ستبُدو جميلةً على شجرةِ المَيلاد "

ضحكَ جونغكُوك بخفةٍ وَ دنى مُقترباً اكثَر ليُقحم يدهُ من خلفِ الزُجاجِ يَسحب قطَع الزينةِ الصغيَرة وَ يلتَفت ناحيَة الفتى المُحاسب يسألهُ

" أهِـي للبَيع ؟! "

راقبَ تايهُيونغ بأبتسامةٍ الفتى عندمَا رفعَ رأسهُ مومئاً بخفةٍ وَ لم يشعُر الا وَ جونغكُوك يُشابك اناملهُما معاً مُقترباً من الفتى واضعاً ما ابتاعـهُ امامهُ ناطقاً

" أظِفهَـا مَع الحِساب "

وَ نظر الى حيث تايهُيونغ بعدَ ذلكَ وَ الذي لَم تُفارق الأبتسامةُ شفتيهِ وَ اكتفى عندَ عُمق نظراتهِم بأن يُسندَ رأسهُ على كتفِ الغرابيّ بلُطفٍ ..

كلاهُما خرجَا من المَتجر يحملانِ الأكيَاس الشفافـةِ وَ سحبتهُما اقدامهُما ناحيَة المَتجر المُغلق الذي كانَا ليَزوراهُ ، ابتَسم جونغكُوك بخفةٍ وَ حول انظارهُ من عن بابِ المَتجر الى حيثُ تايهُيونغ التائهُ بالنَظر الى حيثُ السماء الداكنةِ

" هُنا قابلتكَ للمَرةِ الأولـى "

انزَل المَعني عيناهُ سريعاً من على السمَاء وَ وضعها على عتمةِ اعيُن جونغكُوك لامحاً شفتيهِ المُفرقتينِ بأبتسامةٍ واسعةٍ ثمَ حولَ انظارهُ الى مَا كانَ جونغكُوك يقصُد بحديثهِ

" غريَب ألا تَتذكر ذلك ؟! "

نطَق الغرابِي مُجدداً يَسلب انتباهَ تايهُيونغ بعَد نظر عميقاً على هيئةِ المَتجر اثناءَ خطواتهِ البطيئةِ وَ تحدث رامشاً بعيناهُ بهدوءٍ

" عَارٌ عَلي ان الحاجياتِ الغبيةِ في الأكياسِ قَد سرقت انظارِي عنكَ ذلكَ اليُوم "

قهقـهَ جونغكُوك بخفةٍ وَ خَلل اناملهُ بعمقٍ اكبَر بخاصةِ الأسمَر يشُد عليهَا بحبٍ عندمَا اقتَربَـا مِن منزلهُما ، استَلم الغرابي جمَيع الأكياسِ يضعهُا على طاولةِ الطعامِ في المَطبخ بهدوءٍ قبلَ ان يلتَفت سريعاً عندمَا لمحَ تايهُيونغ يقتَرب منهُ ناطقاً

" انتَظر ، اعطِني الزينَة "

فتَش جونغكُوك مُبتسماً بينَ الاكياسِ عن مُبتغاه وَ لم يتمَكن حتى من النظرِ الى تايهُيونغ عندمَا وجَد ما ارادهُ فلقَد سَحب الأسمَر منهُ الكِيس يُهرول بعيداً عنهُ ناحيَة غرفةِ المَعيشةِ ، ضحكَ بخفةٍ وَ رتبَ مُعظم الحاجياتِ واضعاً اياهَا في رفوفِ الثلاجـةِ وَ الهدوءُ ثمَ المزيدُ منهُ كان يُعانق هالَة المَنزل

لذا قامَ بغسلِ يداهُ سريعاً وَ اقترب بخطواتهِ ناحيَة غرفةِ المَعيشةِ لامحاً تايهُيونغ الغارقُ في البَحث عن مكانٍ مُناسبٍ لقطعةِ الزينةِ الأخيَرة بينَ يداهُ ، ابتَسم مُقترباً اكثَر وَ نظر الى جماليَة الألوانِ الكثيرةِ صحبَة مُجسماتِ الكواكب الضئيلةِ بحجمهَا على الشجَرة

" هَل سَتبدو جميلةً ان وَضعتهُا هُنا ؟ "

سألَ تايهُيونغ يُعلق احدى الكواكبِ الصغيرةِ في الأعلى قريباً جداً من النَجمةِ الذهبيَة وَ سمع جونغكُوك يُردف مُقترباً اكثَر .. يُحاوط جسدهُ من الخَلف وَ يلتقط قطعَة الزينةِ من بينِ اناملهُ يُعلقهَا جيداً بعدَ ان واجهَ هُو صعوبةً بفعلِ ذلكَ

" سَلمِت يداكَ انهَـا جميلةٌ للغايَـة "

همَس جونغكُوك وَ سحب يد تايهُيونغ ناحيتهُ يُقبلهَا برقةٍ .. ابتَسم الأسمَر بخفةٍ وَ رَمشت عيناهُ بثقلٍ واضحٍ لمحهُ الغرابي ليَسحب يَدهُ يحتضنهَا بينَ كفيهِ ناحيَة صدرهِ مُراقباً عقارِب الساعَة .. لَم يكُن الوَقت مُتأخراً كثيراً لكنهُ عاوَد النظر بمُقلتي خليلهُ يحَادثهُ بدفئٍ

" مَا رأيكَ بـأن تنامَ ؟ "

" مَاذا عَنك ؟! "

قَال تايهُيونغ عندمَا سحبهُ جونغكُوك سريعاً من يدهُ ناحيَة غرفتهِم يُشرع بجعَل انوارهَا خافتـةً

" انَا سأقوم بكتابةِ القَليل من بَحثي وَ سألحقكَ
في أحلامِك "

لَم يجد تايهُيونغ فُرصةً للرفضِ وَ اكتفى مُبتسماً عندمَا سحَب جونغكُوك الغطاءَ جانباً يسمَح لجسدهِ بالأستلقاءِ براحةٍ فوقَ السَرير ، نظَر عميقاً الى هيئَة الغرابِي فوقهُ وَ راقبَ يداهُ التي تَهُـم بسَدل الغطاءِ فوقَ جسدهِ بحذرٍ .. كَان من اللطيفِ للغايَة ان تايهُيونغ قَد اغمَض عيناهُ اثرَ قُبلةٍ نُسجت فوَق جبينهِ مَا ان انحنى جونغكُوك ناحيتهُ

قلبهُ تلاعَب ببراعةٍ وَ تراقص داخلَ صدرهِ وَ لم يرَغب بفتحِ عيناهُ بعدَ ذلك وَ ابصارِ شيءٍ آخر بعَد ان لمَح ابـهى لمعةِ حبٍ في عَينيّ جونغكُوك البراقةِ حتى عندمَا همَس بهدوءٍ

" جونغكُوك .. "

" انفاسـهُ ؟! "

انقَبض قلبُ تايهُيونغ حُبـاً داخلَ صدرهُ حتى شعَر بسربٍ لطيفٍ من الفراشاتِ يُداعب اطارفهُ برقـةٍ لمَا دوى في مَسامـعهِ من همسةٍ حنونـةٍ حريصةٍ من حبيبهِ

" لا تَرحل مِن هُنا ، بأمكانكَ ان تَفتح الأضواء وَ العمَل
ان شِئت "

ابتسامةٌ صغيرَة كانت تتمَوضع على شفتيّ تايهُيونغ عندمَا نبَس بهدوءٍ جاعلاً من انفاسِ المَعني تتلاشَى لجماليتهُ غارقاً بينَ الأغطيةِ بعيناهُ المُغلقةِ

" لَن ارحَل ابداً ؛ زُحَل هُنا يحميكَ دائماً وَ يحرسكَ بكُل
مَا مَلَك "

تَنفس تابهُيونغ بعمقٍ مُستشعراً عطرَ جونغكُوك القَريب يَتخلل بينَ ثنايَاهُ بدفئٍ شديدٍ ثمَ ابهَامـهُ الذي كَان يُداعب لهُ وجنتهُ ابتَعد تدريجياً مَع زوالِ الشعُورِ بهالتهِ بالقُربِ منهُ .. دفَن الأسمَر نفسهُ عميقاً جداً داخل الأغطيَة ناعماً بالسكينةِ تحلُ فؤادهُ وَ روحهُ

وَ ما كان مِن جونغكُوك سوى ان يخرُج ليُقفل ابوابَ المَنزل وَ يَخمد نارَ المدفئةِ صُحبة اغلاقِ الأضواءِ مُكتفياً بشجرةِ الميلادِ وَ انارتهَا الخافتـةِ لتنيرَ زوَايا المَنزل المُعتمةِ

سحبتهُ اقدامهُ مُجدداً الى غرفتهِ يَفتح بابهَا بهدوءٍ مُراقباً هيئَة تايهُيونغ الغَارقةِ بالنومِ ، ابتَسم بخفةٍ سائراً بخطواتهِ بحذرٍ شديدٍ ناحيَة مكتبهِ يُشعل مصباحَ هاتفـهِ كَي لا يُزعج حبيبهُ الغافِـي

وَ بين مُرور الساعَات العديدةِ بالعَملِ على مشروعهُ وَ تفحص العَديد من المَعلوماتِ في حاسوبهِ كانَ قد هـمَ مُبتعداً عن المَكتب بخفةٍ يُمدد ذراعيهِ في الهَواء يَتنفس بعُمقٍ قَبل ان يَستديرَ برأسهِ ناحيَة تايهُيونغ مُبتسماً .. كانَ على ذاتِ وضعيتهُ غافياً كما لو انهُ لم يفعَل ذلكَ منذ وَقتٍ طوَيل

ارتَجف قلبُ جونغكُوك حباً وَ مَد ذراعيهِ يُغلق حاسوبهُ وَ يرتبُ اوراقَ عملهِ جانباً .. لَينحني بُبنيتهِ بخفةٍ بعدَ ذلكَ ناحيَة احدى ادرُجِ المَكتب ؛ يفتَحها بهدوءٍ وَ رويـةٍ خشيةً من تسللِ صوت صريرهَا الى هالةِ اجوائهِم الهادئةِ فـ تعَكـر صفوهَا

سَحب احدى الكُتيباتِ الصغيرةِ منهَا واضعاً اياهُ على مكتبهِ بأبتسامةٍ وَ اخذ يُقلب بينَ الصفحاتِ وَ يبتسُم لبراءةِ مَا كانَ يكتُبه ؛ صفحاتُ مُذكراتهِ الطَويلة المليئةِ بالحَديث عن تايهُيونغ اعادَتهُ الى الوراءِ حيثُ كانَ يافعاً .. يَسترجع في ذاكرتهِ كُل الصُور وَ اينَ كان يجلسُ عندمَا كتبَ هذهِ الذكرى وَ ما كان يفعَل حينهَا

ابتَسم حتى بانَت اسنانهُ اللؤلَؤيةِ ساحباً احدى الأقلامٌ الحبريةِ جانباً يُقلب بينَ الصفحاتِ الكثيرةِ حتى لمَح وجودِ صفحتينِ اخيرَتين نهايَة الكُتيب .. فارغَتين وَ كأنهُما تدعُوه ليَكتب مَا طرأ في حياتهِ من طفرةٍ غريبَة امسَت بهِ عاشقاً وَ مُدمناً لتفاصيلِ مَن قبعَ خلفهُ غافياً

.

انا جيُون جونغكُوك ؛ او زُحَل كَما يَدعونِي الأغلَب ..
انا الآستَروفيلِي الطَائشُ مُراهقـةً وَ رائد الفضَاءِ الشابُ مُستقبلاً ، انا المُحب للتَفاصيل الصَغيرةِ الغريبةِ وَ الوَحيد المُتقـوقع حَول ذاتـي ..

في السادسةِ وَ العشرين عشقاً وَ سمُواً في مَجرتيّ خلِيلي وَ شريكِي وَ اجمَل ما ابصَرت مُقلتاي ؛ تايهُيونغ النَادر الوَديع البَريء البَراق ..

خَسرت نفسيَ للعَديد من المَرات وَ كَم عَجزت عَن عدهَـا ، وَ في كُل مرةٍ كُنت ابحثُ عن سببٍ يدفعَني للعَيشِ كُنت أخفِق ، وَ كأن الحَيـاة قـد تَخلت عَنـي مُنذ وقتٍ طَويـل ..

او لعَل هَذا ما كنتُ اظنهُ ، وَ ليست كُل الظنونِ صَائبةٌ ؛
فقَـد كانَ فتـاً عاديٌ بأعيُن العالمِين لكِني سُرقت بأكمَلي عندَ حضرتهِ وَ غدوتُ مُحباً للعَيش وَ عَد ايامِي معهُ

خافتٌ وَ بعيَد ، كانَ مثلَ تِيتَان الذِي سأمتُ البَحث عنهُ ..
ثمَ في ظِل عدمِ رغبَتي بمَلذاتِ الدُنيا وَجدت من ذاتِـي يُسلب مِنهـا العَقل بأفعالـهِ وَ بساطةِ غمُوضهِ الطَفيف

وَ بينَ لحظاتِ حياتِـي وَ ساعاتِ عُمري الطَويلة في تاملِ النجومِ .. سَحب قلبي ، سَطى عليهِ حُباً وَ اهلَك النَفس عشقاً اضعافَ ما تملكتهُ يوماً من خرابٍ قبعَ فيهَا

كانَ كالحُلم البَعيد ، وَ لازلتُ لا أعـي حقيقةَ انهُ يتوَسط سريرِي تحتَ عينايَ الآن ، هُو مَلاكٌ ساحرٌ ؛ خلابٌ وَ وقح ؛ تمَكن من سرِقتـي ببراعـةٍ ، هَادئ وَ جميلٌ وَ ان مَضى من الدهـرِ عليـهِ عقـوداً ..

هُـو تايهُيونغ لُب قلبيَ وَ مالكُ نفسَي وَ دمعاتُ عَيني ..
هُو جوهرةُ عُمـرِي وَ اغلـى مَا ملِكت رُوحي ، هُو حيَاتي وَ موتِـي وَ شهيـقُ انفَاسِـي

هُـو لامـعٌ بطَريقـةٍ بَراقـة..

هُـو قمَـري المُشع الصَغيـر..

هُـو تِـيـتَـان

.

[ النِهايَة ]

________________________

٩ / ١ / ٢٠٢١

Continue Reading

You'll Also Like

2.4M 138K 33
حين تنقلب حياة تايهيونغ رأساً على عقب فور رؤيته لـ نسختان من نفس الشخص و لكن بطباعٍ مختلفة فـ ماذا سوف يفعل؟ • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمت...
135K 8.6K 14
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...
582K 38K 24
"أقترب ..أقترب مِني حتى نَعيش ما أكتبه سيد كيم" • رِواية مُكتملة، لِـ تايكوك • توب ؛ جونغكُوك • الغلاف مِن صنع ؛ Rayltee
2.5M 146K 43
حين‏ كان يلتفت الجميع اعجابًا وتولعً بهِ، كان هو يُكرِس مشاعرهُ لفُتى يلهو بعيدًا غير مكترث بهِ. TOP :JJK ""MPREG" Cover by: @taebrown 1 #jk 1#bxb