﴿في العالم الموازي_أثناء اللا...

By Child_Of_Light_23

8.5K 835 1.1K

﴿الجزء الأول﴾ كان جالسا هناك في الٱتجاه المعاكس للبحر بشعره البرتقالي و كتفيه العريضين ينظر إلى باقة أزهار ال... More

_1_
_2_
_3_
_4_
_5_
_6_
_8_
_9_
_10_
_11_
_12_
_13_
_14_
_15_
_16_
_17_
_18_
_19_
_20_
_21_

_7_

222 35 45
By Child_Of_Light_23

...

...

في اليوم الموالي:

﴿ سنا

تسللت أشعة الشمس لتضيء المكان. فركت عيناي لأستيقظ و أجلس على السرير. أخيرا! ممكلة بها تعاقب الليل و النهار!

غادرت الغرفة فوجدت أبولو يلاعب سانو. ما إن لاحظ وجودي حتى قال مبتسما:
- صباح الخير آنستي!
- صباح الخير، أين بيتر و أركون؟
- غادر بيتر لتفقد سكان مملكته أما أركون فقد ذهب إلى الغابة. ستجدين طريقا مرصفا بحجارة مضيئة ستوصلك إليه.
ٱبتسمت في عفوية لأغادر الكوخ.

ما إن فتحت الباب حتى أغلقته بسرعة ليقشعر جسمي بردا. لقد نسيت معطفي، معطف أركون.

توجهت نحو الخزانة لألبسه بينما ٱتجه أبولو نحو المطبخ. جلت ببصري في قاعة الجلوس لأقول سائلة:
- أبولو، هل سانو برفقتك؟
- لا، لقد تركته هناك فوق الأريكة.

لكن التنين ليس هنا! تسارعت دقات قلبي فأضفت منادية:
- سانو! أين ذهبت؟
فجأة سمعت صوت تثاؤبه خلفي. ٱستدرت نحو الأريكة الأخرى لكني لم ألمح شيئا سوى لحافها المعجد. نظرت في حيرة لأردف في تردد:
- سانو، هل أنت هنا؟
عندها ظهر فوق الأريكة. نظرت إليه و قد ٱتسعت عيناي لأقول:
- هل يمكنك الٱختفاء؟
هز رأسه إيجابا في ظرافة ليختفي و يظهر في بضعة ثوان.

خرج أبولو من المطبخ فقفز سانو في الهواء مرفرفا بجناحيه ليحط فوق كتفه و يختفي. ٱتسعت حدقتاه ليقول:
- هل رأيت هذا؟
هززت رأسي إيجابا مبتسمة ثم غادرت الكوخ.

سرت بين الأشجار المغطية بالثلوج عندها سمع صوت أركون:
- هل تبحثين عني؟
ٱستدرت لأجده جالسا على جذع شجرة ينظر إليّ في صمت. أجبته في تلعثم:
- لا.. لا أبحث عنك. كنت.. أتجول فقط.
- كنت قادما للبحث عنكِ.
علق في هدوء فسألت في حيرة:
- لماذا؟
- لا أعلم..

قال ذلك مطأطئا رأسه فتقدمت لأجلس بجواره. عم صمت للحظات قاطعته بقولي في تردد:
- كيف نجوت من هجوم البشر على مملكتك سابقا؟
رفع رأسه لينظر إليه قبل أن يخفضه مجددا ليجيب في هدوء:
- خبأني أبي في القبو قبل ٱقتحامهم لمنزلنا. خرجت من الباب الخلفي لأشاهد ما يحصل. لا يزال ذلك المشهد عالقا بذهني.. الخوف بعيني أبي و بكاء أمي. وضع البشر والداي في قفص حديدي ثم ألقوا بهم في البحر ببساطة دون شفقة أو رحمة.

صمت لبرهة قبل أن يضيف بصوت خافت:
- أتعلمين ماذا فعلت حينها؟ ماذا فعلت عندما قتلوا عائلتي، ضربوا أبي، أبكوا أمي و أبادوا قبيلتي؟ ماذا فعلت حين جردوني من أثمن ما أملك، حين صيروني يتيما، حين حطموا قلبي و مزقوا روحي؟

لقد هربت. هربت بكل بساطة كالجبان. فررت منهم و من ماضيّ لأترك مملكتي.. هربت يا سنا..

قال ذلك ليرتجف صوته عند نطق الجملة الأخيرة. مددت يدي بتردد لأمسك بيده الدافئة. رفع رأسه لتلتقي أعيننا. أظن أن خاصتيه قد ذبلتا نتيجة كل هذه الأحزان التي يكتمها.

أخفض رأسه لينظر نحو يدي. ضغط عليها برفق ليقول في هدوء:
- أنت دافئة بشكل قد يصيب شخصا بالغا بالرغبة بالبكاء. أتعلمين ما معنى أن تذوب كل تلك القسوة التي شكلتها الأيام في لحظة واحدة بسبب لمسة يد بسيطة منك؟

ٱبتسمت بمرارة لألتزم الصمت. طأطأت رأسي لأحدق بالأرض بينما مد يده الأخرى ليضعها فوق خاصتي.

.
.
.

لا أعلم كم مضى من الوقت حتى قلت:
- أين تقع مملكتك؟
- مملكة السحرة و الياتي في الشمال. مملكة حوريات البحر و ميدوسا في الجنوب. البشر شرقا و الفينيكس غربا. المستذئبون في الشمال الشرقي. المينوتور في الشمال الغربي. الآليون في الجنوب الغربي. مصاصو الدماء في الجنوب الشرقي و الشياطين في مركز العالم.
- هذا معقد! لم أستوعب شيئا!

ضحك أركون في خفة ليواصل حديثه:
- سيطرت الشياطين على مملكتَي البشر و الفينيكس و ٱنتشروا في الممالك الأخرى.
- ستكون مهمتنا صعبة..
قلت ذلك في تردد فٱبتسم ليجيب:
- لن تكون كذلك ما دمنا معا. أليس كذلك؟

هززت رأسي إيجابا مبتسمة ثم نبست و كأنني تذكرت الأمر للتو:
- أين بيضة الفينيكس؟
- في مملكة السحرة، في قصر أبولو.
- إذا ماذا ننتظر؟ لنذهب و نحضرها.
- سأذهب وحدي. لا تأتي. سيكون الأمر خطرا عليك.
- لا! سآتي معك. لن يكون كذلك ما دمنا معا.

ٱبتسم في حماس ليضيف:
- أيجب علينا إخبار الآخرين؟
نظرت إليه مفكرة لنقول معا في الآن ذاته:
- لا! سيودون المجيء معنا.
ثم ٱنفجرنا ضاحكين لنغادر المكان نحو مملكة السحرة خلسة.

.
.
.

﴿ مملكة السحرة

﴿ أركون

سرنا سويا وسط الثلوج حتى وصلنا إلى قصر أبولو. ٱختبأنا وراء الأشجار نتفحص المكان. كان خاليا من كل السحرة و الشياطين. شعرت بالقلق لكني توجهت لأفتح الباب و ندخل القصر في هدوء. ٱستدارت لي سنا لتقول في حيرة:
- أين ذهب الجميع؟
- لا أعلم. يبدو هذا مريبا.
- حسنا، علينا الإسراع. أين البيضة؟
- في الأسفل.

أجبت لإزيح زربية بيضاء ذات نقوش ذهبية عن الأرضية ثم فتحت بوابة صغيرة. فجأة سمعنا صوت فتح الباب. ساعدت سنا على النزول بسرعة ثم قفزت لأغلق البوابة.

ما إن فعلت حتى سمعت صوت حشرجة في الأعلى:
- من المؤكد أن السحرة يخبؤون ذلك الفينيكس في مكان ما هنا.
أجابه آخر بنبرة ماكرة:
- سيعترفون بعد تعذيبهم في ساحة المملكة. لقد جمعناهم جميعا هناك و إن لم يعترفوا سنفعل لهم كما فعلنا مع البشر قديما.
ثم ضحكا في خبث. ٱستدرت نحو سنا لألمح القلق باديا عليها.

سرت في نفق طويل لأنزل في سلالم و أقول:
- لا يمكنهم سماعنا الآن. يمكنك التحدث.
- ماذا سيحدث للسحرة؟
- الخبر الجيد أنهم لن يخبروا الشياطين بمكاننا و الخبر السيء أنهم لن يفعلوا حتى الموت.
- علينا فعل شيء ما حيال هذا!
- أولا عليك فقس البيضة.

قلت ذلك لأمرر يدي في الهواء بشكل دائري فاتحا كفي فٱشتعلت مشاعل تحيط المكان. كنا في غرفة فسيحة تحيط بها مكتبات ضخمة. توجهت نحو مركز الغرفة حيث وضعت البيضة فوق منضدة ذهبية لأمسكها و آخذها لسنا.

﴿ سنا

وقفت في إعجاب أشاهد المكان حتى تقدم مني أركون ممسكا ببيضة سوداء نقشت على قشرتها نيران مضيئة مختلفة الألوان بين الأحمر، البرتقالي و الأزرق.

ٱقتربت منه لأضع يدي عليها كما فعلت مع بيضة أبولو. فجأة تشققت لتسيل منها حمم بركانية. سحبت يدي مسرعة فصرخ أركون:
- سنا! اِختبئي!

ركضت نحو المنضدة لأقلبها و أجلس القرفصاء خلفها عندها سمعت صوت ٱنفجار ليعم صوت مخيف. رفعت رأسي لأطل على المكان. ٱنتشرت الحمم على الأرض و المكتبات لتذيبها.
تقدم أركون لينفض الحمم عن ملابسه و شعره البرتقالي فوقفت لأقول:
- إنه تنين نار! كان علينا توقع هذا.

ضحك ليتقدم مني ممسكا بين يديه تنينا ظريفا أحمر اللون. لاعبت رأسه لأقول مبتسمة:
- يا إلاهي! إنه ثاني أظرف شيء أراه في حياتي. سأسميه فولكانو.
- ما الشيء الأول؟
نظرت إليه لأجيب ببراءة:
- ٱبتسامتك..

فجأة ٱشتعل أركون بنيران زرقاء خافتة ليقول مبتسما:
- حسنا، كان ذلك مفاجئا!

ضحكت بتلقائية لأمسك فولكانو بينما أطفأ هو نيرانه و تشكل من جديد مبتسما. نظرت إليه لأضيف في قلق:
- إذا ماذا سنفعل الآن حيال السحرة؟
- أولا علينا إخبار أبولو و بيتر من أجل الدعم.
- كيف؟ هل سنعود إلى مملكة الياتي؟
- لا، بل عبر البريد!

قال ذلك ليمزق ورقة من إحدى الكتب الفارغة و يأخذ قلما و يشرع في الكتابة ثم ربطها حول ذيل التنين ليقول:
- فولكانو! فلتأخذ هذه الرسالة إلى أبولو في مملكة الياتي! بسرعة يا فتى!

قال ذلك ليفتح بوابة القبو فطار التنين مرفرفا بجناحيه ليغادر المكان. ٱستدرت نحو أركون لأسأله في حيرة:
- لكن كيف يعرف المكان؟
- يعتمد على غريزته التي تقوده.

أجاب مفسرا ليقودني خارج القصر. تسللنا بين المنازل الفاخرة إلى أن وصلنا إلى ساحة المملكة حيث جثا جميع السحرة على الأرض و قد قيدت أطرافهم. تقدم منهم أحد الشياطين ليقول بنبرة صارمة:
- أين تخبئون الفينيكس و البشرية؟
عم صمت قاتل فأضاف صارخا:
- ألن تجيبوا؟ تكلم يا هذا!

ثم تقدم من ساحر شاب ليلف ذيله حول رقبته بقوة ضاغطا عليها بينما ٱلتزم بالصمت. ٱستدار إليّ أركون ليقول:
- علينا ٱستدراجهم بعيدا عن المملكة و السكان. أتثقين بي؟
هل يتوقع مني الإجابة بلا؟
- أجل، أثق بك.

عندها خرج من مخبئنا ليتقدم من الشيطان في هدوء. وضع يده على كتفه ليهمس عند أذنه:
- أتبحثون عني؟
ٱستدار إليه الشيطان في ذهول ثم إليّ فلوحت بيدي له.

ٱستدار سكان المملكة في دهشة ليحدقوا بنا. سدد أركون لكمة نحو وجه ذلك المخلوق الأسود ليركض نحوي فاردا جناحية دون أن يشتعل ليمسك بذراعاي و يطير مسرعا.

تسارعت دقات قلبي و أنا ألمح سربا من الشياطين يطيرون خلفنا. زاد أركون في سرعته حتى وصلنا إلى مملكة الياتي فلم نجد أي دعم في ٱنتظارنا عندها قلت متذكرة:
- فولكانو يعرف المكان لكن لا يعرف أبولو!

﴿ مملكة الياتي

حط أركون على الأرض فتوجهنا راكضين نحو منزل بيتر. وجدنا سانو يلاعب فولكانو فوق الفراش. ما إن رآني حتى طارا ليحطا على كتفاي. خرجت مسرعة لأبحث عن أبولو بينما لحق بي أركون.

وصلنا إلى الساحة الرئيسية فوجدته هناك مع بيتر.
- لا أعلم لم لا أتذكر أي شيء حول طفولتي. هذا أمر مريب.
- بيتر! عذرا لمقاطعتك.

قلت لاهثة لأضيف:
- أبولو! لديّ مفاجأة لك.
ٱبتسم بتلقائية ليجيب:
- أهذا تنين أركون؟ إنها مفاجأة سارة!
- لا، ليست هذه. بل تلك!
قلت ذلك ثم أشرت نحو السماء ليظهر سرب الشياطين و هو يقترب من حدود المملكة.

وقف بيتر في ٱرتباك ليصرخ في وجه من وجد بالساحة:
- أحضروا الدعم بسرعة! خبئوا الأطفال. لدينا هجوم هنا!
ثم توجه نحو أحد الكهول ليقول:
- عذرا، عليّ الرحيل! فلتهتم بشؤون المملكة.
ٱستدار إلينا مضيفا:
- علينا الرحيل الآن! سيتولى هو أمر المملكة. هو من عينني قائدا للقبيلة.

نظرت إليه في حيرة لأسأله:
- لكن إلى أين؟
- إلى مملكة المينوتور..

ركضنا بسرعة عبر الشوارع بينما أسرعت وحوش الياتي في الٱتجاه المعاكس مزمجرة تضرب صدورها بأياديها. فجأة ٱرتطم بي أحد الياتي فوقعت أرضا. ٱستدار أركون ليشتعل في غضب و يمسك برقبته بقوة. وقفت لأقول:
- أركون! أفلته فهذا ليس وقت الشجار! علينا الهرب!

حدق فيه بكره ليفلته ثم أطفأ نيرانه و تشكل من جديد لنواصل الركض بينما طار التنينان فوقنا.

.
.
.

﴿ مملكة المينوتور

خففنا من سرعتنا ما إن وصلنا إلى حدود المملكة. كانت واسعة تحيط بها الجبال من كل الجهات ذات منازل خشبية ضخمة علق أعلى كل بيت منهم قرون ثور عملاقة.

توقفنا عن السير لنسترجع أنفاسنا عندها قال أبولو معاتبا:
- أنتما الإثنان! من هنا فصاعدا لا تفعلا أي شيء دون علم لنا!

لم نعره ٱهتماما بل نظرت لسانو قائلة:
- هيا يا صغيري، فلتختف و تحط على كتف أبولو.
رفرف بجناحيه لينفذ ما أمرته به بينما أخذ أركون فولكانو ليضعه في جرابه.

سرنا في الطريق نتأمل المكان. كان جميع السكان ذوي بنية قوية و جسم ضخم معضل. تقدم أبولو من كهل ليقول في هدوء:
- عذرا سيدي، هل يمكننا أن نقابل زعيمكم؟
نظر إلينا في ٱستغراب ليقول بلهجة صارمة:
- اِتبعوني!
قادنا إلى خيمة جلدية عملاقة ليتوقف و يضيف:
- إنه في الداخل.

تقدمت من حارس واقف أمامها لأقول:
- نريد مقابلة قائدكم.
- من أنتم؟
صمت لبرهة فأجاب بيتر:
- يمكنك مناداتنا بالمتمردين.
حملق فيه طويلا ثم أضاف:
- ماذا تكونون؟

ٱلتزمنا بالصمت فقال أركون في هدوء:
- هذا ليس من شأنك. أخبره أن لديه زوارا فحسب. لقد أتينا في سلام.
نفث الحارس دخانا من أنفه في وجه أركون قبل أن يدخل إلى الخيمة. عاد بعد لحظات ليقول:
- تفضلوا! لكن اِنزعوا أجربتكم هذه. لا يمكنكم إدخالها.

نظرت إلى البقية في قلق فتدخل بيتر ليقول مطمئنا:
- سأحملها أنا يا رفاق و سأظل هنا في ٱنتظاركم.
نزعت جرابي لأقدمه له بينما همس أبولو:
- سانو، اُدخل في جراب سنا دون ضجيج.
ففعل ذلك.

دخلنا إلى الخيمة لنجد رجلا ضخما مفتول العضلات، عريض الكتفين ذي بشرة قمحية، شعر بني مجعد و أعين ذهبية في ٱنتظارنا.

نظرت إليه لأقول في ثقة:
- هل أنت قائد قبيلة المينوتور؟
- أجل، هذا أنا آريس. ماذا تريدون؟
- نريد المساعدة من أجل القضاء على الشياطين.
- آريس لا يساعد أحدا.
أجاب بصوت غليظ ليغادر الخيمة في صمت.

لحقت به في ٱستغراب لأضيف:
- عليك فعل ذلك من أجل قبيلتك و مملكتك.
- آريس لا يفعل شيئا من أجل أحدهم.
ٱستدرت نحو البقية لألمح تعابير الٱستغراب على وجه أبولو أما أركون فقد سيطر البرود على ملامحه.

فجأة ٱصطدم آريس بفتاة صغيرة. وقعت على الأرض متأوهة فحملق فيها في صلابة. ٱعتذرت منه مترددة لتقف و تركض هاربة. وقفت أمامه لأعترض طريقه معاتبة:
- كان يجب أن تعتذر لها. أنت من ٱصطدم بها و ليست هي.
- آريس لا يعتذر من أحد.

تدخل أركون ليقول في هدوء:
- سنا، هيا فلنذهب. لن يجدي هذا نفعا.
نظرت إلى آريس لأقول في صرامة مقطبة حاجباي:
- أنا أشفق على هؤلاء السكان لأن قائدهم ثور قاس مثلك.
- آريس ليس ثورا بل مينوتور.

- أيا كنت لا يمكن أن تكون قائدا. على القائد أن يهتم بزواره كبيتر، يحب قبيلته كأبولو و يحمي غيره كأركون.
عندها أضاف أركون في هدوء:
- و أن يتحلى بالإنسانية كسنا.

ٱستدار له آريس ليقول في ٱستغراب و سخرية:
- الإنسانية؟ لا يمكن لأحد أن يتحلى بالإنسانية إلا إذا كان بشريا. هل هي بشرية؟
نظرت إليه لأجيب في ثقة:
- أجل، أنا بشرية. هيا فلنرحل يا رفاق.

عدنا إلى بيتر لنحمل أجربتنا. لحق بنا آريس ليقول في غلاظة:
- كيف يمكن أن أساعدكم؟
- لا نحتاج مساعدتك بعد الآن.
- لا تنتظري مني أن أعتذر. آريس لا يطلب المغفرة.
- لا أنتظر شيئا منك أساسا.

نظر إليّ بيتر ليقول في حيرة:
- لكن أين سنذهب؟ لا يمكننا العودة إلى مملكتي أو مملكة أبولو.
ٱستدار إليه آريس ليضيف متعجبا:
- مملكتك؟ هل أنت قائد وحوش الياتي؟
هز بيتر رأسه إيجابا فوجه كلامه نحو أبولو سائلا:
- و هل أنت قائد السحرة؟
نظر إليه أبولو مقطبا حاجبيه ليجيبه:
- أجل، أنا كذلك.
ٱستدار نحو أركون ليقترب منه مردفا:
- ماذا عنك؟ ماذا تكون؟
ٱلتفت نحو آريس لأجيب بلهجة صارمة:
- ألا يجدر بآريس ألا يتدخل بشؤون الآخرين؟

نظرت إلى بيتر لأسأله في حيرة:
- هل أحضرت بيضة تنين الثلج؟
- لا، لم أحضرها. إنها ليست معي أساسا. لقد سرقها الشياطين منذ 20 سنة و خبؤوها إما في مملكة الفينيكس أو البشر أو في مملكتهم.
- إذا وجهتنا التالية هي مملكة الفينيكس لنبحث عن البيضة.
- لكني أشعر بالتعب، العطش و الجوع. لنسترح قليلا.
- لكن غير مرحب بنا هنا.

ٱستدار آريس ليقول بصوته الغليظ:
- يمكنكم البقاء هنا. سأطلب من السكان الٱهتمام بكم ما دمتم ضيوفي.
حملقنا به في غضب و ٱستغراب فأضاف:
- ألا يجدر بي الترحيب بزواري كما يفعل بيتر؟

.
.
.

قادنا آريس إلى إحدى المنازل الضخمة لننال قسطا من الراحة. جلسنا سويا بينما غادر. بادر بيتر بقوله:
- لكن ماذا سنفعل الآن؟
أطلق أبولو زفيرا طويلا ليجيب:
- سنتجه صباح الغد إلى مملكة الفينيكس.

أضاف بيتر في حيرة:
- لكن ماذا عن بيضة تنين القوة، بيضة آريس؟
نظرت إليه لأجيب في هدوء:
- سنتخلى عنها و عن آريس.
تقدم بيتر ليضع مرفقيه على ركبتيه مردفا:
- لكننا نحتاجه.
- بل يحتاجنا.

أجاب أركون في هدوء ليواصل حديثه:
- هو في حاجة ماسة إلينا حتى يحمي مملكته. سيلجأ إلينا في نهاية المطاف.
عم الصمت مجددا ما إن أنهى قوله ليغوص كل منا في أفكاره.

وقفت لأتجه نحو مرآة بيضوية الشكل معلقة بالجدار الخشبي البني. مددت يدي لأخرج رباط شعر أسود. لففت شعري الطويل على شكل كعكة فوضوية تتدلى عند عنقي بينما أبت بعض الخصل القصيرة الأمامية الٱنقياد للرباط فتدلت على جانب جبيني.

﴿ أركون

رفعت رأسي أشاهد سنا و هي ترتب شعرها. كانت جميلة رغم بساطة تسريحتها.. جميلة للغاية.

فجأة غيرت منحى نظرها في المرآة لتلتقي أعيننا. نظراتها قوية و رقيقة، صلبة و لينة، باردة و دافئة.. نظراتها تجمع بين الشيئين و لو كانا متضادين لتتضارب المعاني و تتضارب معها دقات قلبي بشدة.

﴿ سنا

ٱستدرت لأجلس مكاني مجددا. فجأة فتح الباب بقوة هائلة مصدرا صوتا يصم الآذان لينتفض الجميع من أماكنهم. خلال ثوان تحول بيتر إلى وحش ياتي، شكّل أبولو كرة ضوئية ضخمة بين يديه و ٱشتعل أركون ليفرد جناحيه مخبئا إياي خلفه.

خللت أصابعي في جناحه لأبعد شيئا من ريشه و قد تسارعت دقات قلبي. عندها لمحت آريس عند الباب ممسكا بالمقبض في تردد و قد ٱرتسمت على وجهه ٱبتسامة عريضة غبية. تذمر الجميع بينما أطلقت زفيرا طويلا أزاح ما ٱجتاحني من هلع و قلق.

عاد بيتر إلى هيئته الطبيعية، فجر أبولو الكرة الذهبية كالفقاعة برفق و أطفأ أركون نيرانه ليتشكل من جديد.

تقدم آريس ليغلق الباب وراءة برفق بالغ قبل أن يستدير قائلا بصوته الغليظ:
- لمَ أنتم في وضعية الهجوم دائما؟ فلتستريحوا!
قطبت حاجباي لأجيب متذمرة:
- لأن آريس لم يتعلم في حياته كيفية طرق الباب!
- و لمَ سأفعل و هو باب لمنزل في مملكتي؟
- هناك خصوصية يا رجل!
- حسنا..

نظر إليه بيتر في حيرة سائلا:
- ألن تعتذر؟
ضحك في خفة مستهزئا ليجيب:
- آريس لا يعتذر من أحد!
أطلقت زفيرا طويلا و قد طفح الكيل من هذا الثور المغرور. ألقى كل منا بجسده على أريكة ما في صمت.

تقدم آريس ليجلس على كرسي خشبي فتحطم فجأة لتتناثر قطعه في المكان بينما وقع على الأرض. ٱستدرت ناحية أركون محاولة كبح ضحكاتي لألمح ٱبتسامة عريضة شامتة ٱرتسمت على وجهه في ٱنتصار.

وقف لينفض الغبار عن ثيابه الجلدية ثم تقدم ليجلس بجانب أبولو الذي وقف ليجلس حذو بيتر في أريكة أخرى. نظر إليه ليقطب حاجبيه قائلا:
- لم وقفت؟

ٱستدار نحوه أبولو في تردد و ٱرتباك ليجيب متلعثما:
- سيدي.. لا تسئ فهمي من فضلك.. أنا لا أقلل من شأنك أو من قيمتك.. فقط..
- يخشى أن تكسر إحدى عظامه بجثتك العملاقة هذه.
قاطعه أركون لينبس في هدوء فٱرتسمت على وجهي ٱبتسامة جانبية شريرة.

ٱتسعت عينا آريس الذي أضاف محدثا أبولو:
- لا تخف يا رجل! لن يحدث لك أي مكروه. قد أبدو ضخما قويا لكنني في الحقيقة رقيق للغاية.
- و تشهد قطع الكرسي الخشبي المتناثرة هناك على رقتك هذه.
أردف أركون ليقصف جبهته في برود بينما ٱتسعت ٱبتسامتي.

(حسنا.. أظن أني شريرة قليلا!)

;Child of Light

أهلا 🖤

ما الذي راقكم في هذا الفصل؟

توقعاتكم 🔥؟

الٱعتذار، تقليل من الشأن أم ٱعتراف بالخطأ؟

ٱنطباعكم عن آريس؟

هل تظنون بأنه قد يعتذر يوما؟ و لمن أو لماذا؟

مكان للنقد

هل سينضم آريس للمتمردين؟

جملة تم ٱقتباسها؟

رأيكم بالفصل ؟

(سؤال حر)

وداعا 🖤

Continue Reading

You'll Also Like

85K 1.4K 20
رواية تحتوي علئ بعض المشاهد الجنسية قد لاتناسب علق علئ البارتات تقديرا لتعبي. يهددها بأغلئ ماتملك بهذة الحياة وهي تستسلم له وتعطي جسدها مقابل حياة...
26.6K 2.7K 22
" مرحبا أنا لي فليكس و..... " " هاي تينكر بيل تعال لهنا " " وأريد أن أقتل رئيسي بالعمل هوانغ هيونجين "
3K 439 10
أحياناً يرسل لنا القدر شعاعه على هيئة إنسان بدأت و انتهت : ٢٠٢٠/١٢/٢
14.4K 1.3K 18
عندما ينقشع الظلام من رَحم الفجر . بدأت في الـ ٢٩ من سمبتمبر. ٢٠٢١ انتهت في الـ ٥ من ديسمبر. ٢٠٢١