الفصل السادس...

868 52 6
                                    


الفصل السادس...

واقفاً بأطراف متيبسه ووجهاً يعتلي ملامحه الصدمه وعدم التصديق وهو يراها أمامه ؛ عيناه السمراء متصنمه حتى عن الرمش

لا تعلم هي كم من الوقت مر عليهما بهذه اللحظات الخرساء الغير مفهومه والتي تحمل في طياتها الكثير

أندثرت الصدمه تدريجياً وأنضحلت ليهتف ياسين بصوت جاف للغايه :- أرجو إن تتركنا قليلاً إذ سمحتن قال كلماته للمرضات الثابتات بمكانهن وعيناه لم تتحرك حتى بمقدار بوصه عن غفران

أرتعشت أطراف غفران وأنزلت حدقتيها الفاتحه للأسفل هاربتاً من عيناه الداكنه التي زادتها شرارت الغضب بداخلها دكونه أكثر

أهتز جسد غفران لسماعها لصوت الكرسي الذي سحبه ياسين و جلس أمامها

داهم المكان صمت قارص كهبات رياح الصقيع البارد ليتزايد التوتر بدواخل غفران التي رفعت عيناها ببطء نحو ياسين لتجده شارداً بوجه متهجم تفرست ملامحه كثيراً كم أشتاقت لها مررت عيناها الضيقه على محياه لترى سمراوتاه الحنونه قد أصبحت قاسيه للغايه وبشرته السمراء أزادت دكونه عن قبل دققت أنظارها لترى تلك الشعيرات الكثيفه والمنمقه التي تتمركز أعلى شفتاه قد زادته وقاراً ألقت نظره على جسده لتراه أنحل بكثير من قبل ولكن رغم نحل جسده فهو يمتلك منكبين عريضين قليلاً ناسبا طوله الفارغ

ما الذي حصل قالها بحده واضحه أخرجت غفران من شرودها به لتبدأ دموعها بالنزول متذكراً سحب صغيرها من بين يديها

وقبل إن ترد فاجأها بسؤالاً مليئ بالشك :- كيف يكون الذي تم خطفه " أبنك "

أتسعت عيناها ورمشت بهن عدة مرات وكأنها تتذكر بأن ياسين لايعلم بشأن ساهر

أجيبي أردف بها بصوت حاد خشن جعلها تنتفض

أسمعني .. يا ياسين.. أنا ... يعني .. كانت غفران تهتف بهذه الكلمات بتلعثم وغير ترتيب وهي تهرب بعيناها بعيداً عنه

نهض بعنف ليدنو منها بعينان تهتف شراسه وغضب بلونهن الأحمر وملامح مخيفه قائلاً بأسنان تسك غضباً :- لا تحاولي الكذب يا غفران

أبتلعت ريقها مراراً وتثاقل لسانها وهي تنطق :- كنت سأخبرك صدقني فلقد كنت أنتظر اللحظه المناسبه لأخبارك

أغمض عيناه بقوه وهو يعتدل بوقوفه غارزاً يديه بين تلك الخصلات القصيره للغايه بعنف حتى كاد إن ينتزعهن ليهتف بكره شديد :- ثلاث سنوات لم تكون كافيه حتى تجدي بها لحظه مناسبه

أجهشت غفران بالبكاء تزامنناً مع جلوس ياسين بأهمال وتعب على الكرسي

أصمتي ردد ياسين هذه الكلمه بتعب واضح وصدمه كبرى

تعالت شهقات غفران لينهض ياسين بقوه قائلاً بصراخ غاضب :- أصمتي الا يكفي بأن بسببك وبسبب طيشك الزائد نحن الآن بهذه المحنه

غفرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن