لستُ وَحيدًا في الليلِ

283 105 32
                                    

مِن أينَ جِئنَ؟
يَطرِدنَ أخواتِهنَ.

يَتزاحمنَ في صَدري، يَنمينَ كـ المُتسلِقاتِ لـِ أعلايَّ طارِداتنَ بناتَ الليلِ.

مَن يَسقيهنَ حتى وَصلنَ رأسي؟
أعتمنَنْي فـ أينَ تِلكَ الأشرِطة الذهبيةُ المُصفرة التي تُدفئنَهُنَ 

أهُنَ خُضَّرٌ؟
أينَ أجِدُ جرادًا للإيجارِ؟

هَماستَهُنَ عويلٌ لا يُسمَعُ إلّا فيَّ
أتصرخنَ فَرحًا أمْ حَسرةً؟

ألمًا أمْ خَوفًا؟

أتخفنَ هَمزَهُم إذْ سَمِعوكم؟
هل أنا ضَعيفٌ هكذا أمْ طاعونَكُنَ جَبروتٌ طاغٍ في أراضيَّ؟

عَويلُكنَ غيرُ مَفهومٌ، أهيَ ضِحكاتٌ؟
أم لَمزاتٌ؟

أهُنَ مُرسلاتٌ خِصيصًا ليَّ،
أمْ هذهِ مُتعَتُهنَ؟

سُلِطنَ عليَّ مِن قِبلِ مَن؟
أيَرينَني كـ أخواتِهنَ مِن البَغايا؟
سَهلٌ لَهُنَ أم صَعبٌ كـ تَحدٍ يُجرِبنَني؟

دَنسنَ الليلَ...
ألمْ تَتعلمنَ الغِنا كـ باقي أخواتِكُنَ؟
مَن تِلكَ الشَمطاءُ التي رَبتْكُنَ؟

أليَّ بـ صَفعةٍ على وَجهِها؟
أو هَمزةٍ في وجوهكنَ؟

أمِنْ قاضٍ يُحاسِبُهنَ؟
ما سَرقنَهُ لا يُثَمنُ

أمِنْ قانونٍ يَحدُهنَ؟
فـ حدودُهنَ الأخلاقيةُ إنعدمتْ

أينَ رَجُلهنَ لـِ أخذِهنَ؟
تمادينَ حدودَ كُلَّ الأُمَمِ

أهُنَ مُتواجِداتٌ مِن العَدمِ؟
ألا سُمَ لـِ إهلاكِهنَ؟

أيُّ كيميائيٌ سافِلٌ صَنعَ هذا السُمَ؟
إقتلوهنَ!

أسقَمنَني بـ أوصابٍ لا تَعريفَ لها في علومِ الشرقِ أو الغَربِ

يسألونَني ما بالُكَ تَزفِرُ ثِقلاً كما لو أنَّ جِبالَ الأرضِ على صَدرِكَ؟
وكم أتمنى إخبارَهُم أنهُنَ ثِقلُ حَيْزُوميَ،
هُنَ إبليسُ نَفسي ومَطارِقٌ في رأسِيَ

عاقِلٌ كُنتُ، عن تَجارِبيَ أُحَدِثُهم
لـِ يأتينَ على حينِ غَرةٍ ويَضمّنَ الراءَ ماحِياتٍ الكَسرَ

كُنتُ أعتَسِفُ مُطَرِقوا الرؤوسَ حالِكوا الأعيُنَ
لمْ أكُنْ ذا لُبٍّ في حالِهم
والآن أنا، مُتَفَنًا في بؤسِهم

يَثِقنَ رأسيَ ليلًا، و مُخَلَفاتَهُنَ تُأرِقُني نَهارًا
خَصَّنَ روحي لـِ مِتاعِهنَ، ومَنامي لـِ هَمزِهنَ

على العِلاتِ... إنهنَ وَصبٌ لا دواءَ لهُ
وأني لـَ غارِقٌ كما يُرِدنَ

أدركتُ مُتأخِرًا... هُنَ هاويةٌ
تُعرفُ بـ إسمِ بَناتِ الصدورِ

بنات الصدورOù les histoires vivent. Découvrez maintenant