Intro

507 24 250
                                    


"احذر-"
صَرخ بِها مُحذراً لكن الأوان قَد فات، إذ إنه تأخر في تحذيِره إياها عن ما قَامت بإحتضانه للتو.
بِحكم أنهُ مخلوقٌ لطيف.

وفي خُضم ذلِك هو تحركَ ناحية صنبور المياه جانباً ليملأ الدلوَ بِالماء، ويقوم بسكبه كاملاً ناحية الشجرة التي أمست بسبب فِعلتها تِلك مُشتعلة، مشاركةً لونها لون السماء، حتى تفحمت بعد إنطفائِها.

المتسببة بِهذا كله، تقف بِإندهاش ولازالت مُحتضنةً مخلوقهُ الخاص بعدم إستيعاب لما حدث.

"يا إلهي"
قالتْ فاغرةُ الفاه وتبعتها صرخة مصدومة، للتو قامت بإحتضان تنين صغير لطيف الشكل، وبهذا حين قامت بإعتصاره بين ذِراعيها هو أخرج نيرانهُ القوية من فمه فأشعل النار بِشجرة التُفاح المفضلة لوالدها.

حررت التنين، مسكت طرفيّ ثوبها الأنيق الذي يَحمل لونَ اللافندر، ثم دخلت حديقة منزلها لتجلس بِغضب على إحدى كراسي الطاولة البيضاء.

"هيجي، أبي سيزيد العقاب حتماً"
وضعتْ رأسها على الطاولة وأردفت بنبرة باكية "ألا يكفي قوله أن لا أراها لمدةِ أسبوع؟ إنها مدة طويلة!"

هي لا تعلم ما الخطأ الذي اقترفتهُ الآن، هل بأنها رغبت بإحتضان هذا الكائن الأسود اللطيف الذي كان يتجول قبل قليل بجانب الشجرة أم لكونها لم تسأل هيجي بتاتاً عن ماهيته في الأساس قَبل لمسِه؟

لكنها الآن لا تستطيع التفكير سوى أن أبيها سيقوم بِمضاعفة العقاب بلا أيةِ ذرة شك، عاودت النظر للشجرة ولِأوراقِها الصفراء التي سَبق وإن سقطت على الأرض مسبقةً شبيهاتها اللاتي تفحمن للتو.

الجو كان رائعاً ومناسباً لكونهما في الخريف.

"يدعى بمينورو"
تحدث المُدعى بهيجي بعد أن أغلق سياج حديقة منزلها الأبيض ثم جلس أمامها وهو يعدل بذلته السوداء التي تليق بكونه أميراً.

مينورو تنينه الخاص كان قد اتخذ موضعهُ على كتفه، مغمضاً عيناه وبكل أريحية.

فكرت، بتعابير ممتعضة، أن أسم التنين في هذهِ اللحظة لا يهمها البتة، ولا حتى أن معناه والذي يكون 'مثمر' لا يتماشى مع كونه أحرق ما تبقى من ثمار التفاح للتو.

زفرت بإستياء بسبب مينورو وكذلك، بسبب ما تفوه بِه هيجي ، اعتدلت بجلستها مستعدةً لخوض نقاشاً معه وعيناهُما تتشاركان خطاً واحداً لكن خاصتها كانت حادة على عكسه، سبقها متحدثاً قبل أن تتفوه بحرف:
"الفتيات لا يفعلن هذا"


على نقيض نبرة السخرية التي تحملها صوته، أمتدت أنامله ناحية عينيها مُبعداً البلورات التي تجمعت في مقلتيها.

ما فعله جعلها مُضطربة لكنها لازالت مُستاءة مما قاله، أبعدت يده وتتحدث بإنفعال:
"وبحقك هيجي، هل أصبحت أبي الآن؟"

أبتلعت ما بجوفها لتستردف قائلة وهي تغلق أصابعها واحداً تلو الآخر معددةً ما يقوله والدها لها "لا تصرخي ميكو، لا تلعبي في الخارج برفقة الفتيان، لا لتعلم الرماية، لا تركضي.. الفتيات لا يركضن، ولا لمقابلة هانا حتى تتصرفي بتهذيب! " رفعت نبرتها في آخر ما قالته لتتبرم مجدداً وسط إبتسامتِه.

"ميكو" قام بمناداتها بنبرة هادئة لتهمهم بذات النبرة.

"لِماذا تريدين تعلم الرماية والمبارزة بالسيف؟ إنها مُهمة الرجال كما تعلمين" سألها.

أغمضت عيناها لتزفر بهدوء، ما رأته لم يكن بالشيء القليل لتتخطاه، فبعد الحرب التي أندلعت قبل سنوات، هي رأت ما تبقى من جسد الحراس بعينيها، وبسبب هذا لم تشأ أن تخسر أحداً حتى وإن كان شخصاً غريباً في سبيل حمايتها وحماية من تُحب.

"شقيقتُك هيجي"
نطقت وهي تفتح عينيها وتسهب النظر إلى وجهه المستنكر وتضيف "قَد يتمكن الأمير تايهيونغ من حمايتها حين يتزوجا لكن أريد أن أفعل المثل لها، ولعائلتي ولنفسي كذلك"

مسكت يده جابرةً نفسها على الإبتسامة، وأسترسلت مغيضةً إياه "لكن الوحيد الذي لا أريد حمايته هو أنت، يمكنك تكفل أمرك بنفسك"
ما قالته لم يكن كذباً لكن الجزء الأخير من حديثها ف يعد كذلك، ستحمي من حولها مهما كلف الأمر، لم تخبرهُ بأمرٍ مُهم.

وهو أن بزواج الأمير تايهيونغ بالأميرة الجميلة هانا قد يضعهما هم الأثنان في خطر، كون الأنظار عليهما بالفعل وهناك من يكن الحقد لهما وهي على علم بأحدهم.

***

جست المقدمة
والرواية القصيرة ذي، الي ان شاء الله تكون خفيفة لطيفة للحلوة والمقربة لقلبي _syorax   💙💙✨🔥

الشخصيات الرئيسية هم هانا وتاي والاثنين الي ظهروا، الوصف وكل شيء رح يكون مع البارت ، بس ورا المقدمة فيها فكرة مهمة😋.

كل شيء خيالي وم يعود لأي عصر أو فترة زمنية.

شكراً ل nandimo على مساعدتها ليا وتصميمها اللطيف✨.

و عنوان الرواية وكل شيء بيتضح بعدين لكن تعني 'زهرة الثعلب' باللاتيني.
وبس أستقبل أي انتقاد، استمتعوا
🧚🏻‍♀️🌠

Flos VulpesWhere stories live. Discover now