الجزء الثاني بعنوان( عيناه )

22 1 0
                                    

اعطتنا الحكومة اجازة طويلة، من المفترض ان اشعر بالسعادة.ولكن بدون رؤيته لا معنى لأي شيء. افضل الذهاب للعمل والبقاء فيه اذا ثبتوه امامي للأبد، الشمس ساطعة والعصافير تغني ولا احد في المتجر سواي وقمر، هل نسوا إن الاجازة انتهت؟  جاوبت على سؤالي وكأنها تقرأ افكاري : لقد اخذوا اجازة اضافية ليحضروا حفلة مع المدير الجديد ثم اجابت مجددا وكأنها تقرأ افكاري فعلا : ولأنهم يحتاجون من يعمل في الحي لا يمكنهم تركه فارغ!، اختاروني انا لأن فاروق انفصل عني والمديرة تحبه وانت.
صمتت قليلا لم تجد اجابة ورسمت ابتسامتها الخبيثة
انها على حق للاسف لو لم تكن على خلاف مع فاروق لذهبت معهم ولكن انا لن يدعوني احد بأي حال،شعرت بالحزن ولم افهم لماذا انا لم احاول التقرب من المديرة او اي شخص اعمل معه بالتأكيد لن تتم دعوتي. انهيت عملي وألقيت كل مشاعري في حاوية القمامة بجوار منزلي ووعدت نفسي انني سأعمل من اجل المال فقط وفاروق لم يعد يعني لي اي شيء.في الصباح الباكر اتيت العمل مبكرة انتظرت مجيئهم وانا اشرب الشاي الدفئ حتى لا يسيطر علي الغضب واحرق هذا الحي بكل من فيه،وعدت نفسي انني لن احدق في فاروق اليوم او ابدا. وقمر منذ البارحة اعتقد انها ارتبطت بي انا بدلا من فاروق،تهمس في اذني كما يهمس الشيطان
تحرضني ان اقتل حبيبته الجديدة اقصد ان اتخلص من حبيبته الجديدة كما تخلصت منها، وانا فكرت في خطة قتلها مسبقا،بدلا من الحقد والحسد شعرت بالثقل وكأن احدهم وضع حجرا من الجرانيت فوق قلبي لابد انه كان سعيدا، بالتأكيد ابتسم وضحك ايضا وارتدى ملابس مختلفة عن زيه الرسمي في العمل وكل هذا فوته،كل هذه اللحظات كنت سأسجلها بحبر اسود لايمحى في ذاكرتي ولكن للاسف القدر لم يدعوني للحفلة،حدقت في عملائي بدلا عنه على الاقل يبتسم معظمهم إلي عندما اساعد، يبدو ان فاروق لاحظ مراقبتي المستمرة له وعيناه تستغربني الان، لمحته بطرف عيناي لثانية وعدت مجددا لعملي لحظة دبت فيها الحياة داخل قلبي وبدأ يخفق مجددا ثم عدت جثة تتنفس،انقلبت الادوار وهو من يراقبني حاليا يتسائل غروره لماذا لا انظر إليه؟ هل يشعر كبريائه بالانزعاج لانني لم اعد انتبه له؟ ياله من مغرور حقير لماذا بحق الجحيم اعجبت بشاب مثله عيناه كانت دائما تنظر في الاتجاه الاخر مهما حدقت. والان اصبحت مهمة؟فليذهب للجحيم هو وحفلته وكل اصدقائه.حل المساء وقل عدد الاجانب المتجر خال حاليا وفريدة اول صديقة قابلتها هنا صاحبة الصوت الصاخب معي لم تحضر الحفلة مثلي نتحدث ونمرح وقمر موجودة للاسف، اخبرها بنكات وتضحك واضحك انا ايضا قررت ان اصبح صاخبة حتى يعرف انني استطيع ان اكون سعيدة وجدا بدونه، اتابعه بطرف عيناي لثانية واجده معنا اذنه وعيناه وروحه تكاد تخرج من جسده لتجلس معنا  ولكن لن يفعل ذلك ابدا اعرف انه ليس به...انه يقف امام متجري وفريدة وقمر معي سئل بصوته العذب وقلبي يكاد ينفجر: هل معكم قلم؟نسيت قلمي في المنزل. وقبل ان اعطيه القلم وجسدي وروحي ردت قمر:للاسف لا،العالم لا يعطيك كل ماتري.. وقبل ان تنهي جملتها السمجة قاطعها برحيله، وحقا كم وددت ان امتطي حصان الانجليزي وادهسها بنفسي تلك الشمطاء!عاد مكانه وهدأت الاوضاع للاسف اليوم سأتأخر معه من بين كل الايام كنت دائما اجد ان جدولي ينتهي مبكرا، ذهب الجميع لمنزله،انتظرت حتى يذهب ولكنه صنم لا يتحرك وكأنه ينتظرني! البوابة بجوار متجره ولا طريق اخر غير العبور من امامه،حسنا سأعبر ولاشيء سيحدث،وللاسف القدر دائما يفاجئني يقف امامي يقطع طريقي بعنياه اكاد اسقط من الدهشة سئلني بكل برائة: لماذا تتجنبيني اليوم؟
جسدي ينهار وروحي ستخرج منه لتسقط في احضانه في اي لحظة صرخت في الحب:ابتعد عني! وللاسف صرخت بصوت مسموع عاد لمكانه انكسرت عيناه المتلئلئتين ثم تقدمت للامام فوق حطام قلبي اسمع صوته وهو يتهشم مع كل خطوة واعبر فوقه بعيون باردة.

حي المرسالWo Geschichten leben. Entdecke jetzt