٢

136 9 18
                                    

شعر بتحطم رأسه بعد تلك الضربة، هذا مؤلم ،كان سيبدأ بالبكاء ولكن الظلام ابتلع وعيه ، لم يعد يشعر بشئ ، حتى ألم رأسه قد أختفى ...

بالنسبة للرجل هنا هو ضرب و عذّب الكثير من الصبيان الذين في عمر هذا الفتى او حتى أصغر ،
دون أن يرف له جفن ،
لا يبالي إن كان من أمامه طفل أو بالغاً ،
رجلا أم آمراء ،
هو فقط يفعل ما يشاء ولا يهمتم لشئ، أو حتى يندم ،
ولكنه بعد ضربه لهذا الصغير شعر بوخزة في مركز الشئ النابض يسار صدره،
لمَ؟؟؟؟!
لا يعلم.....،
هو حتى لم يقصد ضربه بهذه القوى ،
هو أراد فقط إرجاعه للواراء ، لكن يبدو أنه وضع قوة أكبر من اللازم لسحبه ...
نظر إلى عينيه الزرقاوين فرأى طبقةً شفافة من السائل المالح قد أغرقت صفاء لونها ،
شعر بتلك الوخزةِ تزيدُ لتألمه أكثر ،
من أين له بهذا الشعور ؟!!
هو يشعر بالندم لكنه لا يعرف،
وكيف له أن يعرف وهو لم يجرب شعورا كهذا من قبل !!؟؟ ،
رأى أجفان الصغير ترتخي لتغلق عينيه ،
بدأ الصغير أمامه يهوي على الأرض تزاماً مع أغلاقه لجفونه ، فأمسكه من الأمام بيد واحدة قبل أن يستضدم وجهه بالارض ،
شعر أن شئ قد كسر مكان تلك الوخزة حين رأى خصلات شعر الأصغر الذهبية قد صُبغت بالقرمزي اللزج،
شعورٌ غريبٌ أخر !!!
لما هذه المشاعر الغريبة قررت زيارته اليوم بالذات ؟!!
ما هذا الشعور الآن ؟!!
القلق ....
هو قلق عليه !!
هذه المرة الأول التي يقلق فيها على أحد ، وفوق هذه كله هو لا يعلم أنه قلق !،
كلُ ما يعلمه أن لون الدماء على رأس الاصغر ووضعه هكذا لا يعجبه بتاتاً !!!
أدار وجه الصغير وجسده معاً ليقابله ثم حمله مثل رضيعٍ لا يزن شئ، وصعد به إلى منزله ،
وبينما هو يصعد بدأ دماغ بنسج الكثير من الأسئلة عن وضع هذا الصبي ،
لمَ هو ضعيفٌ هكذا ؟؟!
هو بالكاد سحبه قليلا للخلف !!!
يبدو من ضعفه هذا أنه مدللٌ كثيراً ،
إذاً ما الذي أوصله إلى هنا وحده ؟!
قطع تفكيره بأجوبةٍ لأسئلته صوت صراخٍ من الشقة التي في الطابق أسفل منزله ،
يسكن في هذه الشقة شابٌ صغير يبدو طالباً بالجامعة ،
في كثيرٍ من المرات كان يحاول استفزازه ليجد سببا لضربه أو أفتعال شجارٍ معه ، لكن الشاب دائما يكون بارد الملامح وجامداً ، و لا يتكلم معه ، حتى أنه مرة كاد يوقعه عن الدرج وبداء يضحك عليه لكن الأصغر تجاهله وكتم غضبه منه تجنباً للمشاكل حسب ظنه ،
'لماذا هو يصرخ ويشتم هكذا ؟؟!
توقف عندما وصل للأمام الشقة ناظراً للباب،
الباب مفتوح!!؟؟؟

استعجب في البداية، حتى أنه أراد الدخول ليرى ما هذا الشئ الذي جعل بارداً مثله يغضب ؟؟، وربما يستفزه قليلاً فهو يحب أغضابه ،، شكله يصبح مضحك في نظر الكبير عندما يغضب و يحاول أمساك أعصابه ، كلما تعكر مزاج " نوّار" وأراد أن يحسنه ويستمتع قليلا يذهب إلى باب بيت هذا الصغير ويستفزه ،وفي بعض الأحيان يدفعه و يدخل و يكسر أي شئ يره عمداً وهو يقول "أوبس" ثم يلتفت له حين ينتهي ويبتسم ويقول " وقعتْ وحدها " في الواقع هو لا يفعل هذا الا له حتى أنه لا يبتسم و يضحك من قلبه بصدقٍ إلا أمامه ،
حتى لو كانت ضحكته لاستفزاز الأصغر ،

"ما بين الدفئ و الصقيع ."Where stories live. Discover now