٣

113 9 0
                                    

سئم من الجلوس أمام النافذة بدون سبب ...، بنظره هو يجلس بدون سبب ، ولكن في الواقع هو ينتظر الشاب الذي خرج منذ الصباح ولم يعد للأن ،أيمكن أن يكون هذا طبيعياً ! أن يخرج شابٌ صباحا ولا يعود للمنزل حتى منتصف الليل؟
أتراه يعمل !؟
ربما لو أنه خرج من العمارة بشكلٍ طبيعي وبهدؤ لكان الامر معقولاً ،
إنها المرة الأول التي يبقى فيها نوّار بهذه الشقة طوال النهار فهو في العادة يأتي هنا فقط ليرتاح قليلا ويبتعد عن القذارة والخبث ولو لساعاتٍ قليلة ثم يذهب لقصره ولكنه اليوم سيبيت هنا، لسبيبين الاول هو الخبر الذي بلغه في الاجتماع ، الان ما عاد مضطرا للعمل طوال الوقت فقد اصبح الزعيم وما عليه سوى الاشراف على العمل وهذا هو الجانب المشرق الوحيد في الامور،
"جميلٌ هو النظر للجانب الايجابي في الأمور السلبية"
نطقها بينما ينظر للسبب الثاني النائم على السرير وهم بإغلاق النافذة فالجو باردٌ قليلا الليلة ، خرج من الغرفة قاصدا المطبخ، وبنفس لحظة إغلاقه باب الغرفة فتح الصغير عينيه وكأنه سمكةٌ كانت على وشك الأختناق لو لم يخرج الضخم الأن !
كان مرعوباً،
استيقظ قبل قليل ورأى الضخم شارداً وهو ينظر من النافذة ، فتظاهر بالنوم عندما لم يجد حلاً للهرب ، 'ولكن الان ها قد ذهب، كيف سأهرب؟؟!' كان يفكر بطريقة للهرب بينما يهرول بجميع الاتجاهات في الغرفة يبحث عن مخرجٍ غير الباب الذي خرج منه ذلك المخيف،
...... حتى ركض بأتجاه النافذة .....
.

.
.
.

.
.
.
.
.
في المطبخ

بينما نوّار يعد كوبا من القهوة نظر الى أكوام الفناجين و الاقداح المتكدسة و التى اعد بها القهوة سابقاً ، ما من احدٍ ينظفها وهو بالتأكيد لم يفكر يوما بأن يفتح الصنبور و يبدأ بتنظيفها كالنساء ، كلما أراد استخدام شئ وكان متسخاً ينزل ليشتري غيره بدل أن ينظفه ، على كل حال هو لا يستخدمٌ سوى معدات القهوة فقط فهو لا يجلس في البيت كثيراً حتى لو اراد تناول الطعام فيطلب من الخارج او يذهب لقصره فيعد الخدم له الطعام ،

' عليه إحضار خادمة '
فكر بهذا منذ زمن ولكن وجود خادمة معه في البيت ستجعله يكره دخوله ويتجنب ذلك فهو بالكاد يتحملهن وهم بعيدات عنه في القصر فكيف إذا كانت معه بنفس البيت ؟، فكّر بإحضارها عجوز ولكن العجائز بطيئوا الحركة ولن يتحملها ، وصل لقراره بإحضار خادم ، ولكنه لا يريد من احدٍ يعرفه أن يدخل هذه الشقة حتى لا يعلم الجميع أن هذه الشقة له وبذلك تفشل خطته في الابتعاد عن عالمه ، لمعة في ذهنه فكرة جعل نور خادماً عنده، يمكنه إجباره على ذلك بسهولة، ولكن نور ليس من النوع الجبان على ما يبدو، حتى لو قبل أن يصبح خادماً له بعد التهديد ،هو لن يكون هادئا ومطيعاّ ربما يفتش في أغرضه و يتنصت لمكالماته فيوقع بينه وبين شركائه أو يفشي اسراره لأعدائه انتقاما ، هذا ما فكّر به نوّار بينما يتذكر المشهد الذي رأى به نور لأول مرة منذ قرابة خمس سنوات عندما كان عائد من إحدى الأجتماعات مساءً، لم يكن في مزاجٍ جيدٍ للقيادة فكان السائق هو من يقود السيارة ويقله لمنزله بل دعنا نقل لقصره ، وبالتأكد ما من أحدٍ يجلس مع السيد نوّار في مكان واحد إلا ويكون متوتراً، خصوصاً إذا كان السيد غاضباً فكيف إذا كان معه في سيارة واحدة ؟؟!
وكانت نتيجة هذا التوتر أن السائق لم يستطع التركيزة والانتبه للسيارة التي باغتته وخرجت من المفترق اليساري للشارع و تجنباً للاستضدام و كرد فعل طبيعي لآي أنسان، لبى السائق رغبته الفطرية بالبقاء بأن تحركت يداه تلقائياً على المقود ليتجه يميناً حيث ذك الصبي ذو السبع عشر سنة يمشي على الرصيف واضعا يديه في جيبي سترته وينظر للارض بشرود حتى سمع صوت مكابح السيارة القادم التي تحاول التوقف وقبل أن تصل إليه كان قد قفز للأمام قفزة كانت حياته معتمدةً عليها،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 10, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

"ما بين الدفئ و الصقيع ."حيث تعيش القصص. اكتشف الآن