وآدم بدون تفكير.. تسرع بإلقاء كلماته
-لو كل الي همك فلوس الشرط.. هديهالك بس اقعدي نتكلم..

نظرت له باحتقار شديد.... انه كوالده.. يبدو انه يفكر مثله  المال هو كل شئ..

عندما نظرت له هكذا كم احتقر نفسه.. لماذا تسرع..
ثم نظرت لعمار الذي ود لو اسكت آدم.. فكم سمع انها لا تأخد من الزبائن ذلك المزيد من المال المسمى بالتيبس وتعطيه لمديرها....
لقد فهم بما تفكر.. هي لا تريد المال.. ولكن هذا كان رد فعلها عندما حاول اجبارها..

فقط وضعت ذلك القلم والورقة من يدها علي طاولتهم.. ثم
نظرت لآدم
رادفة  بجمود
-شكلك زيه.. وبنفس تفكيره.. وانا ماليش اخوات ولا ليا حد.. وماتحاولش تهوب ناحيتي تاني
ثم مظرت لعمار
-وانا مستقيلة ومش عايزة اي حاجة

ثم بسرعة حرجت من صالة المطعم الكبيرة ودقيقة كانت خلعت ملابسها.. وارتدت بنطالها وسترتها وحذائها الرياضي.. تاركة المكان الذي كان عملا وملاذا لها دائما.. وعقلها لا يفكر في آدم او عمار او ذلك الفاروق.. بل يفكر اين ستعمل.. لتأتي بإيجار شقتها.. ولتنفذ خطتها لاكمال دراستها..
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

بينما عمار جلس محله.. فهذا آدم افسد كل شئ..
وجلس امامه آدم بنظرات خاوية

تحدث عمار
-ليه كده؟!

تحدث آدم بشرود
-اتسرعت.. مش عارف ليه.. انا مش عارف اصلا انا هنا ليه.. وجي اكلمها في ايه.. انا مش عارف حاجة..
حقيقة اقرها..
ربت عمار علي كفه
-طب اهدى ويلا علي الفندق ارتاح.. ولما تريح دماغك شوية هترتب كل حاجة وهتعرف تعمل ايه.. قوم يلا

واستجاب له سريعا.. وقام معه.. عل رأسه تستكين قليلا..

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

بينما علي الجانب الاخر
نجد ان فاروق يجلس في حديقة منزله ذبيح الروح.. جسد فقط.. عيون شاردة.. لم يتحرك من مكانه منذ الامس.. بقلب مات منذ سنوات.. وعقل يسترجع جميع لحظات حبيبته الغالية.. ندى.. ندى الفتاة البسيطة.. جارتهم.. كانت مع والدها فقد توفت والدتها منذ عدة سنوات.. ندى كانت هادئة وبسيطة الي اقصى حد.. لم يكن لديها سوى والدها.. ذلك الموظف البسيط.. الذي عمل بجد ليوفر كل احتياجات ابنته الحبيبة.. ابنته لم تكن متطلبة..
كان هو ابن الجيران لديه اخته الصغيرة نجلا ووالدته هدى.. وهو ذلك الشاب المفعم بالحوية تخرج من كلية الهندسة.. وطالما شاهد جارتهم الحبيبة التي كانت تحرك قلبه من محله.. التي تخرجت من كلية الاداب منذ سنة.. طلتها تبهر روحه.. وتذيب قلبه.. كان كلما حاصر اعينها بنظرة ما هربت بأنظارها منه... كان والده عليه رحمة الله ادخر له ولاخته الصغيرة مبلغا كبيرا من المال لزواجه ولزواج اخته فقد ورث من ابيه قطعة أرض كبيرة وباعها وادخر مالها لابنائه..
عندما تخرج قرر الزواج.. وكانت هي العروس المنشودة.. وواقفت والدته ووالد ندى.. ولكن ما ان تمت خطبتهم حتي توفي والدها..
وذلك عجل زواجهم وقربهم.. وكانت شقتة ندى ايجار.. فقام بشرائها من ماله المدخر.. واصبحت هي عش الزوجية.. وكم احب ندي.. وعشقته ندى.. فهي كانت بلسم روحه بعد يومه الملئ بأعمال شتى.. وكم كانت هي طيبة جميلة.. لم تكن متطلبة.. كانت ترضى بالقليل وهو كان يتعب ويتعب لاجلها.. فندى كانت حلمه منذ المراهقة واصبحت الان ملكه..
غي اوقات عمله كانت تخطو لشقة والدته واخته نجلا. تجلس معهم.. وكم كانت هدى حنونة عليها.. وعندما يقترب مجيئة تسرع لشقتهم.. عالمهم.. تتزين وتزين غرفتهم.. ونجهز كل شئ لراحته.. وكم كانت راحته في حضنها في استنشاق عبيرها الذي يعطيه الحياة..
حتي علمت بحملها..وكم كان خبرا رائعا.. عليهم جميعا...كم قضي من ليال فقط يضع اذنه علي احشائها يحادث طفله.. وكم كانت تنتعش روحها بحركته تلك.. ويطبع قبلاته علي جنين لم يكتمل نموه ليزداد عشقها له...
وكانت صدمة رهيبة عند الولادة فكانوا توأم.. والده المنتظر آدم الذي لم يفكرا طويلا في اسمه. فاختاره فاروق.. آدم حبيب ابيه.. لكنه ليس بمفرده كان له توأم فتاة مبهرة بأعين مبهرة.. تنشر العجب في روح من يناظرها.. لذا اسماها عجيبة.. لقد رتب مشاعره علي آدم.. لذا عندما جاءت عجيبة شعر بخلل ما.. لكن لم يفسره... بينما ندى فرحت وطارت لعنان السماء.. فابنها ليس وحيدا مثلها.. وستنجب الكثييير.. حتى يكون لديهم عائلة كبيرة....

فحرحوا بشدة.. الطفلان يكبران.. تعلق فاروق بآدم بصورة غير طبيعبة.. بينما ندي تعلقت بالطفلان.. وكبرا الطفلان.. وذهبا لحضانتهم.. وكم سعدت بأن حملت مرة اخرى.. وكانت
وكانت الاجواء مليئة بالفرح.. وتعرف فاروق علي ادهم وبدء بمشاركته.. وبدءت تتوسع اعملهم
حتي جاءه اتصال.. طفله الحبيب تعرض لحادث سير اثناء خروجه خلف اخته من الحضانه ادى الي وفاته.. وعند سماع ندى للخبر فقدت وعيها مما ادي الي سقوطها وفقدت جنينها...

خبر قلب حياتهم رأسا علي عقب.. ودخلت ندي في اكتئاب شديد.. فقط تحتضن ابنتها.. وعندما يقترب منها لابعاد عجيبة تصرخ فقط.. شهور مضت وادماه الوجع.. سحق روحه.. حتي حدث ما جعله يبتعد نهائيا...

تذكر وتذكر.. وغامت عيناه بدموع عصية..

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

مر اسبوع.. وفاروق على نفس الحال.. وعاد آدم.. فعجيبة اختفت.. لم تعد مرة اخري الي المطعم.. تاركا عمار هناك يبحث عنها..
آدم يناظر اباه.. انه ينهي حياته بنفسه.. ولا يسمح لهم بالاقتراب..

ندي قابعة الان في حضن مصطفي في سيارته.. بعد ان اخذها بعيدا عن هذا الجو الكئيب بمنزلهم
همس مربتا علي خصلاتها وهي تبكي
-وبعدبن يا ندى.. بطلي عياط يا حبيبتي.. هييجي وقت وهتفهموا كل حاجة

رفعت رأسها تسأله بهمس باكي
-امتى.. بابي في دوامة وحده.. ومامي ما بتحكيش.. وانا مدبوحة في النص.. مش عارفة اعمل ايه.. والبنت اختفت.. مش لقيينها..

طبع قبلة على وجنتها
مزيلا بأصابعه دموعها اللآلئ
-قريب يا حبيبتي.. بس كفاية عياط
ثم احتضنها.. يتمنى عدم حدوث كل هذا

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

بينما هناك علي شط اسكندرية.. حيث الامواج المتلاطمة.. تجلس عجيبة.. تمسك بيدها ذلك المال..
فمر اسبوع بحثت وبحثت عن اي عمل.. ولم تجد.. يجب ان تدفع ايجار شقتها.. والا ستطرد.. يجب ان تأتي بالمال لتوفر طعامها.. لم تمتلك اي شئ.. سوى سلسال والدتها التي تأكدت انه ليس من فاروق.. فكل هدايا فاروق لوالدتها تركتها في شقته هناك بالقاهرة.. بينما ذلك السلسال كان من والد امها.. سلسال من الذهب.. كم احترقت روحها وهي تبيع القطعة الوحيدة التي تركتها لها والدتها.. الان تجلس على الشاطئ تمسك تلك الاموال.. ثمنا لتلك القطعة الغالية..
وكم ازداد غضبها علي فاروق وعلي ابنه.. ازداد مقتها فبسببه هو الان تركت عملها.. وباعت اخر قطعة من روحها.. فالمال من يحركهم.. هو كل شئ.. فالمال هو ما يحرك الناس صباحا مزدحمين.. فلو توفر المال في البيوت لما خرج الناس وتزاحموا.. لو توفر المال لوالدتها لما ذهبت للعمل في ذلك المصنع ساعات كثيرة فقط لتوفر ذلك المال.. لولا المال لما ماتت والدتها.. اذا المال هو المعضلة وهو الحل..
نظرت لتلك الاوراق في يدها.. مبتسمة بسخرية..
مقررة فعل المزيد وفعل كل شئ للاتيان بالمال...

عجيبة.. بقلم DoctoritaWhere stories live. Discover now