الفصل 12| ألا يقع؟ يا عتيقَ الكلمةِ.

145 9 196
                                    

السلام عليكم. ♡

قالت لنا معلمتنا مرة، أن العقل هو القلب وليس كما نطلق على الدماغ أنه هو العقل، ضعوا هذا في بالكم فإنني سأسير على هذ الاحتمال في هذا الفصل♡

معنى رح تحتاجوه: الزلفة هي الساعة 1 صباحًا.
الأديم: الجلد.
السكيت: آخر ما يصل من الخيول إلى نهاية الحلبة.

•••

متى بدأتُ بالعيش؟

جميع الإنسِ فعلوا ما إن كانوا حديثي النطق، وحينئذٍ استغرقوا ساعاتٍ عدة في الذهاب إلى رحلةٍ مع عائلاتهم، كذا مواجهتهم الصعوباتَ والانتصار على رايةِ الهزيمة، كلنا نمتلك البداية لكننا أبدًا لن نتشابه في البدايات وإن كانت عناوينها متماثلة، فالتفاصيلُ لا تتكرر، وكل ما يصنع الإنسان بطابعه لا يبعث مرتين بين الناس!

وهأنذا، كانت تفاصيلُ الأمور هي بعثي للحياةِ من جديد، لم أتأثر ببشرٍ فأخطو خطوَ العيش معه، ولم أتأثر بحادثةٍ لن تغير من المستقبلِ الغامض شيئًا، لكن تفاصيلَ الحاضرِ هي مفاتيح الغدِ، وكنت أنا أول من تمسَّك بها فعَمَرها ولم يرمِها.

نعم، لقد كنتُ باهتَ العيش حين نشأتُ بين والديّ في بلدٍ لا أطيقُ المكوث به، فانكمشت رغبتي في صنع أملٍ على أن هذا البلد قد يكون راعيًا لي، فرصعته عني ولجأتُ إلى جدَّيّ حيث موطني الأصلي. وحتى الآن لا أدرك، أسبب تعلقي هو أن هذا البلد موطني الأصلي أم أنَّ هناك أمرًا تشبث بي وفعلتُ معه المثل كي لا أتحبب إلى أرضٍ سواه؟

المحيا فالموطن فالعيش، أهذا العيش الرغيد؟
لكن ماذا عن وصب العيش كالموطنِ الذي غدر في الحيّ؟

حين هبطتُ إلى هذا البلدِ، اضطررت أن أسلك القطار لأصل إلي جديّ، وقُدر لي أن ألمحَ مدى بطءِ القطارِ، فماذا عن لوحةِ الانتظار على أرصفةِ القطارات السريعة؟ نُعتت واتصفت بالسرعة والخفة، فلماذا على المسافر الترقُّبِ؟

لربما كان هذا أولَ عيشٍ لي، أنني انتظرت اللقاءِ، انتظرتُ السريعَ بكل بطئه، تحملتُ الذي لا يجدر بي تحمله لسهولة الحصول عليه، ومن هنا بدأ كل شيءٍ.

بدأت خيباتُ الاختيار، وإحباطُ الانتظار، وما إن قاربت حصادَ الشجرِ في موسمه المزهرِ أتاني الجراد منتشلًا كلَّ ما حلمت به، وهنا انتهى عيشي في لحظة الفوز به ذاتِها!

مؤسفٌ كم أنني مليءٌ بالفشلِ، مكدس بالضعفِ، خالٍ من القوةِ، وواقعٌ في الوصب، ومهما كررتُ حكي قصتي لذاتي أحسُّ وكأنني حبيس الكلمة، فلا الحق ينصرني ولا إنس يعرفُ ما أنا عليه سوى معشرُ جوفي، وإن علموا الإنس ما أنا عليه من وجعٍ فلن يكونوا إلا كالذي غدر بي وشقّ عينيّ؛ فمزّق بصري وأخذَ نظرتي الجيدة التي منحتها له، ثم رماها في وادي الجشعِ، حتى صرتُ بلا عينين ولا ألتقط النور وغيرُ ملمٍّ بالصواب من الخطأ، فأين المرسى؟ إنني لا أُبصر وسُفني على وشكِ التدمر!

أَوَصِبَ النَّزيـه؟ ↫ بيون بيكهيُـون.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن