حتي صدح صوت من الهاتف
-الو.. ازيك يا فاروق

وكان هذا محمد.. محمد عبدالمنعم.. الجار القديم.. والصديق القديم.. الذي طالما يسأله عن أحوال حبيبته التي تركها..
فاروق بلهفة
-محمد.. محمد.. فين ندي.. ندي كويسة صح

ابتلع محمد لعابه.. حتي لا يسقط عهده
-مالك بس با فاروق.. هم كويسين وبخير

نهره فاروق يمسك الهاتف
ومازال مكبر الصوت يعمل..
والجميع انصدم
-محمممد.. ندي.. ندي مراتي فين.. روح خبط علي باب شقتها.. واديها التليفون تكلمني ..

تسمر محمد محله.. لاول مرة يطلب هذا..
لم يجد فاروق رد
فصدح صوته اعلي
-محمممد... عايز اكلم ندي..

لكن محمد هو من فاجأه
-ليه؟

سوأل اجابته ليست موجودة.. اسيقول انه يريد روحه

فاروق برجاء
-محمد.. مافيش ليه.. انا محتاجها.. عايز اسمع همسة منها بس تطمن قلبي.. خلاص انا جي.. انا الي جي
ونهض استهداد للرحيل.. لكنه سمع ما جعله يتسمر محله

-محمد.: اتأخرت..

همس باضطراب
-يعني ايه؟

محمد بقوة ولاول مرة يحادثه هكذا
-ماتجيش يا فاروق.. مش هتلاقي حد.. ومش هقدر اقولك اكتر من كده.. انا مدي عهد انك كل ما تسأل عليها اطمنك وبس.. ونا اقولش حاجة تانية..

صرخ فاروق
-لييه.. ليييه يا محمد ليه دا امنتك عليهم.. ليه تعمل فيا كده

وقد جاءت اللحظة التي طالما تمناها محمد
فصرخ فيه
-وهي امنتك علي عمرها وعلى عيالها وانت من اول موقف ضعفت.. وسبتهم.. وبتتصل تسأل عليها هي بس.. بس طالما عرفت يبقي من عجيبة نفسها.. وانا هتكلم يا فاروق ومش هتعرف تسكتني زي كل مرة.. عارف من خمس سنين ندي تعبت.. وجت سألتني سؤال واحد..واجابتي هتحدد اذا كانت تتصل بيك ولا لأ.. سؤال واحد بس.. انت لما بتتصل بتسأل علي مين عليها هي بس ولا علي بنتك كمان..
معرفتش ارد.. معرفتش اقولها انك عمرك ما سألتني عليها..

علي بنتك الي من صلبك.. وهي عرفت الاجابة.. عيطت عيطت كتييير وحلفتني بولادي اني ما اقولكش حاجة.. لانها عرفت ان نهايتها الموت.. خافت تسيب بنتها ليك.. خافت.. فحلفتني ما اقولكش.. فاتت سنة يا فاروق ولقيت عجيبة جية من اسكندرية وحدها.. وعارفة كل حاجة.. خدت كل حاجتها ومشيت وحلفتني اني اطمنك علي مراتك انها بخير.. وانه هييجي يوم وهي الي هتقولك.. واني في حل من العهد ده.. فاهم يا فاروق..عجيبة الي كانت كلها حياة راحت. الي شفتها وقتها اكدتلي ان ندي ماتت.. وانها ناوية ترد لك كل حاجة عانوها بسببك....
عارف يا فاروق ندي تعبت من ايه.. ندي جالها سرطان من المصنع الي كانت شغالة فيه عاملة يا فاروق..

انصدم الجميع اكثر هل هذا الاب المثالي من فعل هذا.. وقع الهاتف من يد آدم..
بينما ندي خرجت من احضان مصطفي باكية.. وجثت امام والدها.. كوبت وجهه الباكي المنهار.. تريده ان ينفي كل هذا.. فقط يقول لا.. وستصدقه كما كانت دائما تصدقه

عجيبة.. بقلم DoctoritaWhere stories live. Discover now