الجزء العاشر و الأخير : معبد الطلاسم

145 16 7
                                    

رواية : طلاسم الأرض السابعة
الجزء العاشر و الأخير : معبد الطلاسم
بقلم : محمد الجوهرى
=============
رددت الجبال صدى ضحكات (خنزار) الوحشية و هو يستمتع بنظرات الرعب في عيني (رائف)... بينما يقتاد رجاله (روضه) و الذئبين (مُهلك) و (مُرعد) لرفعهم السارية فوق حفرة النيران الضخمه...

كانت النيران تلقي بظلال ضخمه مرعبه على صخور الجبال المحيطه بالوادي... كان (رائف) يصرخ في رعب و يأس و هو يحاول جاهدا التخلص من قيوده و من الحارسين الضخمين اللذان يكبلان حركته... بينما بعض الرجال من القبيلة و اللذان لا يقلان عن الحراس ضخامة و قسوة يحكموا تقييد (روضه) و الذئبين في السارية تمهيدا لبدأ حفلة الشواء الوحشية و هم يحاولون باستماته مقاومتهم دون أدنى نتيجة...

وسط ضحكات (خنزار) و رجاله و صوت الطبول و الرقصات الجنونية صرخ (رائف) بكل ما يكمن في صدره من غضب و كراهية...
رائف : اتركوهم أيها الوحوش... أيها الحيوانات الهمجية... لا... لا تفعلوا ذلك... لا... (روووضه)...
و التقت عينا (رائف) و (روضه) و لوعه و ارتياع بينما النيران تلفح جسدها حتى قبل أن يرفع الوحوش السارية فوق النيران... و قد أيقنت (روضه) أن النهاية قد حانت... و لكن لم يخطر يوما ببالها ان تكون بهذه الطريقة البشعه...

مرة ثانية... تفتح (رهف) عينيها لتجد نفسها في ذلك العالم الأبيض المبهر... لتنزل من فراشها على تلك السحابة القطنية البيضاء... ارتعدت (رهف) في رعب خوفا من الخطوة التالية... أدركت أنها في ذلك العالم الأثيري الذي اختطفها (دزرين) منه سابقا و لولا إنقاذ (كرماس) لها لكانت حبيسة المقبرة إلى الآن... لم تدر ماذا تفعل و بمن تستنجد في ذلك العالم الغريب...

و بينما هي في حيرتها و خوفها... إذا هي بصوت يناديها من خلف حائل ما... إنها تعرف ذلك الصوت... نعم... إنه صوت أمها تناديها (رهف... رهف... أين أنتي يا بنيتي؟؟)... هتفت (رهف) في لهفة...
رهف : أمي... أنا هنا يا أمي أين أنتي؟؟
و هنا برزت (رجاء) فجأه وسط ذلك العالم الأبيض الناصع... ارتسمت السعادة على وجه (رهف) بأسمى معانيها و هي تعدو على ذلك السحاب الأبيض و قدماها تغوص داخله كما لو كانت رمال الشاطيء الناعمة... و أخيرا بلغت (رهف) مكان والدتها و ألقت بنفسها بين ذراعيها...
رهف : أمي... لقد اشتقت إليك كثيرا...
رجاء : و أنا أيضا يا بنيتي... كيف حالك و ما هذا المكان؟؟
رهف : لا أدري يا أماه... هو عالم أثيري جئته من قبل حينما كنت في غيبوبتي في المستشفى...
رجاء : هل أنتي بخير يا بنيتي؟؟
رهف : لا يا أمي... أنا متعبة جدا و المرض يتزايد حدة على جسدي... لقد تعبت كثيرا يا أمي و أريد العوده إلى المنزل و إليكي انتي و والدي...
انسكبت الدموع من عيني (رجاء) و هي تحتضن ابنتها في شوق و حنان بالغ... و لكنها أحست بابنتها تبتعد عنها.. أمسكت بها بقوة و هي تهتف باسمها في فزع... و (رهف) تهتف قائلة...
رهف : أمي.. لا.. لا تذهبي و تتركيني في هذا المكان..
رجاء : (رهف) ابقي بين ذراعي... تمسكي بي... لا تبتعدي يا بنيتي...(رهاااااااف)...

طلاسم الأرض السابعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن