الجزء الثاني : الضحية

140 14 0
                                    

رواية : طلاسم الأرض السابعة
الجزء الثاني : الضحية
بقلم : محمد الجوهرى
=============
إستيقظت رهف بعد منتصف الليل بقليل لتجد نفسها نائمة في فراشها... انتفضت جالسة و مدت يدها و أضائت المصباح إلى جوار فراشها... كان قلبها يخفق بعنف شديد و هي تقول...

رهف : لا لم يكن هذا كابوسا هذه المرة... لا أدري كيف وصلت إلى الفراش و لكني لم أفعل ذلك بنفسي... أنا واثقة من ذلك... أنا لم أجن بعد... لقد تحدث إلي انعكاسي في المرآة و أخرج يده منها و لمسني بالفعل... لقد تخدث إلي و سمعته يقول أنه سوف يمحو ذلك البشري إن لم يبتعد عني من سجـــ... يا إلهي أحمد...

و التقطت هاتفها النقال في لهفة و أجرت الإتصال بخطيبها أحمد حتى سمعت رنين الهاتف في الطرف الآخر و هي تقول بقلق شديد...
رهف : أجب يا أحمد... كن بخير أرجوك... أرجوك...

كان أحمد جالسا في شرفة حجرته يدخن لفافة من التبع و هو يفكر بضيق شديد في ما حدث في منزل رهف اليوم... خلال الفترة التي تعرف فيها على رهف و أعجب بها و تمت خطبتهما و هو يرى فيها فتاة أحلامه... فتاة جميلة.. مهذبة.. خجولة.. من أسرة متدينة.. و لكن الذي حدث اليوم يناقض كل ما سبق.. لقد شعر بمشاعرها نحوه بوضوح شديد... شاب مثله يدرك ذلك بسهولة شديدة... هل هناك شخص آخر؟؟ هل تحاول أن تنحيه عن حياتها بهذا الأسلوب؟؟ ذلك مستحيل قطعا... لقد تحرى عن ذلك في جامعتها و منطقتها السكنية و أخبره الجميع أنها فتاة لا غبار عليها و لم ينجح الكثيرين الذين حاولوا كسب ودها حتى في التقرب إليها... إنها حازمة تماما في هذا الشأن... حتى هو حاول ذلك من باب اختبارها و كان رد فعلها صادما أكثر من كونه حازما... رغم تهافت الفتيات على مجرد التقرب إليه سواء من أقربائه أو أصدقائه... و هي كانت تملك رفض الخطبة إن كانت تفكر في شخص آخر و لا يعقل أن يتغير ذلك في هذا الوقت القصير...

قطع أفكاره رنين هاتفه الصادر من داخل غرفته... التفت إليه و إلى لفافة التبغ في يده ثم قرر تجاهل الاتصال... و لكن المتصل أعاد اتصاله مرة ثانية و ثالثة... فقام في ضيق و دلف إلى الغرفة ليجيب على المتصل... و لعجبه الشديد وجد على الشاشة اسم و رقم رهف...

أحمد : رهف... خيرا هل أصابك مكروه؟؟
رهف : لا أنا بخير... أردت فقط أن أطمئن عليك... هل انت بخير يا أحمد؟؟
تنفس احمد الصعداء و اعتدل جالسا على فراشه و قد استعاد هدوءه و هو يجيبها في حنان بالغ...
أحمد : لا لست بخير...
رهف : خيرا ماذا أصابك؟؟
أحمد : أصابني عشقك...
ابتسمت رهف و قد داعبت عبارته مشاعرها فأنستها ماهي فيه وأجابته في حياء...
رهف : أنت تخجلني حقا... فقط أردت الإطمئنان عليك...
أحمد : كنت سأسهر إلى الغد مستيقظا في انتظار اتصالك... ما الذي أيقظك الآن؟؟
رهف : لقد شعرت بالقلق عليك و أردت الاتصال لأطمئن عليك و لم انتبه أن الوقت قد تأخر... فلتخلد إلى النوم الآن ستصحو غدا مبكرا لعملك و لا أريدك أن تتأخر...
أحمد : يمكني أن أظل مستيقظا مدى الحياه مادمتى تحادثيني و تؤانسين وحدتي ليلا..
رهف : كفاك يا أحمد... أنا أتلعثم عندما تخجلني بهذا الشكل... فلتنم الآن... تصبح على خير...
أحمد : و انتي من أهل الخير...

طلاسم الأرض السابعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن