طلاسم الأرض السابعة

الجزء السادس : إلى عالم جوف

رواية : طلاسم الأرض السابعة
الجزء السادس :  إلى عالم جوف
بقلم : محمد الجوهرى
=============
جلس (ساجد) غرفة مكتبته الضخمة في قلب الجبل... كانت غرفة ضخمه بكل ما تحمله الكلمة من معاني... غرفة دائرية قطرها يقارب الأمتار العشرة... ترتفع فيها الأرفف ما يقارب الأربعة أمتار لتغطي حوائطها كاملة... بخلاف قسم كامل لمخطوطات على مختلف أنواع الجلود و الأوراق... يقوم على تلك المكتبه أربعة من حكماء العمار من خدم (ساجد) لا يراهم إلا هو بعينه الثالثة... يتوسط المكتبه مكتب دائري ضخم يجلس (ساجد) في منتصفه و يطلب الكتاب فيحضره له العمار بينما يبدو لمن في الغرفة أن الكتب تأتيه من تلقاء نفسها...

في صباح اليوم التالي مر (رائف) و (روضه) على غرفة (رهف) التي تحسن حالها قليلا و لكنها مازالت تعاني الآلام و الإرهاق... قصا عليها باختصار مغامرة الأمس و ما انتهت إليه و قرار (ساجد) باختراق الآراضي السبع لاسترداد اللعنه... عاونتها (روضه) على تغيير ملابسها و توجهوا جميعا إلى المكتبه حيث استدعاهم (ساجد) في اجتماع هام و عاجل...

دلف ثلاثتهم إلى المكتبه في ذهول حتى كاد (رائف) أن يسقط على ظهره و هو يحاول الوصول بعينيه إلى قمة المكتبه... جلست (روضه) إلى جوار (رهف) على أريكه مريحه بأحد الأجناب بينما جلس (رائف) على مقعد أمام المكتب الدائري و قد كان (كرماس) واقفا بالقرب منه و بالتأكيد كان (مُهلك) راقدا بالقرب منه فهو يتابعه كظله مادام خارج المأوى الذي حدده (ساجد) واعتاد أن يزجره بزمجرة مكتومه كلما أبدى أي تحرك لا يروق له...

وقف (ساجد) وسط المكتب الدائري كالمحاضر يشرح للحاضرين...
ساجد : كما تعرفون جميعا أن الصراع قد اتخذ منحى جديد تماما... و اتخذت المعركه شكلا جديدا ماديا اختاره غريمنا (دزرين)... و لكن كبره و غروره و حرصه على منح النزال طابعا استعراضيا ليستعيد مكانته و هيبته أمام بني جلدته و سادته من عظماء الجوف... جعلته يبدأ في ارتكاب الأخطاء بالضبط كما مكني غروره و تكبره من هزيمته في المرة السابقة... و لكن يجب علينا أن نعترف بخطورة الموقف و صعوبة المهمة التي نحن بصددها... و لكن دعونا نراجع ما نستطيع معرفته عن أرض المعركة و الطريق إليه...
(الكاتب : حديث (ساجد) القادم معلومات موثقه و مثبته)
* الجوف... هو مصطلح يشير إلى باطن الأرض... و ما نعرفه عن عنه هو محدود جدا... لذا فإن وجود (كرماس) إلى جانبنا سوف يكون مفيدا إلى حد كبير... حيث أن عشيرته على صلة بعظماء الجوف كما عرفنا سابقا... و لكن دعونا لا نستبق الأحداث...

لقد ورد في القرآن و السنة و السيرة ما يمنحنا صورة شاملة... فكما خلق الله تعالى سبع سموات و أوحى في كل سماء أمرها... خلق أيضا سبع أراضين و اختص كل أرض بخلقها الذين يعيشون فيها... و يستمدون قدرتهم على الحياه من شمس ضخمه في قلب الجوف... ولكل أرض سماء و أرض تناسب حياة من يعيشون فيها...

و قد أخبرنا العلماء أن جوف الأرض له ستة مداخل موزعه بين أنحاء العالم... وتلك المداخل تقع في أماكن متفرقه من السطح...
المدخل الأول و الأكبر هو فتحة بالقطب الشمالي...
المدخل الثاني هو فتحه بالقطب الجنوبي...
المدخل الثالث يوجد بمنطقة مثلث برمودا بالمحيط الأطلنطي...
أما المدخل الرابع فيوجد بمنطقة مثلث فرموزا بالمحيط الهادي...
المدخل الخامس يوجد عبر أنفاق دولسي السرية العملاقة التي توجد في المنطقة 51 بصحراء ولاية نيفادا الأمريكية و التي يحيط بها جو من الغموض و حوادث الأطباق الطائرة...
أما المدخل السادس و الذي سينصب عليه اهتمامنا... فيوجد أسفل الهرم الأكبر في مصر... و الوصول إليه يكون عبر الأنفاق السرية في قلب الهرم ذاته...