الجزء الخامس : نزال الجحيم

107 14 4
                                    

رواية : طلاسم الأرض السابعة
الجزء الخامس :  نزال الجحيم
بقلم : محمد الجوهرى
=============
( الكاتب : ملحوظة هامة : سوف تنتقل بنا الرواية إلى مكان جديد لم نطرقه من قبل... هو الجوف... في باطن الأرض... حيث الأراضين السبع... التي لا يعلم أمرها إلا الله... يقول الجيولوجيون أن البشر بكل ما وصلوا إليه في باطن الأرض فقط يتحركون خلال القشرة الخارجية للأرض... كل ما يرد في الرواية بداية من هذا التنويه من معلومات عن الأراضين السبع هو من خيال الكاتب... و ليس له أصل في الدين ولا العلم إلا حديثه صلى الله عليه و سلم عن وجود تلك الأراض السبع و ان بكل منها خلق من خلق الله تعالى... و كل ما سيرد في الرواية هو محض خيال... خيال فقط... لا يقر أمرا و لا ينقل علما... اللهم بلغت... اللهم فاشهد...
#محمد_الجوهرى)

هناك... في الأسفل... في باطن الأرض حيث لم يصل بشرا من قبل... لا ليس مركز الأرض الذي زاره جول فيرن في رحلته الخيالية... إنما فقط في أولى طبقات الجوف... هناك حيث الأرض الأولى... حيث يسكن الرماديين... حيث مقام جن المقابر...
هناك في قصر (دزرين) حاكم اللعنات و الطلاسم السفلية... قصر مرعب بكل المقاييس... مقاييس البشر و مقاييس الجن... شُيد من عظام و جماجم مخلوقات السطح... نعم.. تلك التي عاشت من عصر الديناصورات حتى يومنا هذا... شيده عبيده و خدمه من الأسرى الذين وقعوا بين يديه في حروبه على مدى عمره ثمانية آلاف عام... منهم من جن الممالك الأخرى و منهم جن العمار... و منهم أرواح المسحورين الحبيسة بين يديه في انتظار آجالها...
(دزرين) مرادف القوة و القسوة و العنف و الرعب حتى بين قاطنى الأرض الأولى... يهابه و يجله حتى ملوك ممالك الرماديين في تلك الطبقة من الجوف... و يعرفه عظماء الجوف في الآراضي التالية الأعلى شأنا... فكلما غصنا في الجوف كانت الأهوال أشد رعبا... وكان الساكنين أشد قسوة و فُجرا...
جلس (دزرين) على عرش الجماجم في غضب بعد مشادته مع الساحر مخلوف... و في حذر و خوف شديدين خطا نحوه (شلهوب) قائد جنوده و ركع تحت حافريه قائلا...
شلهوب : مولاي (دزرين) أصفح عني إذ قطعت خلوة سيدي حاكم اللعنات...
دزرين : ما ورائك يا شلهوب؟؟
شلهوب : أنباء يا سيدي من بصاصين السطح... لقد خشى كبيرهم دخول بلاطك و قطع خلوتك...
دزرين : و ما تلك الأنباء يا شلهوب؟؟ هلم بها...
شلهوب : لقد أرسلنا بصاصينا إلى منزل البشرية الملعونه... ولم يكن لها أثر في المنزل و لم نتمكن من اتباع أي خيط يقود إليها... و لكن حضر الجني (كرماس) الذي يعشق تلك البشرية و جن جنونه هناك... حتى كاد أن يقتل أمها رعبا... و بينما هو كذلك وقع تحت عزيمة استحضار قوية يعمل عليها عفاريت أشداء من العمار... حتى أنه سحل سحلا دون ان يتمكن من المقاومة رغم قوته...
دزرين : و إلى أين تم استحضاره يا شلهوب أفصح بما لديك؟؟
خفض شلهوب رأسه خوفا من سيده... و قال في صوت خفيض مرتجف...
شلهوب : لقد كانت العزيمة صادرة من الجبل المحرم... من قصر الذئاب يا مولاي... و لكن ليس لدينا ما يؤكد وجود البشرية في القصر يا سيدي...
ارتجف دزرين غضبا و تأججت نار الجحيم في عينيه و هو يقول صارخا في غضب...
دزرين : قصر الذئاب... إذا لقد أقحم البشري اللعين (ساجد) أنفه في الأمر... ليس هذا الوقت الملائم لهذا اللعين... فالمشعوذ (مخلوف) يهدد بالشكوى لعظماء الجوف... خاصة بعدما تسبب الأحمق (كرماس) في قتل البشري الذي عقدت اللعنه من أجل التفريق بينه و بين الفتاة الملعونه كي تستأثر به إحدى الحمقاوات...
شلهوب : لقد ضربنا حصارا حول الجبل المحرم... و لم يغادر (كرماس) الجبل حتى الآن...
دزرين : ربما أحرقه (ساجد) كما يحرق كل من يعارضه...
بدأ شلهوب يتحسس حروف كلماته مع سيده و هو يقول...
شلهوب : هل يأذن مولاي حاكم اللعنات بوضع حراسة على المقبرة من الغيلان و كلاب جهنم تحسبا لأي محاولة حمقاء من جنود العمار خدم (سيد الذئاب)...
و لحسن حظ (شلهوب) كان (دزرين) منشغلا بالتفكير العميق في الأمر و لم ينتبه للتقليل من شأنه في مواجهة (ساجد) بهذا الإقتراح فأجابه في شرود أكد لشلهوب قلق سيده...
دزرين : لن يكون ذلك لائقا فالمقبرة لم يكن عليها حراسة قط و لم يجرؤ غير (ساجد) على اقتحامها من قبل...
ثم التفت إليه دزرين و هو يستطرد في ضيق...
دزرين : اتركوا المقبرة بلا حراسة كما هي... استمروا في حصار الجبل و احضروا لي (كرماس) حال خروجه من القصر... أما تلك اللعنه فلدي خطة أخرى سوف تفتح على (ساجد) أبواب الجحيم ذاته... سأجعله يركع أمامي أمام العالم السفلي بأسره... ليتوسل لي أن أنهي عذابه... و سنرى لمن الغلبة هذه المرة يا (سيد الذئاب)...

طلاسم الأرض السابعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن