حينما جلسنا في السيارة ، أخذنا الصمت فترة طويلة.. و بدأت أجسادنا تسترد شيئا من دفئها المفقود...
لم يكن أحدنا يعرف كيف يفكر ، كنا فقط في حالة ذهول و عدم تصديق .. منتظرين ما يخبئه لنا القدر خلف ظلام الليل..
أسندنا رؤوسنا إلى المقاعد علّها تمتص شيئا من الشحنات المتعاركة في داخلها..
و من حين لآخر ، ألقي نظرة على الفتاتين أطمئن عليهما..
رغد اضطجعت على المقاعد الخلفية و ربما غلبها النوم...أطل من خلال النافذة على السماء فأرى خيوط الفجر تتسلل خلسة.. فيلقي الله في نفسي ذكره..
" الصلاة "
قلت ُ ذلك و التفت إلى دانة التي تجلس إلى جواري ملقية بثقل رأسها على مسند المقعد. نظرت إلي، ثم أغمضت عينيها.
أما رغد فلم تتحرك.
نظرت إلى الناس فوجدت بعضهم يركعون و يسجدون..على الرمال
قلت :
" سأذهب لأصلي "
فتحت عينيها مجددا ثم أغمضتهما.
" توخيا الحذر ، دقائق و أعود"
و مددت ُ يدي إلى مقبض الباب ففتحته و خرجت.. أغلقت الباب و مشيت بضع خطى مبتعدا قبل أن أسمع صوب باب ينفتح بسرعة و أسمع من يناديني..
" وليــــد "
التفت إليها فرأيتها تخرج من السيارة مسرعة، تقصدني
أتيت إليها فأبصرت في وجهها الفزع المهول
" إلى أين تذهب ؟ "
قالت لاهثة ، فأجبت مطمئنا :
" سأصلّي مع الناس "
و أشرت إلى الطرف الآخر من الشارع حيث المصلين..
رغد هتفت بسرعة :
" لا تذهب "
قلت :
" سأصلي و أعود مباشرة "
" لا تذهب ! لا تتركني وحدي "
قلت مطمئنا :
" دانة معك ، لحظة فقط "
رغد حركت رأسها اعتراضا و إصرارا و هي تقول :
" لا تذهب .. ألا يكفي ما نحن فيه ؟ لا تبتعد وليد أرجوك "
لم أستطع إلا أن أعود أدراجي ، و أتيمم و أؤدي الصلاة ملتصقا بالسيارة.
ما إن فرغت ُ من ذلك ، حتى سمعنا ضجيجا يقتحم السماء..
نظرنا جميعنا إلى الأعلى فأبصرنا طائرة تخترق سكون الفجر...
صرخ بعض الموجودين :
" قنابل ! "
و هنا .. بدأ الناس يتصايحون و يصرخون و يركضون فارين .. محدثين ضجة و جلبة شديدين..
أنت تقرأ
أنتِ لي لمنى المرشود
Romanceرواية للكاتبة منى المرشود ، جميع الحقوق محفوظة للكاتبة الأصلية من أروع ما قرأت رواية " أنت لي " لمنى المرشود طفلة يتيمة كان يعلمها إبن عمها كيف تنطق إسمه ، فتلعثمت في فمها الحروف خلطت حروف إسمه فنطقت "أنت لي "... ولم تدر تلك الطفلة الصغيرة أنها ب...
الفصل الخامس والعشرون
ابدأ من البداية