حلقةالخامسةوالعشرون من الرواية------ انت لي-----
على الرمال الناعمة بمحاذاة الشارع جلست بين الفتاتين بعدما أعيانا طول الوقوف و الانتظار..
و من حولنا أناس كثر متفرقون .. نسمع بكاء النساء و الأطفال ..
أرى رغد تفرك يديها ببعضهما البعض بقوة و باستمرار و تهف عليهما طالبة شيئا من الدفء . لقد كانت ترتجف بردا.. أكاد أسمع اصطكاك أسنانها بعضها ببعض..
أما دانة فكان وجهها مغمورا تحت ثنايا القميص و مستسلمة لصمت موحش..
لم تكن الشمس قد أشرقت بعد.. و كان التعب قد أخذ منا ما أخذ و نرى رجال الشرطة يجولون ذهابا و جيئة و أعيننا متشبثة بهم..
التفت ناحية رغد و سألتها:
" أتشعرين بالبرد؟"
الصغيرة أجابت بقشعريرة سرت في جسدها..
أنا أيضا كنت أشعر بالبرد لا يدفئ جدعي سوى سترتي الداخلية الخفيفة..
لكن إن تحمّلت أنا ذلك ، فأنّى لفتاة صغيرة تحمّله ؟؟
ألقيت ُ نظرة على مجموعة من رجال الشرطة المتمركزين قرب السيارات ثم قلت:
" دعانا نذهب إلى السيارة "
و وقفت فوقفت الفتاتان من بعدي و سرت فسارتا خلفي تمسك كل منهما بالأخرى حتى صرت قرب رجال الشرطة..
نظروا إلى بتشكك.. و سألني أحدهم عما أريد
" أود البقاء في سيارتي فقد قرصنا البرد"
" عد من حيث أتيت يا هذا "
" لكن الجو بارد ٌ جدا لا تتحمل قسوته الفتاتان "
الشرطي نظر إلى الفتاتين و لم يعلّق.
فقال آخر :
" ابقوا حيث الآخرين"
قلت بإصرار:
" ستموتان بردا! "
ثم أضفت :
" هل تعتقدون أننا سنهرب ؟ سأعطيك مفتاح السيارة لتتأكد"
و أدخلت يدي في جيبي و استخرجت ُ مفاتيحي و مددتها إليه...
الشرطي تبادل النظرة مع زملائه ثم همّ بأخذ المفاتيح بما احتواها.
لقد كانت المفاتيح مضمومة في ميدالية أهدتني إياها رغد ليلة العيد.. انتزعت مفتاح السيارة من بينها و قدّمته إلى الشرطي و احتفظت بالميدالية و بقية المفاتيح.
حين أعطيته المفتاح ، سمح لنا بالتوجه إلى السيارة.
عندما فتحت الباب الأمامي الأيمن وقفت الفتاتان عنده تنظران إلى بعضهما البعض، ثم تنحت رغد جانبا سامحة لدانة بالدخول .. و فتحت هي الباب الخلفي .
أنت تقرأ
أنتِ لي لمنى المرشود
Romanceرواية للكاتبة منى المرشود ، جميع الحقوق محفوظة للكاتبة الأصلية من أروع ما قرأت رواية " أنت لي " لمنى المرشود طفلة يتيمة كان يعلمها إبن عمها كيف تنطق إسمه ، فتلعثمت في فمها الحروف خلطت حروف إسمه فنطقت "أنت لي "... ولم تدر تلك الطفلة الصغيرة أنها ب...