عادت تكرر بخشية :
" أما زال في السجن ؟؟ "
رباه ! لقد قتِل نديم قبل سنين ! ألم يخبروا أهله بذلك ؟؟ بم أجيب هذه السيدة الآن ؟؟
السيدة رفعت يدها إلى صدرها كمن يتوقع خبرا سيئا ، قرأته في عيني ...
أنا هربت بعيني ... نحو أشياء عدة ... إلا أنني في النهاية عدت أواجه نظراتها الملهوفة ... و قلت بنبرة حزينة :
" البقاء لله "
السيدة هلعت ... و انفتحت حدقتاها على مصراعيهما و انفغر فاها ...
ثم ضربت على صدرها ... و رأسها ... و صرخت :
" يا ويلي "
أنا كنت أريد أن ... أعتذر عن نقل خبر مفجع كهذا ... و لكني لم أعثر على الكلمات الملائمة ... كما و أنني شغلت بحالة السيدة المفجوعة ...
فجأة ... ترنحت السيدة و هوت أرضا !اقتربت منها و قلت بصوت خائف قوي :
" سيدتي ! "
و ظهر لي أنها فقدت الوعي ...
عدت أنادي دون جدوى ... ارتبكت و لم أعرف ما أفعل ...
تلفت يمنة و يسرة و لم أجد أحدا ، و ناديت بأعلى صوتي :
" أيسمعني أحد ؟؟ ساعدوني ... "
و لم أسمع أو أرى أي تجاوب ... لم يكن في المزرعة على ما يبدو غير هذه السيدة ...
ركضت بسرعة نحو ذلك المنزل و أنا أنادي :
" أمن أحد هنا ؟ أرجوكم ساعدوني "
وقفت أمام المنزل ثانية ، ثم اقتحمته !
كنت أنادي و استنجد ... و كانت أبواب المنزل مفتوحة ...
فجأة وصلني صوت ٌ من خلف أحد الأبواب :
" من هناك ؟؟ "
قلت بسرعة و اضطراب :
" أسرعوا ... السيدة في الخارج فقدت وعيها "
اندفع الباب منفتحا فجأة و بقوة كادت تصدّع الجدار الذي اصطدم به ، و انطلق من الداخل شهاب ٌ ذهبي !
" أمي ! "
صرخت الفتاة الشقراء التي ظهرت مسرعة و ركضت مسرعة كالبرق نحو الخارج و أنا ... أتبعها ...
وصلنا إلى حيث السيدة ، و بدأت الفتاة تصيح و تصرخ بذعر ...
" أمي ... أمي ... ردي علي أرجوك ... "
و هوت إلى جانبها تحاول إيقاظها
أنا وقفت ُ مذهولا مسلوب الإرادة و التفكير ...
الفتاة أخذت تنادي بصوت قوي :
" خالي ... تعال بسرعة "
تلفت أنا من حولي و لم أر أحدا ...
YOU ARE READING
أنتِ لي لمنى المرشود
Romanceرواية للكاتبة منى المرشود ، جميع الحقوق محفوظة للكاتبة الأصلية من أروع ما قرأت رواية " أنت لي " لمنى المرشود طفلة يتيمة كان يعلمها إبن عمها كيف تنطق إسمه ، فتلعثمت في فمها الحروف خلطت حروف إسمه فنطقت "أنت لي "... ولم تدر تلك الطفلة الصغيرة أنها ب...
الفصل العشرون
Start from the beginning