على طريقة الأميرات

282 32 6
                                    

أخشى الوقوع في الحب مرةً اخرى ، فما حدث لي سابقًا ليس بالهين ، لقد تهالك جدار قلبي فأخشى أن يتمزق ما تبقى من أوردته ، أشعر وكأن التجربة تُعيد نفسها باختلاف الوقت باختلاف المكان باختلاف الاشخاص ولكني أقسم إنها تشابهها في الأجواء ، فلقد بدأت تجربتي الأولى في مثل تلك الأجواء ولكنها باءت بالفشل وأنا لست على استعداد أن أتذوق مذاق هذا الفشل مرةً أخرى فهل سأتعرض لما تعرضت إليه ثانيةً ؟ ، سأقص عليكم ما يحدث معي ..
منذ عدة أعوام أتيت إلى مكان يشبه هذا المكان قليلاً ووجدته جالسًا في احدى الأركان ، لقد كان يجبرك على النظر إليه يجبرك على التأمل في عينيه البنيتين ، لقد نظرت إليه كثيرًا حتى ظل ينظر إليّ ثم وجدته يهمس لي " أتسمحين لي بهذه الرقصة يا سيدتي ؟ " لا أعلم ماذا قلت حينها ولكني أتذكر إنها كانت أفضل مرة تناغم جسدي فيها على أنغام الموسيقى فلقد كُنت أشعر إنني أصبحت السندريلا التي تحقق حلمها ورقصت مع الأمير لم أشعر بمن حولي لم أشعر إلا بكفيه وهو يحتضن يداي الصغيرتين لوهلةً شعرت أنه أبي وأنني طفلته المُدللة ، طال رقصنا سويًا وبدأت قصتنا بداية تشبه أفلام الرسوم المتحركة أو الأفلام التي تنتجها ديزني وكُنت سعيدة للغاية ، فما من فتاة لم تحلم أن تجد فتى أحلامها على طريقة الأميرات ولكنني لم أكن أعلم أن هذه الأفلام تنتهي بعد مدة ليست بالطويلة ..
لقد تسامرنا كثيرًا ، حكى لي كل ما فعله خلال الأعوام التي مرت عليه - لا أعلم لماذا أخبرني فأنا لما اسأله قط ولكنه قال لي أود أن تعرفي كل شيء عني !! -
لقد كُنت اسمعه وانا منتبهة له بكل ما نعم الله علي بحواس ، حين كُنت أستمع إليه كُنت أرى فيه شيئًا غريبًا ، كُنت أرى فيه المستقبل ! كُنت أشعر بالأمان بجانبه ! كنت أتحدث لنفسي قائلة :- هذه أول مرة تقابلينه ، ماذا بكِ ؟
ولم يخب ظني قط ، فقد صرتُ لا أشعر بالأمان إلا وهو بجانبي كُنت أبوح له بما في داخلي كان يتفهم ما أود قوله ولا أستطيع النطق به كان يعلم متى يكون لي أخًا أبًا حبيبًا صديقًا ، يتحملني في أسوأ حالاتي - لم أستطع وقتها التحديد هل كنُت في حاجه للارتباط أم كُنت في حاجة للاهتمام - كُنت بحاجه للشعور إنني من أولويات شخص ما يشعرني كم أنا جميلة ، يستيقظ صباحًا لأنه أشتاق لصوتي يريد رؤيه ملامحي يخبرني من حينًا لآخر أنه لا يستطيع العيش بدوني يفعل معي كما فعل عمر الشريف مع فاتن حمامه كما فعل رشدي أباظة مع سعاد حسني ، كُنت أتشوق لرؤياه لسماع رواياته الليلية كُنت أنصت لمغامراته اليومية شعرتُ أنه أصبح جزءًا مني ! وجدتُ نفسي أمًا له ! لا أعلم كيف حدث هذا ولكني لم أتمكن من التحكم في مشاعري ..
لقد أخبرني ذات مرة إنه وجد نفسه يتحمل مسئوليتي كاملةً ، أخبرني أنني ابنته التي لم ينجبها ،عندما كُنت أخبرك بشيء كُنت أود سماع المزيد منكِ ، كُنت أريد أن تبدأ حياتي وتنتهي معكِ ، لقد تركت لكِ قلمي لتسجلي به ما رغبتي من أحداث تنعش حياتي الرتيبة ..
بالفعل كُنت أشعر أنني من أكتب سطور حياته فقد كان ماضيه وحاضره كالكتاب المفتوح أمام طاولتي ..
لقد قرأت ذات مرة أن من ستتزوجينه تكوني خُلقتي ضلعه كما خُلقت حواء من ضلع آدم - لم أصُدق هذه المقولة عندما قرأتها لأول مرة ولكنني سلمتُ بها عندما وجدته -
لقد كانت يداي ترتجف عندما تلُامس يداه لا أشعر بالأمان سوى بقربه كان يمُثل لي أماني ومأمني وملجأي الوحيد الذي أشعر فيه بالراحة بعيدًا عن ضوضاء العالم الخارجي ..
عندما طلب مقابلتي لأول مرة كُانت تشعُ عيني حُبًا وشوقًا ، تلهفت للقاء الأول فجريتُ على دولابي أبحث عن ما يجعلني ساحرة ومميزة فوجدت ذلك الفستان الأسود الذي زادني رونقًا وإثارةً ، فـارتديته ونظرت إلى مرآتي واستخدمت أحمر الشفاه ورسمتُ خطًا خفيفًا من الكحل الأسود وصففت شعري ووضعته جانبًا مائلاً على كتفي ووضعت القلادة الخاصة بي على رقبتي ووضعت في إصبعي الخاتم الذي أهدته إليّ والدتي العام الماضي وأخيرًا قبلتُ نفسي في المرآة وذهبت للقائه ..
لقد كان يومًا فريدًا ، كُنت أراه بقلبي وأشعر به بعيني شعرت أن حواسي تخبطت ولكنها هدأت وسكنت عندما رأته وكما زدات دقات قلبي في أول لقاء كما زادت في أخر لقاء بل وتوقفت عندما طلب مني الرحيل ...
لا أعلم ماذا حدث ولكنه فجأة قرر الاختفاء من حياتي ..!
أخفى وجوده ولكنه لم يُخفي ذكرياته ..!
أخفى كيانه ولكنه لم يُخفي ملامحه المحفورة في ذاكرتي ..!
أخفى حديثه لي ولكنه لم يُخفي ذبذبات صوته في أذني ..!
أخفى قدومه ولكنه لم يُخفى رائحته في يدي .. !
أخفى مقابلاته لكنه لم يُخفى ظهوره لي في أحلامي ..!
أخفى كلامه لكنه لم يُخفى محدثاته لي .. !
استطاع أن يُخفى كل شيء وَدَّ إخفاءه عني ولكن لم يتمكن من إخفاء حُبه لي ..

_ جيهان سيد 💛

Kamu telah mencapai bab terakhir yang dipublikasikan.

⏰ Terakhir diperbarui: Sep 21, 2020 ⏰

Tambahkan cerita ini ke Perpustakaan untuk mendapatkan notifikasi saat ada bab baru!

على طريقة الأميرات 💙Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang