السادس والعشرون

Start from the beginning
                                    

"اخرس ستكون بخير ، سأتصل بالإسعاف" قلتُ باحثاً
عن هاتفي في جيوبِي، امسكَ يدِي، لا بَل اعتصر
قلبي مقسماً انه لن ينبض مُجدداً ، كانت مسكته
ضعيفة لاول مرة، كفه غارقة في الدماء ، في دمائه..
ليتها كانت دمائي.

"لايُمكنُ ، الا ترى المجزرة؟ سيعتقلونك" حاول
ان يبدو صارماً ، لكنه يتألم ، لاصوته ولانظرته
استطاعت ان تكون بصلابته المعتادة، لكنها استطاعت
هزَّ كُل مابجوفي، مُجرد حقيقة انه يُفكَر بي لابنفسه
المصابة.

"لن اتركك تموتُ!!" قلت بحدَة ، الكثيرُ ينهمر..
من عينِي، ستفقد لونها الأزرق كل البحر المالح
سيُسكب بسبب هذا المجنونُ.

تنهد مُغلقاً عينيهِ، سقط الهاتفُ من يدِي بخوف،ضغطت
على جرحهُ مع يدِه التي لاتضغط جَيداً بقوة كافية،
"كَيفَ تأخذها ؟ من سمح لك!!" تمتمتُ ، يتحشرجُ
صوتِي وتتحطمُ حروفِي، وكأنه صوت احتراق الحطبِ
لاصوت انسانِ.

"وادعها لك؟ لاتحلم حتى" اردف همساً، جسدهُ
يرتجِف، الثلج يسقطُ بكثرَة وهو يحتاج دفئاً ، كنت
اسمع انك تريد أحياناً وضع احدهم خلفَ جلدِك وضلُوعِك، لكني اعرفُ جَيداً الآن مامعنى ان تريد ذلك.

ان تريد التحكم بروحك لمرة واحدة فقط، اريد اخراجها
ووضعها في داخِله، كل سلامتي هَذِه ، وان كان المقابِل
الخلود في اي جحيم سأقبله بكل سرورِ، لانه ليس مجرد
رجُل او حبيب .

لانهُ طريقتي في التنفُس ، ضوئِي للحياة..

"اخرس لاتتحدثَ " قلتُ بخفوتِ بعد تفقدي بسطحية
اين ينزف ،لا اعتقدُ انها في قلبه او رِئتيه، يجب ان يكون هذا خبراً مفرحاً، يجبُ ان يُهدئني.

ماذا سأفعلُ ؟ حتى ان روي ليس موجوداً ليعالجه
او يخرجها فحسب!! لايمكن بلا مشفى!.

"انها ليست رصاصتي الأولى " لا اعرف ان كان
يواصِل الحديث عناداً ام لِئلا يفقد وعيهُ ، لكنه لايفيد
في تهدئتي اَبداً ، انا لم اسمع صوته ضعيفاً قَط..
والآن هو ضعيف، صوت واهِن بِشدة، يطعن رماحاً
في داخلِي.

"ايها المعتوه الرصاص ليس مرضاً لتكون مناعة
ضدهُ!!" فقدت اعصابي التي لم احاول منذ البداية
إمساكها ، لم اصرخ على رجل مصاب!.

"انهضَ سنذهب للمشفَى، استند علي، اياك وحمل
ثقل ضئيل"وقفتُ اريدُ سحبهُ واسناده عليِّ، لكنه لم
يتحرَك مُسبباً ثباتِي كماكُنت ، اَمسَك بياقتِي، لاتبذل
جهداً وانت تتزف ايها اللعين.

"لقد قلت لا" نطق بصوت كالهسيسِ، واجبتهُ بانفعال
"لك هذا اذاً سأنتظرك الى ان تتوقف عن التنفُس
ثم سأسحب هذا السلاحَ وافجر رصاصة في دماغي
بلا لحظة انتظار، حسناً لهذا؟" اتحدثُ ملوحاً بسلاحهِ
امَامَه ، بقي ثابتاً ينظر اليّ ، لايريد الخضوعُ ، ويعلم
اني مجنون ولا امزح.

صليب الحب| Yoonseok Where stories live. Discover now