"الفصل الثالث".
....
وحين ينعرج أحد أضلع المثلث قومه بدعائك قبل لسانك.
على غير العادة استيقظت نورين باكرًا، تشعر بالراحة لوجود كارما معهم، ابتهج قلبها بتلك الفكرة لتبتسم براحة وهي تدرك بأنهم في رباط واحد مهما انحلت عقده سيظل يحتفظ بمتانته قبل ضمه لهم.
اتجهت للمرحاض، اغتسلت وصلت فرضها ثم جلست قرب النافذة تراقب شروق الشمس بعيون متفائلة خير في القادم، منذ مدة طويلة لم تقم بتلك العادة، أخذت تتأمل تسلل أول شعاع يبسط سطوته على الظلام ليختفي تدريجيًا ويعم الضياء.
انتشلها من شرودها صوت الهاتف يعلن عن وصول رسالة جديدة، اقتربت بهدوء لتعقد حاجبيها باندهاش وهي تجد المرسل تميم، فتحتها على مضض لتجد فحواها
"نتقابل النهاردة الساعة 2 الضهر في الجاليري".
شهقت بصدمة قبل قراءة الرسالة ثانية، اضطربت قليلًا فنبض لم تعاتب في أحداث الأمس، نفضت أفكارها المضطربة قبل إرسال موافقتها على اقتراحه علها تعلم ما يريد حتى تنتهي من شبح مطاردته لها، غير صبورة على الانتظار لكن لابد منه.
...........
في منزل تميم..
جلس قاسم أمام التلفاز يتناول قهوته بعيون شاردة وعقل مغيب عما يحدث حوله، أفكاره تعبث بتخيله والمنطق واحد لا مفر من حقيقة أدركتها متأخرًا خير من جحيم تعيش موهومًا به.
فاجأه تميم بجلوسه جواره، حمحم بخفوت قبل قوله الهاديء
"مالك"؟!
"مفيش".
قالها قاسم باقتضاب منهيًا النقاش، نظر له تميم بغيظ قبل قوله الساخر
"طيب احكي علشان مفيش دي وراها حكاية"
لم يدرك قاسم بأنه أمام أشدهم إلحاحًا ليقول بغضب هادر
"فيه حاجة اسمها خصوصية يا تميم ولو سمحت انا مش عايز اتكلم".
لم يشغل تميم بالًا بما يتفوه به صديقه فعادته الشغوفة بمعرفة ما يحدث حوله أجبرته على الضغك عليه قليلًا ليقول بشرود بعد صمت طال
"هو النهاردة ذكرى وفاتها"؟!
"ذكرى خيانتها مش وفاتها"
قالها قاسم بألم ليربت تميم على كتفه مواسيًا إياه، مر خمس سنوات على وفاة حب حياته أو كابوس حياته كما اكتشف بعد ذلك، الأيام الماضية قاسية لكن تخطى الأمر رويدًا.
أخذته ذاكرته يوم علم بمرضها ولسوء حظه اكتشف فيما بعد أنها محاولة انتحار منها بعدما ملت الحياة على حد قولها وهو لا يوجد بها.
ذكرى أخرى ليوم آخر اكتشف بأنها لم تحبه بل أحبت اهتمامه وفقط، لازال يتذكر كيف أخبرته بأنها تحب آخر يحبها أكثر منه، كيف وكل خلية بجسده تهيم عشقًا بها وتنبض بحب صافي لها.
بعد انتهاء حديثها قذفت قلبه على حجارة الواقع ليتفتت لآلاف القطع جميعها تحمل اسم الوجع، تركته في غمته وتحركت تخطو غير منتبهة للحافلة القادمة من الطريق المعاكس لتدهسها لتكون آخر ذكرى لها هي خيانة عهدها، لا يعلم ما حدث بعد ذلك فقط نقلها للمشفى وانتهى دوره بوجود آخر يدعي بأنه خطيبها لكن تميم أخبره فيما بوفاتها أثناء عملية جراحية.
YOU ARE READING
نوفيلا "ليس على العاشق حرج"-"أسماء رمضان"
Romanceحين يعند القدر معك ويجبرك على السير عكس توقعات قلبك ستكون بمأزق الحيرة إما التراجع أو الندم لكن هل سينصفك القدر ويرجع لك ما قد ضيعته بغباء شعورك وسرعة تهورك!
