إنه الجحيم

184 20 1
                                    


انتظرت قليلاً, قام أمجد بالرد برسالة صوتية أخرى: نسيت مكانها يا أحمق؟ و أنا الذي اعتقدت أنك قادر و ذو سلطة و مهارة عالية, ألم تقل لي أنك دفنتها في القبو, أنا أشعر أنك تخطط لفعل شيء ما بي و أنك سوف تغدر بي, على العموم أنا سوف أعرف كل شيء, أمامك ساعة واحدة لتنهي الموضوع, لا تنسى أن المبلغ الذي ستأخذه كبير. لقد علمت بمكان رفات الطفل, لكن هذه ليست مشكلتي الوحيدة الآن, فقد ظهرت مشكلتي مع أخي الذي فعل كل هذا من أجل المال, ما الذي سوف أفعله معه, هل أقتله بيدي؟, هل أبلغ الشرطة؟ هل أترك هذأ البلد و أسافر مرة أخرى؟ كل هذه التساؤلات كان تدور في ذهني ولكن ما من إجابة, ربما يجب أن أن أبدأ بفك 

اللعنة الموجودة في منزلي أولاً, من ثم سأتعامل مع أخي بطريقتي الخاصة, ذهبت إلى 


القبو لإخراج رفات الطفل الرابع, كان باب القبو متهالكاً, فبمجرد دفعة صغيرة من قدمي فتح, وجدت سلم من الخشب فنزلت عليه, أصوات همس من كل اتجاه, أصوات ضحكات لأطفال صغيرة خيالات تمر من جانبي بسرعة, رائحة القبو كانت أشبه ما تكون برائحة المقابر, لم أحتج للبحث كثيراً عن رفات الطفل في القبو لأنها بكل بساطة كانت معلقة أمامي في كفن صغيرة, على الكفن عُلِقت صورة لي و لزوجتي و لأولادي, الكثير من الطلاسم و الكلمات الغير مفهومة, مددت يدي لألتقط الكفن و عندها سمعت خطوات تنزل على السلم, خطوات بطيئة, حملت الكفن بكل حذر و جلست في ركن معتّم من القبو و انتظرت لأرى من الذي جاء, كان شخص ضخم يضع قناعاً من الجلد, وقف في المكان الذي كان الرفات معلقاً به و كأنه يبحث عنه, نزع القناع عن وجهه رأيت أحد أهل



الجحيم بكل معنى الكلمة, عيناه سوداويين وجهه مقطع و كأن الكلاب قد نهشت لحمه, حاولت أن أتدارى في الظلام أكثر, لا فائدة, لقد رآني بالفعل, بدأ بالتحرك في اتجاهي و اقترب بوجهه من وجهي ومد لي يده لكي أعطيه رفات الطفل, استجمعت قوتي و قمت بدفعه و تحركت بسرعة لكي أهرب منه, وصلت إلى السلم, كان خلفي مباشرة, حاولت الصعود, لكني تعثرت على السلم, عندها انكشف الكفن, لكنها لم تكن عظاماً كانت جثة الطفل كاملةً بشحمها و لحمها و كأنه قد مات منذ لحظات قليلة, فتح عيناه و قال لي: "ادفني" قمت بتغطية الجثة بالكفن مرة أخرى و سارعت بالهروب, خرجت من القبو و أقفلت الباب ورائي بإحكام, خرجت من المنزل بأقصى سرعة، ذهب إلى منزلي و وضعت جثة الطفل في غرفة من الغرف و أقفلت الباب عليها, أنا لوحدي في المنزل زوجتي في

 المستشفى و ولداي عند جدهم, كنت أسمع أصوات طرق على الباب من غرفة الطفل, بعدها أصبح الطرق على باب الغرفة التي أجلس بها, طرق هادئ و مرعب ... ارحل من هنا, أنا لن أفتح لك, أقسم أنني سأدفنك و لكن اتركني و شأني الآن, صمت الصوت فجأة, وضعت الوسادة على رأسي كي لا أسمع صوتاً, لا أدري كيف غفوت ... كوابيس لأطفال أدفنها, أمجد أخي و هو يحاول قتلي بسكين, بعد صراع استيقظت و أول شيء فعلته هو أنني إتصلت بأمجد لا أدري لماذا لكنه أول ما خطر ببالي, الهاتف يرن 

في الجهة الأخرى: مرحباً ... عادل! ماذا تريد لا شيء أريد الاطمئنان عليك أنا بخير, أهناك شيء آخر تريده أجل أريدك في موضوع مهم و ما هو هذا الموضوع المهم؟ 
لما لا تأتي عندي؟ عندما تأتي ستعرف أنا مشغول و ليس عندي وقت لك أخوك يريدك يا أمجد, أنت تعرف حجم المصائب التي أعانيها, أحتاج مساعدتك ألن ننتهي من تخاريفك هذه؟ أشباح و لعنة و ساحر, (صوت ضحكه الساخر زادني حنقاً) هل أنت مجنون ياعادل؟ أردف بعد الضحك أنا اقول لك أنني أحتاج مساعدك و أنت تسخر مني! حسناً يا عادل سوف آتي لنرى ماذا تريد. بالفعل, عندما حل المساء سمعت صوت سيارة أمجد, خرجت لاستقباله, نزل من السيارة و قال ها أنا ذا, ماذا تريد؟ ألم تعلم بما حدث للشيخ نعمان؟ قلت له, لقد مات ... من نعمان هذا؟ قالها و كأنه لم يتفق معه على أذيتي ... ألم أخبرك عنه من قبل؟ أنسيته بهذه السرعة؟ ... أجل أجل لقد تذكرته, حسناً و إن يكن, هذا لا يهمني و لقد أخبرتك أنه


رجل نصاب من قبل, لقد أحضرتني إلى هنا فقط لتخبرني أن هذا الرجل النصاب قد مات؟ لقد جننت بالفعل يا عادل لقد أحضرتني كل هذه المسافة لتخبرنني أن هذا الساحر اللعين قد مات! قل لي ماذا تريد بالفعل يا عادل و أنا سوف أساعدك, سوف أقول لك أنا أريد أن أبيع المزرعة و أن أرحل من هنا, و أنت أولى من الغريب بها و أنت تريدها أيضاً أليس كذلك؟ ... أريدها! أنت تعلم أنني لا أملك شيء من المال مقارنة بك و تريدني أن اشتري مزرعتك بأكملها؟ إلا إذا كنت تريد أن تعطيني إياها كهدية, و لكن اطمئن أنا لا أريدها, ألن تخبرني بصدق بما تريده يا عادل؟ ... حسناً اجلس لنتناول الطعام سوياً, أنا أجلس وحيد في المنزل كما تعلم ... لا ليس عندي وقت و لكن صدقني سوف آتي كثيراً في الأيام المقبلة, سوف آتي ... أتعلم يا عادل اعتقدت أنك تغيرت و لكنك


 أخرق كعادتك ... أنا أخرق لماذا؟ ... من غيرأي سبب أنت أخرق إلى اللقاء. تركني أمجد و غادر, بعد فترة قصيرة اتصلت به: نعم ماذا تريد مجدداً؟ أنا فقط أردت أن أخبرك أنني أرسلت لك هدية هدية! ما هذه الهدية فقط أخبرني, أتقبل هديتي؟ 

.....


صاحب اللعنةWhere stories live. Discover now