عيناي توسعت قليلاً، نهضتُ من مكاني ووقفتُ، شعرتُ وكأن فتيل المصباح الذي بعقلي اشتعل فجأة وأنار بصيرتي. هتفتُ بفرحة من إكتشف كنزاً: "أنتَ محق!"
"مهلاً مهلاً، هذا لا ينطبق في جميع الحالات، إن كان.."
"إخرس! لا تقتل سعادتي المؤقتة، ها قد وجدتُ منهجاً جديداً أسير عليه، فلا تمزق صفحاته قبل أن أجرّب حتى!"
فتح فاهه قليلاً بسبب تعجبه، ثم أغلقه. لم يجد رداً، لذا اكتفى بابتسامة ضئيلة شعرتُ بأنها تسخر منّي. أعارني ظهره ومشى بعيداً، تتبعته بعينيّ حتى اختفى تماماً عند عتبة المتجر التابعة لمحطة الوقود.
ذاك الشاب! لم أسأله عن اسمه بعد، ربما كنتُ لأفكر في الإقتراب منه لو لم أكن واقعة في غرام أحدهم بالفعل. لكنه لا يناسبني على كل حال، أظنه شخص يصعب التعامل معه. شخص لا أستطيع التطلع إليه كصديق حتى.
آه تباً لي! لمَ أفكر بهذه الطريقة؟
كنت على بُعد شعرة من التعرض للإغتصاب وأنا ما زلتُ أفكر بهراء كهذا.
"ليتو!"
أدرتُ رأسي للجهة الأخرى، إنه عند الجانب الآخر من الشارع. الدموع تجهزت بسرعة لمجرّد سماعي صوته!
إنه هنا! استغرق خمسة عشر دقيقة تقريباً ليصل إليّ بعد مكالمة هاتفية قصيرة ذكرتُ فيها: "إنه دميتري، اكتشف أمرنا!"
مشيتُ الخطوات القليلة نحو حافة الشارع وراقبته يقطعه نحوي، بعينين تتدفق منها دموع بائسة نظرتُ إليه، هو كحالي عيناه عكست الألم واليأس ريثما يتفحصني.
كيف هو مظهري الآن؟ هذا ما كنت أفكر به، هل يبالغ في نظراته العطوفة تلك، أم أنني فعلاً أبدو بهذا السوء؟!
"ماذا حدث بالضبط؟" قال فور اقترابه منّي، لكني لم آبه لإجابته بقدر ما اهتممتُ بالإندفاع نحوه مُطالبة بعناق؛ كنتُ وما زلتُ مشتاقة إليه.
دارت ذراعاي حول وسطه وألصقتُ وجهي بصدره، عيناي المغلقة لم تمنع انسياب الدموع منها، والتسبب ببعض الفوضى على قميصه.
دون تفكير بليغ، بدأتُ أهذي هذياني المعتاد بين ذراعيه: "لا تعلم كم اشتقتُ إليك! لم أتوقف عن التفكير بك لوهلة، كنتُ أحتاج لقاءك بشدة."
لا مانع لي في التصرف كعشيقة له بعد أن تسببتُ في فضيحة لكلينا، تباً كم أحتاجُ لمراجعة مبادئي! إنّي أسقط في جرف عظيم من البلاهة، كما هم باقي الأحباء، اللواتي تعبتُ وأنا أستهزأ بهم. لكني أتجرع من ذات الكأس الآن!
سايَرَني لفترة قصيرة وبادلني هذا العناق، لكن بحرارة أقل من طرفه، ثمّ أمسك وجهي ودفعني للوراء قليلاً.
YOU ARE READING
للمغفرة
Fanfictionالتقطها بأصابع حذرة اعتادت لمس الألماس والذهب، كيلا تنزلق كحبات لؤلؤ هاربة منه مخافة أن يثقبها، فتخسر جوهرها. عندما حادت عنه تهربا من وجهه الذي اقترب، لحقها ومال عليها حيثما مالت. 〞كنتُ ألمع في عينيك أكثر من أي جوهرة نفيسة لمستها يداي. وما أقسى أن أ...
