part 1

21 0 0
                                    

لماذا يحدث لي هذا ؟!اردفت تلك الصغيرة بحزن بعدما كسرت لعبتها
واذا بصوت حنون يدق مسامعها ويحتويها بين ذراعيه:ما بال عزيزتي ؟لما تبكي اميرتي؟
ردت عليها بصوت يرتشف كوب البكاء:لقد كسرت لعبتي،لم اكن اعلم ان خسارة الأشياء صعبة هكذا
فتحت تلك عيناها على مصرعيهما وهي تحتضنها لا تعلم ما ان كانت بوعيها ام لا،كيف لطفلة ان تقول هذا ؟ قالت داخلها بتعجب،بينما تبتسم لها بتصنع وقالت:نستطيع شراء اخرى عزيزتي
ردت عليها جوليا:ولكنها هدية من صديقي جون ماذا سأقول له عندما يعود؟ وانا وعدته بالحفاظ عليها حتى نلتقي

عودة إلى الوراء قبل ثلاث سنوات:
في صباح يوم مشمس، تسللت اشعةالشمس من الشباك، واستيقظت الأم على صوت الهاتف يرن واذ كانت سيليا تتصل بها،بقيت تبادلها اطراف الحديث ثم قالت بنبرة جدية:عزيزتي اريد ان اخبركي انني سارحل قريبا من البلاد واريد ان اودعك وجون ايضا يريد الإلتقاء بجوليا
قالت الأم بنبرة يتخللها الحزن:حسنا كما تريدين ،فلنلتقي بالمقهى

بعد ساعتين وصلت سيليا الى المقهى المتفق عليه تنتظر صديقتها وهي تكتم عبراتها لتودعها،دخلت الام الى المقهى لتنادي:سيليا (وهي تلوح بيديها)
اتجهت نحوها ومشاعرها تتضارب فهي متسائلة عن البلاد التي ستذهب اليها صديقتها وحزينة كذلك لفراقها
جلست وهي تصطنع ابتسامة وتحاول عدم اظهار الحزن لصديقة طفولتها
كارولين(ام جوليا):مرحبا عزيزتي، كيف حالك ؟
سيليا:بخير لرؤيتك
كارولين:ولكن ما سبب رحيلك المفاجئ هذا؟
تنهدت الأخرى بعمق لتقول: حسنا..( وهي تزفر الهواء وتحاول التحكم بدموعها ) كنت طوال الأشهر الماضية احاول التظاهر بالسعادة ولكن انا اتمزق كل يوم من الداخل ومنذ وفاة زوجي وانا اقاوم فقط من اجله واجلكي
كارولين:حبيبتي انتي تخيفينني ،ومن الذي تقاومين من اجله ؟
قالت بينما تؤشر على ابنها الذي يلعب مع جوليا هناك: انه هو ( وقد خانتها دموعها ) وانزلت رأسها بهدوء ليغطي شعرها وجهها
كارولين بقلق:لماذا ...تكلمي ماذا يحدث ؟
رفعت رأسها لتقابل عينيها: انه مريض...انه مريض ويجب علي السفر لكي اعالجه او سوف افقده...
فتحت الأخرى عينيها بصدمةوقالت:وكم تستمر مدة العلاج ؟
ردت عليها بابتسامة مكسورة: لا أعلم...ربما سنة،سنتين،عشر سنوات وحتى ان تعافى لا استطيع الرجوع، وضعت يديها على يدي التي تقابلها وقالت بإبتسامة :ولكن عديني انك لن تنسيني وحاولي ان تنسي جوليا فراقها مع جون واريد ان اخبركي انني احبك وانتي من جعلتيني اتمسك بهذه الحياة

وقفت وجلست الى جانبها تحتضنها بقوة ولازالت تحاول كتم دموعها التي تكاد تخنقها لكي لا تشعر صديقتها بالم الفراق
ثم امسكت بكتفيها ونظرت بعينيها وقالت: عزيزتي اياك والاستسلام من اجل صغيرك ومن اجلي واعدك ااني لن انساكي وسنلتقي يوما ما لن تفرقنا سوا الموت وسيكبر جون ويرد لكي جميلكي انا اعدك
احتضنت صديقتها
نظرت الاخرى الى ساعتها وقالت :حبيبتي علي الذهاب الآن فطائرتي سوف تقلع بعد ساعتين قالت كلامها وهي تحتضنها بقوة اكبر ثم تنهدت بحزن
نادت على صغيرها :عزيزي جون هيا فلنذهب لقد تأخرنا
جون:انا قادم امي
قال بكل براءة وهو يخاطب الصغيرة جوليا :جوليا الى اللقاء انا ذاهب
ذهب وهو يركض باتجاه والدته
وقال باستغراب :لقد اتي...اوه امي ما بكي هل كنتي تبكين؟
قالت الام بابتسامة مصطنعة وهي تمسح عينيها:كلا عزيزي ولما قد ابكي والآن ودع الخالة كارولين
اتجه كما امرته امه وعانقها ولكن هو لا يصل الا عند خصرها وقال بكل براءة :،مع السلامة خالتي
نزلت لمستواه و وضعته بين احضانها وترد عليه قائلة:مع السلامة حبيبي
سيليا :وماذا عن جوليا
جون:ولكن امي لقد ودعتها ،بينما ينظر الى الارض بخجل
سيليا:هيا حبيبي هيا...وماذا لو حزنت لأنك لم تودعها
توجه الآخر الى ما طلبته والدته ليعانقها رغم حزن الوضع لكن مظهرهما يبعث الطمأنينة
وقال لها: وداعا.....حبيبتي (بهمس)
لتحمر تلك الصغيرة من الخجل
مع انهم في ربيعهم الخامس ولكن ربما تشكل حب بريئ بينهما ولا نعلم ان كان سيستمر او سيفرقهما القدر
جرت الام ابنها وكانت على وشك المغادرة حتى قاطعها صوت ابنها :اوووه،امي لقد نسيت شيء،انتظريني وسوف اعود
توجه ذلك الصغير نحو حبيبته كما يسميها واعطاها لعبة صغيرة وهي عبارة عن دب صغير على شكل ميدالية
وقال بينما وضعها بين يديها :احتفظي بها حتى نلتقي من جديد ...هل هذا وعد ؟
قالت جوليا:نعم...انه وعد
ركض نحو والدته واستدارا بينما يلوحان للذين تركوهم خلفهم وذهبوا نحو رحلتهم

شوارع بوسان Where stories live. Discover now