الفصل الأخير ❤️

663 76 27
                                    

بعد مرور العديد من السنوات...

كسى اللون الأسود، و الرمادي على الكوكب،رائحة حرق القمامة منتشرة في المكان بأكمله، الذباب، و الحشرات في كل مكان، و لكن لنقترب قليلًا من هذا الشارع المكتوب على رأسه يافِطة بأسم 'شارع الشبح(شارع القمر سابقًا) '، كل شيء في هذا الشارع أصبح مُهمَل للغاية، الحدائق أصبحت كئيبة، كل المنازل ملونة بالأسود، و الرمادي، و الأزرق القاتم.

على حانة غريبة الشكل، خشنة المظهر، مكتوب على وجهتها بعض الكلمات الغير مفهمومة، جلس رجال الحي كلًا منهم في مكانه بعشوائية بحتة، ضايفهم النادل بالمشروب الرسمي الجديد للكوكب ألا و هو ' المرار الطافح'، جلسوا جميعًا حول شاشة التلفاز، و هم فاتحين أفواههم ببلاهه، يشاهدون مباراة كرة القدم.

جلست جميع نساء الحي لإحدى المنازل، يلبسون الأسود، فعلى الرغم من التغيير الجذري الذي حدث بالكوكب، لكن الشيء الوحيد الثابت هو' يوم الهرمونات'.

جلسن في حلقات على شكل دائرة، يبكينّ و يشهقنّ بقوة، خرجت من بينهنّ صاحبة المنزل بجملة واحدة، و شهيرة في مثل هذا اليوم، قائلة:
_ منك لله يا زمردة.

لم تكمل جملتها، حتى أصبحنّ جميعهنّ ينطقنّ بنفس الجملة، علت أصواتهنّ حتى عنان السماء.

بإحدى المنازل كانت جالسة فتاة صغيرة جميلة الشكل، بشعر أصفر طويل، عيون زرقاء جميلة، كانت تلعب بألعابها الصغيرة في غرفتها، عندما تهادى إلى مسامعها صوت نساء الحي، و صريخهنّ، و عويلهنّ ركضت الفتاة مسرعًة إلى أحضان والدتها محتضنة إياها بقوة، التفتت والدتها تجاهها لتقول بشيء من الحدة:

_ ايه يا ليلو، بتجري كدا ليه يا حبيبتي، كنتي هتوقعيني.

شددت ليلو الصغيرة من أحتضانها أكثر، قائلة بخوف:

_ يا مامي، الستات اللي تحت دول عمالين يصوت، و انا خفت منهم جدًا، حتى إنهم بيقولوا كلام مش مفهوم.

نزلت والدة ليلو بجزعها حتى تكون في مستوى الصغيرة، ربتت على رأسها بحب، قائلة:
_ متقلقيش يا حبيبة مامي، دا طقس من طقوس ستات الكوكب و لازم يعملوا.

نظرت لها الصغيرة بعدم إقتناع، قائلة:
_ طب ما حضرتك من ستات الكوكب و مبتعمليش زيهم.

تنهدت والدة ليلو بحزن، لتربت على رأس و كتفي إبنتها بحب، قائلة:
_ ليلو حبيبتي، دا موضوع كبير جدًا و مش هينفع أحكيلك عليه دلوقتي، ممكن تسيبيني أخلص الأكل دلوقتي و أحكيلك عليه بليل؟!.

تذمرت ليلو بشدة و هي تحاول إقناع والدتها، و لكن تمسكت والدتها بقرارها، فهى تفكر كيف ستقص على إبنتها ما حدث!.

مر اليوم سريعًا على والدة ليلو، التي كانت تفكر في مهرب من سؤال ليلو، و بطيئًا على ليلو التي كاد الفضول ان يقتلها.

نوفيلا/ كوكب للنساء فقط! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن