الفصل الثالث❤️

573 62 7
                                    

في احد الأيام، خرج يوسف من منزله الجميل الذي وفرته له أماليا، وجد الكوكب يخيم عليه الحزن، جميع فتيات الحي مجتمعة على المقهى الخاص بزمردة، يرتدون ألوان غامقة مثل : الأسود، البني، الأزرق، تلك الألوان الذي لم يرى فتاة منهنّ ترتديها من قبل قط!!

هرول حتى أقترب من المقهى ليرى جميع الفتيات يبكون بنحيب كبير جدًا، شهقاتهنّ تصل لعنان السماء، عيونهنّ جميعًا حمراء من كثرة البكاء، سألهنّ بقلق جم:
_ ايه مالكم يا بنات ايه اللي حصل؟!

توقفنّ جميعهنّ عن البكاء لثوان ينظرنّ اليه، ثم أكملنّ بكائهنّ بحدة.

صرخ فيهنّ يوسف بنفاذ صبر :
_ ما حد فيكم يرد عليا، مالكم بتعيطوا ليه كدا و قالبينها مناحة ليه؟!

ردت عليه إحدى الفتايات بصوت باكي حزين:
_ يعني انت مش عارف.

نظر لها يوسف بإستغراب قائلًا:
_ أنا لو عارف كنت هسألكم ليه؟!

لوت شفتيها بحنق قائلة:
_ أكيد طبعًا مش عارف، و انت فاضي تعرف حاجة عننا.

مسح يوسف على وجه بقوة، فالنساء هنّ النساء، حتى إذا كنّا على كوكب أخر، أقتبس إبتسامة مزيفة ليرد عليها بهدوء:
_ أنا أسف جدًا، أكيد مش هكرر المرضوع دا تاني، ممكن بقا تقوليلي بتعيطوا كلكم ليه؟!

رفعت كتفيها بلامبالاة، لترد عليه ببساطة:
_ عادي النهاردة يوم الهرمونات!

فتح يوسف عينيه على وسعهما، يحاول إستوعاب ما قالته تلك الفتاة، ذهب سريعًا إلى منال، ليراها ترتدي فستان بني طويل، و تربط رأسها بوشاح، و هي تبكي حتى صارت عيناها حمراء كالدم، ركض اليها بسرعة، ليسألها بلهفة:
_ ايه اللي بيحصل دا يا منال، و ايه موضوع يوم الهرمونات دا؟؟.

نظرت له منال بحزن مختلط بحماس، بتركيبة عجيبة، قائلة:
_ دا يوم تحفة يا يوسف بجد، بيلبسوا غوامق كلهم، و يقفلوا كل حاجة و يقعدوا يعيطوا، بجد الموضوع دا حلو جدًا، حاول كدا تعيط انت كمان هتلاقي نفسك إرتاحت جدًا.

وضع يوسف يده على رأسه بيأس، قائلًا في نفسه:
_ صنف بيعشق النكد زي عنيه!.
_______________________________________

وضع يوسف القليل من الثلج على رأسه، أمامه الكثير و الكثير من فناجين القهوة، يحول بشتى الطرق تخفيف الصداع الذي حلّ برأسه و لكنه لا يستطيع، فمنذ الصباح و كل فتيات الكوكب يبكون و بحرقة، حتى إنه أصبح مشفقًا على أحبالهنّ الصوتية، حاول كثيرًا تفكيك الجهاز الذي أمامه، و تركيبه مرة أخرى، و لكنه كالعادة فشل، فمنذ وصوله لهذا الكوكب و هو يحاول تصليح الجهاز الوحيد القادر على توصيله بكوكب الأرض!!.

كانت تراقبه من خلف زجاج مكتبها بدقة، تدرس كل تحركاته و تحاول حفظها، أقتحمت صديقتها الجديدة منال عليها خلوتها بسؤالها المدهش:
_ نفسي أعرف بتحبي فيه ايه؟!

نوفيلا/ كوكب للنساء فقط! Where stories live. Discover now