الغضب

375 24 6
                                    

الغضب هو عاطفة قوية، يحفز الناس على معالجة مشكلة ما بشكل استباقي وحاسم، ولكنه أيضا يمكن أن يكون مدمراً للشخص والآخرين بشكل كبير، فالاتجاه الذي يتخذه غضبك يعود لك في النهاية ويؤثر على حياتك وحياة من حولك.
من الجدير بالذكر أن الغضب هو انفعال يحدث للانسان عند غليان دم القلب، لسبب او لاخر، وله تأثير جسدي وعقلي ونفسي على الإنسان، ويشمل التأثير الجسدي، زيادة في سرعة ضربات القلب مع ارتفاع في ضغط الدم.
ومن الممكن ان نقول ايضا ان الغضب هو عبارة عن حركة استجابة سريعة استباقية إلى حد ما من المخ، ويصبح الغضب الشعور السائد سلوكيا وذهنيا عندما يحاول الشخص تغيير وضع لم يختاره ولا يفضله بالقوة او دون التأنى والتخطيط، ويمكن أن يؤدي الغضب إلى مضاعفات وآثار جانبية كثيرة على العقل والبدن.

التغلب على الغضب :

اقبل موقفك ووضعك:

يمكن أن يساعد ذلك بشكل كبير في السيطرة على الغضب الناتج عن إنكار الوضع وعدم قبوله، وبعد قبول الموقف الذي يغضبك وعدم التنكر له، يمكنك البدء في العمل على خطة للتعامل مع الموقف أو المشكلة، على سبيل المثال، حاول أن تقبل وضع صديقك الجديد الذي أخذ مكانتك في العمل، واعمل على التفوق عليه دون الثورة والغضب المباشر الذي قد يثير المشاكل ويؤدي إلى ابعادك عن العمل بوسيلة أو بأخرى.

هدئ نفسك:

من السهل أن تتورط في غضب وتسمح لنفسك بالخروج عن السيطرة، ولكن بدلًا من ذلك، خذ نفسًا عميقا، وحاول ان تنصرف عن المكان لبعض الوقت، فقط افعل ما يناسبك لتهدئة نفسك، يمكنك أن تأخذ حمام ساخن وان تفكر في الأوقات الجيدة او اي شيء اخر...

انظر الى المشكلة وسببها:

فكر في سبب المشكلة أو ما يجعلها مشكلة مزمنة وصعبة، فإذا كنت غاضبًا بشأن إجراء قام به شخص ما، فحاول فهم وجهة نظره.

يجب أن تدرك تداعيات غضبك:

يجب أن تكون قادراً على رؤية المشاكل التي يسببها الصراخ أو التهديد أو كسر شيء ما بسبب الغضب الشديد.

وضع حدود للغضب:

استخدم قوة غضبك لوضع حدود لنفسك، يجب أن لا تتجاوزها أو تخرج عنها، وعليك الحفاظ على حدود حازمة، في سبيل تحقيق الأهداف التي تريدها.
نظرًا لأن الغضب قد يؤدي إلى إرباكك وشل قدرتك على التفكير، فقد تساعدك النصائح السابقة على إعادة توجيه قوة غضبك نحو تحقيق الأهداف البناءة بشكل مستمر.

الغضب في علم النفس:

ينظر علماء النفس الى الغضب على أنه شكل من أشكال رد الفعل و التعامل مع التهديدات الحياتية المفتعلة وغير المفتعلة، وهناك أنواع للغضب، منها الغضب السريع والمفاجئ، وهو نوع أو وسيلة مشتركة بين جميع المخلوقات أي بين البشر والحيوانات ايضاً.
وهناك ايضا الغضب المتعمد او كما يسمية البعض الغضب المتاني، و النوع الثالث من الغضب، تجد أنه مرتبط أكثر بالمميزات الشخصية أكثر من الغرائز الفطرية، بالاضافة الى ما سبق، يعد التهيج ايضاً من انواع الغضب الشديد.

هل للغضب أثار إيجابية؟

الغضب يمكن أن يكون إيجابياً في بعض الأوقات، وذلك عندما يؤدي الغضب الى تعزيز المصير النفسي نحو تصحيح السلوكيات الخاطئة، وإتاحة الأمور الصحيحة، مثل الغضب لأجل تحقيق العدالة الاجتماعية والانتصاف من المظالم، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يكون الغضب مدمر لكل شيء وذلك عندما لا يتم التعبير عنه بشكل سليم ومناسب.

الأثار الجانبية للغضب على الفرد:

هناك عدد من الآثار الجانبية للغضب، منها تأثيرات خارجية واخرى فسيولوجية جسدية، ومن التاثيرات الخارجية، أنه تتأثر عضلات الوجه والهيكل العظمي عند الغضب، وتلاحظ أن الوجة محتقن، وعضلات الجبين تتحرك إلى الداخل وإلى أسفل.
غير أن فتحتى الأنف تنفرش باستدارة، بالاضافة الى حدوث التوتر في عضلات الهيكل العضلي للإنسان، وتحدث في نفسية الفرد إجراءات تحذيرية للتحضير لوضعية الهجوم والدفاع، ويصاحب التغيرات السابقة شعور بالقوة المفرطة والثقة في النفس، غير أنه يضعف الغضب المفرط من قدرة الفرد على معالجة المعلومات وحل المشكلات والتحكم في السلوك، وهو ايضا يفقد الشخص حسن التدبير والتفكير، ويمكن أن يسبب ضررا للآخرين.
ومن الآثار الجسدية غير الصحية التي تحدث للإنسان عند الغضب، تدفق الدم وزيادة معدل ضربات القلب وزيادة نسب التعرق بالاضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة نتيجة لتدفق الدم بشكل غير طبيعي في حالات الغضب الشديد.

تأثير الغضب على المجتمع:

بالطبع يتأثر المجتمع بأكمله نتيجة للغضب، فإذا لم يتحكم كلاً منا في غضبة ويستثمر قوة غضبه لاتخاذ القرارات السليمة، يتأخر المجتمع بأكمله ويعود الى الوراء بسبب التسرع وعدم القدرة على التحكم في الغضب.
غير أن هناك بعض الناس الذين يفضلون الغضب للخروج من المشاكل التي تواجههم دون ذنب.
فتجدهم دائما ما يتجهون الى الصراخ والخناق لتجنب المشكلات التي تقع على عاتقهم، فتكون نتيجة ذلك نتيجة عكسية، حيث يؤدي ذلك الغضب الى تفاقم المشكلات، والبعد عن واقع المشكلة وأساسها، مما يؤدي إلى صعوبة التغلب على المشكلة، ويؤدي ذلك في النهاية الى مجتمع ناقص ومتخلف ولا يستطيع الإنتاج في ظل تجنب المشكلات والفشل في القيام بحلها والتغلب عليها.




.....................
تتوقعون العصبيه هي نفسها الغضب؟!

علم النفسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن