جرح يلتئم💔

304 33 1
                                    

المطر ينزل بغزراة ...و كأن السماء تبكي و تتألم .....رائحة التراب التي أعشقها تغطي المكان ....و كل الناس حولي تجري لتحتمي ....فمنهم من يلجأ إلى الأزقة و منهم يجلس تحت  محطات الحافلات ....أو تحت الأشجار أو في مواقف السيارات .....
و منهم من يملك مظلات و كأنه يحس بألم تلك السماء ....ياليت في الحياة مظلة نحتمي فيها من كل الأحزان و الآلام ...و لكني أستمتع وسط كل هذا....هذا الجو بالذات أعشقه ....رغم أنه يبعث في الكآبة و يجعلني أشعر بالحزن ....لكني لازلت أحبه و أشعر بالحنين إليه كل مرة ....خاصة بوجود قهوتي العربية الحلوة ...التي ترسل لي بخارها الدافئ ليغطي وجهي حين أشتمه ....صحيح أننا في عز الشتاء لكن قهوة واحدة تكفي لتدفيني و ترجع لي كل الأمور الجميلة التي عشتها و لا ننسى المأساوية
أتذكر كل شيئ و كأنه يحدث الآن
حين تقدمت لي و أخبرتني أنك تحبني و تريدني أن أكون أم أطفالك و شريكة حياتك ...و جلسنا نتبادل الجمل رغم أني كنت في عالم ثاني غير مصدقة ...وعدتني أن تحميني و تجعلني ملكة زماني كما قلت وعدتني أن تساندني و تقف بجانبي ...وعدتني بالكثير حتي أحسست أن حبك لي فاض من الكأس ...جعلتني أتأمل و أبني بيتا له زوج لن يفرط بي و أطفال كنت قد بدأت أساءل عن أسماءهم ....أتعلم لازلت أذكر أنك طلبت القهوة المُرة رغم أني لا أحبها و لكني شربتها و أحسست بحلاوتها اللذعة لأنك سحرت عقلي بكلماتك ....حين عودتي للبيت ذهبت مباشرة لغرفتي أدور بنفسي و أدور و أنا ألبس شالا أبيض فوق رأسي و أتخيل عرسي ...نعم فعلت لأني كنت أحبك و لكني انتضرت و كم انتضرتك لتأتي لي في الحلال فذلك مطلب كل بنت عفيفة ....اتصلت بكل صديقاتي و عائلتي و كنت  أبتسم كثيرا حتى فكي قد آلامني لم أستطع تصديق أن من أحببته آت لطلب يدي ....استعددت للتسوق لأجلب كل شيئ أحتاجه فلا أريد ليوم كهذا أن ينقصه شيئ
...كنت أفكر أن أشتري فستانا و قد احترت أي لون سيعجبك و جلست أفكر و أفكر حتى غلبني النعاس و بالغد لبست و تسوقت و أنا أضحك من قلبي و صديقاتي يمزحن معي و يخترن لي أجمل الفساتين ...لقد جلست لأسبوع أجهز و أنظف و أزين ...من فرط سعادتي ....لكني في يوم يسبق الخطوبة كنت سأذهب لأشتري الحلوى و لم أترك محلا إلا دخلته لكني لم أجد تلك الحلوى التي تحبها فقد لاحظتك تطلبها نفسها أكثر من مرة ...وصلت للمحل الذي وجدت الحلوى فيه و لكني يا ليتني لم أجدها لأنه بأول خطوة لي خارج المحل بعدما أزعجت صاحبه بكثرة مطالبي اصطدمت بجدار الحقيقة كنت مقابلا لي لا يفصل بيننا إلا الطريق ...رأيتك و أنا أفتح و أغلق عيناي غير مصدقة ...كنت جالسا و بجانبك فتاة شعرها أسود طويل ....جسدها أشبه بالمثالي و كانت جميلة لن أنكر ذالك .....كنت تمسك يدها و تغازلها ....كنت تلمسها !!!!
و أنا التي حسبتك صاحب أخلاق لا يدخل البيوت إلا من أبوابها ....و لكنك جعلتني غطاءا لنذالتك ...أنا التي صنت نفسي من الذئاب أمثالك ...و ابتعدت عن كل علاقة قد تغضب ربي ....تأتي أنت لتدخلني لعالم أخر بكذبك و خداعك ...قد تألمت كثيرا كنت أبكي و دموعي كانت غزيرة كمطر اليوم ...أمسك بصدري من جهة قلبي متحسرة عن كل الحب الذي خنته و عن كل أحلامي التي حطمتها و لكن تقدمت إليك بخطوات ثابتة و حينما وفقت أمامك قد أخرجت تلك الحلوى التي حفت قدماي لأشتريها فقط لأنك تحبها ...أخرجتها  لتحط فوق وجهك ...و لكنها في الأخير كانت مفيدة ...بعدها  جريت نحو الحديقة الجميلة  التي أجلس فيها الآن ...فهاأنا أجلس في نفس المكان و نفس المقعد و لكن ليس بنفس الجرح الذي كان ينزف ...فجرحي قد التأم و إن ترك بعض الندوب لكن لا بأس...لا بأس فهذه هي الحياة لابد أن نتألم فيها و الأهم
نتعلم أن الحياة ...
وجهان لعملة واحدة تحمل الألم و الأمل في نفس الوقت و لابد لنا أن نعيش الأحزان لنجد السعادة في نهاية الطريق و تأكد بأن من يدين يدان و من يجرح سوف  يُجرح يوما ما و لا تنسى أن الله قد يكتب لنا الحزن في منتصف طريقنا للسعادة لكنه يعلم مسار حياتنا و الأفضل بالنسبة لنا و ما أحزنك الله إلا لأنه يريد الخير لك ❤❤❤

علمتني الحياة ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن