المبني للمجهول

295 17 17
                                    

«… وأعين تترقب بشوق أن تُفتح الأبواب.»

هكذا أفضل! 

كدت أن أكمل الكتابة لولا أن عقلي الفرساني المتسائل أوقفني… يا تُرى ما إعراب (تُفتح)؟

____________________

هل فكرتم كيف يُعرب الفعل المبني للمجهول؟ 

حسنًا، ليس عليكم التفكير كثيرًا! الفعل المبني للمجهول يعرب كأي فعل عادي،
إن كان مضارعًا لم يسبقه ناصب ولا جازم فهو مرفوع، إن وقع في محل نصب فهو فعل مضارع منصوب وإن وقع في محل جزم فهو مضارع مجزوم كذلك، بهذه السهولة!

هلَّا أخذنا بعض الأمثلة؟ 

يُطرقُ بابي كل يوم في الثانية عشرة.

يُطرقُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مبني للمجهول.

أن يُطرقَ بابك في الثانية عشرة أمر مخيف!

يُطرقَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مبنيٌّ للمجهول.

لم يُطرقْ بابي في منتصف الليل اليوم.

يطرق: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وهو مبنيٌّ للمجهول.

حمدًا لله أنه لم يُطرق! الآن، ماذا عن الفعل الماضي؟ الأمر نفسه مع الفعل الماضي، يُعرب إعراب الفعل المبني للمعلوم، مثلًا: 

رُعِبتُ حين سمعت طرق الباب، وصُدِمَ أخي حين صرخت:

رُعِبْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، وهو مبني للمجهول.

صُدِمَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مبني للمجهول.

بالتأكيد سأُرعب! بالمناسبة، أتعلمون أين الفاعل في الجملة الأخيرة؟ أخطأت! أقصد أين نائبه!

دعوني أوضح، قول أن الفعل مبني للمجهول أي أن فاعله غير معروف، لا فاعل في الجملة، لذا عند بناء الفعل للمجهول يُحذف الفاعل ثم يُصبح المفعول به (أو المفعول به الأول إن كان في الجملة مفعولان) نائبًا للفاعل.

نائب الفاعل يُعامل معاملة الفاعل تمامًا، يُرفع مثله ويأتي على الهيئات نفسها التي يأتي عليها الفاعل. 

تعلمون ما الأشكال التي يأتي عليها الفاعل؟ قد يكون اسمًا أو ضميرًا ظاهرًا (متصلًا أو منفصلًا) أو قد يكون ضميرًا مستترًا، وعلى هذه الصور أيضًا يأتي نائب الفاعل.

أَنأخذ بعض الأمثلة؟

يُطرق البابُ كل يوم في منتصف الليل: 

البابُ: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. (اسم ظاهر)

النافذتان فُتحتا في الوقت نفسه!:

فُتحتا: فُتحَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، ألف الاثنين: ضمير مبني في محل رفع نائب فاعل. (ضمير متصل).

قولُه تعالى: ﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾:

يُنصر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، واو الجماعة ضمير مبني في محل رفع نائب فاعل. (ضمير متصل).

ما رؤيَ إلا أنت!:

أنت: ضمير مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل. (ضمير منفصل).

(لتعلموا لمَ أعربت (أنت) نائبَ فاعل، راجعوا الفصل السابق (الاستثناء وأحكامه) -غمزة-) 

صوت مدوٍ سُمِعَ في أنحاء البيت:

سُمِعَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره (هو). (ضمير مستتر). 

قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾:

أبعثُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره (أنا). (ضمير مستتر)

صورة أخرى يأتي عليها الفاعل -وبالتالي نائبه- هو المصدر الموَوَّل.

(لتعرفوا ما هو المصدر المؤول وصوره، راجعوا فعل المصادر في كتاب (وصايا الفرسان) -غمزة أُخرى-)

كأن نقول: خُيِّلَ إلينا أن البيت مسكون، لذا رُئِيَ أن نغادره.

(أنَّ البيت مسكون): مصدر مؤول في محل رفع نائب فاعل،

(أن نغادره): مصدر مؤول  في محل رفع نائب فاعل.

ونهايةً، أتذكرون حين قلنا أن المفعول به الأول يصير نائبًا للفاعل إن كان الفعل متعديًّا لمفعولين؟ متأكدة من أنكم تذكرون! إذًا هيا نعرف مصير المفعول به الثاني بعد المفعول الأول الذي سَيُرقَّى!

(هل تعرفون إعراب سيُرقَّى بالمناسبة؟ *^*)

  

مثال: ظُنَّ طرقُ الباب مزاحًا.

ظُنَّ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة، وهو مبني للمجهول.
طرقُ: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وهو مضاف.

البابِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.

مزاحًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

أجل! يظل مفعولًا به كما هو!

مدهش! انتهى الدرس سريعًا! أرجو أنه كان خفيفًا مفيدًا، وإلى أن يأذن الله لنا بلقاء، أترككم في حفظه ورعايته. 💙

كانت معكم نبض اللغة المضطرب، نون...

مهلًا، أتسمعون صوت طرق الباب؟!

أنحاء النحوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن