أنحاء النحو

الأسماء الخمسة

الأسماء الخمسة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف حالكم يا رفاق؟😍
لِنستكملْ معًا رحلتنا بين أنحاء النحو. 😌

موضوعنا اليوم عن الأسماء الخمسة، عَلِمتُم سابقًا أن الأفعال الخمسة سُمِّيت بهذا الاسم لأن الفعل يأتي في خمس صور، هي: (يفعلون، تفعلون، تفعلان، يفعلان، تفعلين).
وكذلك قد سُمِّيت الأسماء الخمسة بهذا الاسم لأنها خمسة أسماء فقط، هي: (أب، أخ، حم، فو، ذو)،
الأمر يسير، أليس كذلك؟
(فو تعني فم، وذو بمعنى صاحب، وحم أي أب الزوجة أو الزوج)

إذًا فالإعراب الذي سيُذكر تاليًا تختصُّ به الأسماء الخمسة فقط دون غيرها.

تُرفَع الأسماء الخمسة بالواو، وتُنصَبُ بالألف، وتُجَرُّ بالياء.

شروط الأسماء الخمسة:
١- أن تُضاف إلى مضاف إليه أو ضمير (عدا ياء المتكلم.)
٢- أن تكون مفردة، فإذا جاءتْ جمعًا تُعرب كالجمع، سواء كانت جمع تكسير ككلمة (آباء)، أو ملحقة بجمع المذكر السالم ككلمة (ذوو).
٣- أن تكون مُكَبَّرَةً، وليست مُصَغَّرَةً ككلمة (أُخَيّ)، فهي تُعرب إعراب الاسم المفرد، فتُرفعُ بالضمة وتُنصب بالفتحة، وتُجَرُّ بالكسرة.

أمثلة:
-كُنْ صادقًا كأبِيكَ.
-أَغْلِقْ فَاكَ وأنت تأكل.
-ذو العلم يُحْتَرَمُ دائمًا.

في المثال الأول، جاءت كلمة (أبيك) مسبوقةً بحرف الجر (الكاف)، لِذلك جُرَّت بالياء،
وفي المثال الثاني جاءت كلمة (فاك) في موضع يستدعي النصب، فهي مفعول به، لذلك نُصِبَتْ بالألف،
أما المثال الأخير فقد بدأت الجملة الاسمية بكلمة (ذو)، أي أنها مبتدأ، والمبتدأ مرفوعٌ دائمًا، فرُفِعَتْ بالواو.

درس سهلٌ ويسير، أليس كذلك؟😍
تبقّت فقط بضع ملاحظات بسيطة.😌

اقرأوا هاتين الجملتين بتركيزٍ شديد:
-إنَّ أبي رجلٌ صادقٌ.
-إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ صادقٌ.

أيمكنكم التفكير قليلًا في إعراب كلمة (أب) المذكورة في الجملتين؟

الإعراب:
-أبي: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المُقَدَّرة، والياء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
-أبا: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة.

ألم أذكر سابقًا أن الأسماء الخمسة تضاف إلى الضمائر ما عدا ياء المتكلم؟😁
أي أنَّها تُعرب كالاسم المفرد إذا أُضيفَتْ إليه، كما في المثال السابق، فتُرفَعُ بالضمة وتُنصب بالفتحة وتُجَرُّ بالكسرة.

لنذكر مثالًا آخر:
-لا تَكُنْ كسولًا كأخي مُحَمَّدٍ.

يوجد معنيان للجملة ووجهان محتملان في إعراب (أخي)، أيمكنكم التفكير فيهما قبل استكمال القراءة؟😄

الاحتمال الأول: أن يكون محمدٌ أخا الشخص المتحدِّث، فتكون كلمة (أخي) مجرورةً بالكسرة -لأنها مُضافةٌ إلى ياء المتحدث- والياء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه، وحينها تكون كلمة (محمد) بدلًا مجرورًا بالكسرة، لأن البدل من التوابع التي تتبع المتبوع في الإعراب، أي أن كلمةَ (محمد) مجرورة ككلمة (أخي).

الاحتمال الثاني: أن يكون المتحدِّث يقصِد أخا شخْصٍ يُدعَي محمدًا، أي أن كلمة (أخي) تكون مجرورةً بالياء لأنها من الأسماء الخمسة -الياء هنا علامة إعراب الأسماء الخمسة لا ياء المتكلم- وتكون كلمة (محمد) مجرورة بالكسرة لأنها مُضاف إليه.

-كلمة (فو) بمعنى فم، ولكن (فو) من الأسماء الخمسة، وفم كلمة مفردة عادية.

مثال:
-وَضَعَتِ الطعام في فِيها وتلذذت به.
-وضعت الطعام في فَمِهَا وتلذذت به.

كلمة (فيها) مجرورة لأنها سُبقت بحرف جر، وعلامة جرها الياء لأنها من الأسماء الخمسة، أما كلمة (فمها) فمجرورة بالكسرة.

-احذروا كي لا يلتبس عليكم الأمر، فكلمة (ذو) قد تأتي بمعنى (هذا)، وهي في هذه الحالة لا تُعتبر من الأسماء الخمسة بالطبع.

مثال:
-فالناس حَظُّه هذا مَالٌ وذا علمٌ وذاك مكارمُ الأخلاقِ.
-كان صديقي ذا علمٍ واسعٍ.

كلمة (ذا) المذكورة في المثال الأول بمعنى هذا، ويمكن الاستدلال على هذا بالمعنى أو بالنحو، فكلمة (علم) المذكورة بعد (ذا) مرفوعة لا مجرورة، أي أنها ليست مضافًا إليه، مما يعني أن أحد شروط الأسماء الخمسة لم تتحقق، وأما المعنى فلا يكون صحيحًا إذا كانت (ذا) المقصودة من الأسماء الخمسة.
أما كلمة (ذا) في المثال الثاني بمعنى صاحب، هكذا تقتضي الجملة معنًى ونحوًا.

انتهى درسنا سريعا. 😍
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم به كما استمتعتُ أنا بكتابته.😌❤️❤️
كانت معكم الفارسة نجم.💕