-الرابع-

1.7K 92 6
                                    

عيون لا تنام // إيمان سالم

تقصد ايـــه ؟!
رائف وهو يتنهد بغضب ثم يغمض عينيه ويرجع لسكونه من جديد: ولا حاجة .... مع دخول ريم صمت كل منهم يفكر بمائة فكرة وفكرة وهناك طاحونة كبيرة تعمل في عقلها دون توقف تشعر بأنها تدور مثل اجنحتها في فلك دون توقف حتي انهكت تماما وتشعر بأنها عندما تتوقف يوما ما ستكون نهايتها لا محالة ولن تقاوم مجددا ستتعطل اجنحتها وتتوقف ويتوقف قلبها بالتزامن معا تشعر بأن تلك الفكرة اقتربت من التحقق لم ينتشلها من دوامتها المهلكة سوي صوتها الحاني: اشربي يا حبيبتي

تناولت الكوب بيد مرتجفه وهمست بود: مش عارفه اشكرك ازاي ثم عدلت من قولها مش عارفه اشكركم ازاي
رائف وهو ينهض المهم انك بخير دلوقتي، استأذن انا بقي وغادر الغرفة سريعا

ريم انا معملتش حاجة اشكري استاذ رائف ... يووه قصدي دكتور رائف
اتسعت عينيها وفمها معا متحدثه بتعجب: دكتور رائف!
ريم :ايوه يا بنتي دكتور تخيلي واحنا منعرفش ،شكله طيب جدا هو اللي طلب مني ادخلك هنا لم حس انك ممكن تكوني تعبانه
رحمه بصوت خافت: هو اللي طلب منك!! كتر خيره هو لسه في حد بيعمل خير كده !!
ريم بتقولي حاجة يا رحمة؟
رحمه وهي تضع الكوب علي الكمود المجاور لها: لا ولا حاجة
ريم طب ارتاحي بقي شوية وانا هبقي اجي اطمن عليكِ تاني
همست بإمتنان شكرا ياريم
ابتسمت ريم وهي تغادر وكأن الاخري ستراها

كانت ترتدي حجابها للخروج من الغرفة فهذا هو اليوم الوحيد الذي تخرج من جدرانها في تلك الساعه تحديدا وقت العصر انه التوقيت المحبب لديها والوقت الوحيد الذي تقضيه بالحديقة وباقي ايامها تكون حبيسه غرفتها، غادرت الغرفة تسير بخطوات متزنه تدق الارض بحذائها مازالت ترتدي في ذلك اليوم فقط حذاء ذو كعب عالي لا يناسب ظروفها مطلقا كونها لا تبصر لكنها تسرق كل شئ تحبه من الماضي في هذا الوقت القليل، اعتادت علي المكان وماعدا هناك شئ لا تعرفه في طريقها يؤذيها ....ابتسمت وهي تسير للخارج تشعر برغبة قوية لتشعر بإشعة الشمس تلامسها تريد الشعور بالدفء الذي يسكنها و يعمها حتي لو سويعات قليلة تكفيها وتكفي روحها المتجمدة حتي الاسبوع القادم دائما ما تؤمن بأن يوم الجمعه به ساعه اجابة وتتمني من الله ان تنالها يوما ما وقت جلوسها في مكانها المفضل اجتازت البوابة بمهارة وخطوات متواصلة حتي وصلت للحديقة ومنها لتلك الشجرة الضخمة المنفردة المنعزلة قليلا ثم للاريكة الخاصة بها فالكل يعلم وجودها في هذا التوقيت هناك فلا يزعجها احد وكل هذا بفضل ميسون بالطبع استنشقت الهواء والتفتت تجلس لكنها احست بشئ غير طبيعي تجلس عليه اطلقت صرخه كبيرة مع ابتعادها الغير مدروس والمفاجئ مما اطاح بقدمها فسقطت صارخه بقوة أكبر عندما ارتطمت رجلها بشئ ما لا تعلم ما هو

انتفض هو الاخر من نومته علي الاريكه مذعور لا يعلم كيف اصابه النعاس بتلك الصورة وفي الخارج تحديد وهو الذي ظن بأن النوم قد خاصم أجفانه فتلك الليالي قضاها في يقظه وألم، كان مرتبك أنفاسه عاليه ووجهه عابس لا يعلم ماحدث تحديدا إلا مع الصرخة العالية والتي تبعتها آخري ولا يعلم من تلك التي تصرخ ومماذا تصرخ ؟!
تحدث بصوت مرتبك لكنه جاف: مين هنا؟! وفي ايه؟!

عيون لا تنام «مكتملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن