الفصل الاول : أمُّ المصائب

Comincia dall'inizio
                                    

 " سينا , اعلم ان الامر صعب عليك لكن هذه هي الحال علينا الكفاح للبقاء على قيد الحياة"

غُرزت زوايا فمها عميقاً في ثغرها

" إذا لما لا نسعى للتغيير؟ "

"انا مدركة تماما لما يجول في مخيلتك الصغيرة من افكار لا عقلانية فوضوية وجوابي هو لا و ألف لا "

ما قالته صاحبة الهيئة الصارمة كان كفيلا بجعل سينا تبتلع كلماتها التي ارادت ان تنطق بها و  استسلمت بالفعل للعاصفة التي تجرها جرا الى حيث تجمعت جمهرة من الراهبات بملاءتهن السوداء وملامح الغضب تعلو سحناتهن خاصة تلك التي تتقدمهن، لم يكن صعبا على سينا ملاحظة ذلك رغم عدد الخطوات التي تفصلها عنهن

 ابتلعت ريقها بصعوبة ثم طأطأت رأسها و ثبت بصرها على الارض , لم تكن لديها وليس لديها الجرأة بعد لمجابهة الام او حتى النظر في عينيها، لأنه وببساطة هذا ما تقتضي القوانين، ومن يخالف سيعاقب أشد العقاب و سينا مدركة تماما لذلك عندما يتعلق الامر بشدة العقاب.

لم تكن نفسها ما تخاف عليه،  ابداً،  بل على ما سيحصل لميش ان اقدمت هي على العناد كعادتها , ربما يطرد كلاهما او يتم اعدامهما، ثلاثة أرواح، من يدري خاصة بعد الحال المزرية التي تمر بها الكنيسة، وعليه فان السكوت هو الحل الامثل

" انها لجرأة منك المغادرة دون إذن "

صوت خشن شديد الصرامة استقبلته اذناها جعل جسدها يقشعر، باعدت شفتيها وبينما هي مستعدة للتبرير استوقفتها نظرات حادة جعلت من الكلمات تتبخر في حلقها

 لا احد مستعد لسماع ما ستقوله لأنه و ببساطة لن يغير شيئا كالعادة

ابتلعت سينا اللعاب بخيبة

أن تكون مواطنا من أوستن هو الجحيم نفسه

لطالما أحببت ترديد هذه الجملة التي أصبحت رنانة وراسخة في ذاكرتي , في كل مرة أُحشر فيها في موقف كهذا وما أكثر تلك المواقف.

بعد مجازفة كدت أدفع ثمنها حياتي ها نحن ذا نستقل هذه العربة المهترئة الشبيهة بصندوق حديدي، متجهين الى حيث بؤرة الضجيج متخذين الطريق الاكثر بطئً باعتباره الخيار الوحيد المتاح للفقراء أمثالنا ، ونحن ببساطة مفلسون!

 لنعد بضع خطوات نحو الخلف لنعرف ببساطة سبب افلاسنا

السبب الرئيسي لوجودنا على هذه الارض التي نكن لأهلها حقدا دفينا منذ الازل هو تسول المال، ليس بالمفهوم المتكرر للتسول لكن لنعتمد مصطلحا اكثر اختلافا ورقة " طلب العون" بعد سنوات من العمل الانفرادي استسلم البابا للوضع المزري الذي يلف المقاطعة بشكل عام و الدير بشكل خاص ليتم بعدها نقلنا للمعبد الرئيسي للعاصمة لاستحالة تكفل ميزانية الدير بالعدد الهائل من الوافدين الجدد.

شمس أوستنDove le storie prendono vita. Scoprilo ora